26-04-2024 01:19 PM بتوقيت القدس المحتلة

مسيرات العشق الحسيني في يوم الأربعين تتكلل بالالتفاف حول مقام العقيلة(ع)

مسيرات العشق الحسيني في يوم الأربعين تتكلل بالالتفاف حول مقام العقيلة(ع)

لم ولن تنتهي مسيرات العشق الحسيني عبر الزمان, خطوات يقطعها الزوار من كل حدب وصوب بالاتجاهات المقدسة.


خليل موسى – سوريا

 لم ولن تنتهي مسيرات العشق الحسيني عبر الزمان، خطوات يقطعها الزوار من كل حدب وصوب بالاتجاهات المقدسة.

تلتقي صيحات الحق بين القبتين الشريفتين من ريف دمشق إلى النجف الأشرف، كل هذا يؤكد أن انتظار صاحب الزمان يتجدد كل لحظة مع عشق الحسين والوفاء لمصاب الحوراء عليهما سلام الله.

في الريف، بالقرب من العاصمة السورية، حيث ترقد السيدة الحوراء (ع)، ويشمخ مقامها الشريف، يصل القاصدون تباعا على مر الأيام التي تسبق أربعين الإمام أبي عبد الله (ع)، صوت التلبية من قلوبهم يبدأ، ومن جبينهم يشع عشقٌ لا يسبقه وهج في أيام لا يوجد فيها إلا طريقة واحدة للوصول وهي السير على الأقدام طواعية صادقة لتعزية حفيدة الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله باليوم الأربعين للمصاب بأخيها الشهيد.

أما الاجواء فكما رصدها موقع المنار خلال مشاركته في المسيرات الحسينية فكان لها وقع محبب على القلوب، ولم تكن مجرد عادات يقوم بها أهل المنطقة، فيحضرون الطعام بكل محبة للزوار، ويحارون كيف يقدمون لهم ما يخفف من مشاق رحلتهم المقطوعة بقصد الزيارة، فتفتح البيوت ذراعيها وتحتضن تعب الزائرين.

مشهد يتكرر كل عام ولم ينقطع رغم كل الظروف التي تعيشها سورية من حرب مع التكفيريين، فمن مداخل البلدة إلى الضريح أكف ترتفع مبايعة ومؤدية القسم بنهج طريق سيد الشهداء (ع)، كل ما في العيون يوحي بمصاب جلل، وبإيمان مصدره القلب، وحسرة في صدور المؤمنين على دموع العقيلة وظلمها الذي أخذ من حياتها في ذلك العصر أغلى ما لديها.

دعاء صادق تخطه العيون بحبرها المتكئ على جدار الضريح، وتمنيات من يحني رأسه هناك صوب العقيلة، تصدح بحسرة أن لم يكن معها في ذلك العصر فيأمل أن يعوض ذلك بالتردد الدائم نحوها في كل زمان ومن أي مكان.

اما ما يميز هذا العام فهو الأمان الذي توسعت رقعته، فأصبحت أفضل مما كانت عليه من قبل خلال الحرب التكفيرية الموقدة ضد سورية والتي كان المقام واحدا من أهم أهداف التكفيريين، لكن هناك من آمن بنهج الحسين فبنى من جسده مع رفاقه جدرانا تسيج المقام، وترك روحه تهيم في سمائه الطاهرة، وبقيت وجوههم في صور تروي تلك الحكاية، وتثبتها للأجيال القادمة.