26-04-2024 09:20 PM بتوقيت القدس المحتلة

نص كلمة السيد نصرالله في حفل التخرج الجامعي السنوي الـ23 كاملاً

نص كلمة السيد نصرالله في حفل التخرج الجامعي السنوي الـ23 كاملاً

نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل التخرج الجامعي السنوي الثالث والعشرين في مجمع سيد الشهداء ـ الرويس يوم الأحد 16-12-2012 كاملاً:

                                                        
نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل التخرج الجامعي السنوي الثالث والعشرين في مجمع سيد الشهداء ـ الرويس يوم الأحد 16-12-2012 كاملاً:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام عل سيدنا ونبينا محمد خاتم النبيين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

من دواعي السعادة والبهجة أن نلتقي في هذا الحفل الكريم المبارك، والذي يعبّر أيضاً في بعض أبعاده عن إستجابة هذا الجيل لنداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى طلب العلم والإهتمام بالعلم والتأكيد على أن نكون أمة علماء وجيل علماء ومجتمع علماء في كل المجالات والإختصاصات.

هذا الحفل هو عنوان إنجازٍ صنعتموه أنتم وحققتموه أنتم، ونحن نفرح به جميعاً، لأن بركات ونتائج وآثار هذا الإنجاز ستعود إلى الجميع.

إنني في البداية أتوجه بالتحية إلى جميع الإخوة والأخوات الخريجين والخريجات في هذا العام في هذا الحفل الكريم، وأشكرهم على جهودهم وجهادهم في مقاعد الدراسة، وتعبهم وسهرهم وتحصيلهم العلمي، وفي نهاية المطاف على نجاحهم وعلى تفوقهم أيضاً في بعض المجالات وفي بعض الإختصاصات، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم في بقية العمر بعد أن يُطيل أعمارهم، إلى مزيد من العلم والعمل وفعل الخير والبناء للدنيا والآخرة.

يجب أن أتوجه بالشكر إلى الأهل الكرام وإلى الآباء والأمهات وإلى العائلات الكريمة والشريفة، التي تحملت كل هذه الأعباء القاسية والصعبة في مثل الظروف التي نعيشها في لبنان، وأصرّت وواكبت ودعمت أبناءها وبناتها لمواصلة الدراسة والتحصيل العلمي. وبعد الله سبحانه وتعالى الشكر لهؤلاء الآباء والأمهات، الذين حملوا هذا العبء. وهنا يجب أن نُوجّه، ومن خلال هذا الحفل الكريم، نداءً، بل نقدم رجاءً، ولو وصلنا إلى حد التوسل ـ لا توجد مشكلة ـ أن نقول للأباء وللأمهات وللعائلات إحرصوا بشدة على أن يُواصل أبناءكم وبناتكم التحصيل العلمي والدراسة، مهما كانت الظروف قاسية وصعبة، حاذروا أن تسحبوا أولادكم من مقاعد الدراسة، وتحمّلوا مشقة أن يدرس أبناؤكم وبناتكم وأن يتعلموا، وهذا الأمر يستحق التضحية منكم، ويستحق تحمّل المشقات منكم، وحتى الآن الحمد لله ما زال هذا هو الطابع العام للعائلات اللبنانية، بالرغم من بعض حالات الإنكفاء أوالسلبية التي نجدها في بعض الأماكن أو في بعض العائلات ولو بشكل محدود. ولكن هذه الظاهرة إن وُجدت يجب أن تُواجه. يجب أن أتوجه بالشكر أيضاً إلى كل الجهات والمؤسسات والجمعيات والأحزاب والشخصيات الداعمة، التي قدّمت المال أو الهبات أو المنح أو القروض، وساعدت هؤلاء الأعزاء لإنجاز هذا الشوط العلمي المهم، أيضاً أتوجه بالشكر إلى الجامعات التي احتضنت هؤلاء الطلاب والطالبات، وقامت برعايتهم وتعليمهم ومواكبتهم، وصولاً إلى هذا الإنجاز، إدارات هذه الجامعات وأساتذة هذه الجامعات، كلهم نتوجه إليهم بالشكر.

هذا الحفل طبعاً هو يُقدم مشهداً أو جزءاً من الصورة الحقيقية للمقاومة ولحزب الله في لبنان، واحدة من الصور التي تُعبر عن حقيقة وهوية وماهية حزب الله والمقاومة في لبنان.

طبعاً ليس هذا المشهد جديداً، عندما نقول حفل التخرج الذي رقمه 23 ، ونحن مسيرة عمرها 30 سنة، أول حفل تخرج حصل أو انعقد أو أُقيم في سنة 1984، إذا إفترضنا أن المقاومة بعد الإجتياح، التي هي مقاومتنا نحن ومع إحترامنا لكل فصائل وحركات المقاومة التي سبقتنا ونعترف لها بفضل السبق، وبعد حزيران 1982 بدأت تتكون مقاومتنا الإسلامية ضمن صيغتها المعروفة، يعني بعد مدة زمنية قليلة كان حفل التخرج الأول في سنة 1984، وخلال هذه المسيرة الطويلة، كان الطلاب الذين ينتمون إلى هذه المقاومة، يدرسون ويُقاومون، وبعضهم أُستشهد وهو طالب في الجامعة، وبعضهم استشهد بعد أن تخرج من الجامعة، وبعدهم استشهد بعد التخرج وقبل حفل التخريج، يعني تخرج وقبل أن يُعمل حفل التخريج استشهد، على كل حال، كل هذه اللقاءات والمشاهد تؤكد أن مسيرتنا الإيمانية والجهادية هي بالدرجة الأولى هي حركة إيمانٍ وعلمٍ ومعرفةٍ، وبناء علمي وروحي وإنساني كما هي حركة تحرير وفداء ودفاع وكرامة.

على طول الخط، في كل اللقاءات السابقة كنا نؤكد على وجوب تلازم العلم والأخلاق، وعلى تلازم العلم مع التقوى، يعني الإلتزام العملي بالقيم الأخلاقية وبالقيم الإنسانية وبالقيم الدينية وبالقيم الرسالية، لأن هذا التلازم وهذا الإلتزام هو الذي يُشكل الضمانة لأن يُستخدم هذا العلم وهذه المعرفة وهذا الإختصاص، أياً يكن هذا الإختصاص، في خدمة الناس وفي خدم?