الأربعاء   
   05 11 2025   
   14 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 22:55

الاتحاد الأوروبي يتوصل لاتفاق حول أهدافه المناخية قبيل قمة “كوب30” في البرازيل

نجحت دول الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، في التوصل إلى تفاهم بشأن أهدافها المناخية للفترة من 2035 حتى 2040، وذلك قبيل انطلاق مؤتمر المناخ الدولي في مدينة بيليم البرازيلية.

جاء هذا الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة وتقديم تنازلات لاستقطاب دعم الدول الأعضاء المترددة، على رأسها إيطاليا، ما مكّن الاتحاد من تفادي أزمة دبلوماسية كان يخشى وقوعها.

وكان هدف الاتحاد أن يحافظ على تعهده بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 90% بحلول عام 2040 مقارنة مع مستويات عام 1990، علماً أن خفض الانبعاثات بلغ حتى عام 2023 نسبة 37%.

وفرضت المفاوضات إضفاء قدر كبير من المرونة، إذ أقرت الدول، سعياً لترضية إيطاليا، إمكانية الحصول على 5% من أرصدة الكربون الدولية لتمويل مشاريع خارج أوروبا، وهو ما انتقدته الأوساط البيئية بشدة.

واتفق أعضاء الاتحاد الأوروبي أيضاً على تأجيل توسيع سوق الكربون ليشمل النقل البري وتدفئة المباني إلى عام 2028، بدلاً من 2027، استجابة لضغوط المجر وبولندا، في خطوة خيّبت آمال البلدان الأكثر التزاماً، خاصة الدول الاسكندنافية. كما أدرِج بند يسمح بإعادة مراجعة هدف 2040 إذا ثبتت صعوبة تحقيقه.

ورغم الضغوط الإيطالية، أكدت وزيرة التحول البيئي الفرنسية أن بلادها راضية عن الطموحات الأوروبية، فيما وصف مسؤولون أوروبيون النتائج بأنها “ممتازة وواقعية ومرنة”.

وانتقدت منظمات غير حكومية الاتفاق، معتبرة أن نسبة الـ90% المعلنة تظل أضعف من المتوقع، لكن قادة أوروبا شددوا على أن الاتفاق ضروري قبيل القمة الأممية.

وكانت الدول السبع والعشرون قد التزمت الأربعاء بأهداف العام 2035، استجابة لمطالب الأمم المتحدة، عبر تخفيض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 66,25% و72,5% مقارنة بـ1990، مع إبقاء الباب مفتوحاً لمراجعة الطموحات خلال مناقشات البرلمان الأوروبي.

ويؤكد الاتحاد الأوروبي أن أهدافه من بين الأكثر طموحاً عالمياً، رغم تراجع قضايا المناخ في أولويات أوروبا لصالح الدفاع والقدرة التنافسية، في حين يظل هدف الحياد المناخي بحلول 2050 قائماً.

ويذكر أن الاتحاد يحتل المركز الرابع عالمياً في حجم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بعد الصين والولايات المتحدة والهند.

على صعيد آخر، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً سحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ وعدم إرسال مسؤولين رفيعي المستوى إلى مؤتمر البرازيل، ما يكشف استمرار التباين الدولي حول العمل المناخي.

المصدر: أ.ف.ب.