الأحد   
   23 11 2025   
   2 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 20:29

مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية لقناة المنار الأحد 23\11\2025

ثمانيةُ صواريخَ اسرائيليةٌ – اميركيةُ الاصلِ – اصابت بيروتَ التي لم تَنتهِ بعدُ من احياءاتِ الذكرى الثانيةِ والثمانينَ للاستقلال، فخضبت الوطنَ بخمسةِ شهداءَ في حارة حريك ونحوِ ثلاثينَ جريحاً ..

هو جرحٌ لا يَشفى من عدوٍ مُتَخَطٍّ لكلِ حدٍ ومتفلتٍ من كلِ عقال، فيما الوطنُ واقفٌ على حدِّ السيف، تُقَدِّمُ سلطتُه المبادرةَ تلوَ الاُخرى للتفاوضِ مع العدوِ فيردُّ عليها كلَّ يومٍ بسيلٍ من دماءِ ابنائها، حتى وصلَ السيلُ الى بيروتَ وضاحيتِها، فكانت صواريخَ قاتلةً وقاطعةً لكلِّ يدٍ ممدودةٍ باسمِ التسويات، حتى اعتبرَ رئيسُ الجمهوريةِ العماد جوزيف عون انَ غارةَ حارة حريك دليلٌ اضافيٌ على انَ اسرائيلَ لا تأبَهُ للدعواتِ المتكررةِ لوقفِ اعتداءاتِها ولا لكلِ المساعي والمبادراتِ المطروحةِ لوضعِ حدٍّ للتصعيدِ واعادةِ الاستقرارِ إلى لبنانَ والمنطقةِ كلِها .

فكيف سيكونُ الاستقرارُ مع عدوٍ كهذا؟ وايُ منطقٍ سيردَعُه؟ هل الدبلوماسيةُ اللبنانيةُ المشلولة؟ ام الاستنجادُ بالاميركيِّ الذي اعلنَ الاسرائيليُ انَ العمليةَ منسقةٌ معه؟ ويعرفُ اللبنانيون حكومةً وشعباً انَ الطائراتِ وصواريخَها التي استهدفت حارةَ حريك وتستهدفُ كلَ يومٍ اللبنانيين هي اميركيةُ الصنعِ والقرار، وانَ الاسرائيليَ هو اليدُ المنفّذة ..

شهداءُ وجرحى في حيٍّ سكنيٍّ مقتظٍ بينهم اطفالٌ ونساء، لم تنسَ الحكومةُ ان تُدينَ الغارةَ ببيان، فيما البيِّنُ انَ هذا ليسَ خرقاً لاتفاقِ اطلاقِ النارِ فحسب، بل هو عدوانٌ كاملُ المواصفاتِ ولا يَكفي وصفُه عبرَ البياناتِ الحكوميةِ عن بُعد، بل هو تطورٌ في غايةِ الخطورةِ يضعُ المعنيينَ امامَ مسؤولياتِهم الصعبةِ عندَ منعطفٍ خطرٍ من عمرِ الوطن ..

فالسيادةُ لا تتجزأُ والتطاولُ عليها يستدعي الردَ المناسب، وعلى من اعلن َعلى المنابرِ وفي المحافلِ احتكارَ السيادةِ وقرارِ السلمِ والحربِ ان يكونَ على مستوى التحدي ..

كتابة: علي حايك
قراءة: غادة عساف النمر

المصدر: موقع المنار