الخميس   
   28 08 2025   
   4 ربيع الأول 1447   
   بيروت 22:01

العلامة الخطيب استقبل قائد قوات “اليونيفيل” ووفد المركز المريمي للحوار بين الأديان

استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، في مقر المجلس في الحازمية ظهر اليوم، قائد قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان “اليونيفيل” الجنرال ديوداتو أبانيارا، في زيارة تعارف بمناسبة تسلّمه مهامه الجديدة.

في مستهل اللقاء، شكر الجنرال أبانيارا العلامة الخطيب على الاستقبال، مشيراً إلى عودته إلى لبنان بعد خدمته السابقة فيه، ومؤكداً عزمه على دعم الجيش اللبناني لتحقيق الاستقرار في الجنوب.

وردّ العلامة الخطيب بكلمة رحّب فيها بالوفد، مثمناً تضحيات “اليونيفيل” في ظروف صعبة، ولا سيما ما تعرضت له من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير. وقال: “نقدّر مساعدتكم للمدنيين في الجنوب ودعمكم للجيش اللبناني، ونؤكد على استمرار هذه العلاقة التي يثمّنها الجنوبيون، وأنتم تعلمون أن من يعرقل مهمتكم هو العدو الإسرائيلي وليس اللبنانيين”.

وأضاف: “نحن نرى أن مصلحة لبنان تكمن في تطبيق القرار 425، غير أن العدو الإسرائيلي حال دون ذلك، واعتدى على قوات اليونيفيل غير مرة، كما حصل في قانا حيث استشهد تسعون طفلاً في مقر القوات الدولية. هذه الجرائم تكشف طبيعة هذا العدو، في وقت تصفه بعض القوى الدولية بأنه يدافع عن نفسه”.

وتابع: “كنا نأمل من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الحفاظ على مصداقيتهما وتطبيق القرارات الدولية. أنتم شهود على العدوان، حيث استُبيح لبنان ودُمّرت القرى وهُجّر الناس، لكن الضغوط اليوم تُمارَس على الحكومة اللبنانية لمنع الإعمار وعودة الناس، بينما الأجدى كان تصنيف الاحتلال ككيان إرهابي. الضغوط تمارس لنزع السلاح دون أي ضمانات. وما يجري في سوريا نموذج آخر لسياسة هذا الكيان، بما يشكّل دافعاً لنا كي لا نسمح بأن يُذبح شعبنا في بيوته، خاصة في ظل التهديدات المستمرة والطائرات المسيّرة التي تنتهك سماءنا حتى أثناء انعقاد مجلس الوزراء”.

وأكد العلامة الخطيب: “لقد التزمنا بالقرارات الدولية، حيث انسحبت المقاومة وسلّم الجيش اللبناني السلاح وأُجبر على تدميره، لأنهم يرفضون أي سلاح يهدد إسرائيل. ونحن اليوم حريصون على سلطة الدولة اللبنانية، لكن الدولة ممنوعة من الدفاع عن أرضها، فكيف يُطلب منا التخلي عن سلاحنا، وهو وسيلتنا الوحيدة للدفاع عن أنفسنا؟”. وختم قائلاً: “إسرائيل لا تخفي أطماعها بتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى، ومن ضمن ذلك جنوب لبنان. ونحن حريصون على التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني لضمان الأمن في المنطقة”.

من جهته، قال الجنرال أبانيارا: “سنكرّس كل طاقاتنا لخدمة سكان جنوب لبنان ومساندة الجيش اللبناني. لقد ولدت في قرية صغيرة في إيطاليا، وعندما أجول في جنوب لبنان أشعر وكأنني في وطني. كل ما ترونه مناسباً لخدمة الناس نحن على أتم الاستعداد للقيام به”.

وفد المركز المريمي للحوار بين الأديان

كما استقبل العلامة الخطيب وفداً من المركز المريمي للحوار بين الأديان برئاسة الأب وسام أبو ناصر، وضم ممثلين عن الطوائف الإسلامية والمسيحية، بينهم الشيخ علي الجناني مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الإسلامية، الشيخ صالح حامد، الشيخ عامر زين الدين مستشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الأب إيلي صادر، والدكتور علي السيد قاسم ممثلاً المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

وفي مستهل اللقاء، ألقى الأب أبو ناصر كلمة عرض فيها أهداف المركز المريمي التابع للأكاديمية الحبرية المريمية في الفاتيكان، وأبرز نشاطاته المقبلة، وفي مقدمتها المؤتمر المريمي العالمي الذي سيعقد في الفاتيكان بين 2 و7 أيلول المقبل. كما ثمّن بركة العلامة الخطيب وتشجيعه على تعزيز التواصل والحفاظ على فسيفساء المجتمع اللبناني.

بدوره، أكد العلامة الخطيب أن “التقارب والتعايش بين الأديان أمر طبيعي، والحوار ضرورة ملحة”، مشيداً بتعاون المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مع الفاتيكان منذ تأسيسه، ومستذكراً الدور الذي قام به البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، والإمام موسى الصدر، وما شكّلاه من رمزية لوحدة لبنان كرسالة قبل أن يكون وطناً.

بعد اللقاء، صرّح الأب أبو ناصر للصحافيين قائلاً: “لقد تشرفنا بزيارة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، واطلعناه على المؤتمر المريمي العالمي المقبل والتمثيل الإسلامي فيه. شدّد سماحته على أهمية الحوار والتلاقي خاصة في هذه الظروف التي يشهد فيها لبنان توترات سياسية، وشجعنا على المضي قدماً في مسار الحوار، وهو ما يجسد صورة لبنان الحقيقية، لبنان الرسالة”.

المصدر: موقع المنار