19-03-2024 04:54 AM بتوقيت القدس المحتلة

خطباء الجمعة: لوحدة الصف اللبناني والاسراع في وضع خريطة إنقاذ وطني

خطباء الجمعة: لوحدة الصف اللبناني والاسراع في وضع خريطة إنقاذ وطني

شدد خطباء الجمعة في لبنان على تعزيز وحدة الصف اللبناني والاسراع في وضع خريطة انقاذ وطني تعتمد على وقف السجالات السياسية والطائفية والمذهبية كون لبنان بخطر، وكيانه بخطر، ومصيره بخطر.


شدد خطباء الجمعة في لبنان على تعزيز وحدة الصف اللبناني والاسراع في وضع خريطة انقاذ وطني تعتمد على وقف السجالات السياسية والطائفية والمذهبية كون لبنان بخطر، وكيانه بخطر، ومصيره بخطر، واشار الخطباء الى ان لبنان لا يمكن أن يكون قويا ومحصنا وعصيا في وجه التحديات والاستحقاقات والتحولات، إقليمية ودولية، ما لم نكن جميعا في قناعة تامة بأن الخصومات المرتهنة هي ليست في مصلحة لبنان، ولا تخدم اللبنانيين، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية.

الشيخ قبلان: نعيش مرارات تستدعي ان نواجهها بالتزام الاسلام المعتدل
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة أننا نعيش في بلادنا المرارات التي تستدعي ان "نواجهها بالتزام الاسلام المعتدل الذي سار عليه اهل البيت، فتصدوا لكل ظلم وتعصب وعنف وبغي"، داعياً الشعوب الاسلامية الى "الاهتداء بالائمة المعصومين الذين كان همهم حفظ الامة وسيرها على نهج الاصلاح والبر والتقوى وحفظ الانسان من كل ظلم واعتداء ومؤامرة، فهم ورثة الانبياء في التزام التقوى والورع والاستقامة والاصلاح والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتصدي لكل ظلم وفتنة ومنكر".

وخاطب الشيخ قبلان اللبنانيين بالقول  ان"لبنان امانة في اعناقكم، فاحفظوه بحفظكم لبعضكم البعض وتمسككم بوحدتكم الوطنية وعيشكم المشترك وشراكتكم في الوطن، كاخوة واهل"، داعياً الى "دعم الجيش اللبناني لأنه ضمان وحدة لبنان واستقراره".

المفتي قبلان: للاسراع في وضع خريطة إنقاذ وطني
بدوره دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة جميع اللبنانيين الى الاتحاد والتلاحم  لأن لبنان "لا يحمى ولا يحفظ ولا يستقر من دون توافق وتعاون وتشارك بين الجميع".

ولفت الى ان لبنان "لا يمكن أن يكون قويا ومحصنا وعصيا في وجه التحديات والاستحقاقات والتحولات، إقليمية ودولية، ما لم نكن جميعا في قناعة تامة بأن الخصومات المرتهنة هي ليست في مصلحة لبنان، ولا تخدم اللبنانيين، لاسيما في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية"، مشيراً الى ان "ما يجري في المنطقة وما نشهده من تطورات دراماتيكية، أكان في سوريا أم في العراق، حيث أن لعبة التكفير انقلبت على أصحابها، ينبئ بأن المستقبل ما زال قاتما، والصورة لا تسر الناظرين، مضافا إلى الهروب العربي من مذابح غزة، وتواطئهم على نسف قضية القدس وفلسطين".

وأكد المفتي قبلان على "وجوبية سعي المسلمين والمسيحيين، للخروج من دوامة الصراع السياسي، الذي لن يكون لصالح جهة في لبنان، لأن رائحة الداعشية يراد لها أن تكون جزءا من المشهد اللبناني، وبالتالي ستكون ارتداداتها مدمرة وستطال الجميع من دون فرق".

واشار الى ان "السجالات السياسية والطائفية والمذهبية يجب أن تتوقف، ولعبة التحدي يجب أن تنتهي، فلبنان بخطر، وكيانه بخطر، ومصيره بخطر، وعلى كافة المسؤولين المعنيين أن يفكوا القيود الطائفية والمذهبية والمصلحية وخاصة الخارجية منها، وأن يتطلعوا إلى بلدهم، وإلى شعبهم بمنظار وطني خال من التشوهات، يمكنهم من رؤية الداخل بشفافية، والخارج بوضوح".

ودعا المفتي قبلان السياسيين إلى "إيقاف لعبة الانتحار والدمار، والمسارعة إلى خريطة إنقاذ وطني، لأن الأمور تنذر بكارثة على مستوى الوضع الاجتماعي والاقتصادي، الداخلي والإقليمي"، مطالباً المعنيين بـ "العمل على إعلان ميثاق سياسي يلزم الجميع، لا صراخ فيه ولا تهديد ولا وعيد، لأن ما يخدم البلد ويفيد الناس هو التبصر بوعي، والتصرف بحكمة والإقدام على معالجة الخلافات السياسية والقضايا الاجتماعية والأمنية بحنكة ودراية، بعيدا عن بازار المنافع الذاتية والمصالح الآنية"، مذكرا إياهم "بأن الفقر والجريمة بيئة من شأنها أن تهدم الأمن الاجتماعي، وبالتالي تحول البلد إلى بيئة حاضنة للجريمة من قتل وسلب وانهيارات".

وأضاف "لا يظنن أحد أن خطر التكفيريين والإرهابيين من دواعش وغيرهم قد انتهى عند حدود عرسال، فمشروع الفتنة ما زال قائما، فلا تستسهلوه ببعض الخطابات الجوفاء والتبريرات الحمقاء"، متوجهاً الى رجال الدين وخاصة المسلمين، داعياً اياهم الى أن يكونوا في مستوى رسالة الإسلام، وأن يؤدوا واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني والوطني كاملا في هذا الإطار، لأن ما نشاهده من انتهاك وهتك وفتك وقتل وذبح يمارس باسم الإسلام، لا يجوز التساهل حياله، كما لا يحق لأحد أن يغطيه، لا سياسيا ولا دينيا ولا أخلاقيا ولا إنسانيا، لأن الأمر خطير جدا، ومسيئ جدا إلى المسلمين قبل سواهم".

وطالب المفتي قبلان المرجعيات الإسلامية بتحمل كامل المسؤولية أمام الله إذا لم تبادر إلى محاربة هذا الفكر التكفيري الدخيل على قيم السماء، وأخلاقياتها وسلوكياتها ومحبتها وتسامحها، واستئصال هذه الظواهر المسيئة والمتأمرة على كل مسلم أينما كان، قبل أي إنسان آخر".

الشيخ النابلسي: المقاومة خيارنا الى الابد

من جهته  رأى الشيخ عفيف النابلسي في تصريح انه "غريب أمر هذا العالم، فجأة صارت أميركا التي صنعت داعش عدوة لها، يخرج مجلس الأمن ليعلن هذا التنظيم تنظيما إرهابيا، وتبدأ الفتاوى التي كانت تشرع الفكر التكفيري لتبرأ منه وتدعو إلى مقاتلته، وتتسارع المشاورات الإقليمية والدولية لتنسيق المواقف واستعجال محاربته ، بعدما أفرزت حركة التنظيم التي خرجت عن السياق المرسوم، تغيرات في موازين القوى ومخاطر محتومة على مصالح أميركا والغرب في المنطقة".

واعتبر أن "الضربات التي تشنها الطائرات الأميركية ضد مواقع التنظيمات التكفيرية في الموصل، ليس هدفها حماية المدنيين بل حماية المصالح الأميركية التي يخشى الأميركيون خسارتها".

ودعا الشيخ النابلسي  في لحظة العدوان على غزة، وفي مسار الجنون الداعشي ، والمكر الأميركي، الى التمسك بـ "الحقيقة ونعرف أن كل الدم الذي أريق على تراب أوطاننا ظلما وعدوانا، كانت استراتيجيته تقوم على أن نستسلم كشعوب ، وكل تسوية لتهدئة الأوضاع كان هدفها إخراج أميركا وإسرائيل وحلفائهما من ورطة وتخبط"، مشددا على "الاستعداد والتنبه، وأن تبقى المقاومة خيارنا إلى الأبد" .

السيد فضل الله للبنانيين: الوحدة قبل أن تهتز الأرض تحت أقدامنا وقد بدأت تهتز
بدوره رأى السيد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة ان استمرار معانات الشعب اللبناني على مختلف المستويات، الأمنية والسياسية  والتربوية والمعيشية، وكل ذلك يأتي والمؤسسات الدستورية على حالها، وكأن البلد بألف خير، فيما لا يزال هناك مخطوفون من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، في قبضة الذين يريدون جعلهم رهينة مطالب قد لا تكون قابلة للتحقيق، ما يعني إبقاء هذا الملف مفتوحا، مع ما له من تداعيات على هيبة الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الرسمية. وهنا، ندعو إلى إيلاء هذا الملف أهمية خاصة، رغم معرفتنا بالتعقيدات التي تحيط به".

واعتبر ان " هذه التحديات ينبغي أن تكون دافعا للقوى السياسية، لدراسة كل السبل التي تساهم في إيجاد الحلول، بدلا من البقاء في حالة المراوحة والانتظار والانقسام".

ونبه إلى "خطورة الخطاب التحريضي الذي نراه في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي شاهدنا أنموذجا منه، فيما كشف الأسبوع الماضي، أو في الأناشيد التي تتخلل الخطاب الديني أو السياسي، مما بات يهدد واقعنا"، مشيراً الى إن هذا الخطاب " تتغذى منه الجماعات التكفيرية، التي لا يمكن مواجهتها بالأمن والسياسة فقط، بل من خلال عزلها عن الحاضنة التي تؤمن لها التواجد والنمو والاستمرارية أيضا، وهذا لا يتم إلا باحتواء الحساسيات الطائفية والمذهبية والسياسية، والكف عن إنتاج المخاوف وصب الزيت على نار الخلافات".

ودعا "كل الحريصين على قوة الداخل وسلامته، ومواجهة الأخطار المحدقة بالبلد، إلى أن يكون دورهم دور الإطفائي، وأن يكون منطقهم منطق الانفتاح على الآخر"، لافتاً الى إن " قوة البلد في وحدة أبنائه، والوحدة لا تكون إلا حين يستمع كل فريق إلى هواجس الآخر ويتفهمها، لا أن يلتفت إلى محوره السياسي أو طموحاته الخاصة".

وناشد السيد فضل الله جميع اللبنانيين بـ "العمل على تعزيز الوحدة داخل اطياف النسيج الاجتماعي قبل أن تهتز الأرض تحت أقدامنا جميعا، وقد بدأت تهتز".