27-04-2024 12:59 AM بتوقيت القدس المحتلة

الأُسرة في محكمة القضاء الشرعي

الأُسرة في محكمة القضاء الشرعي

"الأسرة في محكمة القضاء الشرعي" يعني أنها في المكان الصحّ الذي يحلّ لها مشاكلها، ويرسم لها الخطط الإسلامية لتخرج من ضغط مشاكلها وصعوبة معاناتها إلى رحاب الهناء

"الأسرة في محكمة القضاء الشرعي" يعني أنها في المكان الصحّ الذي يحلّ لها مشاكلها، ويرسم لها الخطط الإسلامية لتخرج من ضغط مشاكلها وصعوبة معاناتها إلى رحاب الهناء من ضمن إصدارات المركز الإسلامي الثقافي، صدر حديثاً كتاب تحت عنوان: "الأُسرة في محكمة القضاء الشرعي" وهو عبارة عن حوار أجرته منى بليبل مع الشيخ علي مرعي، (بيروت – ط.أولى، 1435هـ - 2014 م).

يتضمن الكتاب عناوين التالية: إضافة إلى المقدمة، "الأسرة في محكمة"، "القضاء الشرعي"، "الوعي يحمي الحياة الزوجية"، "التقوى حزام الأمان للحياة الزوجيّة"، "التكافؤ الزوجي"، "مشاكل وتحدّيات الزواج"، "حقوق وواجبات الزوج والزوجة"، "معنى القوامة ودلالاتها وحدودها"، "المعاشرة بالمعروف"، "العنف ضدّ النساء"، "فلسفة النفقة في الشرع الإسلامي"، "الخيانة الزوجية"، "عهد وميثاق الزواج"، "الطلاق آخر العلاجات".

وجاء في المقدمة بقلم مدير المركز الإسلامي الثقافي شفيق محمد الموسوي: "الأسرة في محكمة القضاء الشرعي" يعني أنها في المكان الصحّ الذي يحلّ لها مشاكلها، ويرسم لها الخطط الإسلامية لتخرج من ضغط مشاكلها وصعوبة معاناتها إلى رحاب الهناء والسلام والطمأنينة والمودّة والمحبّة..

وهذا ما عمل على إبرازه وإظهاره سماحة العلاّمة الشيخ علي مرعي، مدير مكتب القضاء الشرعي في مؤسسة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله عليه)، وذلك من خلال اللقاءات الإذاعية التي أجرتها مع سماحته الأستاذة منى بليبل مدير البرامج في إذاعة البشائر، وبرعت في إدارة الحوار بطريقة احترافية وإعلامية جيدة، وأحسنت اختيار الأسئلة التي تضع اليد على جرح المشاكل والخلافات الزوجية.. وقد أجاد سماحة الشيخ علي مرعي في معالجاته الإسلامية في هذا الصدد.. ولأهمية هذه الموضوعات وكونها تشكّل حاجة للأسرة المسلمة لتستدرك الوقوع في المشاكل قبل بروزها إلى السطح، فإننا نعيد نشر هذه اللقاءات الإذاعية في هذا الكتاب على أمل المساهمة في تخفيف مشاكل الأسرة المسلمة..

وهنا بعض مقتطفات من الكتاب: كثيرة هي التحديات التي تواجه الأسرة والزواج اليوم، ومتشعّبة هي المشاكل التي تعصف بالحياة الأسرية في ظل تلك التحديات، فمع ارتفاع متطلبات الحياة المادية وتنامي الحسّ الفردي، واشتداد حجم الإغراءات التي تشوِّش سكينة العلاقة الأُسرية واستقرارها، تحوَّل اللجوء إلى أروقة المحاكم الشرعية حاجة أكثر من ملحّة بالنسبة لعددٍ لا يستهان به من العائلات، وغدا أبغض الحلال (الطلاق) خشبة خلاص أكثر من مرتجاة بالنسبة إلى عدد كبير من الأزواج، فكيف يبدو مشهد الزواج اليوم في عين المؤتمنين على حماية أسواره؟ وما هي طبيعة الخلافات التي تتهدّد بناء الحياة الأُسرية بالتصدّع والانفصال؟ وما هي المسارات التي يُفترض أن يقطعها الزوجان المهددان بالانفصال قبل الوقوف على بوابة المحكمة الشرعية وقبل إيقاع الطلاق؟

وهذا مما لا شك فيه، فعند دراسة وضع المجتمع اللبناني بشكل خاص والإسلامي بشكل عام، نلاحظ أنّ هناك ارتفاعاً مطّرداً للمشاكل الأُسرية، إن كان من جهة مشاكل الأزواج مع بعضهم البعض، والتي تؤدّي غالباً إلى الطلاق، أو بسعي أحد الطرفين للطلاق، أو بسبب المشاكل الأُسرية الأخرى بين الأبناء والآباء، من جهة النفقة.

هناك عدّة أسباب تؤدي بالأزواج إلى المطالبة بالطلاق، نحن نلاحظ أن أكثر من يرفعون شكاوى الطلاق أو يطالبون بالطلاق هنّ من النساء، فهذا يجعلنا نرجّح أنّ من اهمّ الأسباب للتفكير بالطلاق هو أن مجتمعنا لا يزال مجتمعاً ذكورياً. هناك أسباب أخرى نعتبرها أكثر جوهرية، وهي مسألة الجهل المستشري بين الأزواج خصوصاً مع عدم حُسن الاختيار.

فالأبناء ينظرون للمؤسسة الزوجية التي كانت على زمن الأهل أن فيها أخطاء كثيرة، وهي تجربة رجعيّة قديمة عاشها الأهل قديماً، وليس عليهم أن يعيشوا التجربة نفسها.

نحن نؤكد على مسألة مهمة، وهي نصيحة لكل الإخوان والأخوات، قبل أن تقدموا على الخطبة وعقد القِران تثقَّفوا بما يسهّل عليكم الحياة الزوجية، وهذه الثقافة متيسّرة والحمد لله حيث أصبح العلماء موجودين في كل مكان، والسؤال أصبح سهلاً، فما الذي يمنع من السؤال، إننا نلاحظ أن الإنسان إذا أحس بألم في رأسه يذهب إلى الطبيب المختص لمعالجة المشكلة، فلماذا إذا كان عنده نقص في المعلومات الإسلامية لا يقصد العالِم ويسأل عن كلّ ما يريد معرفته، حيث إن الله لم يفرض على الجاهل أن يتعلَّم حتى فرض على العالِم أن يُعلِّم، فهذه مسؤولية العلماء، وإذا كان العالِم مقصِّراً فلنقصده ونسأله ليُعلِّمنا ويُثقِّفنا.

كتاب "الأسرة في محكمة القضاء الشرعي" يعني أنها – أيّ الأسرة – في المكان الصحّ الذي يحلّ لها مشاكلها، ويرسم لها الخطط الإسلامية لتخرج من ضغط، مشاكلها وصعوبة معاناتها إلى رحاب الهناء والسلام والطمأنينة والمودة والمحبّة..