الخميس   
   14 08 2025   
   20 صفر 1447   
   بيروت 18:07

الصحافة اليوم: 14-8-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 14 آب 2025 العديد من الملفات والمواضيع المحلية والاقليمية والدولية…

الاخبار:

لاريجاني في بيروت داعماً… وقادة العدو يتجوّلون جنوباً

صباح أمس، حطّت في مطار بيروت، طائرة إيرانية خاصة قادمة من العراق، تحمل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، ضمن جولة يقوم بها المسؤول المعروف بقربه من المرشد السيد علي الخامنئي. المسار الذي حلّقت به الطائرة من بغداد إلى بيروت، كان كافياً ليدرك المسؤول الإيراني ما آلت إليه أحوال المنطقة بعد عامين من اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، ثمّ الحرب على لبنان وانهيار النظام في سوريا والعدوان العسكري الإسرائيلي – الأميركي على إيران. إذ حلّقت طائرة لاريجاني فوق العراق، ثمّ صعوداً إلى الأجواء التركية، ثمّ باتّجاه البحر، وصولاً إلى مطار بيروت، بعدما منعت الحكومة السورية الجديدة الطائرة من دخول أجوائها.

لكنّ لاريجاني، أخيراً، وصل إلى بيروت، رغم محاولات السلطة ممثّلة برئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجّي، تعطيل أو تعكير الزيارة، عبر إطلاق مواقف وبيانات وتسريبات، ضدّ إيران وتصريحات لمسؤولين فيها، تحت عناوين السيادة واستقلالية القرار اللبناني ومنع التدخّلات الخارجية. وفيما فخّخت السلطة طريق الزائر الإيراني، حظيَ الرجل باستقبال شعبي لافت، جرى بمبادرات فرديّة. وهو قام بزيارة تتّسم بطابع خاص حيث السير في حقول ألغام توجّب الكثير من الحذر والحكمة والتنبّه إلى ما خلف الوجوه المبتسمة والتصريحات الدبلوماسية.

وبينما يحطّ لاريجاني في ذروة ضغط أميركي – إسرائيلي – سعودي يستهدف المقاومة وسلاحها، بتواطؤ من الحكومة وكبار المسؤولين في الدولة والأحزاب، كان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، يشارك في حفل تسلّم وتسليم قيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو، لكنه استغلّ المناسبة ليقوم بجولة تفقّد لمواقع عسكرية أقامها جيش العدو داخل الأراضي اللبنانية، وليس معلوماً كم ستبقى هذه الأراضي، «لبنانية محتلّة»، طالما أنّ بنيامين نتنياهو، الذي يشعر أنه «بمهمّة تاريخية وروحية»، حسب زعمه، عاد أمس، ليؤكّد أنه «مرتبطٌ جدّاً برؤية إسرائيل الكبرى».

وإذا كانت مواقع العدو في «أراضٍ محتلّة»، على حدود إسرائيل المزعومة التي نعرف حدودها اليوم، فإنه ليس معلوماً أبداً إذا كانت هذه الأراضي ستبقى محتلّة، أو أنها ستكون جزءاً من أراضي «إسرائيل الكبرى» التي يرتبط بها نتنياهو، ويعمل على تحقيقها.

لاريجاني وصل إلى بيروت مبتسماً، ومن غير سلاح، وباستقبال شعبي، فيما وصل زامير إلى موقع العدو في تلة الحمامص الحدودية، مدجّجاً بالسلاح، وبرفقته عشرات الجنود والطائرات الحربية والمسيّرة والمروحية.

وسط صمت وعمى من قبل سلطة تتصرّف مع الاحتلال على أنه «غير موجود»، فتصمت عن اعتداءاته، بينما تتفنّن في توجيه الإهانات للزائر الإيراني ودولته التي دعمت المقاومة طوال عقود، وساهمت وتساهم اليوم في إعمار البلاد وتعويض المتضرّرين من الحرب الإسرائيلية، مقابل تخلّي «حكومة الاحتلال الأميركي – السعودي» عن مسؤوليّاتها في هذا السياق. وما يعرفه الناس، أنه مهما حاول الإعلام اللبناني لصاحبته السعودية، تشويه الحقائق، فلن تجد، إلا مع الكثير من المال والدعوات، قليلاً جداً من اللبنانيين، يقفون على الطريق في يومٍ حارّ وتحت شمس حارقة، لاستقبال موفد سعودي أو أميركي.

اشتداد التّجاذبات حول غزة | الجيش يعاكس نتنياهو: لإنهاء الحرب الآن

يتصاعد الخلاف بين الجيش ونتنياهو حول مصير حرب غزة، مع تحذير المؤسسة العسكرية من الانهاك والدعوة لوقف القتال، مقابل تمسّك حكومة نتنياهو بخيار «الانتصار المطلق» والتصعيد.

لم تَعُد الحرب الإسرائيلية محصورة في قطاع غزة، بعدما باتت تُخاض في تل أبيب أيضاً، بين المؤسستَين السياسية والعسكرية، اللتين ما فتأتا تتصاعد خلافاتهما حول مصير الحرب. وبصراحة غير معهودة، أضحى الجيش يتحدّث عن إنهاكه وعدم قدرته على احتلال مدينة غزة من دون أن يدفع أثماناً كبيرة جداً تفوق الفائدة من جرّاء ذلك، فيما تضع حكومة بنيامين نتنياهو نصب عينيها «الانتصار المطلق»، مهما تعاظمت الأثمان. وتلك، طبعاً، ليست مجرّد خلافات في الرأي، بل صراعٌ مفتوح على «مَن يسيطر ومَن يقرّر»، واستتْباعاً إلى مستقبل أمن إسرائيل وكيفيّة تحقيقه.

وفي هذا الإطار، عمدت المؤسسة العسكرية، في الأسابيع الأخيرة، إلى تسريب تقارير تُظهر للجمهور الإسرائيلي واقعاً صادماً، تتصدّره مشاهد جنود يجمعون تبرّعات مالية لشراء خوذات، سعر الواحدة منها لا يتعدّى الـ300 دولار وآباء يشترون لأبنائهم معدّات يؤكّدون أنّ الجيش لا يوفّرها لهم، فيما المعدّات والآليات تتعطّل بسبب الاستخدام المفرط والتآكل. أمّا الوحدات القتالية، فتقاتل بوسائل بالية من دون أيّ حماية فعّالة من الرصاص والقذائف الصاروخية. كما تتحدّث تقارير عن إنهاك الجنود وتعبهم وتوجّههم إلى الانتحار والتهرّب، في ظلّ غياب حافزية الالتحاق بالاحتياط والاستدعاءات واللجوء المفرط إلى عيادات الطبّ النفسي.

فهل في ذلك تهويل ومبالغة؟ الواقع لا؛ بل هذا ما يجري فعلًا على الأرض ويتمّ لأسباب مختلفة تظهيره علناً، خصوصاً من جانب الجيش وهو ما يطرح السؤال عن خلفية تلك الفضائح؟ صار واضحاً أنّ المؤسسة العسكرية غاضبة على اتخاذ قرار احتلال مدينة غزة، رغم معارضتها له وتحفّظاتها عليه وهو ما يُعدّ من الحالات الاستثنائية في تاريخ بلورة القرارات الأمنية – العسكرية في إسرائيل. لكنّ الجيش الذي فقد مصداقيّته بعد فشله في توقّع هجوم السابع من أكتوبر وإخفاقه في التصدّي له، لم يَعُد صوته مسموعاً في الغرف المغلقة.

يمضي المسار التفاوضي في موازاة الخيار العسكري

مع ذلك، يعلي الجيش صوته للتأكيد أنّ «القدرة القتالية باتت منهارة» وأنّ توسيع العمليات العسكرية وأيّ خطط احتلال كبيرة، ستكون «كارثية». ومن هنا، كانت رسالة رئيس الأركان، إيال زامير، لدى اتخاذ القرار وبعده الإحاطة الإستراتيجية، واضحة جدّاً: الجيش بحاجة إلى استراحة، استعداداً «لِما هو أعظم».

ووفقاً لزامير، فإنّ «الجيش كرجلٍ جريح يقف على قدميه ويحتاج إلى إعادة تأهيل»، أي وقف القتال في غزة، وإلغاء خطط احتلال المدينة، والدفع نحو مسار تسووي ديبلوماسي؛ فيما يجب التركيز مسبقاً وبشكل عاجل على تهديدات كبرى باتت تلوح في الأفق: إيران و«حزب الله»، اللّذان سيسعيان إلى تغيير نتائج المواجهة معهما. وكما يرد من مصادر عسكرية إسرائيلية، فإنّ إسرائيل تدرك أنّ الكلمة الأخيرة في الحرب ضدّ إيران والحزب، لم تُقلْ بعد.

في المقابل، ترفض المؤسسة السياسية بقيادة نتنياهو توجّه الجيش وتسعى إلى السيطرة على قراره وجعله أداة تنفيذية للسياسة وليش شريكاً إستراتيجياً كما كان الحال من قبل. ويفسّر ذلك السّجال الأخير والمستمرّ بين وزير الأمن يسرائيل كاتس المدفوع من نتنياهو وزامير الذي يقف خلفه كبار ضباط الأركان وتحديداً بعد قرارات ترقية الضباط ومناقلاتهم والتي رفض كاتس تمريرها، لأنّ «السلطة لي والقرار لي»، كما قال.

على خطّ موازٍ، تجري محاولة إنعاش المسار التفاوضي في القاهرة، بدعم أميركي – مصري – قطري، وإنْ كان من المبكر تقدير ما سينتج من ذلك، خصوصاً أنّ المسألة الآن لا تتعلّق فحسب بصيغة هدنة مؤقّتة واتفاق جزئي، بل بوقف إطلاق نار مستدام وتبادل أسرى دفعة واحدة وانتشار قوات عربية ودولية لحفظ الأمن، وترتيبات لليوم الذي يلي وقف الحرب. وإذ لا توجد مؤشرات إلى تقارب حقيقي حول النقاط الجوهرية وعلى رأسها مصير «حماس»، نزع السلاح من غزة، وطبيعة الحكم في القطاع ما بعد الحرب، يَظهر، ممَّا يتسرّب من المحادثات، أنّ الحركة تبدي، للمرّة الأولى، مرونة تجاه وجود قوات دولية وعربية في غزة، مع قبول حكومة انتقالية، وإن كانت تتحفّظ على مسألة «نزع» السلاح.

إذاً، يمضي المسار التفاوضي في موازاة الخيار العسكري، بينما لا تزال النتيجة، إلى الآن، غامضة، وإنْ كان كلّ طرف يضغط لتحسين تموضعه وتوجّهاته: الجيش الإسرائيلي عبر الكشف عن التآكل والإنهاك واللّاجهوزية بما يفيد مسار الوصول إلى تسويات؛ حكومة نتنياهو عبر الدفع في اتجاه التصعيد والتمّسك بالاحتلال؛ والوسطاء من طريق إخراج مبادرات يمكن أن تجد ليونة و«تفهمّاً» لدى «حماس».

بري يعاتب عون لمشاركته في «خديعة مدبّرة» | إيران تبلّغ من يهمّه الأمر: لن نتخلّى عن المقاومة

رغمَ المناخات السياسية السلبيّة التي أحاطت بجولته، والتصريحات العدائية تجاه إيران والحملات المنظّمة التي قادتها جهات سياسية لإلغاء زيارته، حطّ ممثّل المرشد الأعلى الإيراني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني في بيروت أمس، متجاهلاً الشكل النافر للدبلوماسية اللبنانية. وكان في استقباله ممثّل وزارة الخارجيّة رودريغ خوري، وسفير إيران في لبنان مجتبى أماني، وممثّلون عن الرئيس نبيه بري وحركة أمل وحزب الله وحركة حماس و«الجهاد الإسلاميّ». فيما تجمّع العشرات من مناصري المقاومة على طريق المطار لاستقباله. وهو باشر فوراً بعقد لقاءاته الرسمية من قصر بعبدا، مع الرئيس جوزاف عون قبل أن يلتقي الرئيس بري، ومن ثم رئيس الحكومة نواف سلام.

وقالت مصادر مطّلعة إنّ اللقاء مع عون اتّسم بالصراحة التامّة من قبل رئيس الجمهورية الذي لم يخفِ وجود ضغوط دُولية على لبنان، مع التأكيد على حق الدولة في الدفاع عن سيادها. وكشفت المصادر أنّ عون «قطع الطريق على النقاش في ملف سلاح المقاومة، قائلاً إنّ القرار الذي اتّخذ صارَ في عهدة الحكومة والجيش اللبناني».
في عين التينة، كان اللقاء مريحاً، حيث أكّد لاريجاني «وقوف إيران إلى جانب لبنان والتزامها مساعدة المقاومة وجمهورها على كل المستويات»، كما أكّد على «ضرورة التصدّي للمشروع الأميركي والمؤامرة التي تحاك ضدّ لبنان، وأنّ لبنان ليس متروكاً وحده». وقالت المصادر إنّ لقاء لاريجاني بالرئيس بري «له بُعد يتعلّق بوحدة الموقف الشيعي في مواجهة التحديات». أمّا في السراي الحكومي، فكانَ واضحاً جداً أنّ التعليمات التي تلقّاها رئيس الحكومة من العاصمتين الأميركية والسعودية هي التعامل بأسلوب خشن مع زائره، فتقصّد الظهور بمظهر العبوس المتجهّم. ثم سرّبت أوساط رئيس الحكومة أنه «أبلغ ضيفه رسالةً مباشرةً ترفض أيّ تدخّلٍ في الشؤون الداخليّة، وحصريّة القرار داخل المؤسّسات الدستوريّة».

التزم نواف سلام التعليمات بما فيها عدم الابتسام للمصوّرين في أثناء استقبال المسؤول الإيراني

لكنّ لاريجاني، كان التقى في مبنى السفارة الإيرانية عدداً من الشخصيات السياسية الداعمة للمقاومة، وقال مشاركون في اللقاء إنّ لاريجاني «قدّم شرحاً عاماً للسياسة الإيرانية في المنطقة، مشيراً إلى أنّ الجمهورية الإسلامية تخوض حرباً مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّ أميركا هي مَن تشّن الحرب علينا وليس إسرائيل».

وقال لاريجاني إنّ «بلاده تقف إلى جانب حركات المقاومة في لبنان والمنطقة لأنها تواجه مثلنا مشروع الهيمنة»، مبدياً استغرابه من «اتّهام إيران بالتدخّل في شؤون بلدان المنطقة بينهما يأتي الأميركي والأوروبي من خلف المحيطات ليغيّر خرائط ويفرض واقعاً جديداً، فكيف يقبلون هذا التدخّل ولا يقبلون مساعدة إيران التي هي جزء من هذه المنطقة ونسيجها ودولة شقيقة تمدّ يدها وتسعى إلى التعاون مع كل الدول المحيطة بها»، مشدّداً على أنّ «سلاح المقاومة بالنسبة إلى إيران هو قضية مركزية ولن تتخلّى عنها». وكانَ لافتاً أنّ لاريجاني تحدّث بشكل عام «ولم يُجبْ تفصيليّاً على عدد من الأسئلة خاصة تلكَ التي تناولت التدخّل السعودي السلبي في لبنان ودفع الداخل اللبناني إلى الصدام والانفجار».

من جهة ثانية، لا يزال قرار الحكومة الذي تبنّى الورقة الاميركية يتفاعل داخلياً، وتحدّث مطّلعون عن «أنّ المتاريس السياسية، بدأت ترتفع، وأنّ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل مقطوعة مع رئيس الجمهورية كما مع سلام». وعلمت «الأخبار» أنّ «الرئيس برّي لم يكن متجاوباً مع عدد من الرسائل التي وصلته من بعبدا، إلى أن استقبل المستشار في القصر الجمهوري اندرة رحال موفداً من الرئيس عون وأسمعه كلاماً عالي اللهجة، وأبلغه بأنّ ما حصل ليسَ مقبولاً على الإطلاق، بل هو خديعة مدبّرة». وفيما لم تستمر الجلسة لأكثر من نصف ساعة، قال بري «لقد كانَ هناك اتفاق بيننا على مناقشة الورقة وترك الأمور مفتوحة من دون حسم أو تحديد مهلة زمنية، كي نصل إلى تفاهم، ولا يعتقد أحد بأنني على خلاف مع حزب الله فهناك موقف شيعي عام ممتعض ممّا حصل».

ولفت المطّلعون إلى أن عون يروّج أمام زوّاره عن وجود «تمايز بين بري وحزب الله»، ما استفزّ رئيس المجلس على وجه التحديد، فكان أن وصلت إلى بعبدا رسالة حاسمة وواضحة بأنّ «المعطيات التي في حوزته ليست دقيقة وأنّ الموقف الشيعي موحّد، وأنّ ما فعله خلق أزمة بينه وبينَ المكوّن الشيعي وليس فقط مع حزب الله».

بغداد – طهران: تفاهمات أمنيّة تستفزّ واشنطن

بغداد | لم تمضِ 48 ساعة على توقيع بغداد وطهران مذكّرة تفاهم أمنيّة جديدة، حتى فتحت واشنطن النار عليها، معتبرةً أنها «تتناقض مع أهداف الشراكة الأمنيّة» بين العراق والولايات المتحدة، في حين ردّت الحكومة العراقية على ذلك بتأكيد «حقّها السيادي في إبرام الاتّفاقات». ويأتي هذا وسط تحذيرات من تداعيات محتملة للمذكّرة على العلاقة العراقية – الأميركية، وقراءات سياسية عدّتها نهايةً لمرحلة «الوقوف في المنتصف» بين واشنطن وطهران.

وبرعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وقّع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، مذكّرة أمنيّة تتعلّق بتأمين الحدود المشتركة، والتنسيق الاستخباري، ومعالجة ملف المعارضة الإيرانية في شمال العراق، ومنع استنساخ تجربة «حزب العمال الكردستاني» في المنطقة. ونصّت المذكّرة على تبادل المعلومات الأمنيّة وتنظيم دوريّات مشتركة، بما يرفع قدرة البلدَين على مواجهة التهديدات في المناطق الحدودية.

وردّاً على ذلك، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إنّ بلادها «تعارض أيّ تشريع أو اتّفاق يتعارض مع أهداف مساعداتنا الأمنيّة الثنائية وشراكتنا، ويتناقض مع جهود تعزيز المؤسسات الأمنيّة العراقية»، مشيرة إلى أنّ واشنطن «تدعم السيادة العراقية الحقيقية، لا الخطوات التي من شأنها تحويل العراق إلى دولة تابعة لإيران».

في المقابل، أكّدت السفارة العراقية في واشنطن، في بيان، أنّ «العراق دولة ذات سيادة كاملة، وله الحقّ في إبرام الاتفاقات وفقاً لدستوره ومصالحه العليا»، وأنه «ليس تابعاً لأيّ دولة، بل يبني علاقاته على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». وأوضحت السفارة أنّ المذكّرة الموقّعة مع إيران «تأتي في إطار التعاون الثنائي لضبط الحدود وتحقيق الاستقرار والأمن، بما يخدم أمن المنطقة». ووصفت السفارة الإيرانية في بغداد، من جهتها، الموقف الأميركي بأنه «تدخّل غير مقبول في العلاقات بين دولتَين مستقلّتَين جارتَين»، معتبرةً أنّ تصريحات الخارجية الأميركية «انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».

«التوازن في علاقات العراق مع إيران والولايات المتحدة انتهى بعد التطورات الأخيرة في المنطقة»

وفي الاتجاه نفسه، قال مصدر حكومي عراقي، لـ«الأخبار»، إنّ مذكّرة التفاهم الموقّعة مع إيران تأتي في إطار ممارسة العراق «حقّه السيادي في حماية حدوده وتعزيز أمنه الوطني»، مؤكّداً أنها «لا تستهدف أيّ طرف ثالث ولا تمثّل خروجاً عن التزامات العراق الدولية». وبيّن أنّ المذكّرة «تركّز على ضبط الحدود المشتركة، وتبادل المعلومات الأمنيّة، والتعاون في مكافحة التهريب والجريمة المنظمة، وهي ملفات تمثّل حاجة أمنيّة ملحّة» للعراق، خصوصاً في ظلّ التحدّيات التي تشهدها المناطق الحدودية.

وأشار إلى أنّ العراق حريص على أن تبقى علاقاته متوازنة مع جميع الشركاء الدوليين والإقليميين، معتبراً أنّ اعتراض أيّ دولة على اتّفاقات ثنائية بين دول ذات سيادة «لا يغيّر من حقيقة أنّ القرار العراقي مستقلّ ويستند إلى الدستور والمصلحة الوطنية العليا». وأكّد أنّ الحكومة العراقية «تتمسّك بحقّها في إبرام ما تراه مناسباً من تفاهمات لحماية أمنها، مع إبقاء قنوات الحوار والتعاون مفتوحة مع جميع الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة، لضمان استقرار المنطقة وخدمة المصالح المشتركة».

لكنّ مراقبين يرون أنّ المذكّرة الأمنيّة تمثّل تحوّلاً في موقع العراق الإقليمي، قد تدفعه أكثر إلى التموضع داخل منظومة الأمن القومي الإيراني، وتضعه في مواجهة مباشرة مع الإستراتيجية الأميركية في المنطقة. وفي هذا الإطار، رأى الخبير الأمني، أحمد الشريفي، أنّ الاتفاق الأمني «سيُغضب الولايات المتحدة ويحرج الحكومة العراقية»، لافتاً، في حوار تلفزيوني، إلى أنّ «المنطقة تشهد إعادة ترتيب جيوسياسي بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل»، ما قد يدفع العراق إلى حلبة تنازع النفوذ. وقال: «هناك صراع يمكن أن نصفه بصراع بحث عن الأحجام والأدوار الدولية بعد حرب الـ12 يوماً… نشاط لاريجاني تجاه العراق ثم لبنان، تزامن مع نشاط أميركي تمثّل في زيارة الأردن وسوريا… هذه الزيارات ليست عابرة، بل استحقاق لمرحلة انتقالية».

واعتبر الباحث والأكاديمي، مجاشع التميمي، بدوره، في تصريح إلى «الأخبار»، أنّ «العراق يمرّ بظرف معقّد للغاية، وارتباطه باتفاقية إستراتيجية مع الولايات المتحدة يفرض التزامات كبيرة، قد تدفع واشنطن إلى التضييق أو فرض عقوبات إذا تجاهلت بغداد مطالبها». وأضاف التميمي أنّ «التوازن في علاقات العراق مع إيران والولايات المتحدة انتهى بعد التطورات الأخيرة في المنطقة»، متابعاً أنّ «الحكومة تدرك حجم المخاطر في ظلّ تحولات إقليمية تتسارع».

أمّا الخبير الإستراتيجي، عمر الناصر، فأعرب عن اعتقاده أنّ العلاقة بين بغداد وواشنطن «هشّة ومتوتّرة، حتى في ظلّ الاتفاقات القائمة»، داعياً إلى «بداية جديدة قائمة على تفاهمات ديبلوماسية استثنائية تبعد العراق عن صراع النفوذ بين إيران ودول المنطقة»، محذّراً من أنّ البلاد «تقف على مفترق طرق يتّصل بسيادتها واستقلال قرارها».

اللواء:

جولة لاريجاني في اشتباك إيراني – أميركي.. وسلام: لم نعد ساحة لتصفية الحسابات

إقرار مساعدة للقطاع العام وتطويع 1500 دركي.. وجولة استفزازية لزامير في الجنوب

عاد المستشار الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني إلى بلاده، بعد يوم حافل من اللقاءات السياسية الرسمية على مستوى الرؤساء الثلاثة: جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، وعلى المستوى الحزبي والفصائل أي الجهات الحليفة، بما فيها حزب الله، في السفارة الايرانية.

لبنان قال للاريجاني ما عنده: أنه يرفض تدخل أي دولة في شؤونه الداخلية، بما فيها إيران، وموفد الامام الخامنئي أوصل الرسالة التي أراد ايصالها، بمعزل عن توقيع أية اتفاقيات، كما حصل مع بغداد، لكنه أراد ايصال رسالة، ليس للبنان، بل للولايات المتحدة، وأطراف خارجية أخرى، أن لايران موقعا في غرب آسيا، فإن الحرب التي جرت لم تحد من هذا الدور بالكامل.
وعلى وقع الانقسام عينه، وصل المسؤول الايراني كما غادر لامساً أن الموقف الرسمي اليوم لا يشبه الموقف في مرات سابقة، وأبلغ من التقاه، لا سيما الرئيسين عون وسلام أنه يضمن أن لا تتدخل بلاده في الشأن اللبناني، وإن كانت رسالته واضحة باتجاه الاميركيين.

وقال لاريجاني: إيران لم تأتِ بورقة إلى لبنان، بل الاميركي هو من فعل ذلك، وهو لم يتطرق إلى موضوع سلاح حزب الله خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية، في إشارة إلى أن الزيارة تصبّ في إطار اشتباك مع الولايات المتحدة الاميركية بالدرجة الاولى.

واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى انه لم يتقرر بعد موعد مناقشة خطة الجيش بشأن حصرية السلاح ولفتت الى ان الموضوع مرتقب بعد الاستراحة التي تدخل بها الحكومة واعتبرت ان هذه الخطة ستصل الى المعنيين تمهيدا لمناقشتها في مجلس الوزراءز.

الى ذلك رأت هذه المصادر ان مواقف رئيس الجمهورية امام لاريجاني لا تحتمل التفسير لانها جاءت مباشرة حول الرؤية الرسمية للتدخل بالشؤون اللبنانية مع حسم رئاسي حول العودة الى المؤسسات.

وحسب مصدر مقرب من الثنائي الشيعي، أن مهمة لاريجاني جاءت في إطار نقل رسالة إلى أنه مفادها أن محاولة نزع السلاح من المقاومة مرفوضة، وأن طهران مستعدة لاستخدام أوراق عدة لمنع الوصول إلى هذه النتيجة.

وشدد المصدر على نقطتين:اولاً، ان نزع سلاح المقاومة في لبنان لا يمكن النظر إليه كمسألة داخلية بحت، بل هو خطوة تمهيدية لمشاريع أكبر بكثير، تبدأ بفتح الابواب أمام هيمنة خارجية طويلة الامد، ولا تنتهي عند فرض التطبيع مع اسرائيل على الدولة اللبنانية، ومن هذا المنطلق، أكد لاريجاني في لقاء مع أحد الشخصيات، أن طهران لن تكتفي بالموقف السياسي، بل هي مستعدة للوقوف في ظهر المقاومة ودعمها بكل الوسائل المتاحة.

ثانياً، ان نزع السلاح يتصل مباشرة باستهداف المكون الشيعي في لبنان والمنطقة، كونه الحاضنة الاكبر لحركات المقاومة في أكثر من ساحة، فاستهداف هذا السلاح، بحسب الرؤية الايرانية، لا ينفصل عن محاولة ضرب الهوية السياسية والثقافية والاقتصادية لهذا المكون، بما يؤدي إلى تقليص دوره، واضعافه، ناقلاً عن المرشد الخامنئي (حسب لاريجاني) أن محور المقاومة بابعاده وسلاحه، باق ومعركته باقية.

وحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن قرأت في زيارة لاريجاني محاولة لافشال خطة الحكومة، وكشفت عن احتمالات اتجاه اجراءات أميركية عقابية ضد طهران.

والابرز كان رفض لبنان ما يعرف بالتدخل الايراني، فقد قال الرئيس جوزف عون للموفد الايراني، لبنان يرفض.. أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى وبعدما دفع الجميع غالباً للاستقواء بالخارج على اللبناني الآخر في الداخل، فإن الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دول أي استثناء.

كما توقعت «اللواء» أبلغ رئيسا الجمهورية والحكومة لاريجاني موقف لبنان الرسمي الرافض التدخل في شؤون الداخلية بأسلوب هادىء لكن جازم وحاسم، وابلغ عون، لاريجاني ان لبنان راغب في التعاون مع ايران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل، لكنه اشار الى ان اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة. فيما اوضح لاريجاني الموقف الرسمي الايراني قائلا للرئيس عون: ان» ايران لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في الصداقة او في العلاقات مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وهي راغبة في مساعدة لبنان اذا ما رغبت الحكومة اللبنانية بذلك» وان ما يقوله للمسؤولين هو الموقف الرسمي.

كما اعلن لاريجاني من عين التينة: أي قرار تتخذه الحكومة بالتعاون والتنسيق مع الفصائل اللبنانية نحترمه تماماً، ولبنان من خلال المشورة مع المقاومة من شأنه أن يتخذ القرار المناسب. لم نأتِ بخطة محددة إلى لبنان بل الأميركيون هم الذين قدموا ورقة، والشعب اللبناني هو سيّد قراره وهو الذي يتّخذ قراره ولا تدخل لنا بشؤونكم الداخلية. الذي يتدخل بشؤون لبنان الداخلية هو الذي يزوّدكم بجدول زمني.

وفُسّرَ كلام لاريجاني على انه يلغي ما قبله من تصريحات لعدد من المسؤولين الايرانيين اثارت انتقادات لبنانية واسعة رسمية وسياسية. لكنه حمل بعد لقاء الرئيس نبيه بري رداً غير مباشر على مواقف الرئيس عون بقوله: أن الاميركي هو الذي يتدخل في شؤون لبنان وليس الايراني. اما موقف رئيس الحكومة فكان اكثر صراحة ووضوحاً وحدة من كلام عون لكن بطريقة لبقة برغم ان اللقاء وصف بالبارد خلافا للقاء في بعبدا، وطبعا كان حميما في عين التينة.

وكان لاريجاني وصل صباحاً إلى مطار بيروت، وجرى تنظيم استقبال شعبي له على طريق المطار، قبل أن ينتقل إلى قصر بعبدا.

وقال لاريجاني ما أدليت به يعكس وجهة النظر الرسمية للجمهوية الاسلامية الايرانية، لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في العلاقة مع الدولة اللبنانية.

اما الرئيس عون فقال خلال لقائه لاريجاني: ان لبنان راغب في التعاون مع ايران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل. وان اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة، والصداقة التي نريد ان تجمع بين لبنان وايران لا يجب ان تكون من خلال طائفة واحدة او مكوّن لبناني واحد بل مع جميع اللبنانيين.

وقال عون: نريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز.

واشار الى ان» لبنان الذي لا يتدخل مطلقا بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها ايران، لا يرضى ان يتدخل احد في شؤونه الداخلية».

وتابع الرئيس عون : ان الجميع دفعوا ثمناً غالياً للاستقواء بالخارج على اللبناني الاخر في الداخل، والعبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي انه من غير المسموح لاي جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج.

وأضاف: ان الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن امن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء، وأي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي او من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين» .

عند بري

وغادر لاريجاني قصر بعبدا من الادلاء بتصريح، وانتقل إلى عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري.

وغادر لاريجاني قصر بعبدا من الادلاء بتصريح، وانتقل إلى عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري.وقال بعد اللقاء: لبنان بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة واليوم لدينا أحسن العلاقات معه. واكد ان وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والإزدهار أمر مهمّ. وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول.

وخاطب لاريجاني البنانيين بالقول: عليكم أن تميّزوا بين الصديق والعدوّ، وعليكم أن تعلموا أن المقاومة هي رأسمال كبير وطني لكم. حزب الله والحكومة اللبنانية يتمتعان بإدراك وفهم عميق للظروف الحالية.

وبعد الظهر عقد لاريجاني لقاءات مع شخصيات ونخب روحية وسياسية لبنانية في مقر السفارة الايرانية.شملت نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب قبلان قبلان والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل. ما عقد عصراً لقاء مع شخصيات نيابية وسياسية وحزبية واعلامية لبنانية وفلسطينية في مقر السفارة الايرانية.

وقرابة السادسة والنصف التقى لاريجاني رئيس الحكومة نواف سلام، في لقاء وصف بانه فاتر وتبلغ منه مواقف سياسية ودبلوماسية حادة رافضة لماصدرعن عدد من المسؤولين الايرانيين. و قال سلام حسب المعلومات الرسمية من السرايا: أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً ، تشكّل خروجاً صارخاً عن الاصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز.

واضاف: لا أنا ولا أي من المسؤولين اللبنانيين نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، كأن نؤيد فريقاً على حساب آخر، أو أن نعارض قرارات سيادية إيرانية. بناء عليه فان لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، وأنه يتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد.

وقال: قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد.

وقال سلام: لبنان بلد صغير عانى طويلاً من تدخل أجنبي، وهذه صفحة نرغب أن نطويها، وقرار حصر السلاح قرار اتخذه اللبنانيون منذ اتفاق الائف.

وأشار إلى أن لبنان حريص على علاقاته التاريخية مع إيران، وكل الدول الصديقة علىأساس الاحترام المتبادل، ولن يقبل أن يستعمل بنداً لتصفية حسابات أو ساحة لرسائل اقليمية. وأكد أن أي مساعدات خارجية مرحباً بها شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية..

ضيق الوقت

وسئل لاريجاني بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري،عن سبب عدم الاجتماع بوزير الخارجية جو رجّي؟ فقال مبتسماً: لا يوجد لدّي الوقت.

ولاحقا ردّ الوزير رجي على كلام لاريجاني فقال: «أنا حتى لو عندي وقت ما كنت التقيت فيه» .

كما زار لاريجاني ضريح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على طريق المطار، وقال في كلمة له: سنقف إلى جانبكم دائماً، نحن لا نتدخل بشؤون البلدان الداخلية، لكننا نؤكد دعمنا لتيارات المقاومة حول العالم.

مجلس الوزراء

ويعود مجلس الوزراء لاستكمال جدول أعماله عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، ومناقشة، ملف النفايات الصلبة والمطامر والصرف الصحي.

وكان مجلس الوزراء عقد جلسته العادية ظهر امس في السرايا الحكومية، لبحث جدول الأعمال المؤلف من ٦١ بندا، بحضور جميع الوزراء ما عدا وزير الصناعة جو عيسى الخوري. ثم غادرها وزير الخارجية جو رجّي. واقر عددا من بنود جدول الاعمال حتى قرابة الواحدة،. واستأنف المجلس جلسته عند الثالثة والنصف من بعد الظهر وتابع درس باقي بنود جدول الاعمال، وانتهت الجلسة عند السادسة مساء.

وأعلن وزير الإعلام بول مرقص، عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أن الحكومة بحثت خلال الجلسة مخالفات أصحاب المولدات الكهربائية، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة، نواف سلام، طلب من الوزارات والإدارات العامة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان التزام جميع أصحاب المولدات بالقوانين، بما في ذلك التقيد بالتسعيرة الرسمية وتركيب العدادات الالكترونية وتركيب الفلاتر.

وأكد أن الحكومة منحت أصحاب المولدات مهلة أقصاها 45 يوماً لتسوية أوضاعهم، مشيراً إلى أنه سيتم تنظيم محاضر ضبط وحجز المولدات ومصادرتها عند الاقتضاء في حال استمرار المخالفات، معلناً أن مجلس الوزراء وافق على تشديد العقوبات بحق من يتعرض للأطباء والصيادلة والممرضين والممرضات وسائر العاملين في القطاع الصحي.

وأشار مرقص إلى الموافقة على تطويع نحو 1500 رقيب لصالح قوى الأمن الداخلي، بالإضافة إلى رقيب متمرن اختصاصي وعادي عدد 500، ودركي متمرن عدد 1000، مع الموافقة على استخدام 56 أجيراً لصالح قوى الأمن الداخلي.

وعلى صعيد المستشفيات الحكومية، تم تعيين محمد سليم زعتري مديراً عاماً لمستشفى رفيق الحريري، على أن يتم استكمال التعيينات لباقي مجالس إدارة المستشفيات الحكومية لاحقاً.

واشارمرقص الى عدم الموافقة على اقتراح قانون يرمي الى التعديل من صلاحيات المحقق العدلي لجهة قبول المذكرات وقرارات التوقيف واخلاء السبيل كافة وإخضاعها لطرق مراجعة وطعن معينة».، نتيجة مطالعة وزير العدل الذي اشار الى عدم اتخاذ اي قرارات تنسحب على قضية بعينها.

وكشف وزير المال ياسين جابر أن الحكومة أقرت بناء على اقتراحه أقرت مشروع قانون فتح اعتماد بموازنة 2025 للمباشرة بدفع 12 مليون ليرة شهرياً لجميع متقاعدي القطاع العام وحولته إلى مجلس النواب.

منحة كويتية لبناء الإهراءات

إلى ذلك أعلن وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط، اثر الاجتماع مع مدير الصندوق الكويتي للتنمية، عن تفعيل «منحة كريمة بقيمة ١.٥ مليون دولار من دولة الكويت لتمويل الدراسات التفصيلية الخاصة بإنشاء إهراءات جديدة لتخزين الحبوب».

وأكد «أن هذه الخطوة تشكّل المرحلة الأولى للبدء بأعمال بناء الإهراءات في مختلف المناطق اللبنانية في أقرب وقت ممكن، بما يعزز الأمن الغذائي الوطني ويؤمّن بنية تحتية استراتيجية لحماية المخزون الغذائي وضمان استقرار الإمدادات وتخفيف المخاطر المرتبطة بالأزمات العالمية أو الظروف المحلية الطارئة».

وشدّد وزير الاقتصاد على «أن هذا الدعم يعكس عمق العلاقات الأخوية بين لبنان والكويت».

جنوباً

وفي خطوة استفزازية، أعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي زامير من جنوب لبنان أن وجود جيشه هناك كان بسببه أننا غيرنا الواقع الامني، ولن نعود إلى الوراء، ولن نسمح بعودة التهديدات تمتد من جديد.

أضاف: «ان الجيش الاسرائيلي قضى على 240 عنصرا من حزب الله ونفذ 600 غارة جوية منذ وقف إطلاق النار». ولن نعود إلى الوراء ولن نسمح بعودة التهديدات لتنمو من جديد.
أضاف زامير: صدّقنا صباح اليوم على خطط احتلال غزة، ونحن الآن في لبنان ونعمل كذلك في سوريا واليمن والضفة الغربية»

واعتبر «أنّ الإنجازات في الجبهة الشمالية غير مسبوقة». وقال:نحن في الخط الأمامي، نتخذ موقفاً هجومياً، ونعمل باستمرار على إحباط التهديدات. ننفذ ذلك في جميع الساحات – نرصد التهديد ونعالجه. نهجنا الهجومي ومبادرتنا هما الأساس» .

وليلاً، استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة بين بلدتي حداتا وحاريص بعد هدوء شبه كامل نهاراً، ما خلا بعض الرمايات الرشاشة المتفرقة على المناكق الحدودية.

وعلم أن المسيرة المعادية قتلت المواطن غسان خير الله، وهو مهندس يعمل في افريقيا، وكان من المفترض أن يسافر صباح اليوم.

البناء:

نتنياهو لـ«إسرائيل» الكبرى من السعودية ومصر إلى لبنان وسورية والعراق والأردن

لاريجاني لسنا نحن مَن أعطاكم ورقة مكتوبة للتعليمات ووضع لكم جدولاً زمنياً لتنفيذها

سلام يطلب تأييد قرارات الحكومة كدليل على دعم لبنان… وإيران تدعم التوافق

كتب المحرّر السياسيّ

تلقى حكام العرب صفعة إسرائيليّة قاسية مع إعلان رئيس حكومة الكيان عن تمسكه بخريطة «إسرائيل» الكبرى كهدف لحكومته «المكلفة بمهمة ربانية»، ووفقاً للخريطة التي حملها نتنياهو وعرضها من منصة الأمم المتحدة قبل سنة، تضمّ «إسرائيل» الكبرى كل فلسطين والأردن ولبنان وسورية والعراق وبعضاً من الجغرافيا السعودية والجغرافيا المصرية، وجاء الرد العربيّ دون المستوى كالعادة فصدرت بيانات تنديد من الجامعة العربية والعواصم السعودية والمصرية والأردنية والعراقية، بينما لا تعليق في سورية ولبنان.
ما فعله نتنياهو هو التحدّث بصراحة عن كيفيّة تفكيره وما فعله العرب هو التعبير عن خشيتهم من فعل ما يجب عليهم فعله، ونتنياهو صاحب كتاب «مكان تحت الشمس» عام 1993، يقول علناً إنه يريد احتلال البقاع والجنوب في لبنان والوصول إلى مشارف دمشق في سورية وأطراف الموصل في العراق وأجزاء من مصر والسعودية، كحدّ أدنى من خريطة طموحة لـ»إسرائيل» الكبرى تشمل كل جغرافيا هذه الدول، ويصف هذا الحد الأدنى بحدود الأمن الإسرائيلي، لكن مَن يُقنع رئيس حكومة لبنان والرئيس السوري والرئيس الفلسطيني عدا حكام الأردن ومصر والسعودية والعراق بأن بلادهم وثرواتهم تحت منظار التصويب الإسرائيلي، وأن لا شيء يردع «إسرائيل» مما يتوهّمون من علاقات دوليّة ومساعٍ دبلوماسية قالت حرب غزة إنّها بلا قيمة ما لم تكن هناك قوة تردع، أو بالحد الأدنى التسبّب بالضغط الاقتصاديّ والقطيعة السياسيّة، لكن حتى الآن لا حياة لمن تنادي، ولذلك يمدّ نتنياهو قدميه حيثما شاء.
في لبنان انتهت زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني، بعد يومين من الصخب الإعلامي شارك خلالهما المسؤولون في الحكومة اللبنانية بالحديث عن مفهوم للسيادة يصوّر إيران كدولة تتدخل في شؤون لبنان وتضع مقياساً لدعم لبنان هو مساندة قرارات الحكومة، والموضوع المطروح لهذا الدعم هو نزع سلاح المقاومة، وقد نجح لاريجاني بكسر موجة الخطاب الرسميّ بالإشارة إلى التعدد اللبناني ومخاطر الانقسام في لبنان نظراً لما يقوله التاريخ وإعلان أن إيران تدعم التوافق اللبناني، أما عن السيادة والتدخل في شؤون لبنانيّة، فقال لاريجاني مخاطباً المعنيين، لسنا نحن مَن قدّم لكم ورقة بالتعليمات ووضع لكم جدولاً زمنياً لتنفيذها، فلا تخطئوا معرفة الصديق من العدو، والمقاومة رصيد لكل لبنان بوجه الاحتلال والعدوان اللذين لا يتوقفان عن السيطرة على الأرض اللبنانية وقتل المواطنين اللبنانيين.

وفيما تتوالى فضائح حكومة الرئيس نواف سلام بعد القرارات المشؤومة التي اتخذتها، وتبني حكومة بنيامين نتنياهو تقديم المساعدة للحكومة لإضعاف حزب الله وقرارات نزع سلاحه بموازاة إرباك تعيشه الحكومة وعهد الرئيس جوزاف عون الذي نقل عنه بعض المقرّبين وفق معلومات “البناء” عدم اقتناعه بقرارات الحكومة الأخيرة بحصريّة السلاح بيد الدولة، لكنه اعتقد أن ذلك يجنّب لبنان عدواناً إسرائيلياً موسّعاً كانت تتحضر “إسرائيل” لشنه على لبنان خلال الأسبوع الماضي.
وخطفت زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني الى لبنان الأضواء، حيث كانت زيارة ناجحة بكل المعايير، رغم محاولة وزير خارجية القوات اللبنانية جو رجي إلغاءها بالتعاون مع رئيس الحكومة وكل محاولات التشويش عليها تحت شعار السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية! فيما ذكّرت مصادر سياسية بوقاحة المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس خلال زياراتها إلى لبنان، بشكرها “إسرائيل” من منبر قصر بعبدا على هزيمة حزب الله وتمخترها وتبخترها حاملة صاروخاً للمقاومة من مخازن الجيش اللبناني في الجنوب، ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن من المضحك المبكي أن المسؤولين اللبنانيين الذين يقدّمون محاضرات بالسيادة والاستقلال للمسؤول الإيراني علي لاريجاني هم الذين خضعوا وركعوا أمام المبعوث الأميركي توم باراك وأقروا تحت تهديد عصاه الغليظة ورقته التي تحمل الشروط الإسرائيلية. وتساءلت المصادر هل هناك سيادة بسمنة وسيادة بزيت؟ لماذا تصمت الأفواه حيال كل الانتهاكات الأميركية والسعودية للسيادة والتدخلات بالشؤون الداخلية ويبدأ التشدّق بالسيادة عندما يأتي مسؤول إيراني لزيارة لبنان؟
وتوقفت المصادر عند فضيحة كلام نتنياهو حول مساعدة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله، والفضية الأخطر هو صمت الحكومة المريب حيال هذه التصريحات، وكذلك كلام نتنياهو أمس، عن نيته ضمّ مناطق واسعة في لبنان ومصر والأردن وسورية الى “دولة إسرائيل”.
الى ذلك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل، لافتاً إلى أن اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة. وأكد الرئيس عون أن الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين. وشدّد رئيس الجمهورية على أن لبنان وطن نهائيّ لجميع أبنائه، مسيحيّين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكوّنات اللبنانية.
ولفت الرئيس عون المسؤول الإيراني إلى أن من يمثل الشعب اللبناني هي المؤسسات الدستورية التي ترعى مصالحه العليا ومصالح الدولة، واذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى إلى تحقيق مصالحها الكبرى فهذا شيء طبيعي، “لكننا نحن في لبنان نسعى الى تحقيق مصالحنا”. وأضاف: “نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة أتى، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانيّة آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. إن لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أيّ دولة أخرى ويحترم خصوصيّاتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخليّة.
غير أن أوساطاً سياسيّة سألت رئيس الجمهورية: هل ما يقوله ينطبق على التدخلات الأميركية والسعودية الفاضحة بالشؤون الداخلية اللبنانية؟
من جانبه، جدّد لاريجاني موقف بلاده لجهة دعم الحكومة اللبنانية والقرارات التي تصدر عن المؤسسات الدستورية اللبنانية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت يعكس وجهة النظر الرسميّة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ومن بعبدا، توجّه لاريجاني إلى عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأكد بعد اللقاء أن “لبنان هو بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة واليوم لدينا أحسن العلاقات معه”. وقال “نحن مؤمنون أن من خلال الحوار الودّي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة”. وأكد أن “وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والازدهار أمر مهمّ، وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول، لافتاً إلى عدم تأييده “للأوامر التي من خلالها يُحدد جدول زمنيّ ما”، ورأى أنه “ينبغي على الدول ألا توجّه أوامر إلى لبنان”. وقال “رسالتنا تقتصر على نقطة واحدة، إذ من المهم لإيران أن تكون دول المنطقة مستقلّة بقرارتها، ولا تحتاج إلى تلقّي الأوامر من وراء المحيطات”. وأبدى “احترامه لأي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالنسبة للفصائل على أراضيها”.
وحطّ لاريجاني والوفد المرافق، في السراي الحكومي بحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، حيث التقى رئيس الحكومة نواف سلام، الذي أكد أن “التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين، ولا سيما وزير الخارجية عباس عراقجي، وعلي أكبر ولايتي، والعميد مسجدي، مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانيّة اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التي حملت تهديداً صريحاً، تشكّل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل الذي يشكّل ركيزة لأي علاقة ثنائية سليمة وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية والقانون الدولي، وهي قاعدة غير قابلة للتجاوز”.
وقال “قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيّون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد”.
وردًا على سؤال حول سبب عدم لقائه وزير الخارجية يوسف رجّي، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني: “وقتنا ضيّق”.
وسخرت الأوساط السياسية من كلام سلام، معتبرة أن مفهومه للسيادة بالتعامل مع إيران يختلف عن الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، حيث تمّ استدعاؤه إلى فرنسا قبل القرارات المشؤومة، ونفذ الأوامر الأميركية بوقت قياسيّ، ولم يتسلح بذرة سيادة واستقلالية لتأجيل جلسة الثلاثاء إلى الخميس بطلب من وزراء “الثنائي”، لسبب أن الأمير السعودي يزيد بن فرحان طلب حسم إقرار بند حصرية السلاح في الجلسة.
وأشار لاريجاني، في كلمة من مرقد الأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصرالله، الى أن “إذا أردتم السير على درب الشهيد السيد حسن نصرالله فواجبكم الصمود على المقاومة”، مؤكداً أن “حزب الله هو مفخرة ومدعاة للكرامة والعزة”.
وقال لاريجاني “الشهيد السيد حسن نصر الله كان رجلاً عظيماً وكان رأس مال كبيراً للعالم الإسلامي أجمع، وصحيح أننا فقدنا هذا الشهيد لكن أبناءه الذين تتلمذوا في مدرسته ما زالوا أحياء”، مضيفاً “حقد البعض لكم هو سبب تأثيركم وصلابتكم”.
واستقبلت لاريجاني حشود واسعة من جمهور المقاومة انتظرته على جانبي طريق المطار وفي منطقة “الكوكودي”، حاملين الرايات الصفراء والأعلام اللبنانية والإيرانية. كما التقى مجموعة واسعة من فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والقوى والأحزاب الوطنية والقومية، وعدد من الإعلاميين.
ولفتت مصادر مطلعة على الزيارة لـ”البناء” أن زيارة لاريجاني في هذا التوقيت الحساس والخطير الذي يمرّ فيه لبنان والمنطقة، يحمل جملة رسائل للأميركيين والسعوديين بأن إيران لن تترك حلفاءها ولن تخلي الساحة للأميركيين والسعوديين الذين يتقدمون بموقفهم السلبيّ على الأميركيين عبر تدخل الأمير يزيد الفاضح وزيارات السفير السعودي في لبنان الذي يجول على مرجعيات ونواب الطائفة السنية وبعض الشخصيات السياسية المسيحية والدرزية لتحريضهم ضد سلاح المقاومة. كما وجّه لاريجاني رسالة الى قيادة حزب الله والمقاومة وجمهورها بأن إيران مستمرة بدعم المقاومة ولن تقبل الاستفراد الأميركي الإسرائيلي والسعودي بمقاومة لبنان وأن إيران مستعدة لدعم المقاومة في لبنان بما تطلبه. كما حملت زيارة لاريجاني الآتي من بغداد، رسالة مفادها أن تكرار العدوان على لبنان من “إسرائيل” أو أي جبهة أخرى، قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة برمّتها.
وفي رد على زيارة لاريجاني إلى لبنان، زار رئيس الأركان الإسرائيلي إحدى التلال المحتلة في جنوب لبنان.
ميدانياً، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن “غارة العدو الإسرائيلي بمسيّرة على سيارة في بلدة حداثا قضاء بنت جبيل أدّت إلى سقوط شهيد”.
في المواقف شدّد الوزير السابق مصطفى بيرم على “أن المقاومة هي التي تمثل السيادة، وتوجّه ‏للذين يسألون ماذا قدمت المقاومة، وقال” ‏فلتعرفوا أنه لولا المقاومة ‏لكانت “إسرائيل” الآن في بعبدا وبيروت، ولتنظروا إلى التجربة في ‏جارتنا سورية، ‏سورية التي لم تطلق رصاصة واحدة على الكيان، ‏هاجمتها “إسرائيل” وأصبحت تحتل مساحات واسعة منها ‏تعادل مساحة ‏لبنان أو أكثر دون أن تنتظر ذرائع، فهي عدو توسعيّ احتلاليّ ‏عنصريّ لا يحترم ‏المستسلمين، ولا مكان للمستسلمين في هذا الزمن، ‏لذا فإن خيارنا هو التمسك بالمقاومة ونهجها لأنها هي ‏التي تصنع دولة ‏قادرة ومقتدرة وعزيزة”.‏
بدوره، شجب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، “إعلان نتنياهو تنفيذه خرائط مشروع إسرائيل الكبرى، في سياق إصراره على قتال الجبهات الموصل لهذا الحلم الإرهابي الأخطر. وهذا يعني أننا في قلب أزمة وجود كبرى تطاول نصف بلاد العرب، بل وتضرب عمق بلادنا العربيّة الاستراتيجيّ، وتؤكد المؤكد منذ العام 1948، على أن ما يجري في قطاع غزة والضفة وجنوب سورية وغيرها… دليل مطلق على وحشيّة هذا الكائن الصهيونيّ الأميركيّ الذي يعتاش على ابتلاع بلاد العرب بالقوة والاحتلال، والعين على أنظمة التطبيع وحكام الطاعة الأميركيّة للخروج من أسوأ كابوس سياديّ”.
وأضاف البيان: “حكومة لبنان وسلطاته التنفيذية معنية بالجواب الممنوع والموقف المقموع وسط شلل سيادي وفضيحة وطنية لا سابق لها على الإطلاق، علّ حكومة هذا البلد تفهم ما قاله رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إيال زامير اليوم فوق أرض لبنان المحتلة، ومن دون خشية من حكومة هذا البلد المنهزمة والتي لا تعرف لغة العنتريّات إلا اتجاه شعبها، فقط لأنّ بعض مَن بهذا البلد يقمع الجيش اللبناني العزيز من القيام بأكبر وظائفه السيادية، ولا حل في وجه هذا الطغيان الصهيوني إلا الممانعة السيادية وإسقاط الجوقة الحكوميّة المستسلمة فضلاً عن تأكيد الخيار الإستراتيجي جيش شعب مقاومة كأساس سيادي ووجودي لهذا البلد بعيداً من الاستسلام الحكومي الذي يهدّد أصل وجود لبنان”.
على صعيد آخر، أشار وزير الإعلام بول مرقص الذي تلى مقرّرات جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الحكومي إلى أن “ الموافقة على تطويع نحو 1500 رقيب لصالح قوى الأمن الداخلي، موضحاً بأنه تمّت الموافقة على تطويع رقيب متمرن اختصاصي وعادي عدد 500 ودركي متمرن عدد 1000 لصالح قوى الأمن الداخلي والموافقة على استخدام 56 أجيراً لصالح قوى الأمن.
وأعلن بأنه تم تعيين محمد سليم زعتري مديراً عاماً لمستشفى بيروت الجامعي، على أن يتم استكمال التعيينات لسائر مجالس إدارة المستشفيات الحكومية.
وأعلن عن جلسة حكومية غداً الخميس في السراي عند الساعة ٣ لاستكمال البحث في البنود الواردة في جدول الأعمال، والتي لم يتسنّ للحكومة درسها.

المصدر: صحف