28-04-2024 10:46 PM بتوقيت القدس المحتلة

لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (5/7)

لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (5/7)

في الجزء الخامس من "لماذا لم.. ولن يسقط الاسد؟؟"، نتطرق الى المعارضة السورية في الداخل والخارج، مكوناتها، مجموعاتها المسلحة، خلافاتها، اضافة الى رؤيتها الساسية حيال التطورات على الساحة السورية .


صادق خنافر وحسين ملاح

في الجزء الخامس من "لماذا لم.. ولن يسقط الاسد؟؟"، نتطرق الى المعارضة السورية في الداخل والخارج، مكوناتها، مجموعاتها المسلحة، خلافاتها، اضافة الى رؤيتها السياسية حيال التطورات على الساحة السورية.

المعارضة.. اسم يطلَق عادة على كل من يعارض الحزب الحاكم وفق المتعارف عليه في ما توصف بالديمقراطيات السائدة في العالم.

المعارضة في سورية
في الحالة السورية تولى حزب البعث الاشتراكي السلطة بمشاركة احزاب الجبهة التقدمية، ووقف بوجه قوى معارضة عديدة سواء في سوريا او خارجها وتنوعت بين تيارات علمانية وإسلامية وشيوعية وغيرها. لكن لم تتمتع هذه التيارات بحيثية تُؤثر بصورة فعالة على الساحة السورية لأسباب متعددة منها: المرحلة التي مرت بها طيلة العقود الماضية، ما جعلها عرضة لاستحقاقات واستهدافات متنوعة، لذلك لم يُسجل النظام الحاكم انفتاحاً كبيراً على القوى المعارضة، كونه كان يتمتع بشعبية واسعة داخلياً، بدورها لم تقدم قوى معارضة خطوات توحي باستعدادها للتقارب.

بعد آذار/مارس من العام 2011 تغير المشهد، قوى المعارضة وجدت في الاحداث، فرصة للنيل من النظام تحت مسميات "الربيع العربي"، كما دغدغت التطورات السورية مشاعر بعض المعارضين (الاخوان المسلمين) لتحقيق مشروعهم السياسي إسوة بالدول التي تقدمت فيها الاحزاب "الاسلامية" وخاصة في تونس ومصر بعد سقوط نظامي (مبارك وبن علي)، فيما رأى معارضون آخرون ان المرحلة تتطلب سوريا جديدة تحكمها التعددية الحزبية تنهي سيطرة الحزب الواحد.


معارضة.. معارضات
أحد أهم نقاط ضعف المعارضة السورية، هو تشتتها وكثرة الخلافات فيما بينها، فلم تستطع حتى الان الاتفاق على برنامج موحد رغم المحاولات المستمرة عربيا وغربيا لجمع صفوفها، ولعل مشاهد الخلافات والتضارب بالايدي في بعض الاحيان التي خرج بعضها الى العلن لم تغب عن البال طيلة الشهور الماضية.

تشتت المعارضة لا يعود فقط الى اختلاف الاهداف بل سببه الرئيسي مصالح القوى الخارجية التي ترعى وتموّل العديد منها، فالسعودية تفضل فريقاً وتموله وتدعم برنامجه، كذلك قطر وتركيا لها فريقها، وللقوى الغربية ايضاً كلمتها عند المعارضين كفرنسا وبريطانيا ووراء كل هؤلاء الولايات المتحدة الاميركية.


الإئتلاف السوري المعارض
طوال أشهر ظلت المعارضة منقسمة، ولم يحل تأليف المجلس الوطني السوري من مشاكلها وتنافسها فيما بينها، كذلك لم تفلح المحاولات التجميلية لإضفاء البعد الوطني على المعارضة عبر الاتيان بمرشح يساري وآخرين مسيحي وكردي، لان الكفة بقيت مختلة لصالح القوى المدعومة من الدوحة وانقرة، حتى تدخل الاميركيون وفرضوا ما يُسمى الائتلاف المعارض الذي أعلن في قطر بعد مساعي حثيثة تولاها السفير الاميركي السابق في دمشق روبرت فورد ومسؤولون قطريون واتراك وأُسندت رئاسة الائتلاف الى احمد معاذ الخطيب.

ومع ذلك، سُجلت العديد من الانشقاقات والخلافات داخل الائتلاف، واستعرت خاصة مع تعيين غسان هيتو رئيساً لما يُسمى الحكومة الانتقالية، ناهيك عن المعلومات حول مواجهات بين الجماعات المقاتلة على الارض السورية.

الإئتلاف السوري المعارض، إضغط هنا


هئية التنسيق الوطنية
وبعيداً عن الائتلاف المعارض، إحتفظت بعض القوى باستقلالية معينة ، ولكنها هُمشت ، وستبعدت غربياً وعربياً لعدم انسجام مشروعها مع ما خطط لسورية، من هؤلاء هيئة التنسيق المعارضة.

هئية التنسيق الوطنية، إضغط هنا

هيئة التنسيق الوطنية تتمسك بجناحيها  الداخلي والخارجي، برفض التدخل الخارجي سواء عبر عمليات التمويل والتسليح، او المشاركة العسكرية المباشرة، وفي نفسها لا تبرأ اجهزة النظام من تحميل مسؤولية كبيرة عن الازمة الراهنة. 


المسؤولية على الجميع
رئيس هيئة التنسيق الوطنية حسن عبدالعظيموفي هذا الإطار، يؤكد رئيس هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم في مقابلة مع موقع المنار ان "النظام مسؤول عن جزء من الازمة اضافة الى بعض اطراف المعارضة الخارجية التي عملت ووعدت بتدخل الخارجي ، وباعت الناس أوهاماً بأن هناك امكانية تدخل عسكري وحظر جوي"، مضيفاً ان "المتشددين في النظام راهنوا على الحل الأمني العسكري ، وكذلك المتشددين في المعارضة، بالاضافة الى قدوم مجموعات ليست سورية لديها برامج اقامة امارة اسلامية".

ووفق عبد العظيم فان مطالب الشعب السوري تختصر "بانهاء نظام الاستبداد والفساد واقامة نظام وطني ديمقراطي ودولة مدنية ووطن للشعب السوري على تعدد انتماءاته القومية والطائفية والمذهبية ودولة للجميع يشارك فيها أبناء الوطن".


بين الهيئة والائتلاف
لا يخفى على أحد أن هيئة التنسيق تعارض بشدة أداء الائتلاف المعارض والمجلس الوطني، ويرى عبد العظيم ان "هذا المجلس يسيطر عليه الاخوان المسلمين الذين يؤمنون بأن حسم الصراع عسكريا، كما يؤمن النظام بالحل الامني العسكري"، منوهاً الى ان "محاولة دخول اطراف بعد تشكيل الائتلاف وشخصيات جديدة مثل معاذ الخطيب وغيره لم يغير كثيراً".

ويقول عبد العظيم انه "عندما اطلق الخطيب موقفه (حول الحوار مع النظام) الذي يقترب من هيئة التنسيق بالحل السياسي ووقف العنف حاولوا اقصاؤه"، وفي المحصلة يُشدد على ان اتخاذ المواقف "في الائتلاف محكومة بظروف التمويل والتسليح وظروف خارجية".


"حكومة الائتلاف"
عبد العظيم يرفض بشدة تشكيل الائتلاف لحكومة مؤقتة في شمال البلاد، ويقول أن "هيئة التنسيق الوطنية وحلفاءنا في الداخل والخارج ضد تشكيل حكومة مؤقته في شمال سوريا، وكنَّا منذ ان تأسس المجلس الوطني السوري ضد تشكيل حكومة في المنفى"، مضيفا "نحن مع الحكومة الانتقالية التي نصت عليها مقررات جنيف للتفاوض بين المعارضة والثورة من جهة وبين النظام من جهة اخرى".


مسلحون و"جهاديون"
الرؤى السياسية للقوى المعارضة على اختلافها كان يمكن طرحها في بلد لا يعيش في نزاع دموي كسورية، خلّف حتى الان عشرات الاف الضحايا وملايين المهجرين، لهذا فان القوى المقاتلة على الارض ستكون لها الغلبة على شخصيات واحزاب مقيمة في عواصم عربية وأجنبية، ومتهمة بأنها لا تعيش معاناة الداخل.

وتشير المعطيات الى ازدياد الشرخ بين الجماعات المسلحة والمعارضين، حتى ضمن الصف الواحد (الائتلاف المعارض و الجيش الحر)، فهذا الاخير يعاني اصلاً من تعدد المسؤولين الميدانيين، اضافة الى عدم وجود هيكلية تنظيمية متماسكة، بسبب كثرة الخلافات والتناحر فيما بينها، في وقت يكثر حديث عن حصول تصفيات داخلية، ويحكى ان من بينها محاولة اغتيال العقيد رياض الاسعد قائد الجيش الحر قبل اسابيع في دير الزور.

لذلك إستطاعت "القوى الجهادية" ان تُزيح "الجيش الحر" عن مواقع عدة، وتحتل مساحات واسعة في مناطق نفوذ المعارضة، وبالاخص "جبهة النصرة" التي بايعت تنظيم القاعدة، اضافة الى مجموعات متعددة تتبع رعاتها الخارجيين.

"الجيش السوري الحر"، إضغط هنا.
"الجماعات الجهادية"،
إضغط هنا.


"من هنا ليس غريباً القول ان لا مكان الان لصوت المعارضة السياسية في سورية، فالاولوية الى الميدان، بانتظار اتفاق الاطراف الخارجية على اطار لحل الازمة في سورية، بعد تحذيرات جدية من تمدد النيران الى الجوار"..


لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (1/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (2/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (3/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (4/7)

لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (5/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (6/7)
لماذا لم.. ولن يسقط الأسد؟؟ (7/7)