03-05-2024 12:15 AM بتوقيت القدس المحتلة

لماذا العداء.. للجمهورية الاسلامية الايرانية

لماذا العداء.. للجمهورية الاسلامية الايرانية

عندما قامت الثورة الاسلامية في ايران بقيادة امام الامة وامل المستضعفين الامام الخميني الراحل (قدس)، حيث اسس سماحته مشروعا قسم المنطقة والعالم باسره الى معسكرين.


السيد محمد الطالقاني*

عندما قامت الثورة الاسلامية في ايران بقيادة امام الامة وامل المستضعفين الامام الخميني الراحل (قدس)، حيث اسس سماحته مشروعا قسم المنطقة والعالم باسره الى معسكرين. المعسكر الاول هو هو معسكر المستضعفين حيث حملت الجمهورية الاسلامية الايرانية لواءه، والمعسكر الاخر هو معسكر المستكبرين حيث حملت امريكا لواءه.

هذا الانقسام جعل كل من المعسكرين  يخطط لحشد قواه لتحقيق أهدافه التي يصبوا اليها .وفي ظل هذا الانقسام وهذا المعترك السياسي جعل من الدول الاخرى ان تحدد مسار سياساتها وفق هاذين المعسكرين .

لذا نرى معظم الدول العربية (ممثَّلة بحكوماتها) لا تمتلك مشروعًا يمكنها أن تتحرك على أساسه، فتضطر إلى بيع مواقفها لصالح معسكر الاستكبار وتاخذ موقفا سلبيا من المعسكر الاخر ، أو تعتمد سياسية النفاق (لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء).. بالرغم من انها تدرك  أن إيران هي معسكر الصادقين الذين يأمر العقل والدين بمؤازرته، من خلال الشواهد والقرائن التي يشاهدونها بام اعينهم .

هذا التدني في مستوى الوعي وجهل الامة في القراءه الصحيحه , والتوجُّه النفاقي لمعظم الأنظمة العربية المفلسة، التي تشعر أن بقاء أمريكا ومشروعها، هو الكفيل ببقائها وسلامة عروشها الخاوية. اعطى صلاحية للمعسكر الاستكباري المدجج بالمال والسلاح والاعلام  بالتحرك ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

ولكن رغم ما تمتلكه قوى الاستكبار العالمي من مقومات السلاح والاعلام والمال لم  تستطع ان تصل الى النتيجة التي تطمح اليها. فايران الاسلام التي حملت لواء المستضعفين نراها اليوم تنتصر بصحوة الشعوب المستضعفة ,هذه الشعوب التي جعلت من ثورة ايران نبراسا لها وانتفضت على طغاتها وتحررت  في ثورة اسميت اليوم بالربيع العربي الذ بدا بالعراق وتونس ومصر وليبيا واليمن وجذوره تمتد الى باقي الدول المستضعفة حيث سقط اعتى طواغيت القرن العشرين اللذين اعتمد عليهم الاستكبار في مخططاته المشؤومة .

اذن ماهو الطريق الذي يجب ان يسلكه المعسكر الاستكباري ليخرج من ازمته هذه ويستعيد انفاسه؟ لقد اتخذ الاستكبار العالمي اليوم  سياسة جديدة وهي سياسة  فرق تسد حيث التجا الى الحرب الطائفية ورفع شعارا ان  ايران دولة شيعية تريد ان تقضي على السنة .

عجيب امر هولاء الم تكن ايران ما قبل الثورة الإسلامية، بالرغم من شيعيتها من أعز أصدقاء المعسكر الاستكباري، حتى أطلق عليها الشرطي الأمريكي في المنطقة، وكانت حينئذ صديقة حميمة لمعظم المفلسين..  اذن مالذي غير المعادلة اليوم ليصبح كل من يوالي ايران طائفيا .

التفسير الوحيد لتغير المعادلة  بعد الثورة الإسلامية في إيران، هو: أن إيران خرجت بعد الثورة من مشروع الاستكبار، واستقلَّت بلواء المستضعفين في العالم. لذا نرى اية حركة جهادية او حركة انتفاضية او حركة مقاومة في العالم تناضل من اجل تحرير شعوبها ينعتوها بالايرانية .وهذا مانشهده اليوم في عراق التغيير عراق الديمقراطية حيث نرى الذين رموا انفسهم في احضان الاستكبار العالمي سنة وشيعة عربا واكرادا باعوا ضمائرهم وقبضوا الملايين نراهم اليوم عندما يلمسوا او يشموا اية ريح للتغيير نحو الاحسن يقولون انها من عمل ايران.

فتحية تقدير واحترام الى الرجل الذي قاد رياح التغيير في القرن الحديث الامام الخميني الراحل (قدس) والى من حمل الراية بعده الامام الخامنئي (مد ظله). وسيعلم اللذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.

* مدير مكتب امام جمعة النجف الاشرف.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه