أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء التحضيرات لجمع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة مرتقبة، يُعوَّل عليها أن تفتح الطريق نحو اتفاق سلام ينهي الحرب المستمرة بين موسكو وكييف منذ شباط/فبراير 2022.
وجاء الإعلان عقب استقبال ترامب نظيره الأوكراني وقادة أوروبيين في البيت الأبيض، في لقاء تمحور حول الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف ضمن أي تسوية محتملة.
وأفاد ترامب، الذي اجتمع قبل أيام ببوتين في ألاسكا، أنه أجرى على هامش لقاء واشنطن اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي، أبلغه فيه الأخير باستعداده للقاء زيلينسكي. وفي حال انعقادها، ستكون هذه أول قمة تجمع الرئيسين الروسي والأوكراني منذ اندلاع الحرب.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، يدفع ترامب، البالغ 79 عاماً، باتجاه تسوية تُنهي النزاع الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكتب على منصته “تروث سوشال”: “الجميع سعداء للغاية باحتمال تحقيق سلام بين روسيا وأوكرانيا… بدأتُ الترتيبات لعقد اجتماع بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي، على أن يلي ذلك لقاء ثلاثي بمشاركتي”.
وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي شارك في اجتماع البيت الأبيض، أن ترامب وبوتين اتفقا على عقد لقاء بين الرئيسين خلال الأسبوعين المقبلين.
بدوره، أعلن زيلينسكي استعداده للقاء بوتين، قائلاً: “نحن مستعدون للقاء ثنائي مع بوتين، وبعد ذلك نتوقع لقاء ثلاثياً بمشاركة ترامب”. أما الكرملين فأكد أن بوتين منفتح على “فكرة” رفع مستوى المحادثات مع أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن قمة ترامب–بوتين الأخيرة لم تُفضِ إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنها دفعت باتجاه خطوات عملية، لا سيما مع تشديد ترامب على ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام شامل بدلاً من هدنة مؤقتة، وطرحه إمكانية تقديم ضمانات أمنية لكييف بالتنسيق مع أوروبا.
وشارك في لقاء واشنطن قادة كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية والأمين العام لحلف شمال الأطلسي. ووصف الأخير الاجتماع بأنه “ناجح للغاية” وساهم في “كسر الجمود” بشأن مسار التسوية.
وذكرت صحيفة “فاينانشل تايمز” أن أوكرانيا التزمت، بموجب تفاهمات أولية، شراء أسلحة أميركية بقيمة 100 مليار دولار تموّلها أوروبا، مقابل توفير واشنطن ضمانات أمنية لها. وأوضح زيلينسكي أن قائمة بهذه الضمانات ستُعلن خلال عشرة أيام، على أن تُدوَّن رسمياً في اتفاق ملزم.
من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن أي اتفاق سلام يجب أن يضمن بقاء الجيش الأوكراني “قوياً وقادراً على الردع”، رافضاً فرض أي قيود على عديده أو تسليحه.
في المقابل، كشف المستشار الألماني ميرتس أن موسكو طرحت مطلباً بتخلي كييف عن المناطق الحرة في دونباس، معتبراً ذلك “مطلباً غير واقعي يشبه اقتراحاً بأن تتخلى الولايات المتحدة عن ولاية فلوريدا”.
المصدر: أ.ف.ب.