الإثنين   
   23 06 2025   
   27 ذو الحجة 1446   
   بيروت 23:44

الحرس الثوري يضرب الكيان الإسرائيلي بصواريخ متعددة الرؤوس.. تعرف على صاروخ “قدر H”

أعلن حرس الثورة الإسلامية عن تنفيذ الموجة الحادية والعشرين من عملية “الوعد الصادق 3″، ردًّا على العدوان الصهيوني، كاشفًا عن استخدام صاروخ “خيبر” الباليستي متعدد الرؤوس، ولأول مرة صاروخ “قدر H”.

لم يكن صباح اليوم عاديًّا، بل فجراً من لهب، انطلقت خلاله الرسائل النارية من عمق إيران، وانهالت على قلب الكيان الصهيوني. وقد نُفّذت الضربات، بحسب بيان العلاقات الإعلامية لحرس الثورة الإسلامية، باستخدام صواريخ بالوقودين الصلب والسائل، إلى جانب عمليات جوية مشتركة بطائرات مسيّرة ذكية.

دفعات متتالية من الصواريخ الإيرانية اخترقت المجال الجوي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وضربت أهدافًا دقيقة في الشمال والجنوب ومحيط “تل أبيب”، في مشهد قلب معادلات الردع، وأكد أن السماء لم تكن يومًا حكرًا على طائرات العدو.

ووفق الإعلام العبري، تساقطت الصواريخ الإيرانية على ما لا يقل عن سبع مناطق، أبرزها “هشفلا”، الجنوب المحتل، الجليل، والجولان.

في الجنوب، سُجلت إصابة مباشرة في منشأة استراتيجية وُصفت بـ”الحساسة”، من دون الكشف عن طبيعتها. في المقابل، تحدّثت مصادر فلسطينية عن أضرار جسيمة لحقت بمحطة الكهرباء في مدينة أشدود جراء إصابتها بصاروخ إيراني.

شركة الكهرباء التابعة للعدو لم تُنكر حجم الصدمة، إذ أقرت في بيان رسمي بتضرر منشأة استراتيجية في الجنوب، وأعلنت انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق نتيجة القصف.

وفي غضون أقل من ساعة، رُصدت ثلاث دفعات صاروخية، كل منها تضم من 10 إلى 15 صاروخًا، وفق ما نقلته القنوات العبرية عن مصادر أمنية.

الدفعة الأولى استهدفت مناطق في شمال فلسطين المحتلة، والدفعتان الثانية والثالثة توجهتا نحو تل أبيب، القدس، وعسقلان.

ووصفت إذاعة جيش الاحتلال هذه التطورات بأنها “استثنائية”، مؤكدة أن صفارات الإنذار دوت لأطول فترة منذ بدء الحرب، في إشارة إلى كثافة القصف واستمراريته.

الرسالة الإيرانية كانت واضحة: كل أراضي الكيان ليست بمنأى عن ضربة موحدة، ولا خطوط حمراء بعد اليوم، والسماء المفتوحة شرقًا تُنذر بأن القادم قد يكون أعنف.

أعلن الحرس الثوري الإيراني رسميًا إدخال صاروخ “قدر H” ضمن منظومة الصواريخ الباليستية المستخدمة في ضرب العمق الصهيوني. صاروخٌ يتمتع بقدرات تدميرية هائلة وفعالية عالية، قادرة على إلحاق خسائر جسيمة في المنطقة المستهدفة.

وقد تم الكشف عن “قدر H” خلال مناورة “اقتدار الولاية” عام 2015، وهو ينتمي إلى عائلة شهاب-3 الباليستية، ويبلغ مداه نحو 1700 كلم، بوزن إجمالي يقارب 17 طنًا، وطول 16 مترًا، وقطر 1.25 متر. يحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار بوزن 650 كلغ، ينفصل عن جسم الصاروخ، ويعمل على الوقود السائل، ويتمتع بتأثير تفجيري يغطي قطرًا يصل إلى كيلومترين.

واحدة من أهم خصائصه أن إطلاقه يتم غالبًا من منصات تحت الأرض، مما يصعّب استهدافه من قبل العدو.

المشاهد المصوّرة التي انتشرت من الداخل المحتل أثناء سقوط هذا الصاروخ، وخاصة عبر حسابات المستوطنين، أظهرت قوته التدميرية الاستثنائية، وسط حالة من الذعر دفعت بالعديد إلى الاحتماء في الملاجئ لساعات.

بهذا الأداء، تُثبت إيران مجددًا أنها تتحرك وفق عقيدة ردع هجومية مركّبة، قائمة على الاستمرارية والتصعيد الذكي والمدروس، بما يربك العدو ويفرض معادلات جديدة على مسرح المواجهة.

المصدر: موقع المنار