صدر عن رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ بيان قال فيه: “الصحافي محمد شحادة رئيس تحرير موقع “هوانا لبنان” آثر الثبات على أرض الجنوب اللبناني يتابع الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية ويكشف حقيقتها ويوثقها عبر الخبر والصورة إلى أن اغتاله العدو الإسرائيلي في محاولة منه لاغتيال الحقيقة”.
أضاف: “انضم الشهيد محمد شحادة إلى قافلة كبيرة من الشهداء الصحافيين في غزة والجنوب اللبناني، قافلة يتجاوز عددها المائتين، غالبيتهم من العاملين في القطاع المرئي والمسموع والإلكتروني. فالعدو يشن حربا مزدوجة، حربا عسكرية برية وجوية وبحرية وحربا إعلامية يستهدف فيها الصحافيين والمصورين والمؤسسات الإعلامية والكاميرات. فما يخشاه هذا العدو هو وصول المعلومة والصورة إلى الخارج الدولي والرأي العام عموما والغربي تحديدا، ذلك أن الكيان الاسرائيلي كان يمتلك تاريخيا السيطرة على مصادر المعلومات عبر الشركات الاعلامية المصنفة أولى في العالم وعددها 400 شركة، لكن الاعلام المرئي والالكتروني كسر احتكار الغرب واسرائيل للمعلومة، في ظل العولمة وفي كون الاعلام الالكتروني هو اعلام اللحظة الذي يخترق حدود الدول”.
وتابع: “بالفعل نجح اعلام بعض المحطات التلفزيونية والمواقع الالكترونية في تعاطف الحركة الشبابية في الغرب الأوروبي والأميركي، لا سيما في ظل سياسة الترحيل والقتل للنساء والكهول والأطفال، ثم التجويع في غزة. وكل ذلك، شكل ضغوطا من الرأي العام الغربي على الحكومات التي تلتزم نظريا حقوق الإنسان وحصانة الصحافة”.
وأردف: “أيا يكن الأمر، قافلة الشهداء المستمرة تعني أن الاعلام قادر على صناعة الرأي العام وتوجيهه، كما على أن فعل الكلمة يوازي فعل الرصاصة المقاومة. ولذلك، لبنانيا نأمل من الاعلام اللبناني تبريد الأجواء بين المكونات وإدراك المخاطر التي تتضمن “مهمة نتنياهو التوراتية – الإلهية‘” والتي تدعو إلى التوسع الجغرافي في الأرض باتجاه لبنان وسوريا والأردن والعراق وحتى النيل في مصر وأبعد من ذلك هيمنة سياسية واقتصادية على العالم العربي”.
وقال: “العدو الاسرائيلي يبحث عن فتنة داخلية لبنانية تكرس حالة اسرائيلية في الداخل اللبناني. كشف هذا التوجه الاسرائيلي هو مهمة الإعلام اللبناني الذي ينبغي أن يشجع على الحوار بين المكونات وعلى أن يكون الجيش اللبناني هو حارس السيادة اللبنانية والحدود إزاء هاجس التوسع الجغرافي الاسرائيلي ومحاولات بناء حائط أمني جديد داخل الأراضي اللبنانية. وهنا، ثمة رهان على حكمة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، كما على ضرورة أن تغلب السلطة السياسية فكرة أولوية وقف الإعتداءات الاسرائيلية والانسحاب من النقاط الخمس وعلى إلغاء الحائط الأمني الجديد وإيجاد المخارج لما نحن فيه عبر الحوار مع حزب الله لا عبر سياسات الإستقواء”.
أضاف: “ينبغي إعلاميا التركيز على القوانين الدولية التي تكرس حصانة الصحافة والصحافيين ومطالبة الأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي بالجرائم الاسرائيلية ضد الصحافيين، وكذلك السماح بوصول الاعلام الدولي المستقل إلى غزة وضمان حرية التغطية الصحافية وحق المجتمع الدولي في الوصول إلى الحقيقة. كما على النقابات والتجمعات الاعلامية العربية والاسلامية والمستقلة دوليا تحريك المؤسسات الاعلامية الدولية والاتحاد الدولي للصحافة لإدانة الممارسات الاسرائيلية العدوانية إزاء الاعلام وإحالة المسؤولين عن إصدار وتنفيذ أوامر الهجوم والقتل على القضاء الدولي، أي ينبغي توسيع دائرة عزلة دولة الكيان الصهيوني دوليا”.
وختم: “أكرر ما انتهى إليه موقع “’هوانا لبنان”،‘ الذي كان يديره الزميل الشهيد محمد شحادة، أنه كان صوت الميدان وصورة الخبر، يواجه الخطر ليوصل الكلمة الحرة من قلب الحدث… رحم الله محمد شحادة وأسكنه فسيح جنانه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام