الإثنين   
   03 11 2025   
   12 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 23:21

20 قتيلاً وأكثر من 500 جريح جراء زلزال قوي ضرب شمال أفغانستان

لقي ما لا يقل عن 20 شخصاً مصرعهم وأصيب 534 آخرون في زلزال شديد بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر، ضرب شمال أفغانستان ليلة الأحد-الاثنين، وذلك بعد قرابة شهرين من زلزال مدمر أودى بحياة أكثر من ألفي شخص وسجل أعلى حصيلة هزات أرضية في تاريخ البلاد الحديث.

وبحسب الهيئة الأميركية للمسح الجيولوجي، وقع الزلزال على عمق 28 كيلومتراً عند الساعة 20:28 بتوقيت غرينتش، وكان مركزه بلدة خلم في ولاية سمنغان، بالقرب من مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ.

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية، شرفات زمان، في بيان مصوّر وزّع على الصحافيين، إلى أن “نحو 534 من مواطنينا أصيبوا وقتل أكثر من 20” في ولايتي بلخ وسمنغان.

وتسبب الزلزال بأضرار في مسجد مزار شريف الأزرق التاريخي العائد للقرن الخامس عشر، أحد أبرز المعالم السياحية في البلاد، حيث سقطت بعض الحجارة من المئذنة وتناثرت على الأرض، وفق مراسل وكالة فرانس برس، ولم يُسمح للصحافيين بتوثيق الأضرار فوراً.

وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية إعادة فتح الطريق الرئيسية بين مزار شريف وخلم، والتي كانت قد انقطعت بفعل انهيارات أرضية، وتم إنقاذ بعض الأشخاص الذين علقوا هناك خلال الليل.

ولا تزال الحاجة قائمة لإعادة التيار الكهربائي إلى عدة ولايات بعد تضرر خطوط الكهرباء القادمة من أوزبكستان وطاجيكستان، بحسب تصريحات شركة “دابس” الحكومية.

من جانبه، أفاد نائب المتحدث باسم طالبان، حمد الله فطرت، عبر منصة “إكس”، بأن عدة منازل دُمرت وتكبد السكان خسائر مالية كبيرة، مشيراً إلى أن السلطات باشرت توزيع المساعدات الطبية والغذائية للمتضررين.

وذكر مراسلو فرانس برس أن سكان عدة مناطق من أفغانستان، بما فيها العاصمة كابول، شعروا بالهزة الأرضية، فيما هرع كثيرون في مزار شريف إلى خارج مساكنهم خوفاً من الهزات الارتدادية.

ويأتي هذا الزلزال بعد نحو شهرين من هزة بقوة ست درجات ضربت شرق أفغانستان، مخلّفة أكثر من 2200 قتيل وأكثر من أربعة آلاف مصاب، إضافة إلى تدمير نحو سبعة آلاف منزل، ما جعلها الأكبر حصداً للأرواح في تاريخ البلاد الحديث.

وأعاقت الهزات الارتدادية والمدمرة التي تبعت الزلزال الأخير جهود الإنقاذ والوصول إلى المناطق المنكوبة، خصوصاً في المناطق الزراعية النائية بمحاذاة الحدود مع باكستان، وتسببت البنى التحتية وشبكات الاتصال الضعيفة في عرقلة الاستجابة السريعة للكوارث.

ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، فإن الاستجابة لحاجات السكان بعد الزلزال تستوجب توفير نحو 111,5 مليون دولار، حيث بات نحو 221 ألف شخص في حالة “حاجة شديدة” للمساعدة.

وتتعرض أفغانستان، الواقعة عند التقاء الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، للزلازل بشكل متكرر؛ إذ سجلت البلاد في شمال شرقها 12 زلزالاً بقوة تجاوزت 7 درجات منذ عام 1900، كما شهدت ولاية هرات في أكتوبر الماضي هزة بلغت شدتها 6.3 درجات أدت إلى مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو تضرر أكثر من 63 ألف منزل وفق تقديرات الأمم المتحدة.

المصدر: أ.ف.ب.