الأربعاء   
   05 11 2025   
   14 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 10:55

رايتس ووتش تدعو واشنطن إلى وقف حملة المداهمات ضد ذوي الأصول اللاتينية

في وقت تتصاعد فيه الانتقادات لسياسات الهجرة الأميركية، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إدارة واشنطن إلى وقف ما وصفته بالحملة “العنيفة” ضد ذوي الأصول اللاتينية، معتبرةً أن ما يجري يشكّل انتهاكًا واسعًا لحقوق الإنسان ويمزّق نسيج العائلات والمجتمعات بأكملها.

المنظمة الحقوقية أوضحت في بيانٍ صدر أمس الثلاثاء، أن السلطات الأميركية تشنّ مداهمات واعتقالات جماعية في أنحاء البلاد تحت ذريعة تطبيق سياسة الترحيل، مشيرةً إلى أن هذه الممارسات باتت تعتمد بشكل كبير على المظهر العرقي والانتماء القومي للمستهدفين.

وقالت المنظمة إنّ الحملة التي بدأت في مدينة لوس أنجلوس الصيف الماضي، مهّدت الطريق لاعتماد الأساليب ذاتها في مدن أميركية أخرى، ما جعل المجتمعات اللاتينية في حالة دائمة من الخوف والترقّب.

وبحسب البيان، فإنّ وكالات الهجرة والجمارك وحرس الحدود نفّذت مئات المداهمات في أماكن العمل والأحياء السكنية التي يرتادها اللاتينيون، ترافق معظمها مع عنف مفرط واستهتار بالقوانين، في حين أقرّت السلطات الفدرالية بأن العرق والانتماء الإثني كانا عاملين أساسيين في قرارات الاحتجاز.

المنظمة أشارت إلى أن الكونغرس الأميركي خصّص مبلغًا غير مسبوق قدره 170 مليار دولار ضمن موازنة عام 2025 لتوسيع عمليات الاحتجاز والترحيل، في خطوةٍ قالت إنها تعكس تمادياً في سياسة القمع بدل المحاسبة.

مدير برنامج الولايات المتحدة في “هيومن رايتس ووتش” جون رافلينغ، حذّر من أن هذه الحملة تمزّق العائلات وتبثّ الخوف في صفوف أبناء الجاليات اللاتينية، واصفًا إياها بأنها تجسيد لـ”قسوة سياسات الهجرة لدى إدارة ترامب”.

وبيّنت المنظمة أنها استندت في تقريرها إلى شهاداتٍ وصورٍ ومقاطع فيديو، وأجرت مقابلات مع محتجزين وعائلاتهم وشهود عيان، لتوثّق استخدام القوة المفرطة وسوء المعاملة أثناء النقل والاحتجاز، بما في ذلك تقييد المعتقلين وحرمانهم من الطعام والماء ومنعهم من التواصل مع ذويهم أو محاميهم.

وتشير إفادات الشهود إلى أن العملاء الفدراليين يستخدمون سياراتٍ غير مميزة ويغطّون وجوههم بالأقنعة في مشهدٍ يُوحي بأنهم فوق القانون، فيما روى بعض المعتقلين أنهم أُجبروا على “العودة الطوعية” تحت الضغط والتهديد.

وتحذّر المنظمة من أن استمرار هذه السياسات، مع تضاعف التمويل الممنوح لوكالات إنفاذ الهجرة، سيخلّف أضرارًا إنسانية كارثية لا تُحصى، ويغذّي مناخ التمييز والعنف داخل الولايات المتحدة، حيث يعيش ملايين من ذوي الأصول اللاتينية حالة رعبٍ دائم، في واحدة من أبرز صور الازدواجية التي تطبع الخطاب الأميركي حول “حقوق الإنسان”.

المصدر: وكالات