26-04-2024 12:56 PM بتوقيت القدس المحتلة

نص خطاب السيد نصرالله في مهرجان الانتصار

نص خطاب السيد نصرالله في مهرجان الانتصار

خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان الانتصار في ملعب الراية يوم الأربعاء 18-07-2012 كاملاً:

خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان الانتصار في ملعب الراية يوم الأربعاء 18-07-2012 كاملاً:


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا، خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

إنني في البداية أرحّب بكم جميعاً، السادة والسيدات، والأخوات والإخوة، في هذا الحفل المبارك، إحياءً للذكرى السنوية السادسة لحرب تموز، لملحمة النصر الإلهي، لإحياء كل الأمجاد والانتصارات والقِيَم والمعاني والمشاهد العظيمة التي شهدناها سويّاً قبل أعوام. أشكركم على هذا الحضور الكبير وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينكم على الطقس وعليّ، إن شاء الله الإخوة والأخوات يتحمّلون الطقس قليلاً، ونتذكر 33 يوماً، عندما كنا نتحمل الصواريخ والقذائف والقتال والتهجير والدموع والآلام والتحديات الخطيرة.

أيها الإخوة والأخوات، هناك مواضيع كثيرة أود أن أتكلم عنها، لكن بطبيعة الحال التطورات في المنطقة وخصوصاً في سوريا، وما جرى اليوم يفرض علينا أن نخصّص جزءاً من هذا الحديث، من هذه المناسبة، للوضع الإقليمي.

ولذلك المخطط العام لكلمتي حتى تكونوا في الصورة (هو):

أولاً أريد أن أتحدث قليلاً عن واحدة من وقائع من وقائع حرب تموز، لنكشف فشلاً إسرائيلياً كبيراً وخداعاً إسرائيلياً، حتى بحق شعب الكيان الصهيوني. وفي المقابل (نكشف) إنجازاً نوعياً من إنجازات المقاومة في حرب تموز، لم يتم الحديث عن هذا الأمر خلال كل السنوات السابقة لأسباب. الآن المقتضى يساعد أن نتحدث عن هذه الواقعة.

النقطة الثانية، ما بعد حرب تموز وخصوصاً أن هذا يدخلنا على المشهد الإقليمي.

وثالثا ندخل إلى الوضع اللبناني الداخلي، وهناك بعض النقاط السريعة.


في الذكرى السنوية السادسة، العدو، كل إسرائيل، سياسيوها، عسكريوها وجنرالاتها، أحزابها، ناسها، رأيها العام ما زال تحت الصدمة، صدمة الهزيمة المفاجئة التي حصلت للعدو في العام 2006.

طبعاً نحن في المقاومة لا يعنينا من هنا أو هناك من لا يقبل أن ما جرى هو هزيمة للعدو، أن الذي يعنيني (هو) الإسرائيلي،  لأن حربي هي مع الإسرائيلي، لأن صراعي هي معه، أما الآخرون ماذا يقولون، يعترفون أو لا يعترفون، هذا له تحليل وحسابات أخرى.
الإسرائيليون الآن في الذكرى السادسة يقيمون وما زالوا الندوات واللقاءات والمحاضرات والمباحثات والمقابلات والمقالات، يشارك فيها كبار القادة الصهاينة الحاليين والسابقين، والكل ما زال يتحدث بالإجماع عن الهزيمة. بالنسبة لنا يكفينا أن يقف رئيس الموساد الذي كان في زمن الحرب داغان والذي يعتبر في إسرائيل على ما يبدو من أهم رؤساء الموساد حتى الآن، ويقول لرئيس الحكومة في ذلك الوقت أولمرت إن الحرب كانت كارثة وطنية تلقت فيها إسرائيل ضربة قاصمة، أو عندما يقول شخص أخر اسمه دان مريدور  وهو رئيس الشؤون الاستخبارية في حكومة نتنياهو حالياً وكان رئيس لجنة تحديث  نظرية الأمن القومي  الإسرائيلي التي تشكلت قبل حرب 2006 وواصلت عملها بعد حرب 2006  ووضعت وحدّثت نظرية الأمن القومي، هذا الشخص المنظّر يقول: لم يسبق أن شهدت إسرائيل أمراً كهذا، وصلنا إلى نقطة الحضيض، أو موشي آرينز وزير الدفاع الأسبق والذي يعتبر من المنظّرين الإستراتيجيين في إسرائيل وعاصر كل الحروب السابقة والآن يبلغ من العمر سبعين وثمانين سنة، يقول إن إسرائيل تلقّت لأول مرة في تاريخها هزيمة، وأضاف معلّقاً على من يشكّك بأن إسرائيل قد منيت بهزيمة، لأن هناك ناساً يمكن أن يقولوا إنها لم تُمنى بهزيمة، إنما قد حصلت إخفاقات أو تحققت بعض الإنجازات، يقول لهم إنها حقّقت بعض الإنجازات التكتيكية هنا أو هناك. هل يوجد حرب لا يحقق فيها الطرف المهزوم توجيه ضربات جيدة، يستطيع المرء أن ينجز بعض الإنجازات التكتيكية لكن النتيجة النهائية أن 250 صاروخا أطلقوا ضد إسرائيلي في اليوم الاخير من الحرب هذه هي النتيجة. يتحدث قادة العدو والمنظّرون الإستراتيجيون وكبار العسكريين عن هزيمة، عن ضربة قاصمة أنهم أصبحوا في الحضيض، أنهم لم يواجهوا أمراً كهذا وإذا أردت أن أجمع شهادتهم يطول المقام. أكتفي بهذه الشهادات القليلة، مع ذلك هم دائما يبحثون عن إنجازات. في العام الماضي أنا تحدثت عن إنجازين، وقلت: هذان الانجازان تافهان لا يستحقان الحرب، لكن هم دائماً خلال الحرب وبعد الحرب يخادعون، لذلك أنا سأتحدث بهذا الأمر، ويتحدثون عن إنجاز كبير ونوعي وعن عملية حصلت في حرب لبنان الثانية، كما يصطلحون عليها في حرب تموز، سموها عملية الوزن النوعي، الآن  سوف أشرح ما هي هذه العملية وما الذي حصل ومنها أعود لأدخل على النقطة الثانية.

بالنسبة إلى الإسرائيلي هو قام بعملية. يوم الجمعة 14 تموز 2006، اجتمع المجلس الوزاري المصغر وَقُدِّم له طرح (...) قالوا في المجلس الوزاري ما يلي: خلال السنوات الماضية من عام 2000 إلى الـ 2006 ـ إلى الآن ـ جمعنا معلومات دقيقة ـ أي الإسرائيلي ـ وخطيرة ومهمة جداً، ونحن نعرف جميع منصات صواريخ حزب الله، صواريخ فجر 3 فجر 5 ـ حددوها بالإسم ـ وهذه الصواريخ إيرانية الصنع...

ويقول وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت: أماكن المنصات في الجنوب كلها محددة وقمنا بعمل استخباري دقيق جداً ـ عظّموا بعملهم الإستخباري ـ واستطعنا أن نحدد أماكن تواجد المنصات بأجمعها وحددنا الإحداثيات وأجرينا خلال السنوات الماضية مناورات جوية لقصف أهداف مشابهة وسلاح الجو جاهز الآن لتنفيذ العملية. إذا وافقتم على عملية "الوزن النوعي" فسوف تكسر هذه العملية ظهر حزب الله والمقاومة وسوف تُنهي الحرب، وكانوا يفترضون أنّ هذه العملية ستؤدي إلى دهشة وانهيار كبير جداً لدى قيادة المقاومة وبالتالي تنتهي الحرب ويصبح حزب الله عاجزاً عن إطلاق أي صاروخ ذي مدى متوسط أو مدى بعيد، طبعاً هم لم يكونوا يتحدثون عن صواريخ الكاتيوشا التي تطال مدى 17 أو 20 كيلومتراً أو أكثر قليلاً، وإنما عن صواريخ متوسطة المدى ـ بشكل أساسي ـ وبعيدة المدى، وهذا بحساباتنا وحساباتهم...

حسناً، المجلس الوزاري صادق على العملية، وبعد ساعة من المصادقة ـ وانظروا مدى الجهوزية العالية جداً ـ قامت أكثر من 40 طائرة إسرائيلية أف 16 و أف 15 واحد ـ حسب ما قالت المصادر الإسرائيلية ـ وشنّت الهجوم، وهذا غير الطائرات التي كانت تحمي، وضربت، على ما يقول الإسرائيليون، أكثر من أربعين هدفاً، وعلى ما يقول الأمريكيون أكثر من 50 هدفاً، وخلال 34 دقيقة كانت العملية قد أنجزت وكل الأهداف المحددة مسبقاً على أنّها منصّات فجر 3 وفجر 5 قاموا بتدميرها.

وفي ذلك الحين اتصل رئيس الأركان (دان) حالوتس برئيس حكومة العدو (ايهود) أولمرت وقال له لقد انتصرنا، انتهت الحرب. وإذا تذكرون خرج شيمون بيريز في اليوم الثاني، وكان نائب رئيس وزراء العدو، وقال : لقد انتصرت إسرائيل وأمين عام حزب الله فُلان هرب إلى دمشق وأنا كنت ما زلت في الضاحية الجنوبية . هذه هي عملية "الوزن النوعي".

القادة الإسرائيليون العسكريون والأمنيون فيما بعد، تحدثوا عن جهد أمني مكثّف وعن احتراف أمني كبير وعن جمع معلومات وعن عمليات خطيرة في جمع المعلومات وعن مناورات وعن ميزانيات ضخمة أُنفقت لتحقيق هذا الإنجاز، وشبّهوا الأمر ـ وانظروا لمقدار مراهنتهم على هذه الضربة الأولى ـ شبّهوا الأمر بحرب الـ 67 عندما قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف وضرب جزء كبير من سلاح الجو المصري، وشبّهوا الأمر أيضاً بالضربة التي شنّتها الطائرات الإسرائيلية على صواريخ أرض جو السورية سام 6 التي كانت موجودة في لبنان. وهذا الأمر بقي حتّى هذه اللحظة ـ لأنهم أخفوا الحقيقة ـ يصدقه الإسرائيليون، وقال حالوتس في ذلك الحين: لقد دمرنا 70 إلى 80 بالمئة من القدرة الصاروخية لحزب الله، واشادوا بالخطوة وتحدثوا عنها بإعجاب شديد وما زالوا يتحدثون عنها.

حسناً، ماذا حصل بالضبط، المشهد الآخر الحقيقي، الحقيقة التي تستند إلى الدليل. الحقيقة هي أنّ المقاومة العاقلة الساهرة المستيقظة وأنّ عقلها الأمني والعسكري اكتشف مبكراً حركة العدو المعلوماتية والإستطلاعية حول منصات الصواريخ متوسطة المدى، ومشت المقاومة معهم باللعبة، وساعدتهم وجمعوا المعل?