الأحد   
   09 11 2025   
   18 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 15:40

عمليات إجلاء واسعة في الفلبين ومقتل امرأة جراء الإعصار “فونغ وونغ”

شهدت الفلبين، صباح الأحد، عمليات إجلاء واسعة شملت أكثر من مليون ومئتي ألف شخص، في ظل توقعات بوصول الإعصار فائق القوة “فونغ وونغ” إلى الساحل الشرقي للبلاد، وذلك بعد أيام من اجتياح إعصار “كالمايغي” المدمر. وأسفرت الفيضانات المصاحبة للإعصار الجديد عن مقتل امرأة، وسط تحذيرات رسمية من تفاقم الأوضاع خلال الساعات المقبلة.

وضرب الإعصار “فونغ وونغ” البلاد برياح تبلغ سرعتها 185 كيلومتراً في الساعة، مع توقعات بارتفاعها إلى 230 كيلومتراً في الساعة، مما دفع الهيئة الحكومية للدفاع المدني إلى عمليات إجلاء استباقية واسعة، طالت أكثر من 1,2 مليون شخص.

وأعلنت السلطات إغلاق المدارس والمرافق الرسمية، يوم الاثنين، في العديد من المناطق، بما في ذلك العاصمة مانيلا، كما أُلغيت نحو 300 رحلة جوية تحسباً لمخاطر العاصفة. ووفق صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عمد السكان إلى تثبيت منازلهم بالحبال على أمل مقاومتها لقوة الرياح العاتية.

جنوباً، وتحديداً في جزيرة مينداناو، أدت الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة إلى تعطيل حركة المرور، بينما لجأ العشرات من سكان سورسوغون، جنوب جزيرة لوزون الرئيسية، إلى الكنائس هرباً من المخاطر.

وحذر خبير الأرصاد الجوية الحكومي، بينيسون إستاريخا، خلال مؤتمر صحافي من احتمال هطول أكثر من 200 مليمتر من الأمطار، ما ينذر بفيضانات واسعة النطاق قد تطال ليس فقط المناطق المنخفضة العلو، بل أكبر أحواض البلاد المائية أيضاً.

ويأتي هذا الإعصار بعد أن تسبب سابقه “كالمايغي” بوفاة أكثر من 224 شخصاً في الفلبين، وفق بيانات رسمية حديثة اعتمدتها قاعدة بيانات “إم-دات” العالمية المختصة بالكوارث، ليصنف بذلك أعنف إعصار يضرب البلاد هذا العام. وسجّلت محافظة سيبو العدد الأعلى من الضحايا، فيما توقفت فيها أعمال الإنقاذ يوم السبت بسبب قدوم “فونغ وونغ”.

وتتعرض الفلبين سنوياً لنحو عشرين عاصفة أو إعصاراً، غالباً ما يكون وقعها الأشد على المناطق الفقيرة. ويشير العلماء إلى أنّ تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية تسبب بزيادة وتيرة وحدة الظواهر الجوية المتطرفة، وباتت الأعاصير على إثر ارتفاع حرارة المحيطات أكثر شدة، في حين بلغ متوسط الحرارة الجوي مستويات أعلى، وأسفر ذلك عن هطول أمطار غزيرة بشكل غير مسبوق.

وفي سياق متصل، وبعد انتشار الدمار الواسع في الفلبين، امتد تأثير الإعصار “كالمايغي” ليودي بحياة خمسة أشخاص في فيتنام، والتي ضربها الإعصار بينما كانت حدته في انخفاض.

المصدر: أ.ف.ب.