السبت   
   08 11 2025   
   17 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 14:03

حكومة طالبان تحمّل باكستان مسؤولية فشل محادثات السلام في تركيا وتؤكد تمسكها بالهدنة

حمّلت حكومة طالبان الأفغانية، اليوم السبت، باكستان مسؤولية فشل محادثات السلام التي استضافتها تركيا، والهادفة إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار بين البلدين. وأكدت الحكومة الأفغانية في الوقت ذاته تمسّكها بالهدنة السارية منذ الشهر الماضي، في ظل تصاعد التوترات والمواجهات الحدودية بين الطرفين.

حيث شهدت مدينة إسطنبول الخميس الماضي لقاء مباشر بين وفدي البلدين، في محاولة لتثبيت هدنة كان قد تم الاتفاق عليها في 19 تشرين الأول/أكتوبر بالدوحة، إثر اشتباكات دامية اعتُبرت الأكثر عنفًا منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول خلال صيف 2021.

ولم تُكشف رسميا أي تفاصيل عن مضمون المباحثات التي يُرجّح أنها تناولت قضايا أمنية شائكة طالما تسببت في توترات متصاعدة بين كابول وإسلام آباد على مدى أعوام.

وفي بيان رسمي، أوضح المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن الجانب الباكستاني “حاول إلقاء مسؤولية أمنه بالكامل على عاتق الحكومة الأفغانية، بينما لم يُبد أي استعداد لتحمّل أي مسؤولية عن أمن أفغانستان أو أمنه الخاص”.

وأضاف أن “الموقف غير المسؤول وغير المتعاون للوفد الباكستاني لم يفضِ إلى أي نتيجة، رغم النوايا الطيبة لإمارة أفغانستان الإسلامية وجهود الوسطاء”.

وخلال مؤتمر صحافي عقد السبت، أكد مجاهد أن “الهدنة ستصمد”، مشددًا أنه “لا مشكلة مع وقف إطلاق النار الذي اتُفق عليه سابقاً مع باكستان، سيستمر”.

وأعرب عن شكره لدولتي قطر وتركيا لدورهما في الوساطة، مضيفاً “لا نرى هناك إجراءات إضافية يمكن اتخاذها في الوقت الراهن”.

على الجانب الآخر، لم يصدر تعليق رسمي من إسلام آباد صباح السبت حول موقف طالبان. لكن وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله ترار، ألمح الجمعة إلى فشل المفاوضات، محمّلًا كابول مسؤولية الوفاء بتعهداتها بمحاربة الإرهاب “وهو ما لم يتحقق حتى الآن”.

وشدّد بأن “باكستان ستواصل ممارسة كافة الخيارات الضرورية لحماية أمن شعبها وسيادتها”.

وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية، الجمعة، أنها سلّمت الوسيطين التركي والقطري “مطالب مبررة ومنطقية ومدعومة بالأدلة، هدفها حصراً وضع حد للإرهاب العابر للحدود”. ولم يعلّق الوسطاء على هذه التصريحات حتى اللحظة.

وفي ظل تصاعد الهجمات على قواتها، تطالب باكستان الجانب الأفغاني بتقديم ضمانات واقعية بوقف دعمها للمنظمات المسلحة، وعلى رأسها طالبان باكستان التي تنفي كابول استضافتها.

وتُشدد حكومة طالبان على ضرورة احترام سيادة أفغانستان على كامل أراضيها، متهمةً إسلام آباد بدعم جماعات مسلحة ضدها.

وحذر الطرفان أن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية، التي أودت بحياة أكثر من 70 شخصًا في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينهم نحو 50 مدنيًا وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

وقد شهد يوم الخميس خرقًا للهدنة، عبر إطلاق نار أسفر عن مقتل خمسة أشخاص—أربع نساء ورجل—في مدينة سبين بولدك الأفغانية الحدودية، حسب ما أفاد به مصدر طبي لوكالة فرانس برس.

وتبادل الطرفان الاتهام بخرق الاتفاق، حيث حمّلت باكستان المسؤولية لكابول، مؤكدًة أنها ردت بشكل “مدروس”، بينما اتهمت طالبان القوات الباكستانية بمهاجمة أراضيها رغم استمرار الهدنة.

من جهته، أوضح المتحدث باسم حكومة أفغانستان أن كابول “لم ترد على إطلاق النار الخميس، احتراماً لفريق التفاوض ومنعاً لسقوط ضحايا من المدنيين”.

وأكدت السلطات الباكستانية اتهاماتها لحركة طالبان بالتحرك بدعم من عدوها التاريخي، الهند، مستندةً إلى التقارب الأخير الذي تشهده العلاقات بين كابول ونيودلهي.

المصدر: أ.ف.ب.