الإثنين   
   24 11 2025   
   3 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 17:18

الشيخ دعموش: التنازلات التي قدمتها ‏الحكومة لم تثمر و‏لن نستسلم مهما بلغ حجم التهديد والتهويل

شيّع حزب الله وجمهور المقاومة القائد الجهادي الكبير السيد هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي) والشهيدين ‏المجاهدين مصطفى أسعد برو ( الحاج حسن) وقاسم حسين برجاوي (ملاك).

وتخللت المراسم كلمة لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي ‏دعموش‎ أكد فيها أن القائد الجهادي الكبير السيد أبو علي الطبطبائي قائد شجاع ‏عاشق للجهاد والمقاومة، تنقل من ميدان إلى آخر، وما غادر ساحات القتال على مدى أكثر من 35 عاماً، وكان ‏من أبرز القادة الجهاديين الذين أداروا معركة أولي البأس بكل شجاعة واقتدار، وكان يتواجد في أي مكان يطلب ‏منه أن يكون، لأنه نذر حياته للمقاومة، يقتحم الموت بالموت، فهو لم يتعب يوماً من حمل السلاح في مواجهة ‏العدوان، ولكنه تحسر شوقاً للقاء الشهداء‎.‎

ورأى الشيخ دعموش أن الهدف من اغتيال هذا القائد الجهادي الكبير هو النيل من إرادة المقاومة وعزمها ‏وقرارها وتصميمها وإخافتها وضعضعتها لتتراجع وتتوقف وتضعف وتستسلم وتخضع، ولكن هذا الهدف لن ‏يتحقق على الإطلاق، لأننا جماعة مؤمنة بالله واليوم الآخر، ومؤمنة بقضيتها ورسالتها وخطّها، ومستعدة ‏للتضحية بأغلى ما لديها، لا سيما وأننا ننتمي إلى عقيدة إيمانية وهوية وطنية، وإلى ثقافة وتاريخ عريق في ‏النضال والجهاد، نزودها بطاقة روحية ومعنوية هائلة، وقدرة كبيرة على تحمّل المصاعب والتضحيات والآلام، ‏وهذا ما يفسّر لنا هذا الصمود الأسطوري لأهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع وكل لبنان، وهذا ما يفسّر لنا هذه ‏القدرة على التحمّل والثبات والصبر لدى عوائل شهدائنا‎.‎

وقال الشيخ دعموش: لقد آلمنا كثيراً استشهاد هذا القائد الكبير والشهداء الأبرار الذين ارتقوا معه، ولكن هذا لن ‏يمس في إرادتنا ولا في عزمنا ولا في تصميمنا ولا في قرارنا ولا في مواصلتنا للطريق، بل سنزداد دائماً عزماً ‏وتصميماً وإرادة ومضياً، وسيجعلنا نتمسك أكثر بصوابية الخيار والقرار الذي اتخذناه، ولن نبدل شيئاً‎.‎

وشدد الشيخ دعموش على أن استشهاد السيد القائد أبو علي لن يعيد المقاومة إلى الوراء، ولن يثني المقاومة عن ‏استكمال ما بدأه هذا الشهيد الكبير، ولن يدفعها نحو الاستسلام، وها هم الصهاينة قلقون من رد حزب الله ‏المحتمل، ويجب أن يبقوا قلقين، لأنهم ارتكبوا جرائم كبيرة بحق المقاومة ولبنان، فهم يظنون أن هذا الاغتيال ‏يؤدي إلى خلل في بنية وقيادة المقاومة، ولكن غاب عنهم أن لدينا من القيادات الشجعان ما يملأ أي فراغ قيادي، ‏بل لدينا جيل من القادة الجهاديين من رفاق السيد أبو علي ومن تلامذته الذين يستطيعون أن يتولوا المسؤوليات أياً ‏تكن التضحيات التي تقدّم‎.‎

واعتبر الشيخ دعموش أن جوهر المشكلة اليوم في لبنان هو العدوان الصهيوني المستمر، وليس الجيش أو ‏المقاومة، ومن واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل، وحماية مواطنيها وسيادتها واستقلالها، وعلى ‏الحكومة وضع خطط واضحة لذلك، ورفض الضغوط التي يراد منها دفع لبنان للاستجابة للإملاءات الأميركية ‏والشروط الإسرائيلية، لأنها تعني الاستسلام، وليس الحل والتسوية، لا سيما وأن كل التنازلات التي قدمتها ‏الحكومة حتى الآن من حصرية السلاح إلى القبول بالورقة الأميركية وانتشار الجيش وصولاً إلى الاستعداد ‏للتفاوض، لم تثمر، ولم تؤدِ إلى أي نتيجة‎.‎

ولفت الشيخ دعموش إلى أن العدو اليوم يستبيح كل لبنان، ويضغط في كل الاتجاهات، من أجل أن نستسلم، ولكننا ‏لن نستسلم، فهذا ليس وارداً على الإطلاق مهما بلغ حجم التهديد والتهويل، وعليه، فإن كل التهديدات والحصار ‏والضغوط التي تمارس الآن لن تنفع، وإذا كان يوجد في لبنان والعالم من يهتم بسيادة هذا البلد واستقلاله الحقيقي ‏واستقراره، وأن لا تذهب الأمور إلى ما هو أسوأ وأكبر، عليهم أن يضغطوا ويلزموا العدو الإسرائيلي بوقف ‏عدوانه واستباحته للبنان، ولا يوجد أي كلام آخر، ولو قتلتم من قتلتم، ودمرتم ما دمرتم، لن نكون معنيين بأي ‏طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والاستباحة والتزام العدو الإسرائيلي بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار.‏

المصدر: العلاقات الاعلامية