الأحد   
   12 10 2025   
   19 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 17:59

عودة النازحين إلى غزة وسط انتشار لقوات الأمن

يواصل النازحون الفلسطينيون العودة إلى مناطقهم في قطاع غزة، لا سيما إلى مدينة غزة وشمال القطاع، رغم الدمار الواسع وغياب الخدمات الأساسية. وأظهرت المشاهد انتشار عناصر الشرطة الفلسطينية والأمن في شارع صلاح الدين، في مشهد يعكس بداية عودة الحياة تدريجياً إلى بعض المناطق المنكوبة.

وأعلن الدفاع المدني، أمس السبت، أن نحو نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مدينة غزة وشمال القطاع منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ المصرية.

وعلى امتداد شارعي الرشيد وصلاح الدين، شوهدت العائلات العائدة تسير على الأقدام حاملة أطفالها وأمتعتها القليلة، في ظل انعدام وسائل النقل. كثيرون لم يجدوا منازل يعودون إليها بعد أن سوّيت بالأرض، فيما قطع آخرون مسافات طويلة وصلت إلى 15 كيلومتراً من خان يونس جنوباً إلى غزة شمالاً في رحلة شاقة وصفوها بـ”المرهقة والمؤلمة”.

داخل المدينة، سارت العائلات وسط ركام المباني المدمرة، ووقف بعضهم مذهولاً أمام أنقاض منازلهم التي لم يبقَ منها سوى الأطلال. ومع تدفق العائدين، تتفاقم التحديات الإنسانية بسبب الدمار الهائل الذي طال شبكات المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية، ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة.

وأشار مكتب الإعلام الحكومي في غزة إلى أن الدمار طال أكثر من 90% من البنية التحتية المدنية و300 ألف وحدة سكنية، فيما أكد رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن 1.5 مليون من سكان القطاع فقدوا منازلهم بالكامل. وبدأت بلدية غزة بإزالة الركام وفتح الطرق لتسهيل عودة العائلات إلى أحيائها، وأظهرت مشاهد جرافات تعمل في شوارع المدينة المدمّرة.

ويتطلع سكان غزة لدخول قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة بدءاً من اليوم، على أمل أن تخفف قليلاً من معاناتهم بعد حصار خانق دام لعامين وأدى إلى أزمة تجويع حصدت أرواح المئات.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الأوضاع الصحية والإنسانية تتطلب استجابة عاجلة، مشيرة إلى أن آلاف الجرحى والمرضى بحاجة ماسة إلى رعاية طبية عاجلة، وأن تعزيز قدرات المستشفيات المتبقية أولوية لا تحتمل التأجيل.

وقالت نور السقا، المنسقة الإعلامية لمنظمة “أطباء بلا حدود” في غزة، إن أكثر من 170 ألف جريح بحاجة إلى علاج فوري، في وقت تعمل فيه المنشآت الطبية بأقل من طاقتها بسبب نقص الوقود والمستلزمات.

وفي الأثناء، أظهرت المشاهد انتشار عناصر الشرطة الفلسطينية والأمن في شارع صلاح الدين بمدينة غزة، في اليوم الثالث لوقف إطلاق النار.

وأوضحت وزارة الداخلية في غزة أن عناصرها انتشرت في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال بهدف استعادة النظام العام ومنع الفوضى التي حاول الاحتلال زرعها قبل انسحابه.

ودعت الوزارة المواطنين إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع الأجهزة الأمنية، مؤكدة استمرارها في إصدار التوجيهات والتعليمات التنظيمية تباعاً.

ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة، بعد أن أقرت حكومة الاحتلال الاتفاق فجراً.

ويستند الاتفاق إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تقوم على وقف الحرب، وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي، وتبادل للأسرى، وإدخال فوري للمساعدات الإنسانية، ونزع سلاح حركة حماس.

وخلال عامين من الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكب العدو الإسرائيلي، بدعم أميركي، إبادة جماعية في غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة مميتة أودت بحياة 460 شخصاً بينهم 154 طفلاً.

المصدر: مواقع