تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 16-12-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
عرض أميركي بـ«توحيد الساحات» | برّاك للإسرائيليين: تعطيل السلاح… لا نزعه
وُصفت زيارة السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث الإدارة إلى سوريا، توم برّاك، إلى إسرائيل، أمس، بعبارات مفخّمة من مثل كونها «حسّاسة ومليئة بالدلالات»، حتى أنّ البعض في وسائل الإعلام العبرية ذهب إلى اعتبارها «رسالة تهديد وإنذار»، وتضخيمها إلى درجة القول إنها تمثّل خطوة أولى نحو «فرض» خطّة جاهزة على إسرائيل، تشمل ثلاث جبهات متزامنة: غزة ولبنان وسوريا. إلا أنه خلافاً لتلك المبالغات، يبدو أنّ زيارة برّاك، شأنها شأن معظم زيارات المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل، تستهدف الاستطلاع وليس الإملاء.
وفي حين أوحت بعض وسائل الإعلام بأنّ المبعوث الرئاسي يحمل معه إلى تل أبيب وثيقة نهائية ليعرضها على المسؤولين هناك على طريقة: اقبلوها أو ارفضوها، يبدو أنّ ما حصل فعلياً هو طرح أفكار لاستطلاع موقف القيادة الإسرائيلية منها، واستكشاف ما يشكّل خطّاً أحمر بالنسبة إليها، وأين يمكن التفاوض والمناورة وأيضاً «الضغط»؟ والأسلوب هذا، لا يندرج بحال من الأحوال في إطار «ديبلوماسية القوّة والفرض»، بل ديبلوماسية التقدير والتكيّف مع موازين القوى على الأرض، والنظرة الخاصة إلى الحليف. كذلك، تستهدف الزيارة، التي يمكن وصفها بالتشاورية، تجهيز الأرضية للّقاء الحاسم الذي سيجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ونتنياهو، نهاية الشهر الجاري.
لكن، ورغم طابعها التشاوري، تحمل الزيارة دلالات استراتيجية عميقة، تُظهر أنّ إدارة ترامب، لم تَعُد تنظر إلى غزة أو لبنان أو سوريا باعتبارها ملفّات منفصلة، بل تتعامل معها كمنظومة واحدة، ضمن رؤية إقليمية أشمل. وبذلك، لا يعود الهدف مقتصراً على «حلّ مسألة غزة فقط»، بل يتعدّاها إلى إعادة ترتيب المشهد الأمني في غرب آسيا كلّه، بما يسهم في إضعاف الأطراف المعادية لأميركا في الإقليم، وترسيخ تسويات مستدامة تخدم مصالح واشنطن. ومن هذا المنطلق، فإنّ أيّ تقدّم في غزة نحو تثبيت التسوية، والشروع في المرحلة الثانية من خطّة وقف إطلاق النار، وكذلك ضبط الوضع في لبنان بما لا يفضي إلى تصعيد منفلت، وتعبيد الطريق أمام التسوية المطلوبة أميركيّاً بين سوريا وإسرائيل… كلّ ما تقدّم يُعدّ جزءاً لا يتجزّأ من تطلُّع أميركي إقليمي واسع.
الهدف المباشر لزيارة برّاك، هو الاستطلاع وليس الإملاء
وفي هذا السياق، تُسجَّل «براغماتية» أميركية بحلّة ترامبية جديدة، عنوانها «إعادة تعريف نزع السلاح». فالمسؤولون الأميركيون، وعلى رأسهم برّاك، باتوا يدركون أنّ تفكيك «حماس» أو «حزب الله» عسكريّاً في الظروف الحالية، ليس واقعيّاً. وعلى هذه الخلفية، تحوّل التركيز من «إزالة السلاح» إلى «منع استخدامه»؛ وهي صيغة، وإنْ بدت غامضة، إلّا أنها تُقرّ بتعقيدات الواقع، وتسعى إلى بناء آليات ردع ورقابة صارمة تحدّ من القدرة على استخدام السلاح في الساحتين. وفي ضوء ما تقدّم، تَظهر الولايات المتحدة باعتبارها الطرف الذي يخضع للضغط، وإنْ عكسيّاً، وليس «حزب الله» و«حماس» فقط؛ فهي لا تنتقل، بعد ممارسة أقصى درجات التهديد والتهويل، إلى تنفيذ التهديد فعليّاً عندما لا يرضخ الطرف الآخر لمطالبها، بل إلى استيعاب نتائج هذا الرفض والتكيّف معها، وإنْ لم تحصد ما كانت تتمنّى من وراء التهويل.
ومن شأن مقاربة كتلك، في ساحة غزة تحديداً، أن تؤثّر سلباً، من وجهة نظر تل أبيب، في المرحلة الثانية من خطّة وقف إطلاق النار، وتحديداً مسألة ربط انتشار القوّة الدولية وانسحاب إسرائيل من نصف غزة، بمدى فاعلية نزع سلاح «حماس». إذ سيؤدّي فصل المسارين بداهةً إلى رفض الاحتلال البدء في الانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها مباشرة، شرق «الخط الأصفر»، في حين أنه لا يمكّن أميركا تمكين القوّة الدولية من دون هذا الانسحاب. على أنّ خلافاً من النوع المذكور لا يُحلّ عبر مبعوث أميركي، مهما علا شأنه، بل يبدو أنه ينتظر الزيارة المرتقبة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة.
أمّا الملفّ السوري، فلا يقلّ حضوره في زيارة برّاك أهمية عما تحوزه باقي الملفّات، بل ربّما يتقدّمها، إذ يحمل المبعوث الأميركي في شأنه رسالة واضحة: الإدارة ترفض فصل سوريا عن المعادلة الإقليمية، وترى في استقرار النظام الجديد برئاسة أحمد الشرع، عنصراً محوريّاً في أيّ تسوية مستقبلية، علماً أنها كانت أعربت في أكثر من مناسبة عن «قلقها» من التوغّلات الإسرائيلية المتكرّرة جنوب سوريا، وذلك خشية تقويض جهود تثبيت الدولة السورية. وهنا، يكمن جوهر الخلاف: فبينما تنظر واشنطن إلى الشرع كشريك في الاستقرار، ترى إسرائيل أنّ هذا النظام لا يزال غير قادر – بل وأيضاً غير راغب – على منع التهديدات على طول حدود سوريا، ما يبرّر، من وجهة نظرها، استمرار «العمليات الوقائية».
هجوم تدمر ينبّه واشنطن إلى «داعش»: تحرّكات مُكثّفة شرقاً… ولا انسحابات
توحي التحرّكات الأميركية المُكثّفة في مناطق شمال شرق سوريا، برغبة الولايات المتحدة في إعادة تغطية المناطق التي انسحبت منها خلال الفترة الممتدّة بين عامي 2019 و2025، والواقعة ضمن معاقل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، وذلك خشيةً من تنامي نشاط تنظيم «داعش». ويأتي هذا التحوّل في أعقاب حادثة مقتل ثلاثة أميركيين في فرع البادية في مدينة تدمر، إضافة إلى مقتل أربعة جنود من القوات الحكومية السورية على أوتوستراد دمشق – حلب، في تطورَين أنذرا بتصعيد «داعشي» إضافي، ولا سيما بعد انضمام الحكومة الانتقالية إلى «التحالف الدولي لمحاربة داعش»، الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، كثّفت القوات الأميركية تحرّكات دورياتها الميدانية في مناطق سيطرة «قسد» عقب هجوم تدمر، وتحديداً في اتجاه ريفَي دير الزور الشمالي والشرقي، وطريق القامشلي – المالكية، وطريق الحسكة – الرقة، وذلك تزامناً مع تحليق مُكثّف للطيران المُسيّر والحربي في أجواء محافظتَي الحسكة ودير الزور. وترافقت هذه التحرّكات مع مشاركة القوات الأميركية في عمليات إلقاء القبض على عدد من الأشخاص في بلدة الحصان في ريف دير الزور الغربي – بتهمة الانتماء إلى تنظيم «داعش» -، والتي سبقتها عمليات مماثلة في ريف دير الزور الشرقي ومحافظة الحسكة. كما أجرت القوات الأميركية زيارات متكرّرة إلى سجنَي «الثانوية الصناعية» و«غويران المركزي» في مدينة الحسكة، اللذين يُعدّان من أخطر السجون التي تضم عناصر من «داعش» من جنسيات محلية وأجنبية. وكانت واشنطن قد طالبت سابقاً بتسليم هذَين السجنين، بالإضافة إلى المخيمات التي تضمّ عائلات عناصر التنظيم، إلى السلطات الانتقالية السورية.
وتشير هذه التحرّكات إلى خشية أميركية من تصعيد محتمل لخلايا «داعش» ضدّ الوجود الأميركي، ولا سيما بعد اتّساع هذا الوجود في مناطق سيطرة الحكومة الانتقالية. ويضاف إلى ذلك اقتراب انتهاء المهلة المحدّدة لتطبيق اتفاق العاشر من آذار، الموقّع بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والقائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، مع نهاية العام الجاري، في ظلّ حديث متزايد عن وصول تعزيزات سورية – تركية تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية ضد «قسد»، وهي معطيات قد توفّر بيئة مناسبة لتنامي نشاط خلايا التنظيم، وتهدّد السجون والمخيمات على حدّ سواء.
يستعدّ وفد من «قسد» و«الإدارة الذاتية» لزيارة دمشق خلال الأسبوع الجاري
ومع تصاعد النشاط الأميركي في المنطقة، بدأت وسائل إعلام ومواقع مقرّبة من الحكومة الانتقالية أو محسوبة عليها، بالترويج لمعلومات تفيد بأن القوات الأميركية باشرت خطة لإفراغ قاعدة قسرك الواقعة على الطريق الدولي «M4»، في المقطع الممتدّ بين القامشلي وتل تمر، بالتوازي مع تسلّم «التحالف الدولي» لسجن «الثانوية الصناعية» على الأطراف الجنوبية لمدينة الحسكة، وإخراج «قسد» بالكامل منه. كما ذهبت بعض التحليلات إلى القول، إن القوات الأميركية تتّخذ إجراءات ميدانية تمهّد لتمدّد حكومة الشرع في اتجاه مناطق الشمال الشرقي وفرض سيطرتها عليها، مع ضمان عدم حدوث أي فراغ أمني في سجون «داعش» ومخيماته، تمهيداً لتسليم هذا الملف إلى القوات الحكومية. واستندت هذه التحليلات إلى ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» من أن «المسؤولين الأميركيين يرون أن توسّع سيطرة الحكومة السورية على البلاد المنقسمة، يمثّل خطوة أساسية لمكافحة بقايا تنظيم داعش»، مشيرةً إلى أن «قادة عسكريين أميركيين يعملون على التوسّط لدمج «قسد» مع الجيش السوري الجديد».
لكنّ مصادر ميدانية مطّلعة تؤكّد، في حديثها إلى «الأخبار»، أن «جميع المعلومات المتداولة» حول سيطرة القوات الأميركية على سجنَي الصناعة وغويران في مدينة الحسكة، واستبعاد «قسد» منهما، «غير صحيحة»، مضيفةً أن «ملف السجون لم يشهد أي تغيير حتى الآن، ولا تزال هذه السجون تحت حراسة قوات مكافحة الإرهاب التابعة لـ»قسد»». وتبيّن المصادر أن القواعد الأميركية في الحسكة، بما فيها قاعدة قسرك «لا تشهد أي تحركات غير معتادة»، فيما «تواصل القوات الأميركية عملها بشكل اعتيادي» فيها، مشيرةً، في الوقت نفسه، إلى أن «النشاط العسكري الأميركي شهد توسّعاً في نطاقه ليشمل مناطق في الرقة ودير الزور والحسكة وأطراف عين العرب، وذلك في إطار جولات ميدانية تهدف إلى تأكيد الجاهزية للتدخل ضد «داعش» في حال وقوع أي طارئ». وترى المصادر أن «الرؤية لدى العسكريين الأميركيين واضحة لجهة أهمية العلاقة مع «قسد»، باعتبارها قوة سورية مُدرّبة على محاربة تنظيم داعش، ومن الضروري الحفاظ عليها لاستمرار عمليات مكافحة خلايا التنظيم»، نافيةً «وجود أيّ توجه أو ضوء أخضر أميركي لإنهاء «قسد» عسكرياً عبر عملية مشتركة سورية – تركية».
وفي سياق متصل، تكشف المصادر أن «وفداً من «قسد» و»الإدارة الذاتية» يستعدّ لزيارة دمشق خلال الأسبوع الجاري، حيث سيخوض جولة مفاوضات حاسمة حول مستقبل اتفاق العاشر من آذار»، لافتةً إلى أن «الولايات المتحدة تقود العملية التفاوضية، وتسعى للضغط على الجانبين لتقديم تنازلات تحول دون انزلاق البلاد إلى مواجهات عسكرية، من شأنها التأثير على الاستقرار والأمن، وعلى أي فرص لإعادة الإعمار وترميم الاقتصاد السوري». ولا تستبعد المصادر أن «تتوصّل الأطراف إلى صيغة تتيح دخول الاتفاق حيّز التطبيق، بعد تفسير بنوده بشكل أكثر مرونة، مع منح مهلة إضافية لتنفيذه بالكامل»، مشيرة إلى أن «السيناريو الأسوأ، الذي لا يريده أي من الأطراف، يتمثّل في فشل المفاوضات والاتجاه نحو معركة مدمّرة للجميع».
البناء:
ترامب: فشل الجمهوريين في الانتخابات النصفية… لأن النتائج الاقتصادية لن تظهر
فشل برّاك بصناعة تفاهم مع نتنياهو حول سورية وغزة ولبنان قبل زيارة واشنطن
تعثر التفاوض واستعصاء السلاح يطرحان للنقاش خيار الاحتواء عربياً ودولياً
فيما تحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصورة غامضة عن سلاح حركة حماس وحزب الله مكتفياً بالقول سوف نرى ما سيحدث، كان شديد الوضوح في تشاؤمه بمستقبل الانتخابات النصفية التي ستجري بعد سنة وسط أزمة اقتصادية تزداد حضوراً في حياة الأميركيين، وتراجع الثقة بقدرة ترامب على الوفاء بوعوده بالتوازي مع تعثر سياساته الخارجية، سواء بفرض اتفاقات تنسجم مع العناوين التي رسمها انتخابياً وكرّرها بعد دخول البيت الأبيض، خصوصاً في حرب أوكرانيا و حرب طوفان الأقصى التي شملت دول المنطقة وشهدت جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في غزة وامتدت لسنتين تغير خلالها الرأي العام الغربي عموماً والأميركي خصوصاً لصالح التضامن مع غزة وفلسطين وتحول موقف ترامب المساند لـ”إسرائيل” إلى عبء وسبب للخسارة، كما قال أكثر من مرة، وفسّر ترامب تشاؤمه الانتخابي الذي يعني في حال تحققه عجز ترامب عن تحقيق أي من سياساته التي يعترض عليها الحزب الديمقراطي، لأن وجود كونغرس معارض يحوّل الرئيس الى بطة عرجاء ويلزمه بالسعي لتفاهمات مع خصومه في كل مفصل وكل محطة سياسية أو اقتصادية.
في قضايا المنطقة ينتظر أن يشكل لقاء ترامب مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري مناسبة لبلورة تفاهمات تحدد وجهة السياسات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، حيث لا حروب إسرائيلية بلا أميركا ولا تسويات أميركية بلا “إسرائيل”، ووفقاً لهذا التلازم العضوي والبنيوي والذي صار سياسيا أيضاً، يصعب على نتنياهو جذب ترامب مرة أخرى إلى المزيد من الحروب في ضوء الفشل الذي انتهت إليه حروب المنطقة في فرض الهيمنة الأميركية وإنتاج شرق أوسط جديد تديره “إسرائيل” لحساب أميركا، وحيث الحروب التي لم تقفل ملفاتها مستمرة لأن التسويات الممكنة فيها تكرس الهزيمة بعيون نتنياهو، وقد شكل لقاء المبعوث الأميركي توماس برّاك مع نتنياهو أمس، مناسبة لاختبار فرص صناعة تفاهمات، لكنه انتهى إلى الفشل، فلا حل لعقدة المشاركة التركية في القوة الدولية في غزة، ولا تفاهم على رؤية موحّدة للحكم الجديد في سورية خصوصاً بعد حادثة تدمر التي تعتبرها تل أبيب إثباتاً لمنطقها بالقلق من بنية القوى الأمنية والعسكرية للحكم الجديد في دمشق، وفي لبنان إصرار “إسرائيل” على إنهاء ملف سلاح المقاومة، ورفع مستوى التفاوض وأهدافه نحو اتفاق يتيح السيطرة الأمنية الإسرائيلية على جنوب الليطاني والأجواء اللبنانية ويفتح طريق التطبيع.
الوضع في لبنان على الطاولة أميركياً لكنه كذلك أوروبياً وعربياً، كما قالت الزيارات المصرية والفرنسية، وعلى الطاولة تسليم بتعثر مسار التفاوض في لجم التفلت الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار، وتسليم باستعصاء نزع سلاح المقاومة بالتوازي، ما فتح الباب للحديث بصوت مرتفع عن خيار الاحتواء بدلاً من الحسم، احتواء الطلبات الإسرائيلية واحتواء رفض المقاومة المساس بسلاحها، وهنا تطرح سلة بدائل لا تزال مجرد أفكار لا يفصح أصحابها عن تفاصيلها، لكنهم يتحدثون عن تجميد السلاح وعن وقف الاعتداءات وانسحاب إسرائيلي جزئي وتخفيض التوتر وتفعيل الميكانيزم كما جرى في حادثة يانوح، بانتظار ما سيحدث في لقاء ترامب ونتنياهو.
تعيش الساحة الداخلية حالة ترقب بانتظار مجموعة من الاجتماعات التي سترسم مسار المشهد اللبناني في المرحلة المقبلة، وأولها الاجتماع الأميركي ـ السعودي ـ الفرنسي مع قائد الجيش في 17 و18 الحالي في باريس، للبحث في مؤتمر لدعم الجيش ومسار خطة حصر السلاح وتقدّمها، فيما تعقد لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار «الميكانيزم» اجتماعها الثاني بعد تعيين رئيس للوفد التفاوضي اللبناني وآخر للوفد الإسرائيلي في التاسع عشر من الشهر الحالي، وتبقى الأنظار شاخصة إلى التاسع والعشرين منه، للقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعلمت «البناء» أنّ اجتماعات باريس ستعيد إحياء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، حيث تبذل فرنسا جهوداً حثيثة مع الولايات المتحدة لرأب الصدع بين القائد والأميركيين وتسهيل الزيارة في ظلّ تقدير الفرنسيين حجم حاجة الجيش اللبناني للدعم المالي والتسليحي. ولفتت المعلومات إلى أنّ حصول الزيارة من عدمها وتغيّر الموقف الأميركي، مرتبط بنتائج النقاشات في اجتماعات باريس، لكن الأجواء قد تحمل إيجابية على هذا الصعيد.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أنّ اجتماع الميكانيزم المقبل يكتسب أهمية خاصة لكونه يأتي بعد يوم على اجتماعات باريس التي سيحضرها لبنان وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية، وتبحث مسألة حصرية السلاح وسبل دعم الجيش، كما يأتي اجتماع اللجنة التي ستحضره المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بعد حادثة يانوح التي ستفرض نفسها على نقاشات الميكانيزم.
ولفتت المصادر إلى أنّ رئيسي الجمهورية والحكومة سيزوّدان رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم بالتوجيهات اللازمة قبل الاجتماع، حيث سيكرّر أمام أعضاء اللجنة إطار التفاوض وحدوده وأهدافه في الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى، كما سيسجل الوفد اللبناني اعتراضه على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لجنة الميكانيزم، كما سيشرح الجيش اللبناني ما أنجزه في منطقة جنوب الليطاني في حصر السلاح وإزالة المظاهر المسلحة وضبط الحدود ومنع أيّ أعمال عسكرية وأمنية من الداخل اللبناني باتجاه «إسرائيل».
لكن الأهمّ وفق المصادر أنّ الاجتماع سيأتي بعد حادثة يانوح، حيث سيطرح تعديل آليات وإجراءات عمل الميكانيزم بما يعزّز من دور هذه اللجنة، حيث سجلت الحادثة تعديلاً من الجانب الإسرائيلي بالتعامل مع منازل المواطنين التي تشتبه بوجود أسلحة، ففي حالة المنزل في يانوح أبلغت «إسرائيل» الميكانيزم باحتمال وجود سلاح في أحد المنازل، فطلبت اللجنة من الجيش اللبناني تفتيشه فبادر الجيش إلى تفتيشه مرتين، وبالتالي لم تقم «إسرائيل» بضربه فوراً كما كانت تفعل في السابق، ما قد يفرض قواعد اشتباك جديدة في التعامل الإسرائيلي مع شبهات وجود سلاح في المنازل.
وفي سياق ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو «أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله».
وما بين هذه الاجتماعات المفصليّة، عقد أمس، اجتماع بين المبعوث الأميركي توم برّاك ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في «تل أبيب»، حيث سعى الدبلوماسي الأميركي وفق المعلومات، إلى لجم «إسرائيل» وإقناعها بمنح لبنان مزيداً من الوقت لحصر السلاح، في مهلة جديدة قد تنتهي في الأسابيع الأولى من العام الجديد.
ويحطّ رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في بيروت الخميس المقبل لاستكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.
وعلى مسافة أيام من اجتماع لجنة الميكانيزم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة مستشار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العميد اندريه رحال. وعلمت «البناء» أنّ اللقاء يأتي في سياق التنسيق الدائم بين الرئاستين الأولى والثانية في مختلف المواضيع لا سيما الوضع الأمني والتفاوضي بين لبنان و»إسرائيل» في إطار الجهود التي يبذلها الرئيسان عون وبري لوقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الأراضي المحتلة واستعادة الأسرى وإنجاز ملف حصرية السلاح.
كما لفتت أوساط سياسية لـ «البناء» إلى أنّ هناك تفاوضاً جدياً بين الرئيس بري والسفير الأميركي في لبنان لمحاولة تأخير أيّ تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل ضدّ لبنان، ووقف إطلاق النار على الحدود وتسوية النزاعات بين لبنان و»إسرائيل»، وقد تمّ إحياء معادلة خطوة مقابل خطوة، وقد لاقى السفير الأميركي تجاوباً كبيراً من الرئيس بري لكن العقدة تبقى في «إسرائيل» حيث لم يستطع أيّ مسؤول أميركي أن ينتزع خطوة جدية من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن. لكن أوساطاً دبلوماسية تشير لـ»البناء» الى أنّ مفاوضات تجري عبر الأميركيين لإيجاد صيغة لسلاح حزب الله في شمال الليطاني عبر الاحتواء أو منع الاستخدام وليس النزع، مقابل انسحاب «إسرائيل» من نقطتين من النقاط الخمس، ثم يبدأ التفاوض على إطلاق الأسرى ووقف الاعتداءات وتثبيت الحدود. لكن المصادر شدّدت على أنّ «إسرائيل» مصرة ومتشدّدة بمسألة «السلاح الاستراتيجي»، أيّ الصواريخ الدقيقة أو الذكية والمُسيّرات التي تحمل متفجرات فقط وليس المسيرات العادية.
في غضون لك، برزت الجولة الميدانية التي نظمها الجيش اللبناني لوفد من السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب، لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب الســلاح وعلى الاعتـداءات الإسـرائيلية.
ونظمت قيادة الجيش بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، جولة ميدانية لعدد من السفراء والقائمين بأعمال السفارات والملحقين العسكريين للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني وفق قرار السلطة السياسيّة، ومهماته على كامل الأراضي اللبنانية.
وأعرب قائد الجيش، عن «تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي يمثّلونها، نظراً لما تبديه من حرص على لبنان»، مؤكداً أنّ «الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار، فيما يستمرّ الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية بالتزامن مع الاعتداءات المتواصلة»، مشيراً إلى أنّ «هدف الجولة تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة».
ولفت إلى أنّ «الأهالي، كما جميع مكونات المجتمع اللبناني، يثقون بالجيش».
وجرى عَرْضٌ بإيجاز عن مهمات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ـ اليونيفيل، بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش في القطاع بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism).
وأشارت معلومات صحافية الى أنّه وخلال العرض الّذي قدّمه الجيش اللبناني للسّفراء والملحقين العسكريّين في حضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في مركز قيادة قطاع جنوب الليطاني، تركّزت الأسئلة الدّبلوماسيّة حول فعاليّة المرحلة الأولى من خطّة حصر السّلاح، وكيفيّة الانتقال إلى المرحلة الثّانية، والعراقيل الّتي يواجهها الجيش»، مشيرةً إلى أنّ «العماد هيكل شدّد على أهميّة دعم الجيش، والتزام كلّ الجهات باتفاق وقف الأعمال العدائيّة، واحترام سيادة الأراضي اللّبنانيّة».
وانعقد الاجتماع التاسع لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان في بروكسل بحضور الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي.
وأكد الاتحاد الأوروبي، «دعمه للإصلاحات التي أطلقتها السلطات اللبنانية الجديدة برئاسة الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، وللمؤسسات الديمقراطية، ولسيادة الدولة واحتكارها لاستخدام القوة»، مشدّداً على ضرورة «نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة غير الشرعية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701».
وأعرب الجانبان عن «قلقهما من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار، داعين «إسرائيل» إلى الانسحاب من الأراضي اللبنانية واحترام القانون الإنساني الدولي. كما جدّدا دعمهما للمؤسسات الأمنية اللبنانية، ولا سيما الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، واستعدادهما لتعزيز هذا الدعم».
في المواقف، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في كلمة أمام وفد من حزب الطاشناق، أنّ «الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم». وقال عون «لضرورة أن يتمتع الجميع بالحسّ الوطني وبالمسؤولية، فللوحدة الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني خصوصاً خلال المفاوضات». وشدّد على أن «تصويب البعض على الدولة لن يعطي أيّ نتيجة، لأنّ رهان اللبنانيين عليها ثابت وقد عادت الثقة بها».
ميدانياً، وفي سلسلة جديدة من الاعتداءات والخروقات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، استهدفت محلّقة «إسرائيلية» أحد المنازل جنوب بلدة عيترون بالقنابل للمرة الرابعة، بينما ألقت محلّقة «إسرائيلية» قنبلة على طريق اللبونة جنوب الناقورة، وأخرى ألقت قنبلة على بلدة الضهيرة. كما ألقت محلّقة «إسرائيلية» معادية قنبلة صوتية على بلدة كفركلا.
كذلك، خرقت محلّقة «إسرائيلية» من نوع «كواد كوبتر» على مقربة من الأشجار في «حي المبرات» غرب مدينة الخيام.
وبحسب الوكالة الوطنية، تبيّن أنّ المحلّقة «كواد كابتر»، التي حلّقت اليوم على علو منخفض فوق حي المبرات غرب مدينة الخيام، كانت تحاول سحب طائرة استطلاع صغيرة سقطت في الموقع نفسه أمس، إلّا أنّ محاولاتها باءت بالفشل.
أفاد مراسل «المنار»، بأنّ «قوات إسرائيليّة في موقع البياض الحدودي أطلقت رشقات رشاشة باتجاه أطراف بلدة بليدا».
كما أطلق زورق «إسرائيلي» النار مقابل خط الطفافات البحري.
على صعيد آخر، دعا الرئيس بري إلى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس المقبل وذلك لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين، كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول 2025 .
مالياً، وجّهت جمعية مصارف لبنان كتاباً مفتوحاً إلى الرؤساء واللبنانيين عموماً والمودعين خصوصاً، سجّلت فيه اعتراضها على مضمون قانون الانتظام المالي الذي تمّ تسريب النسخة التاسعة منه. واعتبرت الجمعيّة في كتابها، أنّ «المشروع تعتريه عيوب جسيمة إنْ في جوهره أو في صياغته. فهو يتضمّن أحكاماً من شأنها تقويض النظام المصرفي واستدامته بشكل خطير، ويطيل أمد الركود الاقتصادي». وقالت إنّ «من غير المقبول أن تتهرّب الدولة من مسؤولياتها وتلقيها على البنوك وتتسبّب بتصفية القطاع والقضاء على حق المودعين باستعادة ودائعهم». وتساءلت المصارف في كتابها «من سيُغطّي خسائر المودعين الناجمة عن تصفية الب
نوك التجارية؟ وكيف يتوافق هذا التوجّه مع التصريحات المُستمرة بأنّ إعادة بناء القطاع المصرفي أمرٌ حيويٌّ لتعافي لبنان ونموّه في المستقبل؟».
اللواء:
اسرائيل تحدِّد نهاية العام لحرب جديدة.. والسفراء عاينوا نجاح الجيش جنوب الليطاني
الخارجية تعترض على السفير الإيراني الجديد.. وجمعية المصارف تحاول نسف قانون الإنتظام المالي
يكاد يوم بعد غد الخميس يختصر بمواعيده جملة الأنشطة التي بدأت العام الذي يقترب من الأفول، في مؤشرات على طبيعة الهموم الضاغطة في العام الذي يلي 2026، وأخطر ما فيه كوابيس التهديدات وضرب المواعيد عن تصعيد أو حرب جديدة ضد حزب الله، فإذا لم تكن في نهاية هذا العام، اي في غضون اسبوعين فمن المرجح ان يسبق او يلي الاجتماع الخامس في البيت الابيض بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، حيث يتوقع ان تكون المرحلة الثانية من الخطة الاميركية لغزة من ابرز الموضوعات وايضاً الاوضاع غير المستقرة في لبنان، والمساعي للتوصل الى اتفاق على الجبهة السورية.
وتحدثت معلومات نشرتها صحيفة اميركية ان اسرائيل حددت نهاية العام الحالي موعداً لهجوم اسرائيلي على لبنان، لكن مصادر المعلومات نفسها تحدثت عن امكان تمديد المهلة.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان استحقاقين بارزين يشهدهما هذا الاسبوع وتحديداً قبل نهاية العام الحالي ويتعلقان بالإجتماع التمهيدي لمؤتمر دعم الجيش والثاني يتصل بإجتماع الميكانيزيم، واذا كان الإثنان منفصلين لجهة مواضيع البحث الا ان السلطة السياسية تعلق أهمية على انعقادهما والتقدم في النقاش المتصل بكيفية تمكين الجيش من إنجاز مهماته، ولفتت الى انه لا يمكن القول ان اجتماع الميكانيزيم المقبل سيحسم بعض النقاط لاسيما انه الثاني بعد تعيين مدنيَّين فيه للمباشرة في طرح عناوين للنقاش.
الى ذلك أفادت هذه المصادر ان الاصوات الخارجية بنزع سلاح حزب الله ارتفعت مجددا في حين يبقى الترقب سيد الموقف بشأن الوضع في لبنان لاسيما ما قد يصدر من اشارات أميركية رفيعة المستوى حول ما قد يؤول اليه في ظل استمرار مخاطر التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات ضد لبنان.
وسط هذه الانتظارات كان البارز امس جولة السفراء والملحقين العسكريين العرب والاجانب على مواقع الجيش عند الحافة الجنوبية الحدودية واطلعوا عن كثب على ما نفذه الجيش اللبناني في اطار مهمة حصر السلاح والانتشار في كامل الجنوب والعوائق الاسرائيلية امام استكمال مهمته، التي سيعلن الجيش انتهاء المرحلة منها في جنوبي الليطاني أواخر هذا الشهر لتبدأ المرحلة الثانية لاحقاً. في انتظار ما يحمله ايضا رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي الذي يزور لبنان الخميس المقبل لاستكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.
بالتوازي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو «أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله» وسط معلومات عن اقتراح فرنسي بأن يتولى الجيش ولجنة الميكانيزم واليونيفيل توثيق ونشر كل اجراءات الجيش في هذا المجال، فيما اعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس،«ان لبنان يمر في مرحلة حساسة، ووقف إطلاق النار هشّ، ورفض حزب الله نزع سلاحه والضربات الإسرائيلية يهددان استقرار لبنان»، وذلك بعد اجتماع لمجلس الشراكة اللبنلية – الاوربية في بروكسل بحضور وزير الخارجية يوسف رجي.
وفي السياق كان البارز امس لقاء رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو مع سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم براك. الذي يسعى وفق المعلومات، «الى لجم اسرائيل واقناعها بمنح لبنان مزيدا من الوقت لحصر السلاح، في مهلة جديدة قد تنتهي في الاسابيع الاولى من العام الجديد».
وقال براك بعد اللقاء:أجرينا حوارًا بنّاءً لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.
وعشية اجتماع الميكانيزم أكد الرئيس عون، في كلمة أمام وفد من حزب الطاشناق، أن «الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم». وقال عون: ان الإنجازات التي تحققت خلال الأشهر العشرة الأولى من عهده كانت أساسية وشملت مختلف المجالات، لكن ثمة من لا يرى هذا الامر، ويصوِّب، مع الأسف، على الدولة ومؤسساتها ويشوِّه الواقع ويبث شائعات مؤذية لاسباب سياسية وشخصية. وبالتالي، فان تجاهل الإيجابيات التي تحققت والتركيز على السلبيات يُظهران ما يضمر له هؤلاء الذين يسببون الأذى لبلدهم واهلهم. الا ان هذه المحاولات لن تعطي أي نتيجة لان رهان اللبنانيين على دولتهم ومؤسساتهم رهان ثابت ولان الثقة بلبنان عادت وهذا ما يوفر فرصا عدة امامنا للعمل والانتاج.
وكان الرئيس عون اطَّلع من نائب رئيس الحكومة طارق متري على مسار الاتصالات اللبنانية – السورية.
جولة السفراء جنوباً
رافق قائد الجيش العماد رودولف هيكل وفد السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب إلى ثكنة صور، في بداية جولة نظمها الجيش اللبناني لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب الســلاح والاعتـداءات الإسـرائيلية. وتأتي هذه الزيارة في ضوء انتهاء الجيش من تنفيذ مهامه المتمثلة بإنهاء خطة سحب السلاح وبسط سلطته جنوب الليطاني. وخلال اللقاء، شدّد العماد هيكل على أهمية دعم الجيش والتزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الأراضي اللبنانية.
وكان في استقبال السفراء قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت، حيث عقد الوفد لقاءً استمع خلاله من العميد تابت عن تنفيذ عمليات الجيش، بعدها غادر الوفد باتجاه منطقة القطاع الغربي في صور للاطلاع على عدد من المراكز الجيش التي تمركز فيها عند الحافة الامامية عند الحدود مع فلسطين المحتلة.
وشملت جولة الوفد منشأة في وادي زبقين كانت لحزب الله وأصبحت بيد الجيش، إضافة إلى مقر قيادة اللواء الخامس في البياضة.الوفد زار ايضا مركز الجيش لحلح وهو في أطراف علما الشعب. علما ان مركز لحلح يبعد عشرات الأمتار عن الجدار الفاصل وهو يقع مُقابل مستعمرة حانيتا الإسرائيلية والمركز الإسرائيلي المستحدث في اللبونة في أطراف علما الشعب.
وأفادت معلومات «اللواء» ان الوفد ضم سفراء مصر والسعودية والاردن وايران وفرنسا واميركا وغيرهم، وكان انطباعهم جيداً وايجابياً، واستفسروا من العماد هيكل ومن ضباط الجيش في الميدان عن كل التفاصيل المتعلقة بعملهم وما تم انجازه لا سيما التمركز في مواقع سابقة لحزب الله، واطلعوا عن كثب على مواقع الاحتلال الاسرائيلي المقابلة والخروقات التي قام بها لا سيما التمركز في بعض النقاط داخل الاراضي اللبنانية. وخرجوا بإنطباعات مريحة حول المعلومات التي حصلوا عليها.
وافيد ان العرض الذي قدّمه الجيش اللبناني للسفراء والملحقين العسكريين في مركز قيادة قطاع جنوب الليطاني، بحضور هيكل، شهد تركيزًا دبلوماسيًا على تقييم المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح وآليات الانتقال إلى المرحلة الثانية والعراقيل التي تواجه الجيش.
وحسب بيان لقيادة الجيش – مديرية التوجيه لاحقاً عن الجولة:أكد العماد هيكل أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار، برغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية واعتداءاته المتواصلة، مشيراً إلى أن الجولة تأتي لتأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة. كما لفت إلى أن الأهالي وكافة مكونات المجتمع اللبناني يثقون بالجيش ويقدرون تضحياته.
اضاف البيان: وشمل اللقاء عرضًا إيجازيًا عن مهام الجيش في مختلف المناطق اللبنانية والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني، وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، إلى جانب تفاصيل المرحلة الأولى من خطة الجيش في القطاع بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية.وأشاد الحاضرون باحترافية الجيش ومهنيته في أداء مهامه، معربين عن تقديرهم لتضحيات عناصره. بعدها، قام المشاركون بجولة ميدانية على بعض المراكز والمواقع التي شملتها خطة الجيش، يرافقهم عدد من الضباط.
وبعد غد الخميس ايضاً يصل الى بيروت رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، استكمالاً للجهود الرامية الى تجنيب لبنان التصعيد.
إحتدام الأزمة الدبلوماسية مع إيران
دبلوماسياً، يحتدم التجاذب بين وزير الخارجية يوسف رجي والخارجية الايرانية في ضوء تطوّرين، الاول يتعلق بتعليق الموافقة على اسم السفير الايراني الجديد، لدراسة ملفه، قبل اعتماده رسمياً، والسماح له بقبول اوراق اعتماده، والثاني تصريحات مستشار الامام الخامنئي علي ولايتي، لجهة استمرار ايران بدعم حزب الله، واعتباره خياراً استراتيجياً في المنطقة.
الجلسة التشريعية عودة إلى جدول الأعمال
تشريعياً، دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة تشريعية عامة قبل ظهر بعد غد الخميس لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت مدرجة على جدول اعمال جلسة 29 ايلول الماضي.
وفي اطار التشاور مع بعبدا، استقبل الرئيس بري مستشار الرئيس عون العميد اندريه رحال.
وعلّق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على دعوة بري كاتبًا على «إكس»:
«المادة ١٠٩ من النظام الداخلي: للرئيس طرح الاقتراح أو المشروع المعجل المكرر على المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تقديمه حتى ولو لم يدرج في جدول الأعمال».
في السياق، قال نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب بعد اللجان النيابية المشتركة، ان الجلسة التشريعية سيستكمل فيها جدول اعمال الجلسة السابقة والخلاف حول قانون الانتخاب لن يتم حله سوى بالتوافق السياسي.
تحديات المناخ
وقال الرئيس نواف سلام ان المنطقة تقف اليوم امام مفترق طرق حاسم، في ظل تصاعد تحديات التغيُّر المناخي وشح المياه، والضغوط الديمغرافية وتدهور البيئة، وهي تحديات عابرة للحدود لا تستطيع دولة بمفردها مواجهة ذلك.
وكان الرئيس سلام استقبل في السراي الكبير السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
جمعية المصارف قانون الانتظام المالي عيوبه جسيمة
مالياً،وجّهت جمعية مصارف لبنان كتاباً مفتوحاً إلى الرؤساء واللبنانيين عموماً والمودعين خصوصاً، سجّلت فيه اعتراضها على مضمون قانون الانتظام المالي.
واعتبرت الجمعية في كتابها، ان «المشروع تعتريه عيوب جسيمة إن في جوهره أو في صياغته. فهو يتضمّن أحكامًا من شأنها تقويض النظام المصرفي واستدامته بشكل خطير، ويطيل أمد الركود الاقتصادي».
وقالت ان «من غير المقبول أن تتهرّب الدولة من مسؤولياتها وتلقيها على البنوك وتتسبّب بتصفية القطاع والقضاء على حق المودعين باستعادة ودائعهم». وتساءلت المصارف في كتابها: «من سيُغطّي خسائر المودعين الناجمة عن تصفية البنوك التجارية؟ وكيف يتوافق هذا التوجّه مع التصريحات المُستمرة بأنّ إعادة بناء القطاع المصرفي أمرٌ حيويٌّ لتعافي لبنان ونموّه في المستقبل؟».ورأى مصدر مطَّلع أن الجمعية تسعى إلى نسف القانون جملة وتفصيلاً.
الحجار في المطار
سياحياً، وعشية موسم الاعياد وتوافد اللبنانيين من الخارج لتمضية العطلة في لبنان اضافة الى السياح، جال وزير الداخلية أحمد الحجار قبل ظهر أمس في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت يرافقه قائد جهاز امن المطار العميد فادي كفوري وقائد سرية قوى الأمن الداخلي في المطار العميد عزت الخطيب ورئيس دائرة الأمن العام في المطار المقدم جورج داغر وكبار الضباط في الأجهزة الأمنية العاملة في المطار، واطلع من القادة الامنيين على الاجراءات والتدابير المتخذة لضمان حسن سير العمل. واستمع الوزير الحجار خلال جولته إلى آراء عدد من الوافدين والمغادرين بالنسبة إلى الإجراءات المتخذة، وأعربوا عن تقديرهم للجهود المبذولة لتنفيذ تلك التدابير. واكد الحجار في مؤتمر صحافي ان «الخدمات في مطار رفيق الحريري الدولي باتت أفضل،وهناك أعمال توسعة وأعمال لإنشاء الممر السريع،كما أنّ الحركة في المطار زادت بشكلٍ لافت»، مشيرا الى ان «ثمّة جهدا يُبذل على كل المعابر خصوصاً في موضوع منع تهريب أيّ ممنوعات لا سيّما المخدرات لكلّ دول العالم لتأكيد أنّ الدولة تضبط حدودها بشكلٍ كامل وتقدّم الخدمات لمواطنيها بأفضل ما يكون».
قنابل صوتية ومسيَّرات
في اطار اعتداءات العدو الاسرائيلي واستفزازاته ضد الجنوبيين وقوات اليونيفيل، ألقت مسيّرة اسرائيلية امس، قنبلة صوتية باتجاه طريق اللبونة الناقورة.كما ألقت محلّقة إسرائيلية ظهر أمس قنبلة صوتية في بلدة عديسة، وذلك أثناء عمل فريق من البلدية مع قوات اليونيفيل يعمل على رفع الركام في حي المسارب.كذلك ألقت محلقة معادية قنبلة صوتية باتجاه سيارة مواطن، أثناء توجهه لعمله بحقل زيتون في بلدة البستان برغم مواكبة الجيش. ثم ألقت مسيَّرة اخرى قنبلة صوتية على بلدة كفركلا. ومساء اطلق الاحتلال رمايات رشاشة من موقعه في جل الدير تجاه بلدة عيترون. ورمايات من موقعه المستحدث في الدواوير نحو اطراف حولا ومركبا.
وحلَّقت مسيّرة استطلاع من نوع «كواد كابتر» على علو منخفض قرب الأشجار في «حي المبرات» غرب مدينة الخيام، ويتدلى منها حبل، من دون أن يُعرف حتى الهدف من تحليقها أو ما تحمله.
المصدر: الصحف اللبنانية
