الخميس   
   04 09 2025   
   11 ربيع الأول 1447   
   بيروت 00:51

كتلة الوفاء للمقاومة: من موجبات الدفاع عن لبنان وحفظ السيادة الوطنية ان تراجع السلطة حساباتها

اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة ان المواقف المتتالية لقادة العدو فضلاً عن داعميه الاميركيين وكل الجهات الدولية ‏الضامنة تثبت بما لا يدع مجالا للشك انه مصمم على عدم تنفيذ اي التزام من موجبات اتفاقه مع الدولة ‏اللبنانية الذي أعلن في 27/11/2024.

ورأت الكتلة في بيان بعد اجتماعها ان المبعوث الاميركي براك، بلغ صلفه حدّاً ‏يتبجح فيه بسقوط حدود سايكس بيكو، معطياً الضوء الأخضر ل”إسرائيل” بانها تستطيع ان تفعل ما تشاء، ‏حيث تشاء وقت تشاء دفاعاً عن كيانها وأمنها ومصالحها.

‏إزاء كل ذلك اكدت الكتلة ان من موجبات الدفاع عن لبنان وحفظ السيادة الوطنية ان تراجع السلطة حساباتها ‏وتتوقف عن تقديم هدايا مجانية للعدو وتتراجع عن قرارها غير الميثاقي وغير الوطني في موضوع ‏سلاح المقاومة وتمتنع عن الخطط المزمع تمريرها بهذا الصدد، وتعود للاحتكام إلى منطق التفاهم ‏والحوار الذي دعا اليه دولة الرئيس نبيه بري في محاولة منه لإيجاد مخرج للمأزق الذي أوقعت ‏الحكومة نفسها والبلاد فيه نتيجة انصياعها للإملاءات الخارجية. ‏‏

نص البيان:

‏مباركٌ للبشريّة جمعاء، وللمسلمين خصوصاً عيد مولد خاتم المرسلين نبي الهدى والرحمة سيدنا محمد ‏صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين، ومولد حفيده الإمام جعفر الصادق عليه السلام ‏وأسبوع الوحدة الإسلاميّة.‏ودعوة مخلصة لتجديد الإيمان والالتزام الثابت بالمبادىء والمفاهيم والسلوكيّات التي أرساها الرسول ‏الأعظم(ص)، واستلهام تعاليمه المباركة في محاربة الظلم والطغيان ونصرة الحق ونجدة الملهوف ‏وإقامة العدل من أجل حفظ حقوق الناس وكراماتهم وأوطانهم.‏

ما يزال العدو الصهيوني يوغل في ممارسة عدوانه الإجرامي المتوحش، وحرب الابادة الجماعية عبر ‏التجويع والقتل والتدمير ضد قطاع غزّة وأبنائه، ويزخِّم استعداداته وخططه لاحتلال مدينة غزة، ويعلن ‏وزير خارجيّته أنَّ كيان العدو الغاصب يستعد أيضاً لإعلان ضمّ الضفّة الغربيّة، فيما تخوض فصائل ‏المقاومة الفلسطينية، وفي طليعتها حركة حماس ملحمة باسلة ضد العدو الصهيوني وتنزل بقواته ‏الخسائر الفادحة لتؤكد بذلك ثبات المجاهدين وبطولاتهم وقوّة فعاليّتهم في الميدان، ويبقى صمود اهل ‏غزة وصبرهم وثباتهم الأمثولة الأعظم على مر الزمن.‏

وفي ظل الخذلان المخزي، وشراكة الادارة الاميركية الكاملة للعدو الصهيوني في حرب الابادة والتوحّش ‏على غزة، ومع غياب اي دور دولي أو إسلامي أو عربي فاعل لوقف هذه الابادة الموصوفة لأهلنا، يبقى ‏هناك نموذج إباء يقدّمه اليمن الأبيّ، الذي ثبت في موقفه وموقعه المدافع المساند لفلسطين وغزة ‏ليغسل العار عن وجه الامة، وليحفظ ما تبقى لها وللعروبة من كرامة وموقف.

‏لقد قدّم اليمن بالأمس ايماناً واحتسابا ودفاعا عن الامة أغلى كوكبة من القادة وعلى رأسهم رئيس ‏الوزراء احمد غالب الرهوي، وعدداً من الوزراء والمسؤولين الآخرين الذين ارتقوا شهداء إثر غارات ‏صهيونية اجرامية على صنعاء العاصمة.

ان كتلة الوفاء للمقاومة إذ تثمن التضحيات الجسيمة الغالية التي يقدمها اليمن انتصاراً لقضايا الامة ‏وكرامتها في فلسطين، فإنها تتقدم من القيادة اليمنية وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ‏والإخوة المسؤولين والشعب اليمني الشجاع والمضحي وعوائل الشهداء بأسمى آيات التبريك والعزاء، ‏وترفع اكف الدعاء ان يحفظ الله اليمن واهله عزيزا شامخا مصاناً منتصراً.‏وحول جملة من المستجدات والتطورات والشؤون السياسية والنيابية الأخيرة، سجلت الكتلة ما يلي:‏

بداية وأولاً، تثبت المواقف المتتالية لقادة العدو فضلاً عن داعميه الاميركيين وكل الجهات الدولية ‏الضامنة بما لا يدع مجالا للشك انه مصمم على عدم تنفيذ اي التزام من موجبات اتفاقه مع الدولة ‏اللبنانية الذي أعلن في 27/11/2024، سواء لجهة وقف الأعمال العدائيّة والانسحاب من النقاط ‏المحتلة التي زاد عددها، او لوقف جرائم الاغتيالات واعتداءات القصف والنسف والتدمير والانتهاكات ‏اليومية للسيادة، كما انه ملتزم الابتزاز والسخرية إزاء أي اجراء تتخذه الحكومة اللبنانية حتى ولو من ‏قبيل موافقتها وتبنيها للورقة الاميركية لحصر السلاح المعروفة بورقة طوم باراك، الذي بلغ صلفه حدّاً ‏يتبجح فيه بسقوط حدود سايكس بيكو، معطياً الضوء الأخضر لإسرائيل بانها تستطيع ان تفعل ما تشاء، ‏حيث تشاء وقت تشاء دفاعاً عن كيانها وأمنها ومصالحها. ‏إزاء كل ذلك فان من موجبات الدفاع عن لبنان وحفظ السيادة الوطنية ان تراجع السلطة حساباتها ‏وتتوقف عن تقديم هدايا مجانية للعدو وتتراجع عن قرارها غير الميثاقي وغير الوطني في موضوع ‏سلاح المقاومة وتمتنع عن الخطط المزمع تمريرها بهذا الصدد، وتعود للاحتكام إلى منطق التفاهم ‏والحوار الذي دعا اليه دولة الرئيس نبيه بري في محاولة منه لإيجاد مخرج للمأزق الذي أوقعت ‏الحكومة نفسها والبلاد فيه نتيجة انصياعها للإملاءات الخارجية. ‏‏

ثانياً، ان امام الحكومة سلسلة طويلة من الاستحقاقات الهامة في ظل التحديات الاستراتيجية الراهنة، ‏ويأتي في طليعتها المبادرة إلى ترميم ما صدّعته من وحدة وطنيّة نتيجة تورّطها بالقرار الخطيئة الذي ‏يهدّد الاستقرار، وكذلك الشروع في إعادة إعمار وترميم ما هدمته الحرب العدوانية الاسرائيلية الأخيرة ‏والقيام بواجباتها تجاه المواطنين والمتضررين.‏‏ لذلك فان كتلة الوفاء للمقاومة تدعو الحكومة إلى تطبيق ما التزمت به في بيانها الوزاري لجهة إعادة ‏الإعمار من خلال تضمين موازنتها للعام 2026 اعتماداتٍ مالية واضحةً تغطّي أعباء هذا الواجب وتلبّي ‏حاجات اهلنا في هذا المجال.‏

ثالثاً: يجب على الحكومة أن تغادر مساحة الإرباك والعجز التي تراوح فيها، من ناحية الالتزامات التي ‏تعهدت في بيانها الوزاري معالجتها لتخفيف معاناة اللبنانيين المعيشيّة والاقتصاديّة، وكذلك من ناحية ‏التزامها تنفيذ اتفاق الطائف، بشكلٍ كلّي متكامل دون انتقاء وإساءة تفسير، وإنّه لمن المضحك المبكي ‏أن تبدأ انبعاثات روائح الفساد من حكومةٍ تدّعي الإنقاذ والإصلاح، وأن تظهر الحكومة في حال شللٍ، إلا ‏حين يتعلّق الأمر بالإنصياع للإملاءات الخارجيّة.