سلمت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء اليوم الثلاثاء، جثة أسير إسرائيلي عُثر عليها أمس إلى فريق من الصليب الأحمر الدولي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك ضمن بنود الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وأكدت القناة 12 الإسرائيلية تسلّم جيش الاحتلال جثة الأسير من الصليب الأحمر، فيما سبق، أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي عزمهما على تسليم الجثة في تمام الساعة الرابعة عصرًا بالتوقيت المحلي، التزامًا بشروط الاتفاق المبرم عقب صفقة “طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى.
وفي بيان مشترك، أوضحت الحركتان أن العملية تأتي إثر العثور على جثة أحد أسرى الاحتلال الثلاثة المتبقين خلال عمليات بحث وسط قطاع غزة في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال، وجرى التنسيق لتسليمها عبر الجهات الدولية.
في المقابل، اعتبر مكتب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “تأخر” تسليم الجثة يشكّل “خرقًا إضافيًا” لوقف إطلاق النار، رغم تأكيد الجانب الفلسطيني التزامه بالاتفاق وتسليم رهائن وأسرى، حيث أفرجت المقاومة منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي عن جميع الرهائن الأحياء الذين كانوا محتجزين منذ عملية السابع من أكتوبر 2023، كما عادت إلى الاحتلال جثامين 25 أسيرًا من أصل 28 لا تزال في غزة.
على صعيد الوضع الإنساني في القطاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 17 فلسطينيًا خلال 24 ساعة، بينهم ثلاثة شهداء جدد و14 جثمانًا انتُشل من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى إصابة 16 آخرين. وأوضحت أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 69,775 شهيدًا، و170,965 جريحًا.
وفي سياق آخر، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي مؤسسة “غزة الإنسانية” التي أنهت مؤخراً مهامها الطارئة في القطاع، بأنها وفرت “غطاء إنسانيًا زائفًا” وحولت بعض مراكزها إلى “مصايد موت وقتل جماعي”، وأكد استشهاد 2,615 فلسطينيًا بسبب التجويع بالقرب من مراكز المؤسسة.
وأعلنت المؤسسة في بيان لها انتهاء مهمتها بعد تقديم أكثر من 187 مليون وجبة مجانية للمدنيين، مشيرة إلى أن العملية الإنسانية التي نفذتها “ضمنت وصول الإمدادات الغذائية إلى العائلات الفلسطينية بشكل آمن”.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تضمن الإفراج المتبادل بين الطرفين، حيث أطلقت إسرائيل نحو ألفي معتقل فلسطيني وسلمت جثث مئات الشهداء إلى قطاع غزة.