الخميس   
   16 10 2025   
   23 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 20:23

احذر.. فالعمل المفرط يقود إلى الإنهاك لا إلى الإنجاز

حذّرت أريانا هافنغتون، مؤسسة موقع «هافنغتون بوست» والرئيسة التنفيذية لشركة «Thrive Global»، من استمرار ما وصفته بـ«الوهم الجماعي» الذي يربط بين العمل المفرط والنجاح، مؤكدة أن تجاهل المخاطر الصحية المرتبطة بالإجهاد قد يكون قاتلاً.

وأوضحت هافنغتون، في حديثها لبودكاست «Changemakers & Power Players» على قناة CNBC، أنها انهارت عام 2007 بعد عامين من تأسيس «هافنغتون بوست» بسبب الحرمان من النوم والإرهاق الشديد، حيث اصطدمت برأسها بمكتبها وأصيبت بكسر في وجنتها. وبعد سلسلة فحوصات طبية، تبيّن أن السبب هو «الاحتراق الوظيفي»، وهو مصطلح لم يكن شائع الاستخدام حينها.

وأضافت: «ذلك غيّر حياتي، ليس فقط في عاداتي اليومية، بل في رؤيتي لثقافة العمل. أدركت أننا جميعاً نعيش تحت وهم أننا لكي ننجح لا يحق لنا الاعتناء بأنفسنا، بينما العلم يثبت العكس».

وأشارت هافنغتون إلى أن السؤال الجوهري هو: «هل تُعد الحياة ناجحة إذا انتهى بك الأمر في بركة دماء على أرضية مكتبك؟»، مؤكدة أن الأبحاث تظهر أننا نصبح أكثر إنتاجية وإبداعاً عندما نمنح أنفسنا الوقت الكافي للراحة وإعادة الشحن.

وترى هافنغتون أن ثقافة العمل بدأت تتغير، حيث بات بعض قادة وادي السيليكون يتنافسون حول جودة نومهم وقياساته عبر أجهزة مثل «Oura ring»، وهو أمر لم يكن متصوراً عام 2007. لكنها لفتت إلى أن الخوف من «التأخر عن الركب» لا يزال يسيطر على كثير من الشباب في بدايات حياتهم المهنية إذا حاولوا إعطاء الأولوية لصحتهم.

وبالتعاون مع علماء يعملون ضمن «Thrive Global»، طورت هافنغتون مفهوماً جديداً للنجاح يعتمد على «قوة الخطوات الصغيرة»، مشددة على أن التغيير لا يقوم على قرارات كبرى مثل «سأنام ثماني ساعات يومياً» أو «سأتوقف عن تناول السكر»، بل على خطوات صغيرة يومية تتراكم لتصبح عادات صحية جديدة تُحسّن الإبداع والقيادة والقدرة على مواجهة التحديات.

المصدر: cnbc arabia