26-04-2024 03:31 AM بتوقيت القدس المحتلة

نص خطاب السيد نصر الله الكامل في يوم الشهيد 2012

نص خطاب السيد نصر الله الكامل في يوم الشهيد 2012

خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في يوم الشهيد الاثنين 12-11-2012

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

إنني في البداية أرحب بكم جميعاً وأشكركم على هذا الحضور، ولا بدّ في يوم الشهيد أن نوجّه التحية بشكل خاص إلى عوائل الشهداء الذين قدّموا فلذات أكبادهم وأحبائهم في سبيل الله سبحانه وتعالى، وتجمعنا اليوم ذكرى هؤلاء الأحبة. 

بالوقت المتاح لي، إن شاء الله، سوف أحاول أن أتناول العديد من النقاط والموضوعات ذات الصلة، وأبدأ بما يتصل بالذكرى مباشرة، بذكرى 11-11 يوم الشهيد.

طبعاً الكل يعرف أن في مثل هذا اليوم في الحادي عشر من الشهر الحادي عشر تشرين الثاني سنة 1982 كانت العملية الاستشهادية النوعية التي نفّذها أمير الاستشهاديين أحمد قصير. قلنا في العام الماضي إن هذه العملية كانت الأقوى. بعد مضي عام،اليوم نعيد ونقول إنها ما زالت الأقوى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، الأقوى في النتائج، الأقوى في الآثار، الأقوى في التأسيس. وهذه العملية كسرت حواجز الخوف، عندما نعود إلى 1982 ومناخات ال82، كسرت حواجز الخوف وحطمت قيود اليأس وبدّلت المشهد تماماً وكذلك بدّلت الوجوه، أي وجوه الناس، وهناك وجه شارون وحلفاء شارون، وأعلنت بداية زمن جديد بدأ يلوح في الأفق، زمن هزائم العدو وزمن انتصارات المقاومة.
 
في مثل هذا اليوم من كل عام، تجمعنا الذكرى مع كل شهدائنا دفعة واحدة، في هذا اليوم نستحضر كل الشهداء، ترتسم أمامنا وجوههم وابتساماتهم، فتحضر في عقولنا وقلوبنا وذاكرتنا ووجداننا كلماتهم وذكرياتهم والوصايا، يغمرنا جميعا خليط من المشاعر: حزن وفرح، حزن طبيعي لأننا بشر، حزن على فراق الأحبة، الأب والإبن والأخ والعم والولد والزوج والزوجة، وفرح بعد ثلاثين عام على الإنجاز، على الانتصارات التي صنعوها بدمائهم، فرح لأدائهم الواجب الجهادي منذ الطلقة الأولى والانطلاقة الأولى، فرح أيضاً لوصول أحبتنا إلى النعيم الدائم وجوار ملك الملوك ورب الأرباب ويأخذ بأزمّة عقولنا وقلوبنا، وتصميم وعزم وإرادة على أن نواصل طريقهم وأن ننجز أهدافهم وأن نحفظ وصاياهم وأن نصدق كما صدقوا ونخلص كما أخلصوا ونضحي كما ضحوا وأن نهزأ بالمصاعب كما هزأوا، وأن نعشق من عشقوا وكما عشقوا وأن وأن...حتى يختم الله تعالى لنا بما ختم لهم من عظيم الكرامة والسعادة.

للشهداء نوجه تحيتنا والسلام: السلام عليكم يا شهداءنا وأحبتنا، وأعزتنا السلام على أرواحكم وأجسادكم، السلام على وجوهكم وأسمائكم، السلام على دموعكم ودمائكم، السلام على آهاتكم وصرخاتكم،  السلام على آلامكم وآمالكم، السلام على قيامكم وصيامكم، السلام على صبركم واحتسابكم، السلام على صدقكم وإخلاصكم، والسلام على صفائكم ونقائكم، والسلام على عاقبتكم الحسنة وخاتمتكم الحسنة الشريفة، حشرنا الله معكم ورزقنا شفاعتكم وشفاعة سادتكم محمد وآله الطاهرين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
 

في يوم الشهيد، أيها الإخوة والأخوات، في هذا العام تكون المقاومة الاسلامية أكملت من عمرها ثلاثين عاما عدا ونقدا، أي نحن نتحدث في 11-11-1982 الآن في  11-11- 2012، ثلاثون عاماً، طبعاً أنا أتحدث عن تاريخ المقاومة الاسلامية، طبعا هناك مقاومة وحركات مقاومة أقدم منّا وأكبر منّا سنّاً، نحترمها ونجلّها، وأيضا الإسلام يعلمنا أن نحترم من هو أكبر منّا في السن والتجربة، لكن نحن نتكلم اليوم عن الشاب الخاص بنا، نقول إن عمره ثلاثين سنة، يجب أن نتوقف قليلاً عند هذا الماضي الذي سوف ندخل من خلاله إلى الحاضر، ثلاثون عاماً من العمل والسهر والجد والاجتهاد والتعب، من الدماء والدموع، القلق والمخاطر والصعوبات، وأيضا ثلاثون عاماً من الإنجازات والانتصارات. طبعاً نحن نتحدث عن ثلاثين عاماً أي الكثير من شباب هذه المقاومة، سواء من مضى منهم شهيداً أو ما زال على قيد الحياة، في البدايات ماذا كانت أعمارهم؟ 18 سنة و19سنة و17سنة، الشهيد أحمد قصير 18 سنة، واليوم ذكراه، وهكذا الكثير من الشهداء والمجاهدين الذين ما زالوا أيضاً في الساحة، ويحق فيهم ما كان يقوله أمير المؤمنين(ع) عن نفسه في خطبة الجهاد: نهضت بها وما بلغت العشرين، وهأنذا ذرفت على الستين، وهذا الحال اليوم الذي وصل اليه جماعة المقاومة وإخواني الكثيرين الذين شابوا وقد شبنا معهم، لكن هذه المقاومة كانت دائماً تعبّر عن جيل متجدد ومتجدد ومتجدد... اليوم هناك أبناء الستين وهناك أبناء ال17 و18 و19 سنة.. هذه قوة وحيوية هذه المقاومة.
 
طبعاً نحن نتمسك بهذا الماضي، حين نضع أمامنا ثلاثين عاماً من التجربة كاملة، وتجربتنا وما جرى في بلدنا خلال ثلاثين عاماً، المواقف والقوى والأحداث والتطورات، من حزيران 1982 إلى اليوم، نتمسك بهذا الماضي وبهذا الجزء من تاريخنا، لأن الحاضر هو نتاج الماضي، وهو الذي يؤسس للمستقبل. الماضي بالنسبة لكل إنسان هو مصدر إلهام، مصدر إعتبار وإتعاظ، يستفيد من نقاط القوة ومن نقاط الضعف، من أخطائه، صوابه، من حسن عمله، من سوء عمله، إذا كان إنساناً عاقلاً يتعظ بتجربته وبتجارب الآخرين، ويمكن من ?