الجمعة   
   14 11 2025   
   23 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 14:52

الشيخ علي دعموش: المدخل لمناقشة استراتيجية ‏أمن وطني هو تطبيق اتفاق 27 تشرين الثاني ووقف الاعتداءات

قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إنّ العدو الصهيوني يواصل اليوم استهدافاته شبه ‏اليومية للبنان، بدعم ومشاركة أميركية، ويترافق ذلك مع محاولات الحصار والعزل لبيئة شعبية كاملة بهدف إضعاف ‏روح الصمود والثبات عند أهلنا، وهذا يضع لبنان بين خيارين، استمرار القتل اليومي والحصار أو الاستسلام لشروط ‏العدو، ونحن وإن كنا لا نبحث عن الحرب، فإن الاستسلام ليس واردًا في قاموسنا‎.‎

وخلال لقاء مع المجالس البلدية المنتخبة لولاية (٢٠٢٥-٢٠٣١) في مجمع الإمام المجتبى (ع) في الضاحية الجنوبية ‏لبيروت، لفت الشيخ دعموش إلى أن الحرب قد توقفت في 27 تشرين الثاني 2024 بناءً على اتفاق توصلت إليه ‏الحكومة اللبنانية، ونص على وقف الأعمال العدائية وانسحاب العدوّ من النقاط المحتلّة، ووافق حزب الله على هذا ‏الاتفاق، والتزمت المقاومة بموجباته، بينما “إسرائيل” لم تلتزم به منذ اليوم الأول، حتّى تجاوزت خروقاتها العدوانية ‏خمسة آلاف خرق أمام مرأى ومسمع العالم وبغطاء ورعاية أميركية، ولكن لم يتمكّن العدوّ من إضعاف روح الصمود ‏عند شعبنا المتمسك بأرضه وحقه في العيش بأمن واستقرار وكرامة.‏

وأضاف الشيخ دعموش: اليوم، بمعزل عن الأداء الحالي للحكومة وبعض المسؤولين، فإن المرحلة الحالية تتطلب أن ‏تتحمل الدولة المسؤولية الكاملة، ولطالما كان مطلبنا وجود دولة قادرة وعادلة يطمئنّ إليها شعبها وتحتضن قضاياه ‏وتحمي سيادته، واليوم تقول الدولة إنها تريد أن تتحمّل المسؤولية، وهناك اتفاق هي المعنية بمتابعة تطبيقه، ولديها قناة ‏تواصل هي لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، ومن واجب الحكومة أن تعمل من خلال هذه اللجنة من أجل إلزام ‏العدوّ بتطبيق وقف إطلاق النار، وقبل التزام العدوّ بالخطوات المطلوبة منه، فإن لبنان ليس معنيًا بالبحث عن خطوات ‏أخرى، أو تجاوز هذا الاتفاق لفرض اتفاق آخر من العدو، وكذلك فإن المدخل الضروري لمناقشة لبنانية لاستراتيجية ‏أمن وطني، هو تطبيق اتفاق 27 تشرين الثاني ووقف الاعتداءات”.‏

واشار الى انه على الرغم من الأوجاع والآلام وهذا النزف من دماء اللبنانيين، فإنّ هذه المرحلة تتطلب ‏تعاونًا وصبرًا وحكمة، والمقاومة لديها من الحكمة والشجاعة والتبصّر في الأمور ما يجعلها تأخذ القرارات التي ‏تتناسب وطبيعة الظروف التي نمرّ بها.‏

وحول موضوع إعادة الإعمار، أشار الشيخ دعموش إلى أن حزب الله يعمل على مسارين في هذا الملف، ‏المسار الأول هو ما يقدمه حزب الله نفسه من تعويضات للمتضررين، وما قدّمه حتّى الآن وما سيقدمه لاحقًا هو جزء ‏من مسؤولياته الشرعية والأخلاقية إزاء شعبه، فنحن أنجزنا ملفًا كبيرًا تعجز عنه الدول، وقد تمكّنا من ترميم ما ‏يقارب 370 ألف وحدة سكنية عاد إليها أصحابها، ومن إيواء آلاف العائلات المدمرة بيوتهم، وهذه المرحلة أطلقنا ‏عليها المرحلة الأولى، وهي بحاجة إلى استكمال، سواء في الترميم أو الإيواء خصوصًا في القرى الأماميّة في ‏الجنوب، وعلى الرغم من محاولات الحصار، وآخرها ما حمله معه وفد وزارة الخزانة الأميركية من شروط ‏وإجراءات، هي في الحقيقة فرض وصاية أميركية وانتهاك فاضح لسيادة البلد، والمستهدف هو ملف إعادة الإعمار ‏بالدرجة الأولى، على الرغم من هذه المحاولات سنعمل على استكمال هذه المرحلة، ونعلنها في حينه‎.‎

ولفت الشيخ دعموش إلى أن المسار الثاني هو عبر الدولة، وقد بذلنا جهودًا كبيرة في هذا المجال مع علمنا أن هناك ‏قرارًا سياسيًا بمنع إعادة الإعمار، ويوجد ضغط أميركي مباشر على الدول التي ترغب في تقديم هبات، ومع ذلك، فإن ‏واجب الدولة أن تتولى ملف إعادة الإعمار، وما تم إنجازه إلى الآن لا يعدو كونه خطوات تمهيدية مثل قانون ‏الإعفاءات وإعادة البناء أو إقرار آلية التعويضات وكيفية صرفها، وهذا هو الوعاء القانوني، وأيضًا على صعيد البنى ‏التحتية أنجزت بعض المشاريع من خلال مجلس الجنوب أو المؤسسات الرسمية مثل الكهرباء والمياه، وهناك قرض ‏من البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار ينتظر الإقرار في المجلس النيابي، ولكن كلّ هذه الخطوات لم تصل بعد إلى ‏تمويل البيوت المهدمة أو وضع خطة لإعمار القرى الأمامية الذي يحاول العدوّ إبقاءها منزوعة من سكانها، وهذا تحدٍ ‏كبير سنواجهه من أجل تثبيت الناس في قراهم وبلداتهم‎.‎

الشيخ دعموش اكد أن البلديات بذلت جهودًا كبيرة- مشكورة عليها- وهي اليوم تعمل باللحم ‏الحي من أجل استعادة القرى التي تعرضت للعدوان حياتها الطبيعية، ونحن معكم سنعمل سويةً من أجل النهوض ‏مجددًا- بإذن الله تعالى. ‏