الأحد   
   23 11 2025   
   2 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 13:10

دول جديدة في الاتحاد الأوروبي تعزز حضورها الدبلوماسي والتجاري في إفريقيا وسط تنافس دولي متصاعد

تسعى دول أوروبية لا تربطها صلات تاريخية بإفريقيا، مثل فنلندا والتشيك وإستونيا ورومانيا ومالطا، إلى إيجاد موطئ قدم أكثر قوة في القارة الإفريقية الغنية بالموارد، عبر تعزيز التمثيل الدبلوماسي والتعاون في مجالات الأمن والتجارة والتكنولوجيا.

فمن افتتاح فنلندا سفارة جديدة في السنغال وتدريب التشيك لقوات الأمن الموريتانية، إلى جهود إستونيا في رقمنة الخدمات العامة في عدة دول إفريقية، تتزايد مبادرات دول الاتحاد الأوروبي غير الاستعمارية لإقامة علاقات متكافئة مع الدول الإفريقية.

ويشير خبراء المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى موجة إصلاحات للسياسات الإفريقية، تعكس تصاعد أهمية إفريقيا داخل الاتحاد الأوروبي، حتى بالنسبة لأصغر الدول الأعضاء.

وتشهد القارة السمراء تنافسًا واسعًا بين القوى الكبرى، إذ تتسابق الصين والولايات المتحدة وروسيا لتأمين الموارد المعدنية والطاقة وتقديم الدعم السياسي. ويرى الاتحاد الأوروبي نفسه شريكًا رئيسيًا لإفريقيا ويراهن على تعزيز هذا الدور خلال قمة موسعة تعقد هذا الأسبوع في أنغولا.

ورغم وجود بعض التحديات المرتبطة بتاريخ القوى الاستعمارية السابقة، منيت فرنسا تحديدًا بتراجع نفوذها بعد انقلابات في بوركينا فاسو والنيجر ومالي، التي قطعت علاقاتها معها واتجهت نحو روسيا.

في المقابل، تستغل دول أوروبية صغيرة غياب ماضي استعماري، وأحيانًا خلفيتها السوفياتية، لإقامة علاقات تقوم على المساواة، كما يؤكد سفراء ودبلوماسيون أن الأفارقة لا ينظرون إليهم بتراث اضطهاد أو تدخل.

وتشير مسؤولة السياسة الإفريقية في فنلندا إلى أثر نضال بلادها من أجل الاستقلال وحاجة الأفارقة لبناء علاقات تجارية وسياسية بعيدة عن المساعدات التنموية فقط.

وأظهرت أرقام الاتحاد الأوروبي أن تجارة السلع بين دول كإستونيا والمجر وإفريقيا سجلت قفزات مهمة خلال السنوات الأخيرة، رغم محدودية حجمها مقارنة بإجمالي التجارة الأوروبية. وتحسن أداء دول مثل التشيك وفنلندا والدنمارك، وإن بقي أقل من معدل نمو تجارة الاتحاد الأوروبي ككل، الذي بلغ 25% منذ عام 2019.

ورغم العقبات المتعلقة بشح الموارد والدعم المحدود، يؤكد القادة والدبلوماسيون الأوروبيون أنهم “على الطريق الصحيح” نحو شراكة أعمق وأكثر فاعلية مع إفريقيا.

المصدر: أ.ف.ب.