أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء اليوم عن إطلاق المرحلة الـ 15 من الهجمات المركّبة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستهدفةً مواقع عسكرية ومراكز صناعية مرتبطة بالصناعات العسكرية في مدينتي حيفا وتل أبيب.
وأوضح البيان أن العملية الحالية تشمل أكثر من مئة طائرة مسيّرة قتالية وانتحارية، تركّز هجماتها بشكل رئيس على منظومات الدفاع الجوي في حيفا وتل أبيب، في إطار استراتيجية تهدف إلى إضعاف البنية الدفاعية للعدو الإسرائيلي.
وأكد الحرس الثوري أن وتيرة الهجمات الصاروخية الفاعلة على الأهداف العسكرية والصناعية ستتسارع، وستُنفّذ وفق الخطط المرسومة، في إشارة إلى استمرار التصعيد الميداني حتى تحقيق الأهداف المقررة.
وصباح اليوم، أعلن حرس الثورة الإسلامية الإيرانية عن انطلاق الموجة الرابعة عشرة من عملية “وعد صادق 3″، بهجومٍ متزامنٍ باستخدام طائراتٍ انتحاريةٍ مُسيّرةٍ وصواريخَ استراتيجية.
وأوضح الحرس الثوري أنه، وفي هذه العملية، تم استهداف مركز قيادة واستخبارات جيش النظام، القريب من أحد المستشفيات، بدقةٍ عاليةٍ ودقةٍ مُطلقة.
وشدد على أن القدرة الاستخباراتية، والقدرة على تحديد الأهداف التي تمتلكها القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أصبحت الآن أمام أعين العالم.
وأكد أن كافة مناطق فلسطين المحتلة تحوّلت إلى ثكنات عسكرية في حالة يائسة ومخيفة، مشيرًا إلى أنه تم إخلاء كافة المراكز العسكرية، ونشر جيش النظام منظوماته الصاروخية والدفاعية غير الفعالة في وسط المراكز الحضرية، وتغطية الأماكن العامة.
وأعاد الحرس الثوري التحذير من أن السماء بأكملها فوق الأراضي المحتلة أصبحت بلا دفاع، ولن يكون هناك أي مكان آمن، وجدد التأكيد على أن الجسد الميت للنظام الصهيوني لن يكون قادرًا على الصمود في وجه الضربات الاقتصادية.

وواصلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردّها على العدوان الإسرائيلي المتواصل، مطلقةً دفعات من الصواريخ الثقيلة والطائرات المسيّرة، التي اخترقت الدفاعات الجوية التابعة للاحتلال الإسرائيلي والقوات الأميركية، وبلغت أهدافها بدقة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن إيران أطلقت خلال الساعات الـ48 الماضية “أكبر موجة صاروخية حتى الآن”، شملت ما بين 20 و30 صاروخًا بعيد المدى. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الهجوم الأخير اتخذ طابعًا مزدوجًا، إذ نُفّذ باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة انتحارية.
وفي تفاصيل الأهداف، كشفت مصادر إيرانية أن الضربة استهدفت مركز القيادة والاستخبارات الكبرى للجيش الإسرائيلي (IDF C4I)، ومخيّم الاستخبارات في مجمّع “جاف-يام” التكنولوجي المحاذي لأحد المستشفيات الكبرى في تل أبيب، وهو مجمّع يضم آلاف الجنود، إلى جانب أنظمة القيادة الرقمية، والعمليات السيبرانية، وأنظمة C4ISR التابعة لجيش الاحتلال.
وأوضحت وكالة الأنباء الإيرانية أنّ الهجوم الصاروخي الذي نُفّذ فجر الخميس، استهدف مقر قيادة واستخبارات جيش العدو الصهيوني، الواقع بجوار مستشفى “سوروكا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت الوكالة إلى أن المنشأة المستهدفة تُعدّ من أبرز المراكز العسكرية في الكيان، إذ تضم آلاف الجنود، إضافة إلى أنظمة قيادة رقمية متطورة ومنصات لإدارة عمليات الحرب السيبرانية.
وأكدت أن الضربة أصابت البنية التحتية العسكرية للموقع بدقة عالية، ما ألحق أضرارًا مباشرة بمرافقه الحيوية، كما تسببت موجة الانفجار الناتجة عن القصف في إلحاق أضرار بمستشفى “سوروكا” المجاور.
كما أعلنت هيئة الإسعاف التابعة للاحتلال “نجمة داوود الحمراء” أن مركز أبحاث بيولوجي يقع بمحاذاة مستشفى “سوروكا” تعرّض لهجوم مباشر، واصفةً الموقع بأنه “أمني حساس” ضمن البنية التحتية الحيوية للكيان.
ويُعدّ هذا المركز جزءًا من المنشآت المرتبطة بالمنظومات البحثية والطبية ذات الطابع الأمني، ما يشير إلى دقة اختيار الأهداف في الضربة الأخيرة التي أصابت مواقع استراتيجية، رغم التحصينات والحماية الجوية المشددة.
كذلك أفادت وسائل إعلام صهيونية بوقوع أضرار جرّاء هجوم صاروخي استهدف مبنى بورصة “تل أبيب” في الجهة الشرقية من المدينة، بينما تحدّثت القنوات العبرية عن سقوط الصواريخ في أربع نقاط رئيسية: ثلاث منها في منطقة “غوش دان” الاستراتيجية، والرابعة في جنوب الكيان.
وفي السياق ذاته، أعلنت شرطة الاحتلال في تل أبيب أن صاروخًا أصاب برجًا وسط المدينة، ما أدى إلى أضرار جسيمة في المبنى المستهدف وعدد من المباني المجاورة.
وأوضحت المصادر أن فرق الإنقاذ تعمل حاليًا على إجلاء المصابين والعالقين من تحت الأنقاض، في ظل أضرار مادية واسعة لحقت بالبنية السكنية والتجارية في المنطقة.

ورغم الرقابة العسكرية المشددة التي يفرضها الاحتلال، أظهرت مشاهد التُقطت من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة نجاح الصواريخ الإيرانية في اختراق الدفاعات الجوية وسقوطها داخل الكيان، ما يعكس إخفاق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والأميركية في التصدي الكامل للهجوم.
وفي سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام العدو أن الدفاعات الجوية الأميركية، المنتشرة داخل الأراضي المحتلة وعلى متن السفن الحربية في البحر، شاركت في التصدي للدفعة الأخيرة من الصواريخ الإيرانية، وسط تقارير تشير إلى نقص حاد في مخزون الصواريخ الاعتراضية لدى جيش الاحتلال.
وتواصل الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرض حظر صارم على نشر أي تفاصيل تتعلّق بالمواقع التي استهدفتها الضربات الإيرانية داخل تل أبيب، في محاولة لاحتواء تداعيات الهجوم على الجبهة الداخلية.
بالفيديو | لحظة اطلاق صواريخ “سجيل” الثقيلة باتجاه عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة
بثّت وسائل إعلام إيرانية مشاهد توثّق لحظة إطلاق صواريخ “سجيل” الثقيلة من داخل الأراضي الإيرانية، في إطار الرد المتواصل على العدوان الإسرائيلي المستمر ضد الجمهورية الإسلامية.
ويُعدّ صاروخ “سجيل” من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى وعالية القدرة التدميرية، وقد وُجّه نحو أهداف استراتيجية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، ضمن تصعيد لافت في مستوى الرد الإيراني.
ضربة إيرانية استثنائية تستهدف مواقع حساسة في بئر السبع وتل أبيب وتربك المنظومات الدفاعية الصهيونية
لا شكّ أن الضربة التي نُفّذت اليوم الخميس تُعدّ استثنائية ومتطورة مقارنةً بالضربات السابقة التي وجّهتها طهران ضد الكيان الصهيوني. فقد جرى استهداف مناطق متعددة في آنٍ واحد. وإذا تحدثنا جغرافيًا، فإن الضربات شملت جنوب فلسطين المحتلة، وتحديدًا منطقة بئر السبع، حيث تم استهداف مركز أمني ملاصق لمستشفى “سوروكا”.
الموقع الذي استُهدف يُعرف بالمختبر الأمني التابع لجهاز “الأمان” المرتبط بجهازي “الشاباك” و”الموساد”، وهو يُعنى بالأبحاث البيولوجية ويضم مقار أمنية للموساد في المنطقة. وأدى العصف الناتج عن الهجوم إلى أضرار في مستشفى “سوروكا” المجاور.
أما في شمال فلسطين المحتلة، فقد طالت الضربات مدينة تل أبيب الكبرى، وتحديدًا منطقة “غوش دان”، حيث تم استهداف خمسة مواقع. وقد تمّ توثيق دمار كبير في موقعين على الأقل، أحدهما في منطقة “رمات جان”، حيث ضُرب مبنى بورصة تل أبيب، ما تسبب على الفور في تراجع كبير لأسهم البورصة، وانخفاض ملحوظ في قيمة الشيكل أمام الدولار الأميركي.
كما استُهدفت منطقة “حولون” الصناعية، الواقعة جنوب تل أبيب، وهي من أوائل المستوطنات التي أُقيمت عام 1940، وتضم عددًا كبيرًا من المصانع وشركات الأمن والخدمات.
ووفق التقارير، فإن هناك مباني متعددة الطوابق ومراكز تجارية ومجمّعات اقتصادية في وسط تل أبيب قد تعرّضت لأضرار مباشرة. وقد أظهرت الصور والمشاهد الميدانية حجم الدمار، في حين فُرض تعتيم إعلامي على موقعين آخرين، حيث مُنع الصحفيون والمستوطنون من التصوير، بأمر مباشر من الرقابة العسكرية.
وبحسب المعلومات، فقد تم توثيق آثار الهجمات في ثلاثة مواقع، بينما يبقى موقعان في تل أبيب تحت حظر النشر، ضمن تعليمات أمنية مشددة.
وقد سُمع دوي صفارات الإنذار في الضفة الغربية والقدس وتل أبيب وجنوب فلسطين المحتلة، قبل دخول الصواريخ الإيرانية المجال الجوي، غير أن منظومات الدفاع الجوي لم تطلق صواريخها الاعتراضية، وفق ما أظهرته المقاطع المصورة في سماء الضفة. ونتيجة لذلك، وصلت الصواريخ إلى أهدافها المحددة مسبقًا دون اعتراض.
وبعد وقوع الهجوم، أقرّ جيش الاحتلال بغياب فعالية منظوماته الدفاعية، موضحًا أن السبب يعود إلى تضليل إيراني متعمّد تمثّل في إطلاق أسراب من الطائرات المسيّرة لإشغال الدفاعات الجوية.
وبحسب بيانات الإسعاف التابعة للاحتلال، فإن عدد الجرحى بلغ نحو 40، مع تنفيذ عمليات إنقاذ وإجلاء من سبعة مواقع استُهدفت صباح اليوم.
أما مستشفى “سوروكا” — الذي يُعد الأقرب إلى قطاع غزة ويُستخدم عادةً لنقل جرحى جيش الاحتلال — فقد خرج عن الخدمة بعد تضرّره. وقد ثبت اليوم، باعتراف الاحتلال نفسه، أن هناك منشآت ومختبرات بيولوجية حساسة أُقيمت على مقربة من مستشفى “سوروكا”، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا لحياة المرضى قبل أي قصف.
كما أشارت جهات صهيونية إلى أن الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت اليوم كانت مختلفة من حيث نوع الرؤوس التفجيرية والقدرة التدميرية، وقد نجحت في اختراق جميع العوائق الدفاعية لتصل إلى أهدافها بدقة. وتفاوتت التقديرات حول عدد الصواريخ بين 20 و30، فيما ذكرت بعض وسائل الإعلام العبرية أن العدد وصل إلى 50، في واحدة من أكبر الموجات الصاروخية خلال الـ18 ساعة الأخيرة.
في سياق متصل، أظهرت التقديرات أن نحو ألفَي عائلة صهيونية باتت دون مأوى، بينما توقّعت تقارير اقتصادية حديثة أن تتجاوز كلفة الحرب الحالية على الكيان أكثر من 100 مليار شيكل.
ردود الأفعال السياسية والعسكرية الصهيونية أظهرت حالة ارتباك واضحة، من خلال التصريحات المتوعدة والمتشنجة الصادرة عن نتنياهو ووزراء حكومته، الذين حاولوا اتخاذ استهداف مستشفى “سوروكا” ذريعةً لتبرير ضرب المدنيين، رغم تأكيد الجانب الإيراني أن الهجوم استهدف منشأة عسكرية ملاصقة للمستشفى، تُستخدم من قبل الجيش والاستخبارات.
وتُشير المعلومات إلى أن الاحتلال يحاول الآن الضغط على منظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان، متذرّعًا بوجود اعتداء على منشأة صحية تتمتع بحماية دولية، متغافلًا عن جرائمه اليومية بحق القطاع الصحي الفلسطيني في غزة ولبنان، الذي دمّره بالكامل تحت ذريعة استخدامه من قبل المقاومة.
ويُظهر ما جرى اليوم أن مستشفى “سوروكا” لم يكن هدفًا مباشرًا، بل تضرّر بفعل العصف الانفجاري. أما المبنى المستهدف، فهو منشأة عسكرية قريبة تضم مختبرات بيولوجية سرّية، ما دفع الاحتلال إلى إخلاء المستشفى والمناطق المحيطة، بذريعة وجود تسريبات لمواد خطرة.
وقد حاول لاحقًا التقليل من خطورة الموقف، مدّعيًا أن المواد المسربة هي عبارة عن أوكسجين طبي ودم ومخلفات طبية، رغم أن هذه لا تُصنَّف ضمن المواد القابلة للتسرّب الخطِر عبر الهواء، بعكس المواد البيولوجية التي يُشتبه بوجودها في الموقع المستهدف.
المصدر: موقع المنار