يسعى الكيان الصهيوني إلى اختراع تاريخٍ مزيف ذي بُعد ثقافي وغلاف توراتي تلمودي، على أمل ترويجه داخل مجتمعه وفي مجتمعات أخرى، وذلك عبر استقدام أجانب للعيش في البؤر الاستيطانية والمستوطنات المقامة في الضفة الغربية، وقد خصّص لذلك العديد من المنصات وشركات الدعاية.
ويحاول الاحتلال تثبيت وجوده في هذه الأرض من خلال محاكاة النموذج الفلسطيني، عبر ممارسة أعمال الزراعة، وركوب الحمير، واقتناء المواشي والأغنام، في محاولة لطمس الحقائق والوقائع وخلق جذور تاريخية وهمية له في فلسطين. ويأتي الأجانب من مختلف أنحاء العالم ليشاركوا المستوطنين أعراسهم، ويعيشوا معهم تفاصيل الحياة اليومية، ويزرعوا الزيتون، ويستولوا على الأرض معهم، ويدعموهم بالمال والسلاح والعتاد لقتل الفلسطينيين وتغيير وجه الأرض وطمس الحقيقة الفلسطينية.
وعلى أرض الواقع، باتت المستوطنات تشهد نشاطاً متزايداً في أداء الطقوس الدينية والصلوات، وإقامة الحفلات الموسيقية التي تتخللها الأزياء التقليدية واللقاءات العائلية، وصولاً إلى تنظيم حفلات أعراس تقليدية على التلال والجبال والمواقع الأثرية الفلسطينية. كما يعمل الاحتلال على تسويق مشاهد الحياة اليومية المزوّرة من خلال الطبخ على النار، وركوب الحمير والبغال، ورعي الإبل والماشية، وبناء الخيام، وممارسة الزراعة التقليدية.
ويمتد هذا التزوير إلى توثيق عمليات قطف الزيتون المسروق من الفلسطينيين، في إطار محاولة لمحاكاة النموذج الفلسطيني عبر الطبخ الشعبي واللباس التقليدي وأعمال الزراعة. إنها عملية مأسسة لتاريخٍ وهمي وتراثٍ مختلق، اتخذته الحركة الصهيونية أداةً للاستحواذ والاستيطان والإرهاب.
فالاستيطان في فلسطين المحتلة مرّ بمراحل متعاقبة، بدأت بالسكني، ثم الصناعي، فالزراعي، فالرعوي، وصولاً إلى السياحي والتراثي، في مسعى لإضفاء شرعية تاريخية وثقافية زائفة على وجود غير مشروع.
تقرير: خالد الفقيه – فلسطين المحتلة
المصدر: موقع المنار