08-05-2024 07:47 AM بتوقيت القدس المحتلة

بين معراب وبقعاتا.. اختلاف بين الإستغلال والترفّع

بين معراب وبقعاتا.. اختلاف بين الإستغلال والترفّع

رغم انه لا يزال هناك ما يقارب العام على موعد الانتخابات النيابية في لبنان المقررة في العام 2013، الا ان بعض الاطراف السياسية اللبنانية بدأت تعدّ العدة لخوض غمار هذه الانتخابات متسلحة بشتى الوسائل.

رغم انه لا يزال هناك ما يقارب العام على موعد الانتخابات النيابية في لبنان المقررة في العام 2013، الا ان بعض الاطراف السياسية اللبنانية بدأت تعدّ العدة لخوض غمار هذه الانتخابات متسلحة بشتى الوسائل، حتى انها لا تنفك تستغل اي حادثة او حدث او مشكلة ايا تكن كوسيلة في حربها الانتخابية.


وبقدر استشراس البعض في استخدام كل صغيرة وكبيرة في مسيرة العام المتبقي قبل الانتخابات، نرى بعض الاطراف التي لا تتبع الاسلوب نفسه في خوض الانتخابات، بل على العكس تعمل هذه القوى على اتباع اسلوب اكثر ترفعا في حديثها عن الانتخابات، سواء من خلال مطالبتها بقانون معين على اسس محددة او بتطبيق اتفاق الطائف وغير ذلك مما يزيد في ترسيخ مفهوم المواطنة، أملا بالوصول الى دولة القانون والمؤسسات في لبنان.   


ومما يلفت في هذا المجال حادثتان اختلف استخدامهما في المشوار الانتخابي، الحادثة الاولى ما عُرِفَ بمحاولة اغتيال رئيس "الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقره في معراب، والحادثة الثانية حادثة التفجير التي استهدفت مقر حزب "التوحيد العربي" في بقعاتا الشوف في جبل لبنان.

 

في لبنان تختلف اساليب وطرق استخدام كل واقعة خدمة للانتخابات


وبين معراب وبقعاتا اختلفت اساليب وطرق استخدام كل واقعة خدمة للانتخابات، ففيما جهد جعجع وفريقه السياسي متمثلا بـ"14 آذار" على الاستفادة الى ابعد حد من واقعة لم يكشف حتى اليوم من قبل المعنيين عن تفاصيلها، فقد خرج جعجع سريعا الى الاعلام بمؤتمر صحافي بعد وقت وجيز من الاعلان عن "محاولة القنص" في دارته متحدثا عن بعض اساليب التخطيط والرصد والتنفيذ، موجها خطابه بشكل قد يستفاد منه في الانتخابات النيابية، ومن خلال رفع حالة التأهب في نفوس جمهوره خاصة واللبنانيين عامة بأن هناك من يتربص بهم اذا لم ينتخب فريق سياسي بعينه في الانتخابات المقبلة وكأن الامن والامان مرتبط بفوز فريق محدد دون غيره في الانتخابات، وهو لا يزال حتى اليوم وفريقه السياسي يحاولون توظيف هذه القضية في سعيهم للفوز في الانتخابات.


أما في المقلب الآخر حيث التفجير استهدف مركزا لحزب "التوحيد العربي" ابّان التحضير لاقامة احتفال لافتتاح المركز المستهدف، وهناك لم نرى رئيس الحزب وئام وهاب الا بعد فترة معقولة من وقوع الاعتداء "اي بعد ساعات" على حصوله، وفي المؤتمر الذي عقده وهاب لم يذكر سوى انه يرفض الفتنة في الجبل ولو على دمه، مطالبا بتحقيق جدي ومهني للكشف عن الفاعلين دون تصويب الاتهام الى جهة او فريق او طرف كما يفعل البعض لحصد النتائج في السياسة واقلام الاقتراع.


والسؤال لماذا يستخدم البعض اسلوبا راقيا في تحضيره للانتخابات من دون ان يخلق "مشكلة او ازمة انتخابية" عند كل مفترق طريق؟ بينما نرى ان هناك من يستخدم اساليبا توظف ساسيا كل شاردة وواردة بهدف الفوز في الانتخابات؟ وما اثر كل ذلك على رأي الناخب اللبناني لاي فريق انتمى؟ والى اي مدى تكون نتائج الانتخابات تعبر عن رأي الشعب اللبناني مع وجود وسائل ضغط مبطنة تلبس لبوس الخوف على الامن والاستقرار؟

 

عرقجي: 14 آذار تستغل كل صغيرة وكبيرة في محاولة للفوز بالانتخابات


وحول هذه التساؤلات توجهنا بالسؤال الى النائب السابق عدنان عرقجي الذي قال إن "فريق 14 اذار يستغل كل صغيرة وكبيرة في محاولته للوصول الى الانتخابات وهو في سبيل ذلك يحاول البحث والوصول الى قانون الانتخاب الذي يحقق مصلحته"، ورأى إن "جعجع لن يكتفي بالاتهامات التي اطلقها بعيد ما يسمى حادثة اطلاق النار على داره بل سيعمل الى اتهام المزيد من الجهات والاطراف فقط لغايات انتخابية واضحة"، ولفت ساخرا الى ان "جعجع سرّح جميع حراسه ومرافقيه المكلفين بحمايته وتعاقد مع شركة إكزوتيكا للورود وأوكل إليها مهمة حمايته من خلال كميات معينة من الزهور".


واوضح عرقجي انه "في الوسط المسيحي ليس كل الناس يؤيدون جعجع حتى ولو اتبع جعجع اسلوب الترهيب من خلال الحديث عن تهديد لامن الناس واستقرار البلد"، ولفت الى ان "جعجع يحاول اخافة الاكثرية الصامتة في لبنان وبالاخص في الشارع المسيحي التي لا تنتمي الى اي طرف سياسي من خلال تهديدهم وتجييشهم طائفيا"، واشار الى ان "هؤلاء يفكرون ويعرفون من سيختارون في الانتخابات لانهم يريدون مصلحة البلد"، واكد ان "على هؤلاء تحمل مسؤوليتهم الوطنية في اخياراتهم في الانتخابات"، ولفت الى ان "سمير جعجع بحياته لم يقل كلمة صادقة من حالات حتما حتى اليوم وان اللبنانيين لا يصدقون كلامه"، معتبرا ان "جعجع و14 آذار ليس لديهم اي عمل سوى البحث عن التحريض والفتن".

 

عرقجي: فريق 8 آذار يريد الحفاظ على مصلحة البلد واستقراره وامنه


ولفت عرقجي الى ان "14 آذار يحاولون اخد البلد منذ الآن باتجاه معين من خلال اثارة النعرة الطائفية وصرف المال الانتخابي كما حصل في انتخابات 2009"، واضاف ان "دور فريق 8 آذار الآن خاصة وفي اي وقت سواء قبل او بعد الانتخابات هو توعية الناس من مخاطر الانزلاق الى الانقسامات الطائفية والمذهبية كما يريد البعض بالاضافة الى العمل على تأمين الخدمات للناس ضمن الامكانات المتاحة لانه لا يمكن لاحد ان يحل محل الدولة"، وسأل "هل علم احد من يقف وراء تفجير مركز حزب التوحيد العربي وما هي نتائج التحقيق الموضوعي والجدي وهل يمكن الكشف عن ذلك للاعلان للناس من يهدد امنهم فعلا".


واعتبر عرقجي ان "مشكلة فريق 8 آذار وهذا بالطبع ايجابية تسجل له انه دائما يريد الحفاظ على مصلحة البلد وعلى استقراره وامنه"، ولفت الى ان "اطراف 8 آذار احيانا يعارضون آراء جمهورهم وحتى قد يخسرون من رصيدهم تفاديا للفتنة المذهبية والطائفية وحفاظا على امن البلد"، واكد ان "نتائج الانتخابات لن تتأثر لان 8 آذار لديه خطة عمل فيما لو تابع 14 آذار في مساره التحريضي"، واضاف انه "في اللحظة التي نرى ان البلد مهدد لكل حادث حديث وهناك خطة عمل لن يتمَّ الكشف عنها في الاعلان في الوقت الحالي"، مؤكدا ان "كل امر له ردة فعل الا ان 8 آذار يريد انقاذ ما يمكن انقاذه في البلد وعلى رأسه السلم الاهلي والعيش المشترك".


من كل ذلك يتضح بصورة جلية كيف ان البعض في لبنان يسعى فقط لتحقيق مصلحته ومن بعده الطوفان، ويعتمد في هذا المجال قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ولا يهم بعد ذلك شكل او نوعية او نزاهة او قانونية او شرعية الوسيلة طالما ان الغاية فوز في الانتخابات لمدة ولاية المجلس النيابي البالغة 4 سنوات، ومن هنا تبقى المسؤولية على الناخب اللبناني بأنه هو الوحيد القادر على وضع حد لكل من يسعى للتلاعب بمصير لبنان وبمسار الانتخابات المقبلة تحت اي شعار او تسمية.