كلمة السيد نصرالله خلال الاحتفال التكريميّ بذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد الجهادي وسام حسن طويل (الحاج جواد) – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

كلمة السيد نصرالله خلال الاحتفال التكريميّ بذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد الجهادي وسام حسن طويل (الحاج جواد)

سيد

في ما يلي النصّ الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله خلال الاحتفال التكريميّ بذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد الجهادي وسام حسن طويل (الحاج جواد) في بلدة خربة سلم الجنوبية (14/01/2024):

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله ربّ العالمين، ‏والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله ‏الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. ‏

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

‎يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم “مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا، لِّیَجۡزِیَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِینَ بِصِدۡقِهِمۡ وَیُعَذِّبَ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ إِن شَاۤءَ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا، وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرࣰاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزࣰا” صدق الله العلي العظيم.

أولاً يُشرفني أن أكون في هذا الوقت في خدمتكم وإن كان عن بعد مع هذه البلدة الطيبة المباركة المجاهدة المقاومة، وفي ذكرى القائد الشهيد العزيز الأخ الحاج جواد رضوان الله تعالى عليه. أولاً يجب أن نبارك لكم وللمسلمين جميعاً دخول هذه الايام أيام شهر رجب، هذا الشهر المبارك والفرصة الإلهية المعطاة سنويا للتوبة والانابة والرجوع الى الله، شهر الدعاء والمناجاة والعبادة والصوم والتهجد، والمقدمة اللازمة لشهر الله عز وجل، وما فيه من مناسبات دينية جليلة وعظيمة، وبالأخص ما يرتبط بمناسبات ولادة العديد من أئمتنا الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لقاؤنا اليوم مناسبته ذكرى إستشهاد القائد الشهيد الحاج وسام حسن طويل الحاج جواد قبل أيام. نبدأ أولاً من بلدته إلى عائلته وصولاً إليه، وبعد ذلك إلى مسيرته ومقاومته الشريفة، البلدة الطيبة المباركة بلدة خربة سلم، هذه البلدة التي شارك أهلها رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً في هذا الحراك الايماني منذ البدايات، منذ الستينات والسبعينات وصولا الى اليوم، ببركة علمائها وعلى رأسهم سماحة آية الله المرحوم السيد عبدالمحسن فضل الله رضوان الله تعالى عليه، العالم والفقيه والمجاهد والجليل والمقدس، والذي دعا الى المقاومة، وأفتى لها وأيدها وساندها واحتضنها بكل قوة، حتى رحيله عن هذه الدنيا، هذه البلدة المباركة المجاهدة التي التحق كثيرٌ من شبابها في صفوف المقاومة منذ البدايات، فكان منهم القادة في المقاومة والكوادر والمقاتلين والجرحى والاسرى وقضى العشرات منهم شهداء، من الرعيل الاول من السابقين الأولين، القائد الشهيد الاستاذ الحاج حسن شري رحمه الله، ومن العلماء الشهداء الأخ العزيز والحبيب سماحة الشهيد الشيخ علي كريّم رحمه الله من جيل المؤسسين في حزب الله سنة 1982، وعشرات الشهداء الكرام من عائلاتها الشريفة، وستبقى إن شاء الله هذه البلدة المباركة حصنا من حصون الايمان والجهاد والمقاومة، ومفخرة في هذه الدنيا والاخرة.

نأتي ثانياً الى العائلة، مع إستشهاد الحاج جواد، الان أنا سأستخدم إسم الحاج جواد لأنه هذا ما إعتدنا عليه أكثر من إسم وسام، مع إستشهاد الحاج جواد، ينضم الشهيد القائد الى أخويه الشهيدين فادي وقاسم، والى أبناء أخيه الفاضل الحاج هاني طويل الشهيدين حسين ومحمد، نحن هنا أمام نموذج للعائلة المؤمنة المجاهدة المضحية، هذا النموذج الذي رباه القرآن، والذي دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، المؤمنين نموذج المؤمنين المجاهدين بالاموال والانفس، المضحين في سبيل الله سبحانه وتعالى بصدق، ليجزي الصادقين بصدقهم. عائلة المرحوم الحاج حسن طويل، وحرمه رحمة الله عليهما، ثلاثة أبناء أخوة أشقاء وحفيدان، وما بدّلوا تبديلا. من بقي من هذه العائلة على قيد الحياة وهم عدة وافرة إن شاء الله، الله سبحانه وتعالى أعطاهم من الايمان والثبات والصبر والاصرار على مواصلة الطريق وما سمعناه قبل قليل من نجل الشهيد القائد، هذا النموذج يؤشر لنا ولمجتمعنا ولشعوب منطقتنا على مصاديق كثيرة في مسيرتنا، عائلات كثيرة أيها الاخوة والاخوات قدمت ثلاثة أبناء أخوة أشقاء شهداء، بعض العائلات قدمت أكثر، أخوة وأحفاد وأيضاً نحسب معهم الاصهار، لأنه بالنهاية هذا ألم يلحق بنفس العائلة، والمُلفت في هذه العائلات الشريفة أنها لم تتوقف لم تتخلى لم تكتفي لم تقل لنفسها أو للناس من حولها: “أدينا قسطنا للعلا حسبنا ما قدمنا من شهداء”، بل على العكس، كانوا دائماً مستعدين ومستعدين، ليقدموا المزيد من الشهداء، العائلات الشريفة التي قدمت شهيداً أو شهيدين، أيضاً لها أبناء كُثر ما زالوا في الجبهات وفي ساحات المقاومة والقتال، ودماؤهم على أكفهم، هذه العائلات التي أبناؤها اليوم في ميادين القتال رغم أنها قدمت الشهداء، لم تقل لأولادها تعالوا إلى بيوتكم، إنسحبوا إلى الخلف، فليقاتل غيرنا، نحن قمنا بواجبنا، بالعكس هم الذين يُرسلون أبناءهم إلى الخطوط الامامية، في مناسبات سابقة ذكرت لكم أنه بعض العائلات تعرفون نحن لدينا حرج أخلاقي بالنسبة للوحيدين، يعني العائلة التي لديها ولد وحيد لا نحب أن نرسلهم للخطوط الامامية، نضعهم بالمعسكرات، بالاماكن الخلفية، بالأماكن الاقل خطراً، وهؤلاء يشتكون دائماً، يعني الوحيد في عائلته يشكو أنه حسناً أنا لماذا محروم من الجبهة؟ لماذا محروم من الخطوط الامامية؟ لماذا محروم من شرف الشهادة؟ فنحن نشترط عليه، أنه هذا يحتاج الى إذن الوالدين، الأب والأم وليس فقط الأب، يعني والدك يريد ذلك فليمضي وأمك يجب أن تمضي، هذا حصل في معارك سابقة، في هذه المعركة المستمرة منذ مائة يوم أيضاً انا لدي رسائل كثيرة بتواقيع الاب والام الذين يطالبون ويناشدون بأن يذهب أولادهم، ولدهم الوحيد في هذه الدنيا الى الخطوط الامامية، هذه البيئة المؤمنة هذه العائلات تنتمي الى هذه البيئة المؤمنة المجاهدة المضحية المستعدة دائماً للعطاء في سبيل الله، والقيم التي تؤمن بها، وهنا مركز قوتنا بعد الله سبحانه وتعالى في هذه المقاومة، عوائل الشهداء الجرحى وعوائل الجرحى، المجاهدون وعائلاتهم، منذ مائة يوم في الحد الادنى، لأننا نحن لم نهدأ ولا يوم، لكن دعونا نتكلم عن جبهتنا الحالية، منذ مائة يوم أعداد كبيرة من شبابنا وإخواننا متواجدون في الخطوط الامامية، ويقاتلون وكل واحد منهم في معرض الشهادة كم خلفهم ورائهم من عائلات؟ من أب وأم، من زوجة وأولاد؟ تخفق قلوبهم على مدار الساعة عندما يسمعون أي خبر عن قصف، عن عملية عن إستهدافات على الجبهة، ويواجهون ذلك كله بالصبر والثبات والاحتساب والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والتسليم والرضا بأمر الله عز وجل، ومشيئة الله سبحانه وتعالى، العائلات الصامدة، العائلات النازحة التي حملت بعض أساسها على أكتافها، وتصبر حيث يعز على المرء بطبيعة الحال أن يبتعد عن بيته عن حقله، عن دار أنسه عن مدرسته هذا جزء من الجهاد، هذا جزء من التضحيات، هنا يجب أن نُشير الى حالة التكافل والتي هي أيضاً نتاج الايمان والجهاد والتضحية والصدق، حالة التكافل في مجتمعنا، أنا لا أريد أن أذكر أسماء لأنه عادة لا نذكر الاسماء، ولكن أنا أعرف الكثير من الكرام يعني لدينا حالات، شخص واحد أو عدد قليل من الاشخاص أمّنوا مئات المنازل، البيوت المفروشة لعائلات نازحة، هناك كثير من العائلات إحتضنت هذه العائلات وهذا أمر مبارك ويجب أن يستمر، طبعاً يجب أن نتعاون جميعاً لنوفر كل عوامل وعناصر الصمود في هذه المعركة، لأننا لا نعرف حتى الآن ما هو مداها الزمني، بعد البلدة والعائلة نأتي الى صاحب الذكرى نحن مشكلتنا في قادتنا العسكريين والأمنيين أنه في حياتهم لا نستطيع أن نذكر أسمائهم وأن نتحدث عن سيرتهم. وبعد رحيلهم أو شهادتهم لا نستطيع أن نقول الكثير، لأننا ما زلنا في قلب المعركة، ولأن الكثير من حياتهم وسيرتهم وجهادهم وأعمالهم وإنجازاتهم هي جزء من أسرار المقاومة التي ما زالت في ساحات الميدان والقتال، لكن تكفي الاشارة إلى بعض العناوين وإن كان التقرير الذي رأيتموه يُغني عما سأقول ولكن أنا أختصر أيضاً في هذا إن شاء الله، الحاج جواد إلتحق شاباً يافعاً بالمقاومة الاسلامية، وهو الذي كان من بداية عمره متديناً ملتزماً بالتكليف، مُصلياً صائماً، كان عمره 15 سنة من 15 إلى 16في 1990، وبدأ مسيرته في هذه المقاومة مقاتلاً، يعني فرداً في المقاومة، وهذا شأن القادة في مقاومتنا، يبدأون من الميدان مقاتلين، يحملون البندقية في الخط الامامي في ساحات القتال، مع الوقت يكتسبون الخبرة والتجربة وتزداد معارفهم من خلال الدورات والتأهيلات، والاستفادة من تجارب الاخرين، مع الوقت أيضاً تتكشف قدراتهم وكفاءاتهم، ويتقدمون في تحمل المسؤولية، وهذا أيضاً كان شأن الحاج جواد طويل رحمة الله عليه، مبكراً يعني بعد سنوات قليلة بدأ بتحمل المسؤوليات العسكرية في المقاومة، وقد ورد في التقرير سلسلة من المسؤوليات، وأهمها في البداية مسؤولية عدد من المحاور، محاور المقاومة في التسعينات التي كانت في حالة قتال يومي مع العدو، الى التحرير عام 2000. في عام 2006 الحاج جواد كان من قادة الميدان في سوريا، كان من قادة المواجهة مع داعش، ونحن نفخر بأننا كُنا جزءاً من هذا القتال، البعض يُحاول أن يفرّ من هذا المقطع الزماني، نحن في كل يوم نزداد إيماناً بِصحة وسلامة خيارنا وموقفنا، داعش هذه التي كانت تهدد سوريا، ليس الدولة فقط، بل الشعب السوري، وفعلت من الأفاعيل بحق الشّعب السوري من كل الطوائف ما يندى له الجبين. داعش التي شكّلت أكثر تهديد وارتكبت أعظم المجازر في العراق، مجازر مهولة، الآلاف قُتلوا في ساعات قليلة بمجازر داعش، داعش صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية، داعش التي قتلت قبل أيّام أكثر من 100 شهيد عند ضريح الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، التي تقتل الناس شمالًا ويمينًا في افغانستان وفي باكستان، وجاهزة للإستخدام والتوظيف في شمال افريقيا، وقاتلوا بها أنصار الله في اليمن، والتي كانت تُشكّل أكبر تهديد للبنان وللمجتمع اللبناني بتنوّعه الطائفي.

نفخر أننا قاتلنا داعش وقدّمنا الشهداء حتى من القادة في مواجهة داعش، وكان أحد قادة جهادنا الكبير في هذه المعركة الحاج جواد طويل. بالوصول إلى المسؤوليّات المرتبطة بالتدريب والتأهيل في السنوات الأخيرة، وصولًا الى 100 يوم في معركة طوفان الأقصى في الجبهة اللبنانية، والحاج جواد ترك كل شيء رغم أنّه كان يتولّى مسؤوليّات في وحدات خلفية يعني تعمل في الخلف تعمل في البقاع في أماكن أخرى، ترك كل شيء خلفه وذهب الى الجنوب ولم يُغادر، حتى إلى بيته سوى في الليلة الأخيرة.

من 8 تشرين في طوفان الاقصى هو أحد القادة الميدانيين الأساسيين في الجبهة، والتي شارك فيها ليله ونهاره، حتى خُتم له بالشهادة المباركة والعاقبة الحسنة على يد قتلة الأنبياء والرسل.

عمل مع القادة الشهداء الكبار الحاج عماد مغنية، السيّد مصطفى بدر الدين، مع القائد الكبير الحاج قاسم سليماني، ومضى من رفاقه الكثير من القادة الشهداء الذين لو أردت أن أذكر أسمائهم لطال بنا المقام، ورفاقه وإخوانه الشهداء.

المُجاهد القائد الجريح وجراحه حددت بنسبة 40 بالمئة، ولكنه لم يتخلّى عن الميدان في يوم من الأيام، بخلاصة الحاج جواد نموذج المؤمن، المجاهد، المضحّي، البصير، الشجاع، الكفوء، المبادر، المدير، الحاضر دائمًا في الميدان، الخلوق، حسن العشرة والهادئ، حتى أنتم تشاهدون الآن بالتقرير وبالفيديو، بصورة وجهه بكلامه وبطريقته وبقعدته وبنظراته، من الشخصيّات الهادئة، هذا الهدوء هو صفة مهمّة في أي قائد لأنّ الهدوء يسمح له بالتفكير، والتروّي، والتعمّق، واتخاذ القرار الصحيح، والعمل في الميدان وفي الظروف الصعبة بأعصاب متينة وقويّة.

كان دائمًا إلى لحظة الشهادة دائم الإستعداد للحضور في أي ساحة، في أي ميدان، في أي تكليف، لا يعنيه لا الإسم، ولا العنوان، ولا المنصب، ولا الموقع، ولا الزمان ولا المكان، وهذا هو معنى أو أحد معاني الفناء في القضيّة، والفناء في الرسالة، والفناء في أداء التكليف بل الفناء في الله سبحانه وتعالى، كان عاشق شهادة ووصل إلى ما كان يطلب.

قادتُنا الشهداء، ومجاهدونا الشهداء، ومجاهدونا الذين ما زالوا يُواصلون الطّريق إذا أردتُ أو إذا أردنا أن نختصر وصفهم في مثل هذه الأيام بكلماتٍ قصيرة، هم صُنّاع نصر، وعُشّاق شهادة، ومَنّ الله سبحانه وتعالى عليهم بكلا الحُسنيين، فقد صنعوا الإنتصارات وعاشوا أفراحها وختم الله لهم بالشهادة.

الحاج جواد شهيدٌ على طريق القدس في معركة طوفان الأقصى في شقّها اللبناني، أي هذه الجبهة التي ما زالت تتفاعل منذ 99 يومًا، أمّا غزّة فقد دخلت في اليوم ال100. أين أصبحنا اليوم، أتحدّث قليلًا عن التطوّرات الجديدة لأصل إلى الوضع مع لبنان، وعلى الجبهة اللبنانية، والتهديدات الأخيرة، والمبادرات الأخيرة، والآفاق المتوقّعة بالنسبة للبنان خصوصًا يعني في الجزء الخاتم من الكلمة.

100 يوم وغزة تُقاوم، وتصمد، شعبها، رجالها، نساؤها، صغارها، كبارها في حالة صمود أسطوري لا مثيل له يمكن أن يُقال لا مثيل له في التاريخ.

مليونين ومئتين ألف إنسان في مساحة ضيّقة محاصرة، 100 يوم من القصف العشوائي الوحشي الذي لا يُوفّر أحدًا، وهؤلاء صامدون ثابتون يتألّمون صحيح، ولكنّهم راسخون، أقوياء، لا ينكسرون، لا يتنازلون، لا يضعفون، لا ينسحبون، لا يستسلمون، هذه هي الحقيقة، هذا هو شعبها. وأمّا مقاومتها بكل فصائلها حماس، والجهاد، فصائل المقاومة بعناوينها المختلفة وانتماءاتها المختلفة، تُقاتل على مدار الساعة بشجاعة، ببطولة، ببسالة بإبداع، قلّ نظيره، وهذه من بركة الإعلام والأفلام التي تُوثّق المواجهات، والبطولات، والعمليّات النوعيّة التي تجري على مدار الساعة، وإلا لما كنّا نعرف شيئًا عن المشهد الحقيقي بسبب التكتّم الإسرائيلي الشديد(…).

كثير من الذين يتابعون معركة طوفان الأقصى من 7 تشرين إلى اليوم، يجمعون يعني جماعة وسائل الإعلام، والخبراء، والمحلّلون، والمحلّلين جميع هؤلاء يُجمعون على أنّ إسرائيل في هذه الحرب أكثر تشدّدًا وتكتّمًا وسيطرةً على الأخبار والمعلومات من أي حربٍ مضت، وما يتسرّب أحيانًا يكون مفاجئًا  وسوف أذكر بعض الأرقام بعد قليل.

في هذه المعركة وبعد 100 يوم لست أنا وأنتم الذين نقول ما يلي، الإسرائيليون، المسؤولون، القادة

العسكريّون والسياسيّون، المعلّقون، المحلّلون، الإعلاميّون، الكتّاب يقولون: أن اسرائيل بعد 100 يوم غارقة في الفشل ليس أنها في صورة فشل بل هي غارقة في الفشل، البعض يستعمل عبارة الحفرة العميقة التي لا يعرف قادة العدو كيفيّة الخروج منها، ماذا أنجز العدو خلال 100 يوم؟ سوى القتل،  نساء، وأطفال، ومدنيّين، وتدمير، وصورة توحّش، ولكن لم يصل إلى أي نصر حقيقي، بل لم يصل حتّى إلى صورة نصر، وهذا ما يُجمع عليه الصهاينة أيضًا، وفشل في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة والضمنيّة، لأنه هناك أهداف معلنة، الأهداف المعلنة ثلاثة: القضاء على حماس وحكومة حماس، إستعادة الأسرى الإسرائيليين، وألّا تبقى قطاع غزّة ألا تبقى إمكانيّة تهديد لأمن كيان العدو في المستقبل،هذه هي الأهداف المعلنة، لكن في الأهداف الضمنيّة أو شبه المعلنة تهجير أهل غزة، من الأهداف الضمنيّة وشبه المعلنة إحتلال غزّة، تدمير غزّة، تحويل غزّة الى شاطئ لسكّان مستوطنات غلاف غزة، بالحد الأدنى السيطرة على غزّة، والسيطرة الأمنية الكاملة على طول الخط، هذه أهداف شبه معلنة، لكن لا في ألاهداف المعلنة ولا في الأهداف شبه المعلنة استطاع أن يحقّق شيئًا على الإطلاق باعتراف الإسرائيليين أيضا.

يعني يهمّني كثيرًا أن أبقى أقول باعتراف الإسرائيليين، بإجماع الإسرائيليّين،  يُحاول رئيس حكومة العدو، وزير حرب العدو، رئيس أركان جيش العدو أن يتحدّث عن بعض الإنجازات التكتيكيّة هنا وهناك، هنا قتلنا مقاومين، هنا وجدنا صواريخ، هنا كشفنا نفق، طبيعي أنتم من أقوى الجيوش في المنطقة ويعني بعض هذه الإنجازات التكتيكية إذا لم تنفّذوها وتعملوها “يعني خلص” يجب أن ترحلوا من هذه الأرض، يعني هذا اعتراف مطلق بالهزيمة، لكن ليس عنوان الحرب هو اكتشاف نفق هناك أو قتل مقاومين هنا او اكتشاف قاعدة صواريخ هناك مثلاً في شمال غزة، الأهداف التي أعلنتوها هي هذه المعلنة وغير المعلنة، وأنتم تُجمعون بأنّكم لم تستطيعوا أن تحقّقوا أيّ هدف.

الآن بعد 100 يوم يقول الصهاينة أنّهم دخلوا أو سيدخلون إلى المرحلة الثالثة، ومن مقتضيات المرحلة الثالثة الانسحاب، أغلب إنسحاب القوات من قطاع غزّة الذي بدأ في شمال غزة، والمعلومات تقول بأنّهم أخرجوا كلّ القوّات أو الأغلبيّة السّاحقة من القوّات من الأحياء والمدن والمخيّمات في شمال غزة إلى محيطها في الفلوات. بعد ذلك إعلام العدو يقول أنّ مجاهدي حماس والجهاد بالإسم يقول حماس والجهاد، أنّ مجاهدي حماس والجهاد ظهروا وأعادوا سيطرتهم على كل شمال غزّة.

ماذا تحقّق إذًا بعد 100 يوم؟ ما زال العدو يُقاتل في خان يونس وفي الوسط ليحصل على إنجاز، يبدو أنّهم يقولون أنه لديه وقت ل 22 23 كانون الثاني لآخر كانون الثاني، عمل إنجازًا عمل، في حال لم يعمل فإنه سوف يذهب إلى المرحلة الثالثة التي تقتضي خروج قوّات الإحتلال بالحدّ الأدنى من الأماكن السكنيّة من المدن والأحياء والدّخول في مرحلة جديدة.

لم يتمكّن من القضاء على المقاومة، لم يتمكّن حتى من القضاء على حكومة حماس، الآن كل المناطق التي أُخليت من شمال غزة تُديرها حكومة حماس، والمناطق التي لم تدخل إليها قوّات الإحتلال ما زالت تديرها حكومة حماس.

لم يتمكّن من ضرب المقاومة، لم يتمكّن حتى من إيقاف الصواريخ من شمال غزة على تل أبيب وعلى المستعمرات المحيطة، ولم يتمكّن أيضًا من استعادة أسيرٍ واحدٍ على قيد الحياة.

لنرى إسرائيل أين أصبحت مقارنة سريعة، جيش العدو مع إمكاناته لم تكن مثل اليوم ويعني لا سلاح جوّي كان مثل اليوم، ولا التكنولوجيا مثل اليوم، ولا الإمكانات الهائلة مثل اليوم، ولا قدرة الإحاطة المعلوماتيّة والأقمار الصناعيّة مثل اليوم، ولكنّه هزم العديد من الجيوش العربيّة واحتلّ مساحات هائلة في الوطن العربي أو في العالم العربي خلال 6 أيّام، ولكنّه 100 يوم ما زال يقاتل في خان يونس وفي وسط غزة وفي بعض شمال غزة.

بعد مائة يوم، مع كل التطوّر الهائل في جيش العدو، وفي المقابل لا يقف في وجهه جيوش عربية، وإنّما فصائل مقاومة شعبيّة إمكانياتها العسكريّة متواضعة ولكنّها تتمتّع بإيمانٍ قلّ نظيره في هذا العالم.

إذاً هذا المشهد مع فعاّليّة غزّة والضفّة وجبهات الإسناد والدعم والضغط في لبنان واليمن والعراق تزداد خسائر العدو، وارتباك العدو، وحيرة العدو، ودورانه في الدائرة المفرغة وفي الحفرة العميقة، مثلًا في الخسائر البشريّة، أنا في الخطابات السابقة ذكرت شيئًا وأنتم تتابعون وسائل الإعلام، لكن أمس واليوم، بعض وسائل إعلام العدو ذكرت أرقامًا جديدة غير التي ذكرناها يوم الجمعة الماضي، مثلًا بعض وسائل إعلام العدو أمس واليوم ذكرت تحدثت عن 4000 جندي أصبح معوقاً ‏أو معاقاً، التعبير يعني جريحاً خارج الخدمة، 4000، نتحدث عن مئة يوم 4000، ويقولون، الآن هناك ‏وسائل اعلام كانت قد تحدثت عن أن العدد قد يصل إلى 12000، بعض وسائل الاعلام بعد عدة أيام قالت ‏‏20000، يعني أن الرقم يرتفع قليلاً قليلاً ليكشفوا الحقائق، لكن من قال 4000 ماذا قال؟ أن عدد هؤلاء المجروحين ‏المعاقين قد يصل إلى 30000، يا اخواننا واخواتنا جميعنا نعرف ونتابع إذا حرب ‏يخرج منها 30000 معاق، فكم هو عدد الجرحى؟ هؤلاء الجرحى الذين خرجوا من الخدمة؟ لكن كثير من ‏الجرحى قد يكونوا مثلاً جراحهم وسطى، أو خطيرة، أو خفيفة ولكن يتعافون منها ولا تُخرجهم من ‏الخدمة أو تُخرجهم مؤقتاً من الخدمة.‏

هؤلاء خرجوا بالكامل من الخدمة، يعني بحسابات معروفة علمية وموضوعية، موجودة في جيوش ‏العالم وفي مراكز الدراسات العلمية والصحية أيضا والطبية يقولون: عادة هناك نسبة مئوية، عندما ‏تقول هناك 1000 جريح يعني هناك نسبة مئوية معينة قتلى، 10000 جريح يعني هناك نسبة قتلى، ‏‏30000 جريح هناك نسبة قتلى، هذه خسائر بشرية غير مسبوقة.‏

هنا لا نتحدث عن جبهة واحدة، عندما يتحدثون عن ال4000 معاق لا يذكرون في أي جهة، هم يتحدثون ‏عن كل الجبهات، هذا مجموع الذين اصيبوا بالإعاقة خلال مئة يوم، طيب كم عدد القتلى الحقيقي؟ هنا ‏نتحدث عن جنود فقط وليس عن أي أحد آخر، نتحدث عن جيش العدو، أعود إلى التكتم الشديد الذي تقوله ‏وسائل الاعلام الاسرائيلية ويقولون هذا ما يتسرب، أما الأعداد فهي اضعاف مضاعفة، بعض ‏الخبراء يتحدث عن ثلاثة أضعاف، بعضهم يقول 4 أضعاف، بعضهم يقول 5 أضعاف، على كل ‏حال الكارثة الكبرى ستكون عندما تقف الحرب وينتهي كل شيئ وتظهر الحقائق إلى وسائل ‏الاعلام، ستنكشف حجم الكارثة والمصيبة التي لحقت بهذا الكيان، والتي ألحقتها بالدرجة الأولى غزة ‏ومقاومتها وشعبها بهذا الكيان ومن خلفها جبهات محور المقاومة.‏

نحن نعرف من جبهتنا اللبنانية ذكرت ذلك سابقا، لكن لدي شاهدين جدد، يعني خلال اليومين الماضيين ‏والشباب نشروا الفيلم عبر التلفزيون، ورغم أن الدبابة استخدمت وسيلة الحماية واسمها “تروفي” إلا ان ‏صواريخ ضد الدروع أصابت الدبابة وفجرتها ودمرتها واحرقتها، وكانت قد تحركت ولم تكن فارغة ‏ولا يوجد فيها أحد، ولكن العدو لم يعترف لا بتدمير الدبابة ولا بقتلى ولا بجرحى وأيضا دبابات ‏أخرى خلال الأيام القليلة الماضية هو لا يتحدث لا عن دبابات تُدمر ولا قتلى ولا عن جرحى ‏ويتكتم على قتلاه وعلى جرحاه، الخسائر البشرية المتراكمة، ويوميا هناك خسائر بشرية عند العدو ‏في جبهة غزة وفي جبهة لبنان بالحد الأدنى وفي الضفة الغربية يوجد قتلى وجرحى وخسائر بشرية ‏عند العدو تزداد.‏

الخسائر النفسية والمعنوية وتحدثنا عن التقارير التي تقول اليوم أن نصف شعب هذا الكيان المحتل ‏والغاصب الآن مصاب بالصدمة النفسية ويحتاج إلى معالجات نفسية.‏

الخسائر الاقتصادية، المجهود الحربي، تعطيل الاقتصاد، السياحة، الزراعة، الصناعة، كلفة ‏النازحين أحد الأسباب الذين أعلنوها لماذا بدأوا يُعيدون الاحتياط؟  يُعيدونهم من الجبهات من أجل ‏تحريك عجلة الاقتصاد لأن الاقتصاد مئة يوم واقف، ما يجري في البحر الأحمر شكل ووجه ضربة ‏كبيرة للإقتصاد، لإقتصاد العدو ولموانىء العدو، صورة العدو في العالم، يكفي مشهد المحاكمة في لاهاي ‏بمعزل عن نتيجة المحكمة “لا نعرف ما الذي يمكن أن يصدر” لأنه أكيد سنفترض الآن الادارة ‏الأمريكية والغرب والدول الأوروبية وكل حُماة هذا الكيان النازي العنصري المتوحش سيتدخلون ‏لدى محكمة العدل الدولية لكي لا تصدر أحكام عادلة بحق هذا الكيان المجرم، لكن بمعزل عن ‏النتيجة مشهد كيان العدو في دائرة الاتهام أمام منظر العالم، ويُقدم في حقه لائحة اتهام قانونية مستندة ‏إلى حقائق ووقائع دامغة وحسية، هذا أمر لم يسبق أن واجهه الكيان منذ 75 عاماً، ولذلك ترون ‏ارتفاع الصراخ من نتنياهو ونزول، وهذه المحاكمة وما قبلها ومعها وبعدها أيضا يُبرز حجم السقوط ‏والانهيار الأخلاقي لكيان العدو وللولايات المتحدة الأمريكية، تصور رد فعل مثلاً نتنياهو أو غالانت ‏أو ما شاكل ماذا يقولون: جيشنا هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم. النفاق يا اخوان ليس فقط النفاق ‏العقائدي والإيماني، هذا نفاق أخلاقي، هل هناك نفاق أبشع من هذا؟

الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، يقولون ان القتال في غزة هو أكثر قتال أخلاقي في العالم، هؤلاء ‏يستغبون العالم، عندما يقولون ذلك يستخفون بعقول العالم، ولكن هذا هو الذي يفعله هؤلاء الصهاينة المُستعلون المستكبرون العنصريون، يعتبرون ‏أن ما يقومون به هو الأكثر أخلاقية.‏

انه ابادة أين توجد إبادة في قطاع غزة لا يوجد، حتى الأمريكان يقول لا يوجد أين توجد إبادة في غزة، ‏‏23000 شهيد و60000 جريح وأكثر من 350000 وحدة سكنية دمرت و2300000 انسان ‏محاصر، نصفهم يعاني من الجوع بالحد الأدنى بحسب تقارير الأمم المتحدة، هذه ليست ابادة جماعية، ‏ما هي الابادة الجماعية إذاً؟

حجم الخسائر الإستراتيجية التي لحقت بهذا الكيان خلال مئة يوم على المستوى المعنوي والسياسي ‏والاقتصادي والعسكري والأمني، ولقد ذكرت لها عناوين في خطب الأسبوع الماضي فلا أُعيد وإن ‏كانت تحتاج مني ومنكم ومن كثيرين إلى المزيد من الشرح والتوضيح، لتعرف شعوب منطقتنا، ‏ليعرف المُضحون في منطقتنا، ليعرف العالم أن هذه التضحيات لم تذهب هباءً، ان دماء الأطفال ‏المظلومين والنساء المظلومات في غزة، أن كل هؤلاء الشهداء الذين يُستشهدون في الجبهات من ‏المقاتلين ومن المدنيين، هذه ليست دماء تذهب هدراً وتضيع، هذه تُحقق انجازات استراتيجية لها ‏تأثير أساسي وجوهري على مستقبل المنطقة وعلى مستقبل فلسطين كما ذكرنا.‏

الأهم الآن ومنه انتقل إلى المقطع التالي هو التآكل في الرأي العام الاسرائيلي الداخلي تجاه قضية ‏الحرب، الرأي الداخلي كان يؤيد الحرب على قاعدة اننا ذاهبين يومين ثلاثة وننتهي، جمعة جمعتين وننتهي، ‏شهر شهرين وننتهي، مرت مئة يوم ولم تنتهي، وبالعكس مئة يوم المزيد من الهزائم، الفشل، الخسائر ‏المادية، البشرية، الاقتصادية… الخ.‏

أي أمل باستعادة الأسرى الاسرائيليين لدى فصائل المقاومة انتهى، الواضح أمام عائلاتهم ومن يتضامن ‏معهم أنهم إما أن يعودوا احياء بالتبادل وإما أن يعودوا جثامين في التوابيت وإما أن يُصبحوا مفقودي ‏الأثر كرون آراد، الذي هو اليوم صورته تنتشر في كل مجتمع الكيان، ولذلك هذا الرأي العام المساند ‏بحزم لمواصلة الحرب بدأ يتراجع ويتراجع بقوة، ومن المتوقع في الأيام والأسابيع المقبلة ان ينحدر ‏نزولاً، لأنه صار لديهم وضوح أن قيادة نتنياهوغير كفوءة وغير قادرة على انجاز شيئ في هذه ‏الحرب، ان الحكومة الحالية غير قادرة وغير كفوءة، ولذلك ترتفع الأصوات أكثر من أي وقت مضى ‏باستطلاعات الرأي بالمطالبة بانتخابات مبكرة، بالمطابة بإستقالة نتنياهو الآن، بتشكيل حكومة ‏جديدة للعدو، هذه من نتائج الاعتراف بالفشل.‏

لو كان هناك انتصارات وانجازات كان يجب أن يُرفع نتنياهو وغالانت على الأكتاف وأن تُمجد ‏هذه الحكومة لدى شعب هذا الكيان، ولكن من نتائج الفشل والخسارة والخيبة هي عندما يتحول الرأي ‏العام إلى رأي يطالب برحيل نتنياهو الآن وليس بعد توقف الحرب، بتغيير هذه الحكومة بانتخابات ‏مبكرة وبدأ يرتفع صوت المطالبة بالتفاوض من اجل إستعادة الأسرى ولو بقيمة اعلان وقف ‏الحرب الكامل، يعني الخضوع لشروط المقاومة في غزة، المقاومة في غزة وضعت شروطاً واضحة، ‏ترفض التفاوض على القطعة، ترفض الهدن المؤقتة، إيقاف الحرب بشكل كامل، نذهب لنفاوض ‏على الأسرى و على أمور أخرى.، يتحدثون عن الإعمار، ويتحدثون عن فك الحصار ..الخ.‏

هذا المسار ما أردت أن أصل إليه الآن في هذه النقطة، هذا المسار إذا استمر ان شاء الله سواءً في ‏غزة أو في الضفة أو في اليمن أو في لبنان أو في العراق وسوف أتحدث عن محور المقاومة قليلاً أيضا، ‏سوف يُوصل إلى نتيجة واضحة، وهي أن حكومة العدو لن تجد أمامها سبيلاً آخر سوى القبول ‏بشروط المقاومة في غزة، وبالتالي الوصول إلى نقطة إعلان وقف كامل للعدوان على غزة والذهاب ‏إلى التفاوض لمعالجة الملفات من خلال التفاوض.‏

وهذا سيعني في نهاية المطاف النصر الموعود الذي تحدثنا عنه طويلاً ونتطلع إليه كثيراً وهو وعد ‏الله عز وجل والله لا يُخلف الميعاد.‏

عندما نأتي إلى جبهات الاسناد أيضا بكلمات مختصرة، خلال مئة يوم عمل الأمريكيون ومعهم الدول ‏الغربية، العديد من الدول الغربية، على اسكات بقية الجبهات، على اخضاعها، على اطفائها، على ‏احباطها بكل الوسائل الممكنة.‏

طبعاً في البداية شُنت حرب نفسية هائلة على جبهات الاسناد، وهي الحديث عن الجدوى، تذكرون ‏تلك الأيام سواءً فيما يتعلق بجبهة اليمن، بجبهة لبنان، أو بجبهة العراق، تسخيف هذه الجبهات، ‏النقاش في جدوى هذه الجبهات، محاولة ممارسة ضغوط داخلية في داخل لبنان، في داخل العراق، ‏في داخل اليمن، من أجل القول ان هذه الجبهات لا تأتي سوى بالضرر على بلداننا وعلى شعوبنا ‏ولا تُجدي نفعاً وليس لها فائدة، هذا لم يُصغى إليه انتهى سقط، والدليل على جدواها الانتقال إلى ‏المرحلة الثانية وهي التهديد والتهويل، ما مورس خلال مئة يوم من تهديد وتهويل على العراق ‏واليمن ولبنان وسوريا وإيران كان كبيراً جداً من قبل الأمريكيين وليس فقط من الإسرائيليين، ليخلص‏الإسرائيليون أنفسهم أولاً، الذي تولى هذه المهمة منذ اليوم الأول هم الأمريكيون، باليمن ترغيب ‏وترهيب، اوقفوا تضامن مع غزة، تعالوا لمعالجة الملفات العالقة منذ تسع سنوات.‏

هذا الترغيب والترهيب إن لم توقفوا التضامن مع غزة وما تقومون به في البحر الأحمر سنضربكم ‏سندمركم إلى ما قبل القصف الأخير قبل أيام.‏

في العراق أيضاً تهويل على الحكومة العراقية، على الشعب العراقي، تهديد للعراقيين حكومةً ‏وشعباً وفصائل وأحزاب، تهديد وتهويل بالقتل، بالإغتيالات، وفعلاً مارسوا اغتيالات، وبالوضع الاقتصادي واللعب بالدينار وبالدولار وبالمقاطعة، وهدّدوهم بداعش، هذا معروف وعلني.  ‏وفي لبنان أيضًا كلّ يوم تهديد، هدّدوا بأنّهم سيدخلون هم المعركة مُباشرة من خلال أساطيلهم ولم يُجدِ نفعًا. ‏ثمّ جاء بعد ذلك التهديد بالإسرائيلي، يعني الجديد الآن الأميركي لا يقول إذا لا تتوقّفوا سأضربكم وسآتي ‏بالأساطيل متل ما كان بالأيام الأولى، الآن الأميركي يُهدّد الإسرائيلي – عندما آتي إلى لبنان أتحدّث ‏بالتفصيل – هذا التهديد والتهويل أيضُا لم يُجدِ نفعًا. وصولًا إلى العدوان في اليمن، وصولًا إلى الاغتيالات ‏والغارات الجوية في العراق، لم تُوقف اليمنيين ولم تُوقف العراقيين، ولا التهديد أوقف اللبنانيين. ‏

في موضوع اليمن، العدوان الأخير هو في الحقيقة يُمثّل حماقة أمريكية وبريطانية وتناقض أمريكي، يعني ‏في الوقت الذي يأتي فيه الأمريكي ويقول لك – سأضرب أمثلة لهذا التناقض – يقول لك هو ليس مع ‏توسعة الحرب فيذهب ويُوسّع الحرب، هو يطلب من كلّ دول العالم ومن مجلس الأمن الدولي والأمم ‏المتحدة ومن دول إقليمية المساعدة على عدم توسعة الحرب فيذهب هو ليُوسّع الحرب، هذا تناقض، وأيضًا ‏هذه حماقة. إذا كان بايدن ومن معه يظنّون أنّ اليمنيين سيتوقفون عن مُساندة غزة في البحر الأحمر فهم ‏مخطئون ومُشتبهون وجاهلون، جهلة، لا يعرفون اليمن ولا شعب اليمن ولا قادة اليمن ولا تاريخ اليمن، لا ‏يعرفون شيئًا. أحد الإخوة كُنّا نتناقش قال عجيب، هم عندهم مراكز دراسات وتُرسل لهم تاريخ وتقديرات، ‏قُلت له صحيح عندهم مراكز دراسات لكن في بعض الأوقات لا يقرأون، هذه روحية الاستكبار والاستعلاء ‏والعتو واستحقار واستصغار الآخرين تجعل منهم حمقى، وهذا هو الذي حصل في الأيام القليلة الماضية. ‏

حسنًا، ما الهدف الذي أعلنه بايدن في البحر الأحمر؟ هو يقول هدفه حماية الملاحة البحرية، الملاحة ‏البحرية لم تكن في خطر واليمنيون أعلنوا ذلك، من سماحة السيد عبد الملك إلى إخوانه أنّه نحن لا نستهدف ‏الملاحة البحرية، هناك السفن الإسرائيلية أو السفن الذاهبة إلى فلسطين المحتلة فقط، وكلّ سفن العالم أهلًا ‏وسهلًا تأتي وتذهب وتسرح وتمرح في البحر الأحمر، ما قام به الأمريكي ماذا سيؤدي؟ أولًا سوف يستمر ‏استهداف السفن الإسرائيلية والسفن الذاهبة إلى فلسطين المحتلة، وهذا أقل الردّ اليمني على العدوان ‏الأميركي وأعلنوا هم ذلك ولست أنا من يعلن ذلك نيابة عنهم، لكن الأخطر أنّ ما فعله الأميركي في البحر ‏الأحمر سيضر بأمن الملاحة البحرية كلّها، حتى السفن غير الذاهبة إلى فلسطين، حتى السفن غير ‏الإسرائيلية، حتى السفن التي ليس لها علاقة بهذا الموضوع عندما أصبح البحر الأحمر ساحة قتال ‏وصواريخ ومسيّرات وبوارج اختلّ الأمن، فإذا كان هناك نسبة 95% من الأمن للملاحة البحرية العالمية ‏الدولية في البحر الأحمر فهؤلاء المستكبرون الأغبياء الحمقى قاموا بتدميره الآن ولن يستطيعوا أن يحموا ‏إسرائيل، وكل هذا من أجل ماذا؟ من أجل حماية إسرائيل، من أجل تخفيف الضغط على إسرائيل. أنا قرأت ‏في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الأشخاص من الرجال والنساء يكتبون كلمات جميلة وأحيانًا ‏يكتبون أمور عفوية ونقاشات عفوية أيضًا، البعض يقول لمن يسخر من جبهات المقاومة يقول إذا اليمن حقًا ‏غير مفيدة ولبنان غير مفيد والعراق غير مفيد لماذا الأميركي يُورّط نفسه في اليمن وفي العراق ويُهدّدوا ‏لبنان ويضعوه على حافة الحرب إذا كانت هذه الجبهات غير مفيدة وغير مؤثرة. ‏

طبعًا الأميركي يُحاول أن يُقدّم أنّ هناك تحالف دولي وهذا تحالف غير صحيح، أتى بضابط من هنا ‏وجنرال من هنا، ولكن الحلف هو أميركي بريطاني، وأدخلوا في هذا التحالف دولة عربية واحدة اسمها ‏البحرين، نحن هنا يجب أن نُشيد بموقف علماء البحرين، أحزاب البحرين، شعب البحرين، رجال ونساء ‏البحرين الذين خرجوا أيضًا إلى التظاهرات في قرى ومدن البحرين وأعلنوا تضامنهم مع اليمن ومع غزة ‏ورفضوا الموقف الذليل والخانع والخائن لحكومة آل خليفة في البحرين، وعلى هذه الحكومة أن تخرج ‏سريعًا من هذا الذلّ ومن هذا العار الذي ورّطت نفسها فيه. ‏

أمّا كيف سيردّ اليمنيون؟ كيف سيتصرّف اليمنيون؟ اليمنيون هم الذين يُقرّرون وهم الذين يُعلنون وهم ‏الذين يفعلون. مٌجدّدًا يُخطئ بايدن والإدارة الامريكية ومن معهم عندما يبعثون رسائل إلى ايران وعندما ‏يُهدّدون إيران، ولن يسمعوا من إيران إلا كلمة واحدة وسمعوها، هذا قرار يمني، اليمنيون مُتضامنون مع ‏غزة وهم الذين يُقرّرون ماذا يفعلون؟ وهذه هي الحقيقة، ولذلك ما بين اليمنيين ومن اعتدى عليهم الميدان ‏والأيام والليالي، ليس هنالك شكّ في هذا الأمر، وسيكتشف بايدن سريعًا حجم الحماقة الكبرى التي ارتكبها ‏من خلال عدوانه على اليمن. ‏

اليوم أكثر من أيّ وقت مضى مسؤولية كلّ عربي وكلّ مُسلم وكلّ حرّ وكلّ شريف في هذا العالم أن يُعلن ‏وقوفه وتأييده ومُساندته لليمن شعبًا وقيادةً وأنصارًا ومقاومةً، وهذا هو الفيصل اليوم بين جبهة الحقّ وجبهة ‏الباطل، من يقف مع جبهة الحقّ اليوم ميزانه ومعياره أن يكون مع اليمن لأنّه بذلك يكون بحقّ مع فلسطين ‏ومع غزة ومع بيت المقدس ومع كلّ مظلومي هذا العالم، والمُتخاذلون المُخذّلون المُثبّطون سيخيبون وحتى ‏الساكتين سيُسألون يوم القيامة. قد لا يطلب اليمن منّا رجالًا فلديه ملايين الرجال، ولا يطلب منّا سلاحًا فهو ‏يملك سلاحًا أكثر منّا ومن غيرنا، ولكن بالتأكيد الموقف المُعلن الصريح الواضح المُؤيّد هو من اهم عناصر ‏القوة في هذه المعركة وفي هذا التحدّي الذي يخوضه اليوم مُباشرة الشيطان الأكبر ومعه تابعه الذليل ‏البريطاني مع هؤلاء الرجال الشجعان والشعب الشجاع الذي كان جوابه سريعًا في اليوم التالي من خلال ‏الملايين التي تظاهرت في صنعاء وفي صعدة وفي مُختلف المدن اليمنية. اليمنيون اليوم يُثبتون كما هو ‏طوال التاريخ كما الآباء والأجداد أنّهم الأنصار وأبناء الأنصار بحقّ. ‏

في العراق أيضًا ذكرت أنّهم مارسوا الكثير من الضغوط على الحكومة العراقية، على الشعب العراقي، لكن ‏هذه الضغوط أيضًا لم تُؤدِّ إلى أيّ نتيجة. عمليات المقاومة الإسلامية في العراق مُستمرّة باتجاه قواعد ‏الاحتلال الأمريكي في العراق، قواعد الاحتلال الأمريكي في سوريا، وأيضًا باتجاه فلسطين المحتلة، باتجاه ‏إيلات، باتجاه أماكن أخرى، وأنا أودّ من خلال المعلومات أن أؤكّد اليوم لكم ومن خلال وسائل الإعلام أنّ ما ‏أعلنته المقاومة الإسلامية في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز هي معلومات صحيحة ‏وبيان صحيح، ونحن معلوماتنا الخاصة تُؤكّد أنّ هناك هدفًا أُصيب في حيفا تمّ التكتّم عليه بشدّة من قبل ‏الإسرائيليين بمعزل عمّا يقوله الإخوة العراقيون.  باتجاه الكيان الغاصب الأمور تتطوّر وباتجاه قواعد ‏الاحتلال المُقاومة مستمرّة وعنوانها واضح.‏

أصل في نهاية المطاف إلى لبنان، في لبنان هذه الجبهة جبهتنا تُواكبونها وواكبتموها وأنتم أهلها وأصحابها، ‏نحن أصبح لنا في القتال 99 يومًا، طبعًا أريد أن أعود إلى نقطة ذكرتها الأسبوع الماضي وأشرت لها قبل ‏قليل هو حجم التكتّم عند العدو- سآتي إلى التهديد والتهويل لأنّه هو آخر الكلمة – حجم التكتّم عند العدو على ‏الخسائر، على الاستهدافات، سأضرب غير أمثلة الدبابات وما شاكل، موضوع قاعدة ميرون، قاعدة ميرون ‏تابعتم في الإعلام أهمّيتها، هي واحدة من اثنين من القواعد في كيان العدو، أهمّيتها لإسرائيل ليس من أجل ‏المنطقة الحدودية في لبنان، لبنان وسوريا وجزء كبير من تركيا وقبرص وشمال حوض البحر الأبيض ‏المتوسط، وإمكانات مُتطوّرة جدًا وهائلة جدًا ولا نظير لها. تمّ استهدافها – سآتي للتفصيل – والعدو لم ‏يعترف، ماذا قال؟ قال سقطت صواريخ في جوار مُنشأة استراتيجية، انظروا! في جوار مُنشأة استراتيجية، ‏أيّ لم يعترف أنّ هناك صواريخ أصابت مُنشأة استراتيجية، لكن ما قامت به المقاومة لأنّه صوّرنا، أنا ‏شبّهت موضوع ميرون إذا تتذكّرون بالتسعينات بعملية الدبشة، عملية الدبشة عندما دخلت المقاومة إلى ‏الموقع الإسرائيلي قال الإسرائيلي أبدًا لم يدخلوا، بعد يومين المقاومة نشرت الفيديو والأخ الشهيد الذي ‏استشهد لاحقًا رحمة الله عليه من النبطية زرع العلم والشباب داخل الموقع فبُهت الذي كفر. عندما نشرت ‏المقاومة الفيديو اعترف أنّه نعم استُهدفت قاعدة ميرون، هذا مثل حيّ، يعني نحن لو لم يكن عندنا فيديو ولو ‏لم يكن عندنا تصوير، عملية نوعية بحجم استهداف قاعدة ميرون كانت بقيت في دائرة الشكّ، حزب الله يقول ‏والعدو ينفي، العدو يقول لا صواريخكم سقطت في الأرض المفتوحة، طبعًا هذا بالحرب النفسية مؤذي جدًا، ‏مؤذي جدًا للمقاتلين وللمقاومين وللناس ولبيئة المقاومة، أنّه ماذا يعني أن يقول الإسرائيلي أنّ صواريخك ‏تسقط في الأرض المفتوحة، يعني “ببلاش”، وأنت شبابك يُعرّضون أنفسهم للخطر لإطلاق هذه الصواريخ، ‏نُشر الفيديو فبان المشهد. ‏

المقاومة أيّها الإخوة والأخوات أطلقت 62 صاروخًا، 40 صاروخ كاتيوشا، هو بالحقيقة للإشغال لأنّه ‏تعرفون الكاتيوشا ليس صاروخًا دقيقًا، لكن يمتد لمساحات واسعة، و22 صاروخ كورنيت خاص من المدى ‏الجديد، أنا أؤكّد لكم، الآن هناك اثنين أو ثلاثة شاهدتموهم قريبين من الموقع ومع ذلك عُرضوا بالفيديو ‏للشفافية، ولكن أؤكّد لكم أنّه 18 صاروخ كورنيت أصابوا الأهداف في قاعدة ميرون، والفيلم الذي نشرناه لا ‏يكشف كلّ الحقيقة في قاعدة ميرون، هذه بعض الصواريخ وبعض الأهداف التي أُصيبت. اضطرّ بعدها ‏العدو أن يعترف أنّ هناك جزء من التجهيزات أصيب ولكن نحن نُحاول أن نُؤمّن البديل، لكن إعلام العدو ‏بالأمس تحدّث عن أنّ قاعدة ميرون دُمّرت بالكامل، أنتم عندما تُشاهدون هذه القبة الكبيرة هي غير مهمّة، ‏هذه قبة من القماش، المُهمّ عندما ينفجر الصاروخ في داخل القبّة ماذا يبقى من هذه التجهيزات الفنية؟ نحن ‏معلوماتنا الخاصة تُؤكّد وجود إصابات بشرية في قاعدة ميرون ولكنّه لم يشر إلى أيّ إصابات بشرية، عندما ‏قٌمنا بهذه العملية وقُلنا هي ردّنا الأولي على اغتيال الشهيد القائد الشيخ صالح ورفاقه من الإخوة في حماس ‏هو حاول أن يُسخّف هذا الرد من خلال التكتّم على الحقيقة، ولكن جاء الفيديو ليكشف زيف العدو وحقيقة ما ‏نقول نحن. ‏

في الاستهداف الثاني لمقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد، لولا أنّه بقلب القاعدة هناك عسكر صوّروا ‏بالهاتف، وبقلب مدينة ‏صفد ‎هناك مستوطنين صوروا بالهاتف لكان العدو سيقول ان المسيرات سقطت في مناطق مفتوحة ولم تصب ‏القاعدة، ولكنه اضطر الى الاعتراف بان عدد من مسيرات المقاومة سقطت في تلك القاعدة ونشرت ‏الرعب في القاعدة وفي جوارها عند العسكريين والمستوطنين. هذا مثل على فعالية هذه الجبهة، لماذا ‏يتكتم العدو؟ نحن عندما يسقط الشهيد منا بعد دقائق نُعلن، نحن الفاصل بالنسبة لنا فقط هو إبلاغ ‏العائلة ونعلن بفخر واعتزاز ونستعمل ادبيات ان المقاومة الاسلامية تزف عريسها، ولكن هو يتكتم على ‏قتلاه وعلى جرحاه وعلى خسائره البشرية وعلى هزائمه حتى فيما يطاله على المستوى الاستراتيجي ‏يتكتم لماذا؟ وسائل اعلام العدو تجيب “والفضل ما شهدت به الأعداء”، العدو نفسه يعترف، وسائل اعلام العدو عندما تقول ‏لماذا الجيش لا يتكلم عن أربعة آلاف معاق؟ لماذا لا يتكلم ان العدد سيصل لثلاثين ألف؟ يقولون لو انه ‏كشف عن هذه الحقائق لأدى ذلك الى احباط معنوي خطير لدى الشعب الاسرائيلي، ولو يكشف عن ‏الحقائق لكنتم شهدتم اليوم مظاهرات ضخمة في كيان العدو تُطالب برحيل نتنياهو واسقاط الحكومة ‏ووقف العدوان على غزة وماشاكل. هذا جزء من تدبير العدو في محاولة محاصرة انجازات محور المقاومة، ‏نحن مستمرون وجبهتنا تُلحق الخسائر بالعدو البشرية والمادية وضغط النازحين الذين ارتفع صوتهم كثيراً ‏في الأسابيع القليلة الماضية. عادوا مجدداً من اجل اطفاء هذه الجبهة، جاءت دول غربية عديدة ابعثوا ‏موفدين، دبلوماسيين، مخابرات وأمنيين تكلموا وهولوا طبعاً الجديد ما هو؟ الجديد ان الكلام لم يعد ‏ينفع. كما قلت منذ قليل ان الأمريكان سيأتوا ‏‎ ‎ليضربونكم هذه انتهت، ليخلص الأمريكان أنفسهم أولاً في اليمن. الجديد ‏الآن طبعاً ليس من باب التخويف لكم، نحن نريد أن نأخذ موقفاً وأن نكون بمستوى هذا الموقف ‏ومستوى امانة دماء الشهداء وتضحيات المضحين خلال مائة يوم سواءً في غزة، في الضفة، في لبنان، في العراق، ‏في اليمن، في سوريا، وفي إيران، في كل مكان سُفك فيه دم تحت هذه الراية ومن أجل هذه القضية. أنه إذا لم ‏تتوقفوا اسرائيل سوف تشن حرب على لبنان يجب ان تتوقفوا الآن، أصلاً هذا الكلام كان يُقال لنا من مئة يوم ولم ‏يحصل، واليوم نحن نعمل عمليات ويقولون لنا هذا الكلام ولم يحصل. الآن يحدث أو لا يحدث اتكلم الان. اذاً ‏هذا التهويل لم يجدي نفعاً خلال مائة يوم خلال تسعة وتسعين يوم، وانا اقول لهم لن يجدي نفعاً لا اليوم ‏لا بعد جمعة ولا شهرين ولا في اي وقت من الأوقات على الإطلاق. يقولون لنا أو قالوا لنا يعني لنا اللبنانيين ‏وليس لنا حزب الله نحن الكلام وصل إلينا بالواسطة، ان العدو الاسرائيلي سينتقل في قطاع غزة الى ‏المرحلة الثالثة، وهذا يعني أنه سيخرج جزء كبير من ألويته وقد اخرج ستة ألوية (وهذا الكلام موجود ‏بالإعلام)، وان هذه الألوية سيرسلها إلى شمال فلسطين المحتلة إلى جبهتكم هذا التهديد! بمن يهددوننا؟ ‏بالألوية المتعبة، المرعوبة، المصدومة نفسياً، والتي فقدت عدد كبير من ضباطها وجنودها قتلى في ‏غزة، واساساً هي عادت لتستريح وغير ذلك كلام فارغ. المهزومة في شمال غزة يُهددونا بها انظروا ما ‏هذا التهديد “يا هلا ومرحب، يا هلا ومرحب”، يوجد مائة ألف ليزدادوا قليلاً خير انشاء الله. المئة ألف لم ‏يخيفونا إذا ازدادوا قليلاً من الألوية هل سيخيفوننا؟! وأي ألوية؟! ولست انا من اقول هكذا، انظروا الى ‏المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي (وذكرت بالخطاب السابق نقلاً عنه) عندما كان يشرح لماذا قُتلوا ‏الأسرى الاسرائيلين، قال لأننا منذ شهر ونصف جيشنا يقاتل ومتعب ويتعرض لصدمات. هذا هو الجيش ‏الذي تهددنا فيه بالشمال؟ اهلاً وسهلاً بهذا الجيش، ما هو الجيش المُعافى الذي كان بكامل جهوزيته ‏ومعنوياته وتهديداته بحرب تموز عند أعتاب بنت جبيل ومارون الراس وعيتا الشعب ومثلث عيناتا ‏وعيترون وقف وتحطم وتدمر وانهزم ورفع الأعلام البيضاء، واسرائيل هي التي طلبت وقف الحرب بحرب ‏تموز، وليس نحن من طلب وقف الحرب، لذلك هذا تهديد بالنسبة لنا فارغ يعني لا يقدم ولا يؤخر. ما أُريد ان ‏أقوله في هذه النقطة بالتحديد مثل الذي كُنا نقوله اريد ان اقوله مجدداً في موضوع انهم سيوجهوا ‏لكم ضربة واسعة، لماذا؟ هل نحن ميتون، نحن نائمون، نحن لا نعمل رد فعل، نحن نسكت، هذا ليس وارداً، انه ‏نشن عليكم حرب. أيها الاخوة والاخوات الذي يجب ان يخشى من الحرب، الذي يجب ان يخاف من الحرب هو ‏إسرائيل، حكومة العدو وشعب العدو ومستوطنوا العدو، هؤلاء الذين يجب ان يخافوا من الذهاب الى حرب ‏مع لبنان. كلهم كانوا في الأيام الاولى في حالة رعب شديد وخشية كبرى من ان يذهب حزب الله الى ‏الحرب في الايام الاولى، ولكن كان لنا قرارنا وحيثياتنا التي شرحنا ووضحنا وبيّنا وذهبنا الى هذه الجبهة، ‏لكن نحن منذ 99 يوماً نحن جاهزون للحرب، لا نخافها، لا نخشاها، لن نتردد فيها، وسنقبل عليها، ‏وكما قُلت سنقاتل فيها بلا اسقف وبلا ضوابط وبلا حدود. والأمريكي الذي يُحاول ان يقدم نفسه خائفاً ‏على لبنان أو حريصاً على لبنان، عليه ان يخاف على أداته في المنطقة، على قاعدته العسكرية في ‏إسرائيل، وهو إنما يضغط على لبنان من اجل إسرائيل، من اجل ايقاف هذه الجبهة وتعطيلها، لو كانت هذه ‏الجبهة غير مؤثرة وغير فاعلة لماذا يحتاج الاميركي لكل هذا التهديد والتهويل والضغوط وتقديم ‏اطروحات لا تتناسب مع سيادة لبنان وأمن لبنان وعزة لبنان وكرامة لبنان؟ لذلك نحن موقفنا في هذه ‏المسألة أيها الاخوة والاخوات واضح جداً، موقفنا هو ان جبهة لبنان انما كانت هذه الجبهة من أجل دعم ‏غزة ومساندة غزة والوقوف الى جانب غزة، وهدفها وقف العدوان على غزة، فليقف العدوان على غزة ‏وبعد ذلك فيما يتعلق بلبنان لكل حادث حديث. العراقيون يقولون فليقف العدوان على غزة وبعد ذلك ‏لكل حادث حديث. اليمنيون يقولون نفس الشيء، لو كان الامريكي عنده عقل ويستوعب ويفهم وغير ‏عنصري ومستكبر ومستعلي، هو يفهم جيداً ان امن البحر الاحمر وهدوء الجبهة في لبنان والوضع في ‏العراق وكل تطورات المنطقة مرهونة بأمر واحد وقف العدوان على غزة. انت قادم لتعالج النتائج ‏والتداعيات، اذهب وعالج السبب، وفي نهاية المطاف اميركا وبريطانيا واسرائيل وكل الدنيا سيجدون ‏أنفسهم أمام حقيقة واحدة سيسمعونها في لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن وفلسطين وغزة ‏والضفة وفي كل منطقة ومكان فيه للمقاومة صوتٌ وبندقية: أوقفوا العدوان على غزة قبل كل شيء ‏وبعد ذلك لكل حادث حديث.

هذه هي أيها الإخوة والأخوات جبهتنا الشريفة الإنسانية الأخلاقية التي ‏نتضامن فيها وندعم فيها ونساند فيها ونُدافع فيها عن المظلومين وعن المعذبين وعن المعتدى عليهم ‏في غزة وفي فلسطين المحتلة، على أمل ان هذه الدماء الزكية ومنها دماء الشهيد القائد الحاج جواد ‏ورفاقه واخوانه وكل الشهداء في كل الجبهات، هذا الدم الذي بُذل في سبيل الله وفي عين الله سبحانه ‏وتعالى لن يكون طريقه مُوصلاً إلا الى النصر والعزة والكرامة الموعودة ان شاء الله.

تقبل الله منا ومنكم ‏شهدائنا الأعزاء كل الشهداء وشافى كل الجرحى وثبت القلوب والأقدام وسدد الرمية ونصرنا على العدو ‏نصراً عاجلاً قريباً ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‎.‎

المصدر: موقع المنار