الجمعة   
   15 08 2025   
   21 صفر 1447   
   بيروت 23:27

حماس تبدأ مباحثات في القاهرة لبحث وقف الحرب ونتنياهو يلوّح بتهجير الغزيين

أعلنت حركة حماس، في بيان رسمي صدر ليل الثلاثاء – الأربعاء، أن وفدها المفاوض وصل إلى القاهرة وبدأ محادثات تمهيدية تمهيدًا لجلسات رسمية تنطلق اليوم الأربعاء، لبحث سبل وقف الحرب على قطاع غزة.

وجاء في البيان: “بدعوة مصرية، وصل وفد قيادة حركة حماس برئاسة الدكتور خليل الحية إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول آخر التطورات المتعلقة بحرب الإبادة في غزة، والأوضاع في الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى”.

وقال القيادي في حماس، طاهر النونو، والموجود في القاهرة، إن “الوفد بدأ محادثات تمهيدية للقاءات التي ستعقد اليوم الأربعاء، وتركز على سبل وقف الحرب على القطاع، وإدخال المساعدات، وإنهاء معاناة شعبنا في غزة، وبحث العلاقات الفلسطينية الداخلية للتوصل إلى توافقات وطنية بشأن القضايا السياسية، إضافة إلى تطوير العلاقات الثنائية مع الأشقاء في مصر”.

وأشاد النونو بالجهود المصرية في مختلف الملفات، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أن “العلاقات مع مصر ثابتة وقوية، والتعاون المشترك مستمر في مختلف القضايا”.

في المقابل، تدرس سلطات الاحتلال الإسرائيلي إيفاد وفد رفيع المستوى إلى الدوحة هذا الأسبوع، لعقد مباحثات مع مسؤولين قطريين، ضمن مساعٍ لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد صرّح الثلاثاء بأن بلاده تعمل بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لإحياء هدنة الستين يوماً في غزة، مضيفاً: “الهدف الرئيسي هو العودة إلى المقترح الأول، وهو وقف لإطلاق النار لمدة ستين يوماً، مع الإفراج عن بعض الرهائن وبعض الأسرى الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة من دون عوائق أو شروط”.

كما كشف مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات أن الوسطاء بصدد صياغة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار، يتضمن تنفيذ صفقة تبادل لجميع الرهائن الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، دفعة واحدة.

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن كيانه “سيسمح لسكان غزة الراغبين في مغادرة القطاع بسبب الحرب بمغادرته إلى الخارج”، مع استعداد جيش الاحتلال لتوسيع عملياته العسكرية.

وفي مقابلة مع قناة “آي24 نيوز” الإسرائيلية، أوضح نتنياهو أن هذا الأمر “يحصل في كل النزاعات”، مضيفاً: “سنسمح به خلال المعارك وبعدها”. وأشار إلى منح “فرصة للغزيين لمغادرة مناطق القتال أولاً، ثم مغادرة القطاع بالكامل إذا رغبوا”.

وعن الوجهات المحتملة، قال نتنياهو إن “إسرائيل تتحدث مع عدد من الدول التي يمكن أن تستضيفهم”، داعياً كل من “يبدي قلقه على الفلسطينيين ويرغب بمساعدتهم إلى فتح أبوابه”.

وكان نتنياهو قد صرّح في وقت سابق بأن حكومته تعمل على إيجاد دول ثالثة تستقبل سكان غزة، وذلك بعد اقتراح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، “طردهم” وتحويل القطاع إلى وجهة سياحية.

كما دعا وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال إلى ما وصفوه بـ”الرحيل الطوعي” للفلسطينيين في غزة.

وفي هذا السياق، تجري سلطات الاحتلال محادثات مع جنوب السودان لبحث إمكانية تهجير فلسطينيين من القطاع إلى أراضيها، وفق ما أكد ستة أشخاص مطلعين على هذه المحادثات لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، دون تحديد مدى تقدم هذه المفاوضات.

وامتنعت وزارة خارجية الاحتلال عن التعليق، كما لم يرد وزير خارجية جنوب السودان على استفسارات الوكالة بشأن هذه المباحثات. من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.

وأكد مسؤولان مصريان للوكالة أنهما على علم منذ أشهر بمحاولات الاحتلال إيجاد دولة تقبل الفلسطينيين، بما في ذلك التواصل مع جنوب السودان، موضحين أنهما ضغطا على جوبا لرفض هذا المقترح.

وتعارض مصر بشدة أي خطط لنقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة، خشية تدفق اللاجئين إلى أراضيها.

أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زمير، اليوم الأربعاء، نقاشًا أقرّ خلاله «الفكرة المركزية» لخطة احتلال قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن «إنجازات جيش الدفاع حتى الآن عُرضت خلال النقاش، كما جرى عرض والمصادقة على الفكرة المركزية للخطة الخاصة بالخطوات المقبلة في قطاع غزة، وذلك وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي».

وأكد رئيس الأركان «أهمية رفع جاهزية القوات، والاستعداد لاستدعاء قوات الاحتياط، مع تنفيذ تدريبات إنعاشية ومنح فترة تنفس استعدادًا للمهام القادمة».

وفي سياق متصل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر فلسطيني أن الوسطاء «بصدد بلورة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار»، يتضمن «أفكارًا، بعضها حول هدنة لستين يومًا، تليها مفاوضات لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وصفقة لتبادل جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، دفعة واحدة».

المصدر: مواقع