فجر انتصار الثورة؛ العقيدة والمبادئ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

فجر انتصار الثورة؛ العقيدة والمبادئ

ايران
*السيد محمد رضا مرتضوي

 

إنّ عقيدة الثورة والجهاد في وجه المستكبرين تسري في عروق الأحرار في العالم، فقد اعتبر الإمام الخميني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر نفسها الحامي والملاذ للمسلمين الأحرار في العالم، وباعتبارها حصناً منيعاً لا يُقهر، تعمل إيران على توفير احتياجات جند الإسلام وتوعيتهم بالمباني العقائدية والتربوية للإسلام، وبأصول وأساليب النضال ضد أنظمة الكفر والشرك.

ومن مبادئ الثورة دعم مستضعفي العالم… فالإسلام لا يفرق بين بلدان المسلمين، وهو سند لكل مستضعفي العالم… لذلك اعلن الإمام عن دعمه لكل الحركات والجبهات والجماعات التي تقاتل للتخلّص ‏من مخالب القوى الكبرى اليسارية واليمينية.

تنبأ الكثيرون ومنهم مفكرون وعلماء ورجال دين، بأنّ هذه الثورة سوف تغيّر مصير الأمة الإسلامية في القرن القادم كما كان يؤكد الإمام دائمًا، وأنها سوف تغير ملامح توازن القوى في المنطقة والعالم، شرط أن يواصل الشرق، لا سيما الدول الإسلامية، نضاله تحت راية التوحيد من أجل الاستقلال والحرية لإنقاذ نفسه من براثن الغرب والشرق المتآمر، وان يصبح هذا القرن قرناً نورانياً للدول الإسلامية.

أما فيما يتعلق بفلسطين، فهي كانت القضية والبوصلة الأساس ضمن أهداف الثورة،  التي كانت ومازالت الحامية الحقيقية لنهضة فلسطين.

لا شك أنه نداء «الله أكبر» هو ما يدفع الفلسطيني اليوم لمقاومة الاحتلال الغاشم بكل ما يملك وهو أعزل لا يمتلك السلاح.. انها الصرخة ذاتها التي اطلقها شعبنا والتي بعثت اليأس في قلب الشاه في إيران وفي نفوس الغاصبين في بيت المقدس كما قال الإمام قدس سره، نفس الصرخة في حناجر أطفال الحجارة المقاومين في الأقصى وفي حي الشيخ جراح وفي غزة وسائر أجزاء الوطن الفلسطيني… كل يوم ينتصر الدم على السيف في فلسطين، والصرخة على الرصاصة، كل يوم تتبخر أكثر أحلام بني إسرائيل في دولتهم من النيل إلى الفرات. إنها نفس العقيدة التي ألهمت الثورة الإسلامية ورسمت نهجًا لكل المقاومين الأحرار.

لقد انتشلت الثورة إيران من ذلك الانحطاط الثقافي والأخلاقي في العهود السابقة، وارتفعت بها إلى مدارج الأخلاق والثقافة، وتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات في جبهات القتال وكذلك العلم والتقدم، حيث تحولت اليوم إلى أمةٍ حاضرةٍ في الساحات والميادين.

وأكثر ما يلفت الانتباه ويثير الإعجاب في الجمهورية الإسلامية، حضور الشعب بجميع فئاته في الساحة وإشراف جميع الفئات على جميع الأمور ومشاركة الشعب في اختيار ممثليه ورئيسه وكل رجال السلطة والقيادة في وطنه. وهذه هدية الهية أعطانا إياها الله كما قال الإمام.

ورأينا أن المرأة خرجت بدورها للكفاح، وتحدّت الدبابة والمدفع، وكان هذا تحوّلًا روحياً أوجده الله تعالى في هذا الشعب، فعرفَ طريقه إلى العُلى والتقدم والدولة والحرية الحقيقية والسيادة والعزة والكرامة.

لقد ظهرت الثورة الإسلامية في إيران بقوّة واستمرت بقوّة. إذن، لم تكن السنوات الأولى والثانية والثالثة مجرد حالة من الفوران والحماس لينتهي بعد ذلك. كلا، بل استمرّ الأمر ووقف الإمام كالجبل، ومن خلفه وقف الشعب كالجبل الشامخ، وحتى اليوم، نحن نرى آثار الثورة الإيجابية في كافة المجالات. قبل الثورة مثلًا، كان اعتماد البلد في العلوم والتقنيات على الغرب تماماً، أما اليوم فكل الاعتماد على الأدمغة والشباب من المواطنين وطاقاتهم وإبداعاتهم في مجال النانو والتكنولوجيا والعلوم والطب والهندسة.. قبل الثورة، لم تكن هناك صناعة، كانت الصناعة تجميعية فقط من دون ابتكار أو إبداع. وبعد الثورة أصبحت هناك ثقة بالذات العلمية، والاعتماد على الذات الوطنية. ونرى اليوم كلّ هؤلاء العلماء البارزين والكبار في مختلف حقول العلم في داخل البلاد حيث لا نرى الكثير من أمثالهم في العالم. هكذا تقدّم علماؤنا منذ فجر الثورة وتدربوا في مدارسها وجامعاتها وكلياتها ومعظم القامات العلمية والفكرية وحتى الفنية هم من جيل الشباب اليوم.

هكذا طبّقَ الإمام العرفان النظري في ساحة العمل، وبنى من مباني الإسلام المحمدي الأصيل دولةً قويةً قائمةً على العقيدة والإيمان وإرادة الحق والخير والسلام، ونحن واجبنا حماية هذه الدولة من كافة محاولات إضعاف الجمهورية الإسلامية وتقويض مبانيها العليا.

ربما كان السيد القائد لا يشبه الإمام الخميني الراحل قدس سره في الشكل والملامح، غير أنه شبيهه ونظيرُه في التقوى، البصيرة، العلم والتدبير. وهذا ما جعله يحمل رسالة الإمام بعد رحيله ويكمل مسيرته بثباتٍ دون أي تردد، مما جعله يزداد قوةً واقتدارًا يومًا بعد يوم..

*الملحق الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان

المصدر: بريد الموقع

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك