الأحد   
   12 10 2025   
   19 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 20:53

باكستان تتوعد بردّ “قوي” بعد هجوم أفغاني أدى إلى مقتل عشرات الجنود على الحدود المشتركة

توعدت إسلام أباد، الأحد، بـ”رد قوي” على العملية العسكرية التي نفذتها القوات الأفغانية ليلاً ضد مواقع للجيش الباكستاني على الحدود المشتركة، والتي أسفرت، بحسب كابول، عن مقتل 58 جندياً باكستانياً.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في حكومة طالبان، عناية الله خوارزمي، إن قواته نفذت “بنجاح” عمليات ضد قوات الأمن الباكستانية، “ردًّا على الانتهاكات المتكررة والضربات الجوية التي استهدفت الأراضي الأفغانية بمبادرة من الجيش الباكستاني”.

من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، في مؤتمر صحافي الأحد، أن المواجهات أسفرت عن “مقتل 58 جندياً باكستانياً وإصابة ثلاثين آخرين”، مشيرًا أيضًا إلى “مقتل تسعة من عناصر طالبان” خلال الاشتباكات. ولم تؤكد إسلام أباد هذه الحصيلة بعد.

وفي رد رسمي، توعد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في بيان قائلاً: “لن تكون هناك أي مساومة على الدفاع عن باكستان، وسيُقابَل كل استفزاز برد قوي وفعّال”، متهمًا سلطات طالبان الأفغانية بـ”إيواء عناصر إرهابية”.

أما وزير الداخلية الباكستاني محسن نقفي، فاتهم كابول بأنها “تلعب بالنار والدم”، مؤكداً أن “أفغانستان ستتلقى ردًّا قويًا، تمامًا كما حدث مع الهند، لن تجرؤ بعده على النظر بعدائية إلى باكستان”، في إشارة إلى المواجهة المسلحة التي وقعت بين البلدين في أيار/مايو الماضي، وشهدت تبادلاً لإطلاق الصواريخ وغارات بطائرات مسيرة وقصفًا مدفعيًا.

وفي المقابل، قال ذبيح الله مجاهد الأحد: “باكستان هاجمت صباح اليوم، ونحن مستعدون للرد بقوة”. وأكد الطرفان، كلٌّ من جانبه، أنه “يسيطر على مواقع أمنية” تابعة للطرف الآخر.

وبدأ التصعيد الأمني الخميس، حين دوّت انفجارات في العاصمة كابول وانفجار ثالث في جنوب شرق البلاد. وفي اليوم التالي، حمّلت وزارة الدفاع في حكومة طالبان باكستان مسؤولية هذه الهجمات، بينما أعلنت إسلام أباد أن حدودها تعرضت لهجوم، وردت على “مواجهات مسلحة” انطلقت من ولايات كونار وننغرهار وبكتيا وخوست وهلمند الواقعة على طول خط ديورند الفاصل بين البلدين.

وفيما دعت السعودية وإيران إلى “وقف التصعيد”، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة طالبان لوكالة “فرانس برس” انتهاء العملية منتصف ليل السبت الأحد.

وأفاد مسؤولون من الجانبين، الأحد، بإغلاق معبرين حدوديين رئيسيين بين باكستان وأفغانستان، كانا قد شهدا في الأشهر الأخيرة عبور آلاف الأفغان المرحَّلين من الأراضي الباكستانية.

وتشهد العلاقات بين كابول وإسلام أباد توترًا متزايدًا منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم عام 2021، إذ تتهم باكستان السلطات الأفغانية بإيواء مسلحين ينفذون هجمات داخل أراضيها، وهو ما تنفيه كابول التي تتهم بدورها جارتها بـ”دعم تنظيمات إرهابية”، من بينها تنظيم داعش.

وتقول إسلام أباد إن حركة طالبان الباكستانية، التي تشترك في الأيديولوجيا ذاتها مع طالبان الأفغانية، مسؤولة عن مقتل مئات الجنود منذ عام 2021.

وكانت الحركة قد أعلنت السبت مسؤوليتها عن هجمات دامية شمال غربي البلاد، في ولاية خبر بختونخوا قرب الحدود الأفغانية، أسفرت الجمعة عن مقتل 23 شخصًا، بينهم ثلاثة مدنيين.

وأشار تقرير للأمم المتحدة صدر في وقت سابق هذا العام إلى أن حركة طالبان الباكستانية “تتلقى دعمًا لوجستيًا وعملياتيًا من السلطات الفعلية في كابول”، في حين نفت حكومة طالبان هذه الاتهامات.

وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أمام البرلمان الخميس إن “الجهود العديدة لإقناع سلطات طالبان الأفغانية بالتوقف عن دعم حركة طالبان الباكستانية باءت بالفشل”.

ووفق الإحصاءات الرسمية، كان عام 2024 الأسوأ من حيث الخسائر البشرية جراء أعمال العنف المرتبطة بالجماعات المتشددة في باكستان منذ نحو عقد، إذ قُتل خلاله أكثر من 1600 شخص، معظمهم من الجنود.

المصدر: أ.ف.ب.