الجمعة   
   15 08 2025   
   21 صفر 1447   
   بيروت 16:55

قمة تاريخية بين ترامب وبوتين في ألاسكا بحثًا عن تسوية للحرب في أوكرانيا

تنعقد اليوم الجمعة قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، وأكد ترامب أن بوتين لن يتمكن من “العبث” معه، وقال إن أي اتفاق على صلة بأوكرانيا لن يبرم إلا في اجتماع ثلاثي لاحق تشارك فيه كييف.

وقال البيت الأبيض إن لقاء ترامب وبوتين سيعقد في الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي (السابعة مساء بتوقيت غرينتش).

ويلتقي الزعيمان في قاعدة إلمندورف الجوية، وهي منشأة عسكرية أميركية رئيسية في ألاسكا أدت دوراً غاية في الأهمية في مراقبة روسيا.

وصرّح المستشار الرئاسي الروسي يوري أوشاكوف للصحفيين في موسكو “ستجرى هذه المحادثات بصيغة ثنائية، بطبيعة الحال بمشاركة مترجمين”.

ومع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في أوكرانيا، تعززت مخاوف القادة الأوروبيين من احتمال جر بوتين الرئيس الأميركي إلى تسوية تُفرض على أوكرانيا.

لكن ترامب قال في تصريح لصحفيين في البيت الأبيض أمس الخميس “أنا رئيس، لن يعبث معي”، حسب قوله، متابعاً “سأعلم خلال الدقيقتين الأوليين أو الثلاث أو الأربع والخمس الأولى.. ما إذا سيكون اجتماعنا جيداً أم سيئاً”.

وأضاف “إذا كان الاجتماع سيئاً، فسينتهي سريعاً جداً، وإذا كان جيداً فسينتهي بنا الأمر بإحلال السلام في المستقبل القريب”.

“مكافأة لبوتين”

ولم يدع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة التي وصفها بأنها مكافأة لبوتين، ورفض التنازل عن أي أراض لصالح روسيا.

وأكد ترامب عشية القمة أنه لن يبرم أي اتفاق مع بوتين وأنه سيشرك الرئيس الأوكراني في أي قرارات.

وأضاف أن “اللقاء الثاني سيكون مهما للغاية، لأنه سيكون اللقاء الذي يبرمان اتفاقا خلاله. لا أريد أن أستخدم عبارة تقاسم (الأراضي). لكن تعلمون أنه، إلى حد ما، هذا ليس مصطلحاً سيئاً”ً.

وذكر ترامب خلال مقابلة مع إذاعة “فوكس نيوز” أنه يفكر في 3 مواقع لعقد اجتماع متابعة مع بوتين وزيلينسكي، على الرغم من أنه أشار إلى أن الاجتماع الثاني غير مضمون.

وأضاف “اعتمادًا على ما سيحدث في لقائي (الأول مع بوتين في ألاسكا)، سأتصل بالرئيس زيلينسكي، وسنأتي به إلى أي مكان سنلتقي فيه”.

هذا وتباهى ترامب في الماضي بقدرته على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن دعواته لبوتين والضغوط الكبيرة التي مارسها على زيلينسكي للموافقة على تقديم تنازلات فشلت في إقناع الرئيس الروسي. وحذر ترامب بالتالي من “عواقب وخيمة جدًا” إذا واصل بوتين تجاهل مساعيه لإيقاف الحرب.

الكرملين: من الخطأ الكبير التنبؤ بنتائج المحادثات

في المقابل، قال الكرملين إنه لا خطط لتوقيع أي اتفاقات في ختام القمة الروسية الأميركية في ألاسكا، موضحاً أن “من الخطأ الكبير التنبؤ بنتائج المحادثات بين ترامب وبوتين”.

ورحّب بوتين الخميس بالجهود الأميركية الرامية لإنهاء النزاع وقال إن المحادثات قد تساعد على التوصل إلى اتفاق لضبط انتشار الأسلحة النووية ضمن إجراءات أوسع لتعزيز السلام.

وأضاف الرئيس الروسي أثناء اجتماع لكبار المسؤولين في موسكو أن “الإدارة الأميركية.. تبذل جهودا نشطة وصادقة لإنهاء القتال”.

وستكون هذه أول زيارة لبوتين إلى دولة غربية منذ بداية الحرب على أوكرانيا عام 2022.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده حصلت على مساعدات عسكرية أميركية بتمويل أوروبي قيمتها مليار ونصف مليار دولار.

جاء ذلك خلال لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن تركز على الحرب في أوكرانيا، في حين قال رئيس الوزراء البريطاني إن الجانبين أكدا أن هناك عزيمة راسخة لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا.

وتأتي قمة ألاسكا بالتزامن مع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية كبرى في أوكرانيا، إذ أصدرت السلطات في كييف أوامر إخلاء عائلات تضم أطفالاً من بلدة دروجكيفكا ومن 4 قرى قريبة منها في منطقة حقّقت فيها القوات الروسية تقدماً سريعاً.

وتقدمت القوات الروسية سريعا الثلاثاء بعمق 10 كيلومترات في قطاع ضيّق من خط الجبهة بالقرب من بلدتي دوبروبيليا ودروجكيفكا.

وكان ذلك أكبر تقدّم للقوات الروسية خلال 24 ساعة في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.

المصدر: مواقع إخبارية