الإثنين   
   10 11 2025   
   19 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 16:28

شركات السيارات الصينية تتوسع على حساب الأوروبية

قال رئيس أكبر شركة مشغلة لسفن نقل السيارات في العالم إن شركات صناعة السيارات الأوروبية تفقد حصتها السوقية بسرعة على الصعيد العالمي مع دخول منافسيها الصينيين مرحلة جديدة من التوسع والابتكار.

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن الرئيس التنفيذي لشركة والينيوس فيلهلمسن لاس كريستوفرسن قوله إنه ثمة “نمو هائل” في الشحنات من الصين إلى أميركا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا وأستراليا وسط حملة بكين المحلية على التنافس في خفض الأسعار.

ابتكار ذاتي

قال محللون في مكالمة أرباح لشركة لم تذكرها الصحيفة البريطانية إن “السبب وراء فوز الصينيين بحصص سوقية هو ابتكارهم الذاتي، مضيفين أن المنتجين الصينيين تحولوا من رواد الكلفة (الأرخص) إلى رواد التكنولوجيا الآن”.

قفزت الصادرات الصينية بنسبة 23% لتصل إلى 6.4 ملايين سيارة ركاب العام الماضي، بزيادة تفوق 50% عن اليابان التي تحتل المركز الثاني، وفقًا لشركة أليكس بارتنرز.

تتوقع الشركة الاستشارية أن يستحوذ المصنعون الصينيون على 30% من سوق السيارات العالمي بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 21% العام الماضي، مدفوعةً بنمو الأسواق الناشئة.

وشهدت العلامات التجارية الصينية، بما في ذلك بي واي دي BYD وشيري Chery وسايك SAIC، المالكة لعلامة إم جي MG، توسعًا سريعًا في أوروبا الغربية، ومثلت 5.7% من مبيعات السيارات الجديدة في الأشهر التسعة الأولى من العام، بزيادة عن 3.2% في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق شركة شميدت أوتوموتيف.

وبلغت حصة الصين من سوق السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في أوروبا 10% خلال الأشهر التسعة الماضية.

وفي حين يبدو أن العلامات التجارية اليابانية والأميركية فقدت بعض حصتها في السوق الأوروبية أمام المنافسين الصينيين، أشار كريستوفرسن إلى أن نمو مبيعات السيارات الصينية في أماكن أخرى جاء على حساب شركات صناعة السيارات في أوروبا.

تواجه شركات صناعة السيارات الأوروبية ضربة ثلاثية تتمثل في انكماش المبيعات في الصين، وتباطؤ الطلب في الداخل، وارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية، وقال كريستوفرسن: “إنهم يواجهون تحديات في كل من سوقهم المحلية وفي أسواقهم الخارجية الشرقية والغربية، لكننا نرى أنهم يتخذون إجراءات”.

تحركت الحكومات الأجنبية للحد من الشحنات من الصين، وحظرت الولايات المتحدة الواردات فعليًا، ورفع الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية، مع ذلك، أصبحت المبيعات الخارجية أكثر أهمية بالنسبة للمصنّعين الصينيين في ظلّ صراعهم مع حروب الأسعار المحلية.

منافسة لوجستية

ولطالما استفادت شركة والينيوس فيلهلمسن من شحن شركات صناعة السيارات الغربية لمنتجاتها إلى الصين، لكن المجموعة النرويجية، التي تبيع مساحات على سفنها لشركات صناعة السيارات، تسعى الآن إلى تحقيق المزيد من الإيرادات من خلال مساعدة العلامات التجارية الصينية الجديدة على التوسع خارجيًا.

تُشيّد شركة بي واي دي، أكبر وأسرع شركة مصنعة للسيارات الكهربائية نموًا في العالم، أسطولا من 8 سفن لنقل سياراتها عالميًا، كما لديها مصانع في البرازيل والمجر وإندونيسيا وتايلند وتركيا وأوزبكستان.

لكن كريستوفرسن استبعد أن تُصبح بي واي دي أو أي عملاء آخرين منافسين لشركته، إلا أنه يتوقع منافسة من شركات الشحن الصينية العملاقة مثل كوسكو Cosco.

وقال: “عندما نتحدث مع عملائنا الصينيين، نجد أنهم اشتروا سفنًا وبنوها خوفًا من عدم قدرتهم على الوصول إلى الطاقة الاستيعابية. هذا الخوف بدأ يتلاشى.. لذا، سيكون ثمة لاعبون صينيون، لكن ليس من المرجح أن يصبح عملاؤنا منافسين لنا”.

المصدر: فايننشال تايمز