26-04-2024 03:08 AM بتوقيت القدس المحتلة

مسجد الخميس في البحرين بين اصالة شعب ومشروع سلطة

ردود فعل رافضة في البحرين لخطوة السلطة في نقل تبعة مسجد الخميس التاريخي

احمد اسماعيل


ردود فعل رافضة في البحرين لخطوة السلطة في نقل تبعة مسجد الخميس التاريخي من الاوقاف الجعفرية الى وزارة الثقافة، في صورة واضحة لما وصلت له حالة عدم الثقة بين الشعب البحريني وسلطته، ويرى مراقبون ان ما حدث في البحرين وهدم 38 مسجد من بينها مسجد البربغي الذي يعود تاريخه لـ400 سنة ماضية والتجنيس السياسي والتمييز في الوظائف ضد المسلمين الشيعة كل ذلك يهدف لزيادة التهميش واستهداف المسجد التاريخي هو ضمن هذه السلسلة، وكانت تغريدات لمتشددين من بينهم نجل وزير الديوان الملكي ناصر بن خالد طالب قبل اسبوع بنقل تبيعة المسجد من الاوقاف الجعفرية التي سماها بالشركية.

 

وعلى حسابه في تويتر وصف امين عام الوفاق الشيخ علي سلمان هذه الاصوات بأنها عبارة عن افكار داعشية. و استنكر مسؤول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان الشيخ ميثم السلمان تحويل مسجد الخميس المسجل في سجلات الأوقاف الجعفرية إلى وزارة الثقافة معتبرا ذلك التصرف دلالةً على استمرار السلطة في منهجية تزييف التاريخ والعبث بالهوية الوطنية.


وقال السلمان: "نرحب بترميم وصيانة مبنى مسجد الخميس التاريخي ولكننا نعتبر تولية وزارة الثقافة على مسجد الخميس التاريخي قرارا باطلا ومرفوضا فمسجد الخميس وفقًا لكل المستندات التاريخية والأدلة الثبوتية مسجّلٌ في الأوقاف الجعفرية، وقد كان من أكبر الحوزات العلمية في تاريخ البحرين" .

 

وقال لقاء خاص بالمنار قال الباحث التاريخي جاسم حسين ان مسجد الخميس معروف سابقا باسم «المشهد ذو المنارتين» وتبدل اسمه الى مسجد الخميس نسبة الى سوق الخميس التي كانت تقام بقربه في كل يوم خميس.

 

وتابع حسين ان في أرجاء المسجد تنتشر نقوشات توثق تاريخ بنائه ومن بناه, ويحوي نقوشات تثبت هوية المسجد كشهادة “لا آله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله” وكذلك نقوشات اسماء أهل البيت. وقد نشرها دياز عام 1925م وكذلك نشرت في كتاب جيمس بلجرايف عام 1957م, ونشرت عام 1990م من قبل لدفيك كالوس ومونيك كيرفران.

 

وأكد الباحث ان المسجد الاثري يتضمن ساجات صخرية تتضمن اسماء اهل البيت وهناك ساجة على قاعدة المئذنة الغربية وهي حقائق يريد البعض عبثاً تزييفها وتحتوي  ستة سطور بالخط الكوفي.

وكان لنا هذا اللقاء مع الباحث التاريخي جاسم حسين:

 

كيف تقيمون الخطوة البحرينية بما يخص مسجد الخميس؟

 

اعتقد جازما انها خطوة غر موفقة ولا يقرها قانون او عرف او شرع فلا يوجد عاقل يقبل باستيلاء الحكومة على وقف عريق وتاريخي كمسجد الخميس ، من يهدم المساجد لا يمكن يؤتمن على ارث تاريخي بحجم مسجد الخميس. الخطوة مرفوضة شعبيا واعتقد ان الحكومة فتحت على نفسها ملف جديد يضاف الى مئات الملفات الشائكة ولهذا لن يصمد هذا القرار طويلا فمن اقره سيلغيه لاحقا

 

 بعض اطراف المجتمع المدني يعتبرها استهدافا للهوية وطمسا لتاريخ الاغلبية الشيعية فماهو تعليقكم؟

 

نعم هذا واضح وليس بجديد فاستهداف هوية البحرين وسكانها ليس بالامر الجديد والامثلة كثيرة وهناك خوف وتوجس من اي خطوة حكومية تقترب من هوية البحرين او تاريخها وهذا نلمسه من خلال الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والجميع يعلم بان مشروع الحكومة منذ عقود هو استبدال تاريخ البحرين بتاريخ يتوافق مع سياستها وتريد ان يبدأ تاريخ البحرين من عام 783م وما بعده.

 

 ماهي تفاصيل نقل هذا الاثر من ادارة لاخرى وخطورتها؟

 

الموضوع خطير لان برنامج وزارة الثقافة لا يعنى بالتاريخ الحقيقي بل بالشكليات الثقافية وهذا وقف شرعي بالدرجة الاولى ولا يجوز مصادرته.
 

اتصور ان الحكومة سعت منذ عقود للاستيلاء على مسجد الخميس وفي هذه الفترة الحساسة استغلت احداث الموصل وسوريا ولبنان وغيرها واصدرت القرار في ظل وضع مأزوم وتوترات طائفية وكأنها تقول من يطالب بمسجد الخميس فهو يثير الطائفية في البلد.