الخميس   
   27 11 2025   
   6 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 13:57

سوريا | الجيش الإسرائيلي ينفذ إنزالاً عسكرياً بريف دمشق بعد يومين من الغارات على مواقع عسكرية سورية

كشفت مصادر ميدانية وحكومية متطابقة أنّ الجيش الإسرائيلي نفّذ، فجرا، عملية إنزال جوي على إحدى الثكنات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية في منطقة الكسوة بريف دمشق، في تطوّر يُعدّ الأبرز منذ أشهر من التصعيد الإسرائيلي على الأراضي السورية.

وأوضحت المصادر أنّ عملية الإنزال جرت بواسطة أربع مروحيات عسكرية إسرائيلية، رافقها تحليق مكثّف للطيران الحربي الذي ألقى قنابل ضوئية فوق المنطقة لتأمين الغطاء الجوي، فيما شارك في العملية أكثر من 30 جندياً.

واستمرت العملية أكثر من ساعتين، جرى خلالها تدمير تجهيزات عسكرية ولوجستية ونقل جزء منها إلى داخل الأراضي المحتلة، وفق ما أوردت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبها، أكدت مصادر عسكرية سورية لوسائل إعلام أنّ العملية لم تتخللها اشتباكات مباشرة مع وحدات الجيش السوري، مشيرة إلى أنّ الطائرات المغيرة نفّذت غارات متزامنة على ثكنات في جبل المانع قرب الحرجلة لمنع وصول التعزيزات إلى الموقع المستهدف.

وكانت الأجواء المحيطة بجبل المانع قد شهدت منذ 26 آب / أغسطس سلسلة من الغارات الإسرائيلية، عقب عثور وحدات من الجيش السوري خلال جولة ميدانية على أجهزة مراقبة وتنصّت.

وأثناء محاولة التعامل معها، تعرّضت القوات لهجوم جوي إسرائيلي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير آليات، بحسب ما صرح مصدر حكومي لوكالة الأنباء السورية (سانا).

وأضاف المصدر أنّ الطيران الإسرائيلي استمر في استهداف المنطقة حتى مساء 27 آب / أغسطس، ما حال دون وصول فرق الإسعاف والإمداد.

في المقابل، قالت مصادر سورية إن وحدات من الجيش تمكّنت من تدمير جزء من تلك المنظومات التي عُثر عليها عبر استهدافها بالسلاح المناسب، قبل أن تسحب جثامين القتلى من المنطقة. غير أنّ الطيران الإسرائيلي جدّد غاراته لاحقاً، ما مهد لعملية الإنزال فجر الأربعاء.

ويأتي هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة على غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية للجيش السوري في الكسوة، أسفرت عن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين، وفق ما أفادت به قناة الإخبارية السورية.

كما تزامنت الغارات مع قصف استهدف فريقاً من الدفاع المدني خلال محاولته إجلاء المصابين.

وكانت أدانت وزارة الخارجية السورية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، مندّدة بتوغّل قوة إسرائيلية الثلاثاء في بلدة سويسة بريف القنيطرة الجنوبي واعتقال أحد الشبان، إلى جانب استمرار تمركز الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ وشريط أمني جنوبي سوريا منذ سبعة أشهر.

ويطرح هذا التصعيد، الذي يتضمن للمرة الأولى منذ سنوات عملية إنزال عسكرية واسعة قرب دمشق، تساؤلات حول طبيعة الأهداف الإسرائيلية في العمق السوري، وتداعياته على مسار الصراع الإقليمي وتوازنات الميدان جنوب البلاد.

المصدر: وكالات