الخميس   
   04 09 2025   
   11 ربيع الأول 1447   
   بيروت 00:53

مسيّرات وصواريخ وأسلحة ليزر تتصدر العرض العسكري في بكين

أبهرت المسيّرات المستخدمة تحت سطح البحر، والصواريخ الضخمة، والأسلحة المعتمدة على الليزر الحشود، الأربعاء، خلال عرض عسكري ضخم في بكين، في استعراض صيني للقوة على وقع التوتر مع واشنطن.

ويتابع خبراء عسكريون الحدث عن كثب، الذي حضره عدد من كبار قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

وقبل العرض، المنظم لإحياء ذكرى مرور ثمانين عامًا على انتصار الصين على اليابان في الحرب العالمية الثانية، أشاد الرئيس شي جينبينغ ببلاده، مؤكّدًا أن “لا يقف في وجهها شيء”.

وانطلقت بعد ذلك أحدث المعدات العسكرية أمام حشد من الحاضرين الذين تجمّعوا في ساحة تيان آنمن وسط بكين، على أنغام الموسيقى الاحتفالية.

وفي تحديث لافت للتكنولوجيا العسكرية الصينية، تم الكشف عن صاروخ “دي إف-5سي” DF-5C البالستي العابر للقارات أثناء فعاليات يوم الأربعاء. وعُرضت هذه الأسلحة النووية المعتمدة على الوقود السائل، والتي تعد جزءًا من مجموعة صواريخ “دونغفينغ”، على مركبات عسكرية كبيرة مموهة.

وذكرت صحيفة “ذي غلوبال تايمز” القومية أن صاروخ “دي إف-5سي” قادر على ضرب أي نقطة في الأرض، مشيرة إلى أنه “على أهبة الاستعداد في كل الأوقات من أجل ردع ومنع الحروب بفعالية من خلال القوة، والمساعدة في تحقيق الاستقرار في العالم”.

كما تم عرض مركبتين جديدتين غير مأهولتين وكبيرتين جدًا على شكل طوربيد، هما “أيه جاي إكس002″ AJX002 و”إتش إس يو100” HSU100، محمولتين على متن شاحنتين طويلتين. وأشار المحلل المتخصص في شؤون الدفاع، أليكس لاك، إلى أن تصميم الأولى يوحي بأنها “استطلاعية” على الأرجح، بينما الثانية “أكثر غموضًا، لكن يُقال إن لديها القدرة على زرع الألغام”.

ورغم أن الصين ما زالت متخلفة عن الولايات المتحدة في القوة البحرية السطحية، بحسب “نافال نيوز”، إلا أنها تمتلك أكبر برنامج في العالم للمركبات الكبيرة جدًا غير المأهولة تحت الماء (XLUUVs)، وقد أنتجت خمسة طرازات وجربتها ووضعتها في الخدمة.

وشملت الأسلحة التي عُرضت في تيان آنمن يوم الأربعاء أربعة صواريخ جديدة مضادة للسفن، يبلغ طول كل منها عدة أمتار، ومثبتة على متن مركبات، وهي YJ-15 وYJ-17 وYJ-19 وYJ-20. و”YJ” هو اختصار لـ”ينغ جي” Ying Ji، التي تعني “هجوم النسر” بالصينية. ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من السفن أو الطائرات، وهي مصممة لإلحاق أضرار بالغة بالسفن الكبيرة. وقد تكون طرازات YJ-17 وYJ-19 وYJ-20 فرط صوتية، ما يعني أنها قادرة على التحليق بسرعة تفوق خمس مرات سرعة الصوت.

وحظي سلاح قوي، وصفه حساب على منصة “إكس” المرتبط بالجيش الصيني بأنه “نظام الليزر للدفاع الجوي الأكثر قوة في العالم”، باهتمام بالغ. وشوهدت عدة أجهزة غريبة كبيرة بيضاء اللون، بشاشات زرقاء، تحمل اسم “إل واي-1” LY-1، محمولة على متن عربات عسكرية طويلة يوم الأربعاء.

وقال لاك لوكالة “فرانس برس” إن هذه التشكيلة شوهدت أول مرة العام الماضي خلال آب/أغسطس، “لكن ليس بصور واضحة”، مضيفًا أن أجهزة “إل واي-1” “المثبتة على السفن تبدو وكأنها على الأقل في مرحلة الاختبار المتقدمة”. ويمكن لهذه “الأسلحة ذات الطاقة الموجّهة”، التي تنشرها الولايات المتحدة أيضًا، أن تتسبب بأضرار بالغة بواسطة ضربة واحدة منخفضة الكلفة وعالية الدقة.

إضافة إلى المسيّرات المستخدمة تحت سطح البحر، عُرضت عدة مركبات غير مأهولة، بما في ذلك مراكب سطحية يمكن استخدامها في عمليات عسكرية بحرية. وقال لاك إن هذه المسيرات يمكن استخدامها كمركبات مأهولة أيضًا “لتدخل وتخرج من الموانئ”، ويرجّح أنها مخصصة لحرب الألغام، خصوصًا إزالة الألغام.

كما عُرضت عدة طائرات مسيّرة ومركبات برية، تتمتع بقدرات متنوعة تشمل الإجلاء ونقل المؤن والذخيرة والاستطلاع. واستعرضت تكنولوجيا الرادارات للتحذير المبكر بكثرة، إذ تم عرض عدة أجهزة رصد كبيرة في تيان آنمن، كما حلّقت طائرات مزوّدة برادارات فوق العرض لاستعراض الإمكانيات الاستطلاعية للصين.

وكُشف عن طائرة الإنذار المبكر “كاي جاي-600” KJ-600 لأول مرة خلال عرض علني. والطائرة مصممة للاستخدام على متن حاملات الطائرات، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة على متن حامل الطائرات “فوجيان” في الشهور المقبلة، بحسب صحيفة “تشاينا دايلي” الرسمية.

المصدر: أ.ف.ب.