أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن الكيان الإسرائيلي يواصل ما وصفه بـ«جريمة القرن» في قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم أجمع.
وأشار السيد الحوثي إلى أن مشاهد الإبادة الجماعية في غزة مروعة ومأساوية إلى حد يدفع كلّ من بقي في قلبه شيء من الضمير الإنساني لأن يتخذ موقفاً. وأضاف أن الكيان يستخدم كل وسائل الإبادة، معتمداً على قنابل أميركية وبريطانية وألمانية، ومستفيداً في ذلك من الوقود والبترول العربي.
ورأى السيد الحوثي أن الكيان يستفيد من التخاذل الكبير في العالم الإسلامي، محذّراً من أن تهديدات الكيان لا تقتصر على الساحة الفلسطينية بل تتجه نحو الأمة الإسلامية جمعاء. وتابع أن المسلمين تخاذلوا وتفرجوا على شعبٍ هو جزءٌ منهم، في حين أنهم مستهدفون أيضاً بالمخطط الصهيوني. ومن ثمّ شدد على أن حجم المظلومية للشعب الفلسطيني يعني أن المسؤولية تتعاظم وتزداد على عاتق المسلمين وعلى كلّ العالم، وأن تجاهل المسلمين وتنصلهم عن مسؤوليتهم تجاه الشعب الفلسطيني لا يعفيهم من تبعاتٍ خطيرة في الدنيا والآخرة.
وجدد السيد الحوثي التأكيد أن الكيان يستهدف الشعب الفلسطيني في كل شيء، ويستمر في الانتهاك لحرمة المسجد الأقصى والسعي لاستكمال تهويد مدينة القدس، مؤكّداً أن الاستهداف طال واحداً من أهم معالم المسلمين المقدسة. وأضاف أن حالات الاقتحام والتدنيس للمسجد الأقصى تتكرر يومياً.
وذكّر بأن المجرم روبيو، وفق التصريح، مع نتنياهو أديا في ساحة البراق طقوساً تلمودية مشتركة، وأن روبيو ــ الذي وُصف بالمجرم أيضاً ــ افتتح نفقاً يمتد تحت المسجد الأقصى.
واعتبر السيد الحوثي أن لبنان والغرب الأوروبي، وخصوصاً بريطانيا، يقفون لأدوارٍ بارزة في تنفيذ المخطط الصهيوني، مشيراً إلى أن بريطانيا لها دورٌ أكثر من بقية الأوروبيين في هذا الشأن. وفيما يخص الضفة الغربية، ذكر السيد الحوثي أن الكيان يواصل كل أشكال الاعتداءات بوتيرة متسارعة، وأنه اختطف قرابة ألف فلسطيني في حملات مداهمة خلال الأسبوع.
وتطرّق السيد الحوثي إلى تهديداتٍ موجهةٍ للأردن، مستشهداً بتصريحات نتنياهو عن غور الأردن، واصفاً إياها تهديدات بابتزاز الشعب الأردني بالماء والغاز. وأضاف أن مع تواصل الاعتداءات على لبنان تستمر الضغوط الأميركية على الحكومة اللبنانية لتنفيذ الإملاءات الإسرائيلية في سبيل نزع سلاح المقاومة.
في سياق ذي صلة تذكرهٍ تاريخيّاً، استعاد السيد الحوثي مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي بين 16 و18 سبتمبر 1982م بعد تسليم المقاومة الفلسطينية لسلاحها، مشدداً أن هذه المجازر توضح الكثير من الحقائق حول مخاطر نزع السلاح.
وأكد أن غياب السلاح الذي يحمِي الشعوب يؤدي إلى استباحتها واندثار أي حرمة لحياتها، متساءلاً عمّا إذا كان قد جرى أي تحرّك لمحاسبة مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا وإنصاف المدنيين المظلومين. واعتبر أن المجزرة تشهد على حاجة الشعوب إلى سلاح يحميها بأيدي أمينة ومسؤولة تتحرّك في إطار المسؤولية الإنسانية والدينية والأخلاقية لحماية المدنيين.
وركّز السيد الحوثي على أن مجزرة صبرا وشاتيلا أبرزت خطورة غياب قوة دفاعية تحمي المدنيين، وأن سلاح المقاومة ليس المشكلة، بل السلاح الذي يشكل خطراً ويجب نزعُه هو الذي بيد الأيادي الإجرامية كالكيان الإسرائيلي.
وأضاف أن من الأجدى منذ بداية احتلال فلسطين أن يكون من المسارات العملية الأساسية للعالم الإسلامي السعي بكل الوسائل لمنع تسليح اليهود الصهاينة، وأن يكون الصوت الإسلامي عالياً في الضغط لإيقاف تسليحهم، لأن تسليحهم يشكل خطورة على الأمة، وليس السلاح الذي يحمي الناس من شرّهم.
ودعا السيد الحوثي إلى أن تكون ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا مناسبة لترسيخ المفهوم الصحيح عن خطورة تسليح الصهاينة وعن أهمية سلاح المقاومة الذي يتصدى لهم ويقي الشعوب من المخاطر المحدقة.
العدو يسعى لتوسيع معادلة الاستباحة لتشمل كل العالم الإسلامي وكل المنطقة العربية
وأكد قائد أنصار الله أن سلاح المقاومة يشكل صمام أمان وحصناً لحماية الشعوب ودفع الإبادة الجماعية عنها. وأوضح أن مشهد الاستباحة الإسرائيلية في سوريا يثبته الاحتلال وسيطرته على الجنوب السوري، مشيراً إلى استمرار الكيان الإسرائيلي في ما يُسميه «ممر داود» والتوغلات اليومية، إلى جانب المداهمات التي تتم بعضها بعد منتصف الليل.
وأشار السيد الحوثي إلى أن السوريين في الجنوب السوري يشعرون بأنهم مستباحون أمام الكيان الإسرائيلي، وأن أي حماية لهم من أي طرف غائبة تماماً. وأضاف أن الممارسات اليومية للعدو، من مداهمات وإقامة حواجز وغيرها، تهدف إلى ترسيخ سيطرته على الأرض.
كما لفت إلى استمرار تهديدات الكيان الإسرائيلي بالاستباحة المستمرة لدولة قطر بعد القمة الإسلامية العربية، مؤكداً أن تصريحات نتنياهو وما يسمى برئيس أركان جيش العدو وآخرون من الصهاينة المجرمين تؤكد على استمرار الاستباحة.
وشدد السيد الحوثي على أن الكيان الإسرائيلي أعلن استهدافه لأي طرف يرغب في مواجهته في أي زمان ومكان، في إطار ما يسميه بتغيير الشرق الأوسط، في حين يسعى لتوسيع معادلة الاستباحة لتشمل كل العالم الإسلامي وكل المنطقة العربية.
واعتبر أن تصريحات نتنياهو الأسبوعية بشأن تغيير الشرق الأوسط تجعل من جرائم الكيان وانتهاكاته لسيادة الدول واستباحتها عنواناً لهذا التغيير، مؤكداً أن غياب موقف عملي حقيقي من الأنظمة العربية والإسلامية يشجع العدو على استمرار عدوانه.
وأشار السيد الحوثي إلى أن الكيان الإسرائيلي عدو في غاية السوء، لا يمتلك ذرة من القيم الإنسانية أو الأخلاقية، ولا يعترف بالأعراف أو المواثيق، وطاغٍ في منتهى الطغيان، مما يستدعي التعامل معه بوعي كامل بخطره.
وأضاف أن الحضور في القمة العربية الإسلامية كان كبيراً، لكن المخرجات اقتصرت على بيانات عامة دون أي مواقف عملية، وأن بعض المشاركين لا يمتلكون صفة قانونية حقيقية لتمثيل بلدانهم، متجهين بمواقفهم معاكسة لمصالح أوطانهم.
ونوّه السيد الحوثي إلى أن ضعف مخرجات قمة الدوحة شجع العدو الإسرائيلي على الإصرار في استباحة قطر، مشيراً إلى أن استهداف قطر يعكس استهداف كل دول الخليج وبقية الدول العربية والعالم الإسلامي.
وأضاف أن الكيان الإسرائيلي لا يراعي أي ثقل سياسي أو علاقات دولية أو مصالح اقتصادية، ولا حتى وجود قواعد أمريكية على أراضي تلك الدول، ويعتبر النفوذ العسكري والاستخباري الأمريكي عاملاً يسهل أي عدوان على أي بلد، مؤكداً أن الأمريكي شريك في المخطط الصهيوني ويعتبر نفسه معنيّاً بتنفيذه مع الكيان الإسرائيلي.
وأكد السيد الحوثي أن القمة العربية الإسلامية كان يجب أن تترجم إمكاناتها ومواقعها الجغرافية إلى مخرجات عملية، متسائلاً عما إذا وصلت الأنظمة العربية والإسلامية إلى مستوى فقدت فيه القدرة على اتخاذ أي موقف عملي.
ولفت إلى أن الجدية والإرادة الصادقة لم تتوفر للأنظمة لاتخاذ موقف عملي، بغض النظر عن خلفيات ذلك، وأن تعدد أسباب الموقف الضعيف للأنظمة مشكلة واحدة وكارثة كبيرة على الأمة، مشدداً على أن هذه الأنظمة لم تتجه إلى أي من الخيارات العملية، بما في ذلك قطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
لماذا لم تخرج قمة الدوحة بموقف داعم للشعب الفلسطيني؟
وأكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن قطع العلاقات مع العدو الإسرائيلي خطوة ممكنة ومؤثرة، موضحاً أن العدو هو المستفيد الأكبر من استمرار تلك العلاقات أكثر من المطبعين أنفسهم. وأضاف أن القمم العربية كان بإمكانها إعلان إغلاق الأجواء أمام العدو الإسرائيلي، إلا أن بعض الأنظمة لا تزال تسمح له باستخدام أجوائها، رغم أن دولاً أخرى اتخذت خطوة الإغلاق.
وأشار السيد الحوثي إلى أن القمم كان يمكنها أيضاً رفع تصنيف الفصائل الفلسطينية، مثل كتائب القسام وحركة حماس والجهاد، عن قائمة الإرهاب، مؤكداً أن هذا الإجراء مزعج للكيان الإسرائيلي. وأوضح أن الأنظمة كان بإمكانها فتح المجال لدعم المجاهدين في فلسطين سياسياً ومادياً وإعلامياً، على غرار الدعم الضخم الذي تقدمه القمم الأوروبية لأوكرانيا، متسائلاً لماذا لم تخرج قمة الدوحة بموقف داعم للشعب الفلسطيني.
وشدد السيد الحوثي على أن بعض الأنظمة العربية تمنع شعوبها من أي تحرك لمناصرة الفلسطينيين، معاقبة من يسعى لذلك بالسجن، بينما كان بالإمكان وقف تصدير النفط إلى العدو الإسرائيلي لشل تحركاته وآلياته وطائراته.
وأكد أن العلاقة التي تربط بعض الدول العربية والإسلامية بالكيان الإسرائيلي تعتبر علاقة دعم وتمكين يستفيد منها العدو على كل المستويات، مضيفاً أن ما قام به نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي بتزامن مع قمة الدوحة، وأداء الطقوس التلمودية عند حائط البراق، يعكس استمرار الدعم الأمريكي المفتوح والمطلق للكيان.
وأوضح السيد الحوثي أن الموقف الأمريكي يختلف عملياً عن القمم العربية، فهو دعم جاد وفعلي للكيان الإسرائيلي، بينما العرب لا يقفون مع بعضهم البعض، وليس فقط مع الشعب الفلسطيني. وأكد أن معادلة الاستباحة وعنوان تغيير الشرق الأوسط لا تقتصر على دولة بعينها بل تستهدف جميع بلدان المنطقة، وأن استهداف قطر هو نذير لجميع الدول العربية والإسلامية.
وأشار السيد الحوثي إلى أن الكلمات في القمة العربية الإسلامية كانت تجليات واضحة لإعراض الأمة عن القرآن الكريم، داعياً الأمة لضبط موقفها بالمعيار القرآني لتنتشل نفسها من الهوة التي وقعت فيها، ومعرفة العدو ومعرفة الحلول العملية بما يبني على موقف سليم وأكثر تأثيراً. وأضاف أن ما ورد في بيان القمة بشأن العلاقات الطبيعية مع إسرائيل كان مخزياً، وأن العجز وانعدام الموقف يشجع العدو على الاستمرار في أطماعه.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية تتواصل في مختلف مناطق القطاع، بما فيها مدينة غزة، رغم تركيز الجهد العسكري للعدو هناك، مشيراً إلى أن الوضع الحالي كان ليكون مختلفاً لو قدمت الأمة الدعم الكافي للشعب الفلسطيني، لكن الكثير من الأنظمة تآمرت بينما تخاذل البقية. واعتبر السيد الحوثي أن تنامي نشاط المقاطعة للمنتجات الزراعية الإسرائيلية في ألمانيا خطوة جيدة، مؤكداً أن مثل هذه التحركات كان ينبغي أن تكون شاملة من كل العالم الإسلامي.
وفي السياق أكد قائد أنصار الله أن موقف رئيس وزراء إسبانيا تجاه الأحداث في فلسطين كان واعياً وملفتاً، معبراً عن حزنه البالغ تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني. وأوضح أن هناك نقصاً كبيراً في مواقف الزعماء العرب وحكوماتهم مقارنة بالمستوى الذي أبداه الزعيم الإسباني، مشيراً إلى أن بعض الأنظمة العربية لم يرتقِ موقفها إلى مستوى الموقف الإسباني والفنزويلي.
وأشار السيد الحوثي إلى أن فنزويلا تواجه في هذه المرحلة استهدافاً أمريكياً كبيراً نتيجة توجهها التحرري، مؤكداً أن فنزويلا دولة حرة ترفض الخنوع والخضوع للولايات المتحدة، وأن العدو الأمريكي يحقد عليها لطبيعة توجهها التحرري ويطمع في ثرواتها النفطية الهائلة. وأوضح أن الادعاءات الأمريكية لمكافحة المخدرات ما هي إلا ذريعة لاستهداف فنزويلا والسيطرة عليها وعلى مخزونها النفطي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة نفسها أكبر دولة في العالم نشاطاً في مجال المخدرات، وأكثرها تعاطياً وتنظيماً للإتجار بها، مستذكراً أن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان حول البلاد إلى مزرعة لإنتاج المخدرات، وأن تراجع الإنتاج بنسبة 97% بعد انتهاء الاحتلال يؤكد دور أمريكا في رعاية هذا النشاط.
وأكد السيد الحوثي أن الولايات المتحدة، التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، هي الدولة التي تنهب الشعوب وتقتلها وتستعبدها حيثما شاءت، وأن المواقف الإسبانية والفنزويلية والكولومبية، إضافة إلى موقف جنوب أفريقيا، تتقدم على كثير من الأنظمة والحكام في العالم الإسلامي والعربي، مشدداً على أهمية هذه المواقف باعتبارها نموذجاً لما يجب أن تكون عليه مواقف الدول الحرة تجاه قضايا الشعوب المظلومة.
موقفنا مستمر في كل مساراته وملتزمون بنصرة الشعب الفلسطيني
أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن موقف أنصار الله مستمر في كل مساراته ضمن إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، مشدداً على أن هذا الموقف يعبر بكل حقيقة عن التزام اليمن بنصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة العدو الإسرائيلي.
وأضاف أن الأسبوع الجاري شهد تنفيذ 24 عملية هجومية بين صواريخ وطائرات مسيرة، منها ما استهدف عمق فلسطين المحتلة، كما أن حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وباب المندب مستمر. وأوضح أن أي محاولات لإيقاف هذه العمليات بهدف حماية الملاحة الإسرائيلية فاشلة ولن تُحقق أي نتيجة.
وأشار السيد الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي لا يعتبر السعودية استثناءً من المخطط الصهيوني، وأن أي دعم تقدمه السعودية للكيان الإسرائيلي سواء على الصعيد الاستخباراتي أو المالي أو السياسي أو في فرض السقف للموقف العربي والإسلامي لن ينفعها، مؤكداً أن التعامل مع السعودية يقتصر على استغلالها فقط. واعتبر الإعلان السعودي عن الشراكة مع بريطانيا في البحر الأحمر لحماية الملاحة بمثابة دعم للملاحة الإسرائيلية وليس حماية فعلية لأي أطراف أخرى، مؤكداً أن السفن المستهدفة هي إسرائيلية حصراً، وأن السفن البريطانية استُهدفت سابقاً فقط أثناء مشاركتها في العدوان على اليمن إسناداً للكيان الإسرائيلي والأمريكي.
وشدد السيد الحوثي على أن أي إعلان أو توصيف لحماية الملاحة في هذه المرحلة لا يعني سوى حماية العدو الإسرائيلي، وأن أي محاولة لتبرير الموقف اليمني باعتباره موقفاً إيرانياً هي مزاعم إسرائيلية يكررها بعض الأنظمة والعملاء لتبرير الخيانة والعمالة للعدو. وأوضح أن الخطر في البحر الأحمر واتجاه باب المندب وخليج عدن والبحر العربي يستهدف السفن الإسرائيلية، وأن موقف اليمن البحري يأتي نصرةً للشعب الفلسطيني وضد عدو يستهدف الأمة جمعاء.
ونوه السيد الحوثي بأن أي طرف يسعى لإشراك نفسه مع العدو الإسرائيلي في أي اعتداء على اليمن سيكون هدفاً لموقف اليمن ذاته من الكيان الإسرائيلي، موجهاً تحذيراً مباشراً للنظام السعودي بعدم تورط نفسه في دعم العدو عسكرياً لحماية السفن الإسرائيلية، وقال مخاطباً النظام: «اخجلوا على أنفسكم، هذا عار عليكم، ولن تنجحوا في حماية سفنهم مهما قدمتم أو دعمتم أو تآمرتم، فالله سبحانه وتعالى نصيرنا ومولانا».
وأضاف أن كل من يجند نفسه مع العدو الإسرائيلي سيكون خاسراً وفضيحته كبيرة في هذه المرحلة، مؤكداً أن حماية السفن الإسرائيلية أمر مستحيل أمام قدرة اليمن وعزيمته.
انشطتنا مستمرة في اليمن
أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأنشطة الشعبية في اليمن مستمرة، مشيراً إلى أن المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم شكل أبرز فعاليات هذا الأسبوع، معتبراً أن مشاركات النخبة الجامعية في المؤتمر مهمة لتوجيه النشاط الجامعي في مسارات صحيحة ومفيدة.
وأوضح أن الأنشطة الجامعية والندوات التي تقدم الحقائق عن المشروع الصهيوني تمثل مساراً أساسياً في التوعية، مؤكداً أن شعب اليمن ثابت على موقفه في كل المسارات، سواء في المظاهرات، الوقفات، أو من خلال الموقف العسكري والإعلامي والسياسي، رسمياً وشعبياً.
وأشار السيد الحوثي إلى أن هذا الموقف ينبع من الصدق مع الله والوعي والبصيرة والدافع الإيماني، وأن الوعي بحقيقة القضية وبطبيعة الصراع يمكّن الشعب من التحرك بأعلى سقف ممكن. وأضاف أن التحرك يتم من منطلق إيماني واستجابة لتعليمات الله، وأن هذا الالتزام لم يفرضه أحد على الشعب اليمني، بل هو نابع من قناعة راسخة.
وأكد السيد الحوثي أن الجمهورية الإسلامية في إيران ومحور المقاومة يمثلان توجّهات قرآنية، وأن القضية الفلسطينية قضية جامعة يجب أن تجتمع عليها الأمة بأكملها، مشدداً على أن موقف اليمن قرآني، إسلامي، إنساني، وأخلاقي، ثابت ونقي وشريف، ينطلق من العزة الإيمانية والكرامة الإنسانية. وأوضح أن اليمن يتحرك رسمياً وشعبياً ضمن هذا الإطار لأنه من أهم المصاديق الصحيحة للجهاد في سبيل الله، وأن الشعب اليمني جزء من الأمة المستهدفة من قبل العدو الإسرائيلي والأمريكي الذي يسعى لاستعبادها.
وأضاف أن الجهاد ضد العدوان والطغيان الأمريكي والإسرائيلي جزء من السعي إلى الحرية والكرامة والعزة، وأن مواجهة معادلة الاستباحة التي يسعى الأعداء لتعميمها تأتي ضمن تضحيات مشرفة وليست خسارة. وأكد أن التحرك في إطار الجهاد استجابة لأوامر الله يجعل الموقف الحق والمشرف، وأن المنافقين يحاولون التشويه والتشكيك وإبعاد الناس عن الموقف الصحيح لخدمة العدو الإسرائيلي، باستخدام وسائل التحريض والتخذيل والتثبيط، بل إنهم يسعون أحياناً لتبرير إبادة كبيرة.
وأشار السيد الحوثي إلى أن جرائم العدو الإسرائيلي في صنعاء والجوف والحديدة تثير سخط الشعب اليمني، لكنها لا تقلل من صحة الموقف اليمني، مؤكداً أن التضحية تأتي في إطار إسناد غزة ونصرتها واستجابة للجهاد في سبيل الله، والوقوف في وجه الطغيان والكفر والإجرام الصهيوني اليهودي.
وشدد السيد الحوثي على أن موقف اليمن يهدف لمواجهة الاستباحة التي تستهدف الأمة جمعاء، بدلاً من الخسارة كما يحدث عند آخرين.
التحية للشهداء ومستمرون في الحراك الشعبي دعمًا لفلسطين
تقدّم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالتحية بكل إعزاز وإكبار وإجلال لأسر الشهداء الذين ارتقوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية في حي التحرير، ومحافظة الجوف والحديدة، وما سبقها من جرائم، مشدداً على أهمية تجسيد الموقف القرآني كما ورد في قوله تعالى: “فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين”.
وأكّد السيد الحوثي تقديره لشهداء الإعلام والشرفاء المجاهدين في ميدان الإعلام، مشيراً إلى أن الإعلام يشكّل أحد أهم ميادين الجهاد، وأن من ينطقون بصوت الحقيقة ويواجهون الحملات التضليلية هم فرسان ومجاهدون، بينما يتحمل الخزي والعار كل من يستخدمون الإعلام لخدمة العدو.
وأشار السيد الحوثي إلى أن الشعب اليمني ثابت على موقفه رسمياً وشعبياً، مستمر في الجهاد بفاعلية أكبر وتطوير قدراته العسكرية، معتبراً هذا الموقف مصدراً للقوة والشرف والعظمة، ومرتكزاً على مواجهة العدو الإسرائيلي وبناء واقع أكثر فاعلية على كل المستويات، مؤكداً الثقة بوعد الله الحق.
ولفت إلى أن الخروج الشعبي المليوني يوم الجمعة الماضي بلغ نحو 1400 مسيرة ووقفة، معبّراً عن تقديره الخاص لأبناء محافظة إب الذين شاركوا رغم الأمطار، واعتبر ذلك تجسيداً للاهتمام الإيماني والوعي بالموقف. وأشاد بكل المستمرين في المظاهرات الأسبوعية المليونية، مؤكداً أن الشعب اليمني يتحرك من منطلق إيماني ووعي بأهمية موقفه، وأن الإسلام الذي ينتمي إليه لا يقبل الهزيمة.
ودعا السيد الحوثي الشعب اليمني إلى المشاركة في الخروج المليوني العظيم غداً في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مؤكداً أن الهدف منه الجهاد في سبيل الله ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وأن هذا الحراك يشكّل صوتاً عظيماً وراسخاً له قيمته وأثره على الصعيدين المحلي والدولي، في مرحلة تاريخية مهمة ومصيرية للحاضر والمستقبل.
المصدر: موقع المنار