26-04-2024 05:27 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 15-7-2014: العدو:أين المخرج؟!

الصحافة اليوم 15-7-2014: العدو:أين المخرج؟!

لا يزال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يتصدر افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 15-7-2014 مع دخوله يومه الثامن، فيما لا تزال المقاومة الفلسطينية تدك مستوطنات العدو بالصواريخ المختلفة

 

لا يزال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يتصدر افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة محليا صباح اليوم الثلاثاء 15-7-2014 مع دخوله يومه الثامن، فيما لا تزال المقاومة الفلسطينية تدك مستوطنات العدو بالصواريخ المختلفة المدى والتي اصبح تساقطها على "تل ابيب" وما بعدها شبه يومي، سياسيا تحدثت الصحف عن الوساطة المصرية الاخيرة لوقف العدوان والتي لاقت "ترحيبا" كبيرا من الجامعة العربية. كما تناولت الصحف الحديث عن الملفات السياسية والامنية اللبنانية والتطورات السياسية والعسكرية في الساحتين السورية والعراقية.

 

 
السفير


مفاجآت المقاومة طائرة استطلاع ورسائل هاتفية وخرق البث التلفزيوني

إسرائيل وحربها على غزة: أين المخرج؟

 

حلمي موسى



بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "وفي اليوم السابع لحرب «الجرف الصامد» انطلقت الصواريخ والقذائف، ليس من غزة وحسب، بل أيضا من الجولان ولبنان، لتجعل إسرائيل بأسرها من الشمال إلى الجنوب دفعة واحدة تحت النيران.

وتُظهِر المقاومة في غزة ليس فقط ثباتها الميداني من خلال الحفاظ على قدرة الرد وتنفيذ عمليات برية ضد مدرعات العدو، بل أيضا باستخدام طائرة من دون طيار في مهمة استطلاعية تسقطها إسرائيل بصواريخ «باتريوت» مقابل أسدود. ويزداد الضغط الإسرائيلي على الجمهور الفلسطيني في القطاع، حيث سقط أكثر من 185 شهيدا و1300 جريح، لتسهيل إنضاج التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل تعاظم التذمر في الأوساط الإسرائيلية جراء الضائقة النفسية والخسائر الاقتصادية.

ولوحظ أن إسرائيل في اليوم السابع حاولت، عبر نشر حصيلة المعركة من وجهة نظرها، الإيحاء للإسرائيليين بأن الدمار الذي لحق بحركة «حماس ينضجها» للقبول باتفاق لوقف النار يقوم على أساس العودة إلى تفاهمات «عمود السحاب».

وأعلن ضابط رفيع المستوى أن المقاومة أطلقت حتى الآن أكثر من 1050 صاروخا على إسرائيل، وأن الجيش دمر حوالي ثلاثة آلاف صاروخ في المخازن وعلى المنصات. ولكن ما تبقى لدى «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بشكل أساسي يصل إلى حوالي خمسة آلاف صاروخ آخر. وحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية فإن 50 في المئة من ورش إنتاج الصواريخ قصفت، وأنه لم يبقَ لدى «حماس» إلا «55 في المئة من ترسانة الصواريخ» التي كانت لديها قبل «الجرف الصامد». ورغم تباهي الجيش الإسرائيلي بهذه الأرقام، إلا أن ذلك يشير، على الأقل، إلى وجود مخزون كبير من الصواريخ يسمح للمقاومة باستمرار الرد لأسابيع مقبلة.

وقد تزايدت في اليومين الأخيرين عمليات استهداف المقاومة لدوريات ومكامن الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة باستخدام صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع. ويرمي هذا الاستخدام للإيحاء للجيش الإسرائيلي بترحيب المقاومة بأي تقدم بري في إطار العملية الواسعة التي يجري الحديث عنها منذ أيام. كما أخرجت «كتائب القسام» من جعبتها مفاجأة الطائرة من دون طيار، التي لم تجد إسرائيل وسيلة لإسقاطها إلا عبر استخدام بطارية صواريخ «باتريوت».

وبدا أن «القسام» مرتاحة في اختيارها للوسائل التي تستخدمها ضمن خطة معينة لها أيضا أهداف معنوية. وليس صدفة أن «كتائب القسام» أفلحت تقنيا في السيطرة على البث الفضائي للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، وبثت عليها أشرطة باللغة العبرية ترحب بالمعركة البرية، وتحذر أهالي الجنود من الجحيم الذي سيلقاه أبناؤهم إن خاضوا هذه المعركة.

كما بعثت «القسام» برسالة نصية بالعبرية إلى هواتف نصف مليون إسرائيلي ذكرت فيها إن «غباء حكومتكم التي دخلت في معركة ضدنا من دون أهداف جعل كل إسرائيل تحت النار وكل الإسرائيليين إلى الملاجئ. سنواصل قصف كل مكان في إسرائيل حتى تلبى جميع شروطنا المشروعة».

ورغم استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي والبحري، وعلى نطاق واسع في أرجاء مختلفة في القطاع، مع تركيز على منطقة الشمال قرب بيت لاهيا، فإن دفق الصواريخ المنطلق من غزة لم يتوقف. وتقريبا، وحسب ما أعلن في التلفزيون الإسرائيلي، فإن صلية تنطلق من غزة باتجاه مناطق قريبة وبعيدة كل عشرين دقيقة. وتعمل هذه الصليات، ليس فقط على إيقاع أضرار مباشرة، وإنما أيضا على شل الحياة الاعتيادية في كل مواقع سقوطها.

وتقريبا حافظت المقاومة في غزة، وعلى رأسها «كتائب القسام» و«سرايا القدس» على وتيرة إطلاق صواريخ في الأيام الأخيرة لا تقل عن 100 صاروخ يوميا. وإذا أخذنا بالحسبان ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن سقوط 1050 صاروخا، فإن ذلك يعني أن متوسط الإطلاقات من غزة هو 150 صاروخا يوميا. وملاحظ أن المقاومة تكثف إطلاقاتها بعد أن يكثف العدو غاراته، وتحاول تخفيف الإطلاقات عندما يخفف غاراته.

كما بدا أن الأيام الأخيرة صارت تشهد إصابات مباشرة في البيوت والمناطق المأهولة أكثر من الأيام الأولى. ومن الجائز أنه تقف خلف ذلك أسباب، بينها زيادة الخبرة واستقرار العزم. وهذا يخالف ما يحاول الجيش الإسرائيلي إشاعته عن إنهاك المقاومة وتناقص مخزونها، خصوصا أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تؤكد أن الغالبية الساحقة من الصواريخ التي تطلق على إسرائيل هي من صنع محلي.

ولكن الجيش الإسرائيلي يطلق العنان لنفسه لإظهار إنجازات بسبب الانتقادات التي يتعرض لها من أوساط شعبية وسياسية على حد سواء. وقد تبين، أنه خلافا لادعاءات الأيام الأولى، فإن كثافة النيران ليست أشد مما في «عمود السحاب»، وسيتأكد لاحقا أيضا أن أثر الضربات الإسرائيلية على «حماس» أيضا أقل مما كان في «عمود السحاب». وهناك من يشير إلى أن الخلافات في إسرائيل لا تتلخص فقط داخل المجلس الوزاري المصغر والحكومة، وهي خلافات تبرز بين الحين والآخر إلى العلن، وإنما بين المستويين السياسي والعسكري وداخل المستوى الأمني. وفيما لا تزال هناك أقلية في الحكومة تطالب بعملية برية، فإن الغالبية تتحدث حاليا عن خلاف ليس بين مؤيدي العملية البرية ومعارضيها، لكن بين مؤيدي التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار وبين المطالبين بوقف من طرف واحد من دون اتفاق.

وأعلن ضابط في الأركان العامة الإسرائيلية أن «حماس» باتت ناضجة للإعلان عن وقف إطلاق النار. وقال: «إننا نتواجد في نوع من وقف المساومة، حيث انهم في حماس يريدون العودة بإنجاز، والطائرة التي أرسلوها هي من صنف الإنجازات». وحسب هذا الضابط، فإن الاحتمالات عالية بأن توافق «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على «إبرام هذه الصفقة» وإنهاء العملية العسكرية.

لكن المسألة ليست تقديرات هذا الضابط أو ذاك، بل ما يجري فعلا على أرض الاتصالات من أجل وقف إطلاق النار. ومعروف أن وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير وصل إلى المنطقة عارضا وساطته. كما أن أميركا سبق وأعلن رئيسها باراك أوباما استعداده للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف النار حسب تفاهمات «عمود السحاب». وأعلنت الخارجية المصرية أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري سيصل اليوم إلى القاهرة من أجل بحث هذه المسألة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. ومعروف أن كيري والاميركيين، يحثون مصر على تكثيف اتصالاتها من أجل وقف إطلاق النار.

غير أنه كان لافتا تأكيد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عدم وجود مخطط لدى كيري لزيارة القاهرة. وهذا يعني في نظر المراقبين أن الأمور غير ناضجة، وأنه لو كان هناك اتفاق لوقف النار لهرع من أجل إثبات أن لأميركا دورا في التوصل إليه. كما لوحظ أن الخارجية الإسرائيلية أكدت عدم علمها بوجود نية لدي كيري لزيارة تل أبيب. ودعا البيت الأبيض إسرائيل إلى عدم شن هجوم بري على غزة، معتبرا انه يمكن أن يعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر، برغم تأكيده «حقها بحماية مدنييها من الهجمات الصاروخية».

ومع ذلك، من الواضح أن كلا من «حماس» وإسرائيل تريدان التوصل إلى اتفاق أساسه تفاهمات «عمود السحاب» ولكن مع إضافات. فتفاهمات «عمود السحاب» من دون إضافات لمصلحة إسرائيل تعني أن الحرب لم تحقق شيئا، وهو ما لا يرضي اليمين. ولذلك فإنها تطالب بنوع من «تجريد غزة من الصواريخ» أو «خصي قدرة غزة على إنتاج الصواريخ» و«تدمير الأنفاق بين غزة وإسرائيل». و«حماس» من جانبها تريد إضافات، بينها تأكيد فتح معبر رفح وتنفيذ خطط إعمار غزة، وتسهيل عمل «حكومة التوافق» والإفراج عن محرري صفقة جلعاد شاليت وقيادات «حماس» في الضفة. وبديهي أن إسرائيل و«حماس» تكتفيان بتحقيق اتفاق يضمن، ولو جزءا من هذه الإضافات، وإلا يتعذر التوصل إليه أصلا.

وكما سبق، فإنه ورغم تعدد الجهات التي تدفع باتجاه الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن مصر هي الجهة الوحيدة التي لا تزال قادرة على أداء دور. ومن الجائز أن لعب القاهرة لدورها مرهون بدرجة معينة بتغيير موقفها، ولو جزئيا من حركة «حماس»، إذ يصعب على مصر لعب دور الوسيط مع جهة أعلنت عنها رسميا طرفا معاديا.

ويمكن لمصر أن تلعب هذا الدور إذا قفزت عن البعد السابق بتجاهله والتركيز على فتح معبر رفح. ولهذا فإن ما تسرب من أنباء عن مبادرة مصرية مساء أمس قد يكون مجرد محاولة في الهواء لإثبات أن القاهرة تفعل شيئا، وقد يكون أيضا إلقاء لسلم على الشجرة للطرفين لينزلا عنها.

وأعلنت الخارجية المصرية، في بيان، أن مصر تدعو «كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار»، مضيفة: «تحددت الساعة السادسة (طبقا للتوقيت العالمي) يوم 15 تموز لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة».

وأضاف: «خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة، تستقبل القاهرة وفودا رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية للتباحث بشأن تثبيت وقف إطلاق النار، على أن تجرى المباحثات مع كل طرف بشكل منفصل».

ودعت المبادرة المصرية إلى التزام إسرائيل «بوقف جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين»، فيما نصت على أن تلتزم «الفصائل الفلسطينية كافة في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض، مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين».

كذلك تضمنت المبادرة أن يتم «فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية، في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض»، وعلى أن يلتزم الطرفان «بعدم القيام بأي أعمال من شأنها التأثير سلبا في تنفيذ التفاهمات»، وكذلك أن تحصل مصر على «ضمانات من الطرفين بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه».

وفي كل الأحوال، فإن أحدا في إسرائيل أو «حماس» لا يقول أن المعركة الجارية ستظل إلى ما لا نهاية، بل يبحث الجميع عن بوابة الخروج المشرف منها.

 

الحوار بين بري والحريري يتقدم.. بهدوء

مسعى جنبلاطي لتسوية بانسحاب عون وجعجع وحلو

 

إيلي الفرزلي


يعرف وليد جنبلاط أكثر من غيره أن لا حوار يعول عليه محلياً إلا حوار «حزب الله» و«المستقبل»، لكنه يعرف أيضاً أن هذا الحوار يبدو مستحيلاً في الظروف الاقليمية الحالية.. ما البديل؟ لم يجد جنبلاط أفضل من فتح قنوات اتصال بين «المستقبل» و«أمل»، علها تمهد الطريق أمام توسيع هامش الحوار ليشمل كل الأفرقاء أو معظمهم، وصولاً إلى تفاهمات تجعل لبنان بمنأى عن نار الإقليم واشتباكه المترامي الأطراف.

عندما التقى الزعيم الاشتراكي الرئيس سعد الحريري في باريس، كان الحوار مع الرئيس نبيه بري أحد موضوعين طرحا خلال تلك الجلسة. ثانيهما هو محاولة إيجاد مخرج لمسألة ترشيح كل من سمير جعجع والعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

في الموضوع الأول، سرعان ما تجاوب الحريري مع أي ترتيب للعلاقة مع رئيس المجلس النيابي. أما في مسألة ترشيح جعجع وعون، فأكد لضيفه أن جعجع مرشح «14 آذار» الرسمي، وفي الوقت نفسه، لا مصلحة له في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من خلال حمل كرة نار رفض ترشيح عون إلى الرئاسة. هو سبق ودعا رئيس «تكتل التغيير» إلى التواصل مع حلفائه المسيحيين، لكن الأخير لم يفعل. موضحاً أن استمرار الحوار بينه وبين «الجنرال» له مردوده الايجابي، خصوصا في ما يتعلق بعمل الحكومة. هذه النقطة لم تقنع جنبلاط على الأرجح، كونه بدا متحمسا لإنهاء أية صيغة تعطي إيحاءات ملتبسة للمرشحين الرئاسيين وبما يسهل التوصل إلى خيارات توافقية. برغم ذلك، اتفق والحريري على استمرار التواصل وعاد إلى بيروت، ليتبين له في أول اختبار أن أداء وزراء «تكتل التغيير» في أكثر من ملف يساهم في عرقلة عمل الحكومة.

التواصل مع بري أفرز لقاءين، حتى الآن، بين الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، برعاية جنبلاطية من خلال وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي كلف بدعم مسيرة الحوار المبني على ثلاثة عناوين: تحريك ملف رئاســة الجمهورية، تسيير عمل مجلس الوزراء وإعادة إحياء الجلسات التشريعية.

في الملف الأول، أيقن جنبلاط أن انتظار العصا السحرية من الخارج لن يجدي نفعاً في هذه المرحلة، فلا الاتفاق الإيراني - السعودي قريب ولا نهاية الأزمة السورية قريبة، أضف إلى التعقيدات التي تشهدها المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1. الأغرب أن من كان ينتظر حلولاً للملفات الثلاثة، وجد نفسه في مواجهة ملف «خلافة داعش» التي امتدت بين سوريا والعراق، وعينت أميراً لها في لبنان، قبل أن ينفجر المشهد الفلسطيني ويفضح أدوار دول وحكومات، قريبة وبعيدة من غزة. يقود ذلك إلى الاستنتاج أن لا أحد يفكر بلبنان وبمن يكون رئيسه في هذه المرحلة.

عند هذا الحد، لم يعد بالإمكان الانتظار، صار لا بد من إيجاد تسوية رئاسية تنهي مرحلة المراوحة والانتظار. التقييم ايجابي لعمل الحكومة ورئيسها تمام سلام، وهناك تجربة جديدة لا بد من التنويه بها على صعيد التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية للمرة الأولى منذ سنوات طويلة. كما أن استمرار مد هذه الأجهزة بالمعلومات الاستخبارية عنصر أمان إضافي للواقع اللبناني، لكن كل ذلك لا يكفي ولا يمكن أن يشكل بديلا عن استكمال عمل المؤسسات، بدءا من رئاسة الجمهورية وصولا إلى مجلس النواب مرورا بالحكومة وكل أجهزة الرقابة وإدارات الدولة.

على طاولة جنبلاط خطوط عريضة للتسوية، عنوانها الأول التفاهم على رئيس توافقي يستطيع أن يدير الأزمة ويدوّر الزوايا لبنانياً في انتظار التسويات الإقليمية والدولية المؤجلة. إذا كان تعبيد هذه الطريق يقتضي سحب المرشح النائب هنري حلو، فلا ضير عند جنبلاط من هكذا خطوة، على أن يقابلها انسحاب عون وجعجع. بالنسبة إلى رئيس «الاشتراكي»، فإن ترشيح جعجع ليس إلا ورقة للتفاوض، لذلك فإن المعضلة الأساسية تكمن في ترشيح عون. هنا، يعتقد جنبلاط أنه يفترض بـ«حزب الله» لعب دور أساسي في إقناع حليفه بسحب ترشيحه. حتى الآن، يبدو هذا الأمر مستحيلاً. لا تنكر المختارة قناعتها بأن أفضل من يستطيع إقناع الحزب بالدخول في التسوية هو بري.

في الملف الثاني، أي ملف الحكومة، لا مشكلة بين «المستقبل» و«أمل» وكلاهما يتفرجان على التعطيل الآتي من حلفائهما.

لم يبق إلا الملف التشريعي. ثمة ثلاث نقاط يجري البحث بشأنها:

ـ «سلسلة الرتب والرواتب»، التي لم يحصل بشأنها أي تقدم، مع إصرار «المستقبل» على زيادة الضريبة على القيمة المضافة واحدا في المئة، برغم أن النقاش بشأنها مستمر.

ـ زيادة الإنفاق بما يغطي رواتب الموظفين، إلا أن هذا الملف يلقى معارضة من كتلة «المستقبل» الساعية إلى إيجاد تسوية تشمل الـ11 مليار دولار التي صرفت خلافاً للقانون أيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

ـ يبقى مشروع القانون المتعلق برفع سقف الاقتراض بالـ«يوروبوند» لتغطية خدمة الدين. هنا، لا مشكلة «مستقبلية» في عقد الجلسة لإقراره، لكن جنبلاط ما يزال يسعى للحصول على اتفاق أشمل، من دون أن يوفق حتى اليوم.

مع ذلك، ومهما كان الاتفاق محدوداً، فهو يشكل، بالنسبة لجنبلاط، الحجر الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه علاقة أكثر متانة بين الطرفين. ذلك قد يبقى دون الهدف المرجو، لكنه لن يكون سبباً كافياً كي لا يمضي قدماً بما بدأه: الهدف توسيع الحوار، لكن الأهم يبقى عدم حرق المراحل ووعي مختلف الأطراف لخطورة المرحلة الاقليمية واللبنانية.



"داعش" يسيطر على غالبية دير الزور

انسحاب "النصرة" يضعه بمواجهة الجيش السوري


عبد الله سليمان علي


للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية ترتسم خطوط تماس ساخنة بين الجيش السوري من جهة وبين "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش" من جهة ثانية.

وجاء هذا التطور بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" على أحياء مدينة دير الزور، التي انسحبت منها "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" أمس، في خطوة متوقعة بعد الانهيار الذي أصاب قواتهما في أرياف المدينة الأسبوع الماضي.

وكان "داعش" أحكم سيطرته على جميع مدن وبلدات ريف دير الزور، نتيجة بيعات سرية وتسويات مع بعض الكتائب حصل عليها تباعاً، ومكّنته من توفير الكثير من الذخائر والأسلحة التي كان يفترض أن يستهلكها لولا ذلك.

وقد تسبّبت هذه البيعات والتسويات بانهيار معنويات مسلحي الفصائل الأخرى الذين أدركوا أنه لا أفق لحربهم مع "داعش"، خصوصاً بعد فرار قادة وأمراء "جبهة النصرة" من الشحيل، التي شكل سقوطها ضربة قاصمة لتحالف زعيم "النصرة" أبو محمد الجولاني - "الصحوات".

وإضافة إلى انهيار المعنويات شكّل الحصار الذي فرضه "داعش" على مدينة دير الزور، وقطعه خطوط الإمداد كافة عن الكتائب المتواجدة في أحيائها، عاملاً مهماً تسبب في تسريع استسلام هذه الفصائل، لا سيما أن "الدولة الإسلامية" استغل الحصار ليرسل وفوداً إلى قادة هذه الفصائل للتفاوض معها حول شروط الاستلام والتسليم.

وبينما تواردت الأنباء عن مبايعات حصل عليها "داعش" من كتائب داخل المدينة، كانت فصائل وكتائب عدة أخرى متأثرةً بأحداث العراق وريف دير الزور، تقرر النأي بنفسها عن الصراع واعتزال القتال الذي لا ناقة لها فيه ولا جمل، ولم تكن لتخوضه لولا هيمنة "الهيئة الشرعية" التي كانت تتولى بالأمس توزيع الحصص من الغنائم وحقول النفط وأصبح قادتها اليوم بين قتيل أو هارب. وآخر هذه الكتائب كانت "كتائب محمد" التابعة إلى "جبهة الأصالة والتنمية" التي أصدرت أمس بياناً أعلنت فيه اعتزالها قتال "الدولة الإسلامية"، متبرئة من الجبهة التي كانت تنتمي إليها ومن انحرافها عن منهجها.

جميع هذه الظروف والعوامل، وضعت مَن تبقى من قادة "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" أمام حقيقة لا مفر منها، وهي أن الوقت ينفد ولا سبيل للبقاء في المدينة أكثر من ذلك، لذلك تم اتخاذ قرار إخلاء مقارهم ومراكزهم كافة في المدينة والانسحاب باتجاه أي منطقة تكون آمنة لهم.

وكان صباح أمس على ما يبدو الموعد المقرر لتنفيذ القرار، حيث باشر عناصر "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" بإخلاء مقارهم، في الوقت الذي كان فيه رتل عسكري تابع لـ "الدولة الإسلامية" يدخل المدينة عبر جسر السياسية، كي يستلم المقار التي تخليها له الفصائل. وكان رفع راية التنظيم فوق المقر الرئيسي لـ "جبهة النصرة" إيذاناً بأن المدينة أصبحت ضمن قائمة "ولاياته"، وليسيطر بذلك على ثاني مركز محافظة بعد الرقة، كما وصف الحدث "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، لكن مع وجود فارق هو أن الجيش السوري ما زال يسيطر على أحياء ضمن مدينة دير الزور بينما ليس له أي تواجد في مركز مدينة الرقة.

وخلافاً لكثير من وسائل الإعلام التي ذكرت أن السيطرة على دير الزور جاءت كنتيجة لمقتل "أمير جبهة النصرة" في دير الزور صفوان الحنت (أبو حازم البلد)، فإن الوقائع الميدانية تؤكد أن مقتل الحنت من عدمه لم يكن ليؤثر على مجريات الأحداث، وسقوط المدينة بين يدي "داعش". وكل ما في الأمر أن عملية الهروب التي جرى التخطيط لها لإخراج الحنت من المدينة تعرضت إلى فشل ذريع، حيث كشف عناصر "داعش" الخدعة وتمكنوا من إلقاء القبض على الحنت وهو متنكر بزيّ امرأة على مقعد متحرك للمعوقين، ليصار إلى قتله بعد ذلك. وبيّنت الصور التي نشرت له أنه كان حليق الذقن ويرتدي بالفعل ثياب امرأة.

وقد أدّى مقتل الحنت إلى إثارة موجة غضب في صفوف عناصر "جبهة النصرة" في دير الزور، الذين حملوا الجولاني وقادة "النصرة" مسؤولية مقتله، لأنهم هربوا ناجين بأنفسهم وتاركين الحنت وحيداً في مواجهة "الخوارج".

ورغم سيطرة "داعش" على معظم مدينة دير الزور، إلا أن الجيش السوري ما زال يسيطر على أجزاء من المدينة. فهو يسيطر على غالبية أحياء الصناعة والجورة والقصور (خلافاً لما ذكره "المرصد" من سيطرة "داعش" على كامل هذه الأحياء)، وكذلك حي الرشدية وبعض أحياء الحويقة والموظفين والجبيلة. وغالبية هذه الأحياء كانت تشهد اشتباكات مستمرة بين الجيش السوري وبين "جبهة النصرة" وحلفائها طوال الفترة الماضية.

ومن المتوقع أن تنتقل هذه الاشتباكات إلى "داعش" الذي حلّ مكان هذه الفصائل، الأمر الذي يفتح الحرب السورية على مشهد جديد وربما حبكة شديدة التعقيد، نتيجة الترابط بين الأحداث في شرق سوريا وفي غرب العراق، الأمر الذي يستلزم أن تكون مواجهة "داعش" فعالة على طرفي الحدود."

 

النهار


الديبلوماسية في سباق مع الهجوم البري على غزة

مصر أطلقت مبادرة وكيري في القاهرة اليوم

 

محمد هواش


من جهتها كتبت صحيفة "النهار" تقول "كثف الجيش الاسرائيلي حشوده في محيط قطاع غزة، في اشارة الى نيته شن عملية برية اذا لم تفلح الاتصالات والجهود الديبلوماسية في التوصل الى اتفاق لوقف النار. ووقت حذرت واشنطن من هذه العملية، اطلقت مصر التي يزورها وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم، مبادرة لوقف النار بناء على اتصالات اجرتها مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وكشفت مصادر اسرائيلية ان "اسرائيل تبحث عن صيغة تحقق من خلالها شروطا جديدة في مقابل وقف غاراتها على قطاع غزة". واوضحت ان المعادلة التي سيبحث فيها اليوم تشمل رفع الحصار عن غزة، وفتح معبر رفح في مقابل تجريد غزة من السلاح في اشراف الامم المتحدة. واوردت الصحف الاسرائيلية ان" تل ابيب سوف تطلب على الاقل نزع الصواريخ البعيدة المدى التي يصل مداها الى تل ابيب والقدس وحيفا".

وفي التطورات الميدانية، كشفت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" مفاجأة جديدة هي امتلاكها طائرات من دون طيار من ثلاثة طرازات للقصف والاستطلاع ولهجمات انتحارية. واعلنت اسرائيل اسقاط طائرة منها امس في أجواء مدينة أشدود بصاروخ "باتريوت".

وصرّح الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن خمسة فلسطينيين قتلوا ليلاً في غارتين على جنوب قطاع غزة، الاولى على منزل في رفح ادت الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلة والثانية على خان يونس أوقعت قتيلين. وبذلك، ارتفعت الى 186 قتيلاً و1390 جريحا حصيلة ضحايا الهجوم الاسرائيلي المستمر منذ الثلثاء على القطاع، اي ما يفوق حصيلة الهجوم السابق في تشرين الثاني 2012.

مبادرة مصرية

وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط "أ ش أ" المصرية ان "وزير الخارجية الأميركي جون كيرى سيقوم بزيارة لمصر اليوم يجري خلالها محادثات مع عدد من كبار المسؤولين". وقالت ان كيري اتصل بنظيره المصري سامح شكري الاحد في ما يتعلق بالازمة الراهنة في غزة وتواصل العملية العسكرية الاسرائيلية.

ودعت الولايات المتحدة اسرائيل الى عدم شن هجوم بري على قطاع غزة وقالت إنه يمكن ان يعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر. الا ان البيت الابيض امتنع عن انتقاد اسرائيل على عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا في قطاع غزة من جراء الغارات الجوية الاسرائيلية، وقال ان للحكومة الاسرائيلية "الحق" وعليها "مسؤولية" حماية مدنييها من الهجمات الصاروخية.

وقبل ساعات من زيارة كيري، اعلنت القاهرة مبادرة لوقف النار تضمنت الاتي:

أ- توقف إسرائيل جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً، مع تأكيد عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين.

ب - توقف الفصائل الفلسطينية كافة في قطاع غزة جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض، مع تأكيد إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين.

ج - فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.

د - أما باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن فسيبحث فيها مع الطرفين.

ثانيا - أسلوب تنفيذ المبادرة:

أ - تحددت الساعة 06:00 يوم 15 /7/ 2014 (طبقاً للتوقيت العالمي) لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.

ب - يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال محادثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، على أن تتم المحادثات مع الطرفين كل على حدة (طبقاً لتفاهمات تثبيت التهدئة بالقاهرة عام 2012).

جـ - يلتزم الطرفان عدم القيام بأي أعمال من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين لالتزام ما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أي من الطرفين في حال القيام بأى أعمال تعرقل استقرارها.

وفي وقت متقدم، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.

وفي غزة، اكدت "حماس" انها لن تقوم بالتهدئة مع اسرائيل قبل ان توقف الدولة العبرية قصفها لقطاع غزة وتفرج عن الاسرى وترفع الحصار عن القطاع الفلسطيني من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار.

"حماس"

وأعلن القيادي في "حماس" اسماعيل هنية في كلمة متلفزة ليلاً أن "هناك اتصالات لوقف العدوان بالتزامن مع تحرّك سياسي من قيادة الحركة والفصائل الوطنية".وأكد مسؤول آخر في "حماس" أن ثمة جهوداً من أجل التهدئة في غزة ولكن لا اتفاق حتى الآن.


لبنان بين الصواريخ ومعارك الحدود

الأمم المتحدة تحذّر من تفكك الدولة!


مع ان المشهد الداخلي يبدو مقبلاً على مزيد من "التصحّر" السياسي ينذر بتعميم عدوى تعطيل المؤسسات تدريجاً بما يضع الحكومة هي أيضاً امام هذا الخطر، فان ذلك لم يحرك ساكناً بعد لدى القوى السياسية لتدارك الاسوأ الزاحف مع الاخطار الامنية عبر الحدود الجنوبية والشرقية سواء بسواء. وقد ارتسمت في هذا السياق صورة شديدة القتامة تشكل ظاهرة اطلاق الصواريخ من الجنوب وجهها الاول فيما تشكل معارك ضارية تجري عبر الحدود الشرقية المتداخلة بين سوريا ولبنان منذ أيام وجهها الآخر.

ولم يكن ينقص لبنان وسط هذا الحصار الحدودي الخطر سوى تحذير أممي لعله الاشد تعبيراً عن خطورة ما آلت اليه أوضاعه اذ جاء على لسان أحد اكبر المسؤولين في الامم المتحدة في لبنان وهو روس ماونتن منسق الامم المتحدة المقيم للشؤون الانسانية اذ قال إن لبنان يواجه خطر التفتت كدولة القي على عاتقها عبء 1٫1 مليون لاجئ سوري. وجاء كلام ماونتن في مؤتمر صحافي عقده امس في جنيف حيث نقلت عنه وكالة "رويترز" ان الزعماء السياسيين والدينيين في لبنان من السنة والشيعة غطوا حتى الآن التوترات المتنامية لكن الدول المانحة لم تف بالتعهدات لتقديم الاغاثة. وقال: "لم يعد الامر مجرد مسألة طوارئ انسانية بل كما وصفه الرئيس السابق (ميشال سليمان) ازمة تتعلق بوجود لبنان وبامن البلاد واستقرارها". وذكر بان هناك ما يربو على 1٫12 مليون لاجئ سوري مسجلين في لبنان أي ما يعادل ربع سكانه وأضاف: "نخشى ان يتصاعد التوتر بشكل اكبر والا يؤدي الى تفاعلات سورية - لبنانية فحسب بل ان يثير ويا للاسف شبح المشكلات بين اللبنانيين وبين الطوائف". واعتبر ان العنصر المهم الآخر هو ما اذا كانت حكومة بيروت يمكنها الحفاظ على التوازن بين الخليط السياسي والطائفي في لبنان والمضي قدما نحو الانتخابات الرئاسية والنيابية. واضاف ان تدخل "حزب الله" في سوريا "يثير جدلاً كبيراً بكل وضوح على الصعيد الداخلي وهذا يمثل بعدا آخر لهشاشة الساحة السياسية".

الجنوب

في غضون ذلك، علمت "النهار" ان تحذيرات خارجية وصلت الى الحكومة تشدد على ضرورة ضبط الوضع في جنوب لبنان في ضوء تكرار حوادث اطلاق الصواريخ. وفيما قالت مصادر ديبلوماسية إنها تتفهم ان لا الحكومة اللبنانية ولا "حزب الله" يعلمان سلفاً بهذه الحوادث، لكن تكرارها يشير الى ان قوى الامر الواقع لا بد ان تكون مطلعة على ما يدور في تلك المنطقة. ويذكر ان دفعة ثالثة من الصواريخ المجهولة اطلقت فجر امس من سهل المعلية جنوب صور. ثم تجدّد اطلاق الصواريخ ليل امس من سهل القليلة في صور حيث اطلق صاروخان في اتجاه الجليل في شمال اسرائيل وردت المدفعية الاسرائيلية بقصف منطقة القليلة.

جرود عرسال – القلمون

في المقابل، شهدت السلسلة الشرقية الحدودية لجبال لبنان تصعيداً للاشتباكات العنيفة بين "حزب الله" ومسلحين سوريين منتشرين على طول السلسلة. وأفادت و"كالة الصحافة الفرنسية" ان 16 مقاتلاً من الحزب ومقاتلين من المعارضة السورية المسلحة بينها "جبهة النصرة" قتلوا خلال 36 ساعة كما أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أمس. وتركزت المعارك بين عرسال ومرتفعات منطقة القلمون. وأوضح المرصد ان سبعة من "حزب الله" قتلوا وأن 31 آخرين جرحوا، فيما قتل تسعة مقاتلين من "جبهة النصرة" وكتائب اسلامية واصيب 23 آخرون بجروح ونقلوا الى مستشفى ميداني في عرسال. ونسبت الوكالة الى مقاتل في "حزب الله" اصيب في المعركة ان ثمانية مقاتلين من رفاقه في الحزب قتلوا في المعركة، بينما سقط العشرات بين قتلى وجرحى في صفوف الفريق الآخر. وأفاد مراسل "النهار" في بعلبك ليلاً أن القيادي في "جبهة النصرة" أحمد عمر يقظان (سجل المزرعة) قضى أمس خلال الاشتباكات التي حصلت. وكان يقظان نقل الى مستشفى الرحمة في عرسال مع مجموعة من القتلى والجرحى لكن اسمه كتم وهو زوج المواطنة جمانة حميد من بلدة عرسال والتي أوقفت وهي في سيارة مفخخة آتية من عرسال.

مجلس الوزراء

وسط هذه الاجواء، سيواصل رئيس الوزراء تمام سلام اليوم مشاوراته مع الوزراء بغية الوقوف على اراء مكونات الحكومة في الازمة التي أدت الى تعطيل عمل مجلس الوزراء مما أضطره الى تعليق الجلسات في انتظار تنقية الاجواء بما يسمح بمعاودة العمل الحكومي. وفي هذا الاطار يستقبل الرئيس سلام في السرايا وزير الصحة وائل ابو فاعور ليعرض معه مستجدات ملف الجامعة اللبنانية الذي أدى الى تجميد هذا العمل. وكان قد ألتقى أمس وزير التربية الياس بوصعب ووزير التنمية للشؤون الادارية نبيل دو فريج ووزير الاقتصاد الان حكيم. كما من المقرر ان يجتمع اليوم الوزيران بوصعب وحكيم للتشاور في الاقتراحات ذات الصلة بملف الجامعة اللبنانية.

قزي

وصرّح وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" بأن الرئيس سلام "يكبّر الازمة وما حصل في مجلس الوزراء هو أمر طبيعي في ظل أي حكومة أياً كان شكلها. كما أن المواضيع التي حصل عليها الخلاف قابلة للنقاش.والذين اعترضوا لم يعترضوا نكاية بأحد بل من أجل تحقيق العدالة في توزيع المسؤوليات في الجامعة اللبنانية. لذلك، لا يجوز تعطيل عمل الحكومة وعدم دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد بسبب تعنت وزير.ونحن في حزب الكتائب نعتقد أن عدم دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد هو بمثابة خضوع لمشيئة طرف يريد ضمنا تعطيل عمل الحكومة ولو ظهر ذلك من باب جدول الاعمال.من هنا نقول لا يجوز التعطيل الذي سيكون في يد الفريق المعطّل، كما ان الحرص الزائد على وحدة الحكومة يعطّل عملها".

الحريري

الى ذلك، علمت "النهار" ان دفعة ثانية من الشخصيات في تيار "المستقبل" غادرت امس بيروت الى جدة في المملكة العربية السعودية لاجراء مشاورات مع الرئيس سعد الحريري، وهي ضمت وزير العدل أشرف ريفي والنائبين سمير الجسر ومحمد كبارة.وتتركز المشاورات على أوضاع طرابلس في ضوء التطورات الاخيرة.

الرئاسة

وعلمت "النهار" ان ثمة تحركاً جارياً على صعيد استحقاق رئاسة الجمهورية من اجل استمزاج الاراء في أسماء جديدة. وأسفرت المشاورات امس عن ان هناك فارقاً بين من يريد حصر الاستحقاق الرئاسي بأولوية فرد مرشح ومن يريد حصر الاستحقاق بأولوية منصب الرئاسة الاولى. ومن المتوقع ان يزور سفراء الدول الخمس الكبرى السرايا وان يصدر بيان مشترك بعد لقائهم الرئيس سلام يدعو القيادات اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها وفقاً لما لمح اليه السفير الفرنسي باتريس باؤلي لـ"النهار" امس.


مجلس الأمن أجاز 4 معابر لإدخال المساعدات إلى سوريا

"الدولة الإسلامية" تسيطر على 98% من دير الزور

 

علي بردى


سار مجلس الأمن أمس خطوة متقدمة لرفع الضيم الذي تفرضه الحكومة السورية على الملايين من مواطنيها، وقرر بالإجماع تجاوز سلطاتها والسماح من دون إذن مسبق منها بادخال المساعدات الإنسانية الى كل المناطق، بما فيها تلك التي تسيطر عليها المعارضة، عبر أقصر الطرق من أربعة معابر على الحدود مع الأردن والعراق وتركيا وعبر جبهات القتال الداخلية.

وبعد أسابيع من المفاوضات الصعبة والمعقدة، صوّت الأعضاء الـ١٥ بالإجماع على القرار ٢١٦٥ الذي أعدته أوستراليا واللوكسمبور والأردن، وانضمت الى رعايته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى، والذي ينص على أنه "يجب على كل أطراف النزاع، وبالتحديد السلطات السورية، أن يمتثملوا لواجباتهم تحت القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ويجب أن ينفذوا فوراً وكلاً مندرجات القرار ٢١٣٩". ويقرر أن "الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركاءها التنفيذيين مخولون استخدام طرق عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية في باب السلام وباب الهوى واليعربية والرمثا، الى الطرق المستخدمة حالياً، من أجل ضمان أن تصل المساعدة الإنسانية، بما فيها الإمدادات الجراحية والطبية، الى الناس المحتاجين في كل أنحاء سوريا"، على أن تستخدم هذه المعابر "بفاعلية من العمليات الإنسانية للأمم المتحدة". ويقرر كذلك "انشاء آلية مراقبة، تحت سلطة الأمين العام للأمم المتحدة، لمراقبة تحميل شحنات الإغاثة الإنسانية بموافقة الدول المجاورة لسوريا"، في إشارة الى الأردن والعراق وتركيا، ومع إعطاء علم من الأمم المتحدة للسلطات السورية. ويحدد أن التفويض هذا "تنتهي صلاحيته بعد ١٨٠ يوماً من اصدار القرار، ويكون عرضة للمراجعة من مجلس الأمن".

في غضون ذلك، افاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان عدداً كبيراً من مقاتلي الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة السورية ومنها "جبهة النصرة " انسحبوا من مدينة دير الزور في شرق سوريا، بينما بايع مقاتلون آخرون من هذه الكتائب "الدولة الاسلامية".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن : "اصبحت نسبة 95 الى 98 في المئة من محافظة دير الزور تحت سيطرة الدولة الاسلامية" التي تسيطر ايضا على مساحات شاسعة من العراق المحاذي لشرق سوريا. وأضاف: "لا يزال النصف الآخر من مدينة دير الزور والمطار العسكري الواقع عند احد اطرافها وبعض القرى في المحافظة خارج سيطرة الدولة"."

 

الاخبار


اقتراح مصري لوقف النار تتلقفه إسرائيل وتخشاه المقاومة


وأشارت صحيفة "الاخبار" الى أن "طوق نجاة بصناعة أميركية وتجميع مصري، قدّمته القاهرة إلى إسرائيل أمس عبر اقتراح اتفاق لوقف إطلاق نار، لم تتضح معالمه، وإن كانت ردود فعل الدولة العبرية وفصائل المقاومة، وخاصة «سرايا القدس»، تشي بأنه لا يستجيب لتضحيات الشعب الفلسطيني خلال العدوان المستمر منذ تسعة أيام.

اقتراح يبدو واضحاً أنه يوجِد لإسرائيل مخرجاً من المأزق الذي أوجدت نفسها فيه، مع إدراكها لعجزها عن تحقيق إنجاز في مواجهة المقاومة التي عبّرت عن مستوى عالٍ من الأداء العسكري والأمني، وإدراكها في الوقت نفسه لخطورة الدخول البري في ظل مفاجآت تخبئها المقاومة الفلسطينية التي أعطت أنموذجاً عنها طائرة الاستطلاع التي حلقت في الأجواء أمس. لعل في دعوة جون كيري تل أبيب إلى عدم خوض المغامرة البرية خير دليل، وزيارته للقاهرة اليوم أبلغ إشارة إلى طبخة أميركية مصرية، ليس واضحاً إن كانت قد نضجت أو لا. هي القاهرة نفسها التي استضافت على استحياء مساء أمس اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب بلا لون ولا رائحة

ليس من المبالغة القول أنه مع إعلان المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال والمقاومة في غزة، يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تنفس الصعداء، لكونها تشكل، في حال بلوغها خواتيمها، مخرجاً لأزمة الخيارات التي اصطدم بها، بعد ثمانية أيام من المواجهة، وراوحت بين الانتقال إلى خيار العملية البرية، أو المراوحة تحت سقف التصعيد العسكري المتبادل.

مبادرة تبدو أشبه بطوق نجاة لإسرائيل من مأزقها الميداني. صحيح أنها تشكّل مدخلاً لوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنها في الشكل الذي عرضته الخارجية المصرية، أي 12 ساعة وقف نار تليها 48 ساعة محادثات حول شروط الهدنة، تكون أقرب إلى رغبة تل أبيب التي رفعت شعار «تهدئة في مقابل تهدئة» دون مكافآت للجانب الآخر، في مقابل المقاومة التي كانت واضحة في أهدافها. وعلى ذلك، فإن تقويم نتائج هذه الجولة من المواجهات مرتبط بمدى اقتراب مضمون التفاهم من الشعارات والمطالب التي رفعها طرفا الصراع.

القاهرة قالت إن مبادرتها جاءت «استكمالاً للجهود المكثفة والاتصالات المستمرة التي تجريها مصر منذ أسبوعين مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية»، وفي هذا دلالة على أن الحديث عن دخول الدوحة وأنقرة إلى خط الوساطة لم يتعد كونه التواصل مع «حماس» نيابة عن الاتصال المباشر بينها وبين الولايات المتحدة، لأن مصر هي الأقرب جغرافياً وتملك مفتاح المعبر، ما يحتم في كل الأحوال أن «جارة غزة» هي المعني بالأول بتنفيذ التهدئة وضمان استمرارها، وأنها لن تقبل أن تكون أداة تنفيذية خاصة مع عدائها الواضح لسياسات قطر وتركيا في المنطقة.

البطش عارض بشدة طرح بنود المبادرة عبر الإعلام قائلا إن للمقاومة عناوين

أما الصيغة التي قدمت عبر الإعلام،