بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني، عقدت لجنة دعم الصحفيين لقاءً تضامنياً في بيروت، تأكيداً على دعم الصحفيين الفلسطينيين ورفضاً للانتهاكات التي يتعرضون لها. حضر اللقاء عدد من الصحفيين والإعلاميين من مختلف القنوات اللبنانية والعربية، الكلمات شددت على مكانة الصحفي الفلسطيني في معركة الحقيقة، وعلى أهمية التضامن المهني والإنساني معه.
استهلّت الكلمات الأستاذة ميسم بوتاري عضو الهيئة التنفيذية في لجنة دعم الصحفيين، حيث اعتبرت أن الصحفي الفلسطيني لم يكن يوماً ناقلاً للخبر فقط، بل شاهداً على الحقيقة ومقاوماً بالكلمة والصورة في وجه آلة الحرب والظلم. وأكدت أن الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين ليست أحداثاً عابرة، بل سياسة ممنهجة لإسكات الصوت الحر، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ومحاسبة الاحتلال.
وباسم قناة فلسطين اليوم، أكّد الأستاذ أحمد الصباهي أن الصحفي الفلسطيني هو صوت الحق في زمن الظلم، وأن التضامن معه واجب لا يسقط بالتقادم. وتوجه إلى الصحفيين في غزة قائلاً:
“زملاؤنا، أنتم تعملون في ظروف قاسية داخل خيام لا تقي حرّاً ولا برداً، وبقليل من الطعام والماء، لكنكم تملكون الكثير من الشجاعة والعنفوان والإيمان بفلسطين. نقول لكم لا استسلام ولا تراجع، فمهمتنا لم تنتهِ بعد.”
وأضاف الأستاذ توفيق سليم باسم قناة الأقصى أنّ الصحفي الفلسطيني بات في الخط الأمامي من معركة الوعي، في عالم أصبحت فيه الكلمة تُرعب، والصورة تُدين، والحقيقة تُهدّد. وأشار إلى أنّ الاحتلال نفّذ عشرات الاستهدافات بحق الإعلاميين والأكاديميين والكتّاب الفلسطينيين، فيما بقيت هذه الجرائم منذ عقود بلا مساءلة جدّية. وختم بالتأكيد على أنّ هذا اللقاء التضامني يجدد الالتزام بحرية الصحافة، ويكرّس العهد الذي يجمع الصحفيين كحرّاس للكلمة.
وشدّد الأستاذ خالد الخليل بإسم ملتقى الصحفيين الفلسطينيين على أنّ الصحفي الفلسطيني يعيش معاناة مضاعفة، حيث يواجه الخطر الشخصي والصعوبات الاقتصادية والجوع الذي أصبح جزءاً من حياته اليومية. وأوضح أنّه رغم كل هذه التحديات، يواصل عمله بلا توقف، يوثق الصور وينقل الأخبار، ويروي قصص الأطفال الذين فقدوا منازلهم والنساء اللواتي يعشن تحت وطأة الخوف.
كما نوّهت الإعلامية هلا حداد باسم نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع في لبنان إلى أن العالم اليوم مشغول بالإعلام والتنافس على استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن الصحفيين الحقيقيين، الذين هم من لحم ودم، هم الأساس. وأشارت إلى أن زملاءهم في فلسطين أصبحوا شهداء، بينما الباقون يواصلون النضال بأفكارهم ووعيهم وإرادتهم ومعرفتهم، ليبلغوا الحقيقة ويخلقوا معادلة جديدة على مستوى العالم، معادلة فلسطين مقابل إسرائيل.
وركّز الإعلامي محمد قازان باسم المجموعة اللبنانية للإعلام على أنّ التضامن مع الصحفي الفلسطيني في اليوم العالمي للتضامن ليس دعماً لهم فحسب، بل هو تضامن معنا جميعاً، فكل صحفي يُعتبر جزءاً من هذه المعركة. ولفت إلى أنّ عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين تجاوز 250 صحفياً بحسب وكالات الأنباء، ما يعكس انزعاج الاحتلال من عملهم، مؤكداً أن المعركة ليست عسكرية فقط، بل تشمل حرباً نفسية وإعلامية ودعاية يستخدم فيها العدو التكنولوجيا، فيما يظل الصدق هو الذي يحكم عمل الصحفي الفلسطيني، مستلهماً منهج الشهيد الأعلى السيد حسن نصرالله في الإعلام.
وأوضح الإعلامي روني ألفا باسم مكتب الميادين أنّ حضورهم في اللقاء يمثل عزاء لأنفسهم وللآخرين، إذ فقد كل منهم زميلاً أو صديقاً أثناء ممارسة مهنتهم. وأشار إلى أنّه على الرغم من أنّ الصحفيين الفلسطينيين يعملون في ظروف قاسية، فإن حضورهم المهني والشخصي هو فعل تضامن مع زملائهم، الذين استشهدوا مباشرة نتيجة القصف الإسرائيلي لخيَم عارية لا تحتوي سوى على قوة الكلمة، عدسة الكاميرا، القلم، وسترة واقية من الرصاص التي لم تحمهم من الرصاص الحاقد للاحتلال.
وأشارت الأستاذة شارلوت كيتس إلى أنّ التضامن مع الصحفي الفلسطيني يُعدّ التزاماً دولياً، وأن حمايته محمي بالقوانين والمواثيق الدولية. وشددت على أنّ دعم الصحفي الفلسطيني هو جزء من الالتزام بالحرية وحق نقل الحقيقة، مؤكدة أنّ: “الحرية لفلسطين من النهر إلى البحر تمثل تطبيقاً للحقائق الضرورية والمطلوبة.”
وختم الأستاذ علي الزهري بإسم الإعلام اليمني بأنّ التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين يمتدّ بالقول والفعل والعمل. وأوضح أنّ الإعلاميين الفلسطينيين يواجهون ليس القتل فحسب، بل أيضاً التضليل والحصار حتى على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنّ الإعلام اليمني يقف إلى جانبهم ويقول لهم:
“لستم وحدكم، نحن معكم في كل كلمة وفعل وعمل.”
المصدر: قناة المنار