السبت   
   08 11 2025   
   17 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 17:45

العراق على موعد مع استحقاق ديمقراطي جديد.. صناديق الاقتراع ترسم ملامح المرحلة المقبلة

في مشهد يعيد إلى الأذهان حيوية التجربة الديمقراطية العراقية، يستعد أكثر من واحدٍ وعشرين مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية للدورة التشريعية السادسة، والتي سيُحدد من خلالها 329 نائبًا يشكّلون ملامح مجلس النواب الجديد، ويضعون اللبنات الأولى لشكل الحكومة العراقية المقبلة.

وقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن عدد المرشحين الكلي بلغ 7,744 مرشحًا، بعد أن تم استبعاد 848 مرشحًا عقب تدقيق ملفاتهم واستكمال الإجراءات القانونية الخاصة بهم. وتُشارك في هذا السباق الديمقراطي 31 تحالفًا سياسيًا و38 حزبًا، إلى جانب 75 مرشحًا مستقلاً، في مشهد يعكس التنوع السياسي والاجتماعي العراقي.

وتشير بيانات المفوضية إلى أن نحو 40% من المرشحين هم من فئة الشباب، ما يعكس حيوية المشاركة السياسية المتجددة في البلاد، فيما تُخصص 25% من مقاعد البرلمان للنساء، تأكيدًا على التزام العراق بتمكين المرأة ودعم حضورها الفاعل في الحياة السياسية.

تأتي هذه الانتخابات وسط تحضيرات لوجستية واسعة النطاق، إذ بلغ عدد مراكز الاقتراع العام 7,166 مركزًا تتوزع على 35,553 محطة اقتراع، في حين بلغ عدد مراكز التصويت الخاص 565 مركزًا.

وتُجرى العملية الانتخابية على دفعتين؛ الأولى يوم الأحد 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، مخصّصة للتصويت الخاص الذي يشمل القوى الأمنية والمكلفين بإدارة العملية الانتخابية، ويشارك فيه نحو 1,313,980 ناخبًا عسكريًا موزعين على 809 مراكز اقتراع تضم 4,501 محطة.

أما التصويت العام، فسينطلق يوم الثلاثاء، حيث يتوجه ملايين العراقيين إلى صناديق الاقتراع لتحديد مستقبل البلاد عبر ممارسة حقّهم الدستوري.

وأكدت المفوضية أن الصمت الانتخابي سيدخل حيز التنفيذ عند الساعة السابعة من صباح يوم الأحد، إيذانًا بانطلاق العدّ التنازلي للانتخابات العامة. كما أعلنت استكمال توزيع أكثر من 2.8 مليون بطاقة بايومترية من أصل 3.4 ملايين بطاقة للناخبين الجدد، مع استمرار الجهود لإيصال ما تبقى منها قبل يوم الاقتراع.

من جانبها، كشفت وزارة الداخلية العراقية عن تفاصيل الخطة الأمنية الخاصة بتأمين الانتخابات، مؤكدة أن العملية ستجري تحت رقابة وإشراف ميداني دقيق من مختلف الأجهزة الأمنية.

وبحسب البيان الرسمي، بلغ عدد الضباط المشاركين في تأمين المراكز الانتخابية 9,932 ضابطًا، فيما بلغ عدد المنتسبين أكثر من 185 ألف عنصر أمني، بمشاركة فاعلة من الجيش والحشد الشعبي وجهاز الاستخبارات، لضمان سير العملية بسلاسة وأمان.

وفي إطار المتابعة المباشرة، زار القائد العام للقوات المسلحة، السيد محمد شياع السوداني، مقر قيادة العمليات المشتركة لمتابعة الاستعدادات الأمنية والاطلاع على تفاصيل الخطة الميدانية، مشددًا على أن “أمن الناخب وصوته أولوية وطنية لا تهاون فيها”.

تُعدّ هذه الانتخابات محطة مفصلية في مسار الديمقراطية العراقية، إذ تتطلع الأنظار إلى ما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج قد تعيد رسم موازين القوى، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العمل الوطني المشترك.

وفي ظل هذا الزخم الانتخابي، يبقى الرهان الأكبر على وعي الناخب العراقي وقدرته على اختيار من يعبّر بصدق عن تطلعاته نحو دولة عادلة، آمنة، ومزدهرة.

المصدر: موقع المنار