06-05-2024 09:26 AM بتوقيت القدس المحتلة

لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ الجزء الأخير

لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ الجزء الأخير

في الجزء الأخير من "لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟"، نستعرض رؤية الأطراف للحل، ومستقبل الصراع في سورية، وحظوظ التسوية السياسية، بين احتدام الميدان وضبابية المشهد على الصعيدين الدولي والاقليمي.


صادق خنافر وحسين ملاح

في الجزء الأخير من "لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟"، نستعرض رؤية الأطراف للحل، ومستقبل الصراع في سورية، وحظوظ التسوية السياسية، بين احتدام الميدان وضبابية المشهد على الصعيدين الدولي والاقليمي.

مع كل يوم يمر على الازمة السورية، يُطرح السؤال التالي: الى متى يستمر نزيف الدم هذا؟، ومتى يسمح للسوريين بالجلوس على طاولة واحدة، لاخراج بلدهم من آتون نيران تلتهم الاخضر واليابس؟، وماذا عن القمة الروسية - الاميركية المرتقبة في حزيران/يونيو المقبل، وامكانية انعكاسها ايجابا او سلبا على الوضع السوري؟؟؟

جملة من الاسئلة يصعب ايجاد أجوبة كافية لها خاصة وان المعطيات الراهنة، تؤكد ان المشاريع المعدة لسورية لم تستنزف اهدافها بعد، والاميركيون وحلفاؤهم في المنطقة لا زالوا يراهنون على تطورات الوضع الميداني لتنفيذ مشاريعهم، في المقابل تتمسك الاطراف الأخرى من دمشق وطهران اضافة الى بكين وموسكو، بمواقفها حاصرة الحل بحوار داخلي يتفق عليه السوريون أنفسهم.

أمام أجندتين مختلفتين، فان المعركة لا يبدو انها ستحط اوزارها قريباً بل قد تأخذ وقتاً طويلاً، خاصة في ظل صعوبة الحسم في الميدان، رغم أن الكفة أضحت تميل الى الجيش السوري في ضوء انجازاته الاخيرة.


الحل من منظور دمشق
القيادة السورية تدرك حجم الهجمة على سورية، وهي ترى فيها مخططاً تدميرياً سيطال دول المنطقة في حال نجاحه، لذلك فإن المسألة أبعد من مجرد تنحي الرئيس بشار الاسد و"اصلاحات ديمقراطية"، بل المطلوب تدمير سورية كبلد وارجاعها عشرات السنين الى الوراء.

السفير السوري في أنقرة نضال قبلانومع إدراكها أن الوقت الراهن هو للعمل العسكري مع احتدام المعارك على كافة الجبهات، تؤكد الحكومة السورية ثوابتها لناحية أي تسوية سياسية قد يتم بحثها. ويقول نضال قبلان السفير السوري في أنقرة لموقع المنار ان "الرؤية التي طرحها الرئيس بشار الاسد في خطابه في دار الاوبرا تلخص الى حد بعيد الموقف الرسمي حول تسوية الازمة"، موضحاً ان "الرئيس الأسد شدد على التمسك بالثوابت"، مشيراً الى أن "سورية لن تفرط بسيادتها الوطنية وقرارها السيادي، ووحدة اراضيها ولن تسمح بتقسيم البلاد على أي أساس طائفي أو عرقي".

ويلفت قبلان الى ان التسوية المقبولة هي "سوريا جديدة بتركيبة حكومية مختلفة، نظام انتخابي حديث، دستور جديد، برلمان جديد، يعني سورية جديدة عملياً". ويوضح ان "كل هذه الامور قابلة للتسوية ولا يوجد أي عقدة لدى السوريين في أن تكون الحكومة او البرلمان أكثر تمثيلا، ومزيد من حرية الاعلام".


"اطار" جنيف
معاون وزير الاعلام السوري خلف المفتاح كلام قبلان يضيف عليه معاون وزير الاعلام السوري خلف المفتاح لموقع المنار، قائلاً "ان الفشل في تحقيق الهدف الاساسي وهو اسقاط النظام وتدمير الدولة السورية جعل هذه القوى ربما تقبل بتسوية سياسية"، لافتا الى ان "هذه التسوية تنطلق من بيان جنيف الذي يستند الى خطة كوفي انان ويشترك في مساحة واسعة مع المبادرة او الحل السياسي الذي قدمته سوريا وطرحه الرئيس الاسد"، والذي يتلخص بالتالي:

أولاً: احترام السيادة السورية وعدم التدخل في الشأن السوري.
ثانياً: وقف العنف بكل اشكاله.
ثالثاً: الدخول في عملية سياسية ناتجة عن عملية ديمقراطية يقوم بها الشعب السوري.

ويوضح المفتاح "ان هذا الحل هو الامثل لأنه يحفظ السيادة السورية، يوقف العنف، ويعيد انتاج بناء المؤسسات السورية وفق رؤية السوريين، وصندوق الاقتراع سوف يحدد شكل النظام السياسي، والمحافظة على هويته وإنتمائه وايضا خندقه المقاوم".

وحول رؤية بعض اطراف المعارضة الخارحية التي تشترط تنحي الرئيس الاسد للبدء بالحوار السياسي، يشير معاون وزير الاعلام الى ان "الشعب السوري هو المرجعية في ذلك وليس القوى الخارجية، وبالتأكيد سوف يكون الحاضر الأساسي، بمعنى الاستثمار في العامل الخارجي لن يصرف في الداخل لأن المعارضة الخارجية اعتمدت على القوى الخارجية لفرض حل سياسي ونحن اصرينا على ان الحل سوري وبصناديق الاقتراع وما يقوله الشعب السوري".


الحل من منظور المعارضة
يكاد الحل السياسي للازمة السورية يغيب عن مصطلحات جزء كبير من قوى المعارضة، وبالاخص جماعة "الائتلاف المعارض" المتهمون بالخضوع والانصياع الى الدول الراعية من قطر والسعودية وتركيا ومن ورائهم الولايات المتحدة الاميركية، وهؤلاء جميعاً يسعون الى الاطاحة بالرئيس بشار الاسد بالقوة او سياسيا عن طريق المطالبة بتنحيه قبل بالبدء بأي حوار سياسي.

المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبدالعظيموبعيداً عن الائتلاف ومكوناته، يرى معارضون آخرون وعلى رأسهم هيئة التنسيق الوطنية، ان الحل السياسي يظل الامثل لتسوية الازمة وابعاد شبح الموت عن البلاد، دون ان يعني ذلك اغفال العامل الدولي الذي اضحى اللاعب الاساسي، كما يرى حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية لموقع المنار، ويقول "ان المسألة خرجت من ايدي النظام والمعارضة، ليس لأننا نرغب بالتدخل الخارجي، بل لأنه تم تفويت الحل الوطني بسبب تجاهل النظام".

وبشأن الدعوات الى الحوار مع الحكومة السورية، يضيف عبد العظيم أن "التفاوض الذي يتم بيننا وبين ممثلين عن الدولة والنظام ينبغي ان تكون نتائجه مضمونة دوليا واقليميا وعربيا، وبضمانة روسية، صينية، ايرانية، وغربية، إضافة الى الجامعة العربية، هذا الذي يؤدي الى نتائج وهذا كله في مقررات جنيف".

وتتلخص رؤية عبد العظيم بـ:

  • وقف العنف واطلاق سراح المعتقلين.
  • بدء التفاوض لتشكيل حكومة انتقالية لديها صلاحيات كاملة لوضع مبادئ دستورية واجراء الانتخابات لمجلس نيابي.


التسوية المؤجلة
الخبير الروسي في مركز الإتحاد الأوروآسيوي الروسي للدراسات الإستراتيجية ليونيد سافين‏ الدعوات الى الحوار من قبل اطراف دولية ومحلية لا مكان لها الآن، مع إمعان الاميركيين في سياساتهم حيال سورية، ويؤكد الخبير الروسي في مركز الإتحاد الأوروآسيوي الروسي للدراسات الإستراتيجية ليونيد سافين‏ لموقع المنار ان "السيناريو الأفضل المرحب به من قبل الاميركيين هو زرع نظام أو مجموعة من الشخصيات الموالية لهم تحت عنوان ديموقراطية"، مشيراً الى ان "عدداً من الشخصيات تتمركز على الاراضي التركية، اضافة الى سوريين مهاجرين في دول أخرى، في فرنسا، بريطانيا، وفي الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى يشكلون جناحا راديكاليا متطرفا مقابلا وهم يستغلون المجموعتين لتحقيق أهدافهم".

ووفق سافين فان"التصعيد سيستمر في المرحلة المقبلة على نفس التوجه المخطط الذي وضع في البيت الأبيض، ونيويورك والرياض وتركيا..، حيث توجد مجموعات متفرقة من الإرهابيين يُستغلون بشكل فعال من قبل القوى الخارجية، لإستكمال زعزعة الإستقرار وإسقاط الحكومة والسلطة الشرعية الحالية".

رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية علي قاسم وفي الاطار ذاته، يوضح رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية علي قاسم لموقع المنار ان "الاميركي ليس جاهزا بعد لاي تسوية، لأن مصالحه لم تتضرر بشكل فعلي وأن أدواته في المنطقة تطلب مزيدا من المهل للأزمة لدعم المجموعات التابعة لها على الارض السورية".

أما الرهان على القمة المرتقبة بين الرئيسين الاميركي والروسي مطلع الصيف، فيقلل قاسم من أهمية نتائجها وخاصة من جانب واشنطن التي تريد اضعاف سورية الى الحد الاقصى واستنزاف حلفائها.


لا صوت يعلو على صوت المعركة
المواجهات الدائرة على جبهات القتال في سورية، تؤكد حقيقة واحدة انه لا مكان للحوار، ولا صوت يعلو على صوت المعركة، لهذا يشير قاسم الى أن "الحسم الميداني يحدد قوة أوراق كل طرف وهناك عملية تهويل واختراق أمني، إضافة الى حالة من التهويل يلجأ اليها الطرف الاخر".

ويرى خلف المفتاح ان القوى الغربية والعربية "ستحاول تغيير سير المعارك، لانه أي تسوية ستأتي نتيجة معطيين، سياسي وعسكري، وهم يسعون الى تحقيق نجاحات على الارض واستثمارها"، مضيفاً "لكن الاساس هو العامل الداخلي بمعنى الجغرافية السياسية والمجتمعية هي التي تحدد الى حد كبير ملامح الحل السياسي".

من جانبه يضيف السفير قبلان ان "المؤامرات لن تتوقف مستقبلاً وهذا قدرنا ومصيرنا، ومشروع مقاومة نحن والاصدقاء في ايران وروسيا والصين ومع المقاومة اللبنانية والفلسطينية، هذا مشروعنا وهناك المشروع الآخر المرتهن للصهيونية وواشنطن ولندن وباريس".

ويكمل قبلان "قدرنا الاستمرار في هذه المواجهة الى ان ينتصر مشروع على آخر، وأعتقد أن سورية بتجاوزها لهذه المؤامرة تكون قد حققت انتصاراً لا يقل شأنا عن انتصارها في حرب تشرين". ويضيف "هذه مؤامرة كبرى تهدف الى تفتيت محور المقاومة وصياغة الشرق الاوسط الكبير الذي بشرت به كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة".


سورية لن تسقط..
"الهدف مما يحدث في سورية لم يعد فقط اخراجها من محور المقاومة ومعادلة الصراع العربي الاسرائيلي، ولم يعد اخذ السلطة بأي ثمن، بل ان هدف كل من يقف خلف الحرب في سورية هو تدميرها حتى لا تقوم دولة مركزية قوية، وحتى تصبح عاجزة حتى عن ان تاخذ قرارا متعلقا بنفطها او بحرها او حدودها، حتى تشطب من المعادلة الاقليمية".. "من يدعي انه يحزن للدماء التي تسيل في سورية ومن لا يريد ان تضيع القضية الفلسطينية ومن يحمل هم سورية يجب ان يعمل لايجاد تسوية سياسية وحل سياسي"، حسبما رأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير. 

"لسورية في المنطقة والعالم اصدقاء حقيقيون لن يسمحوا ان تسقط في يد اميركا ويد اسرائيل والجماعات التكفيرية"
 وفقاً لتأكيدات السيد نصرالله..


لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (1/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (2/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (3/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (4/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (5/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (6/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (7/7)