الثلاثاء   
   02 12 2025   
   11 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 17:11

310 يوما من العدوان.. طولكرم ومخيماها تحت سياسة تدمير ممنهجة وتهجير واسع

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها للاجئين، لليوم الـ310 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ297، وسط استمرار عمليات الهدم والتجريف داخل المخيمين، بالتوازي مع اقتحامات يومية وعمليات دهم واعتقال واعتداءات استيطانية متصاعدة في محافظة طولكرم وقراها.​

وشهدت المحافظة خلال الشهر الماضي تصعيدا خطيرا من قبل قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين، تخللته اقتحامات متكررة واعتقالات واعتداءات واسعة على الممتلكات الفلسطينية.

ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، وشرع في أعمال تجريف وتعبيد للشوارع والطرق التي فتحها داخل مخيمي طولكرم ونور شمس، في إطار سياسة فرض أمر واقع لتحويل المخيمين إلى أحياء تابعة للمدينة، ومنع أي عمليات إعادة بناء للمنازل المهدمة، بعدما أدت العملية العسكرية حتى الآن إلى هدم نحو 1440 منزلا، وفق تقديرات محلية.​

وفي مخيم نور شمس شرق طولكرم، استمر العدوان للأسبوع الثالث عشر على التوالي، حيث شهد المخيم انفجارات وعمليات إطلاق نار كثيف بالتزامن مع اقتحام جديد نفذته قوات الاحتلال برفقة جرافات عسكرية.

وأُجبرت عائلات على إخلاء منازلها في حارة المسلخ، بينما يواصل الأطفال النازحون التعبير عن شوقهم للعودة إلى بيوتهم ومدارسهم التي حُرموا منها منذ نحو عشرة أشهر، في مشهد يكرّس حالة تهجير قسري ممتد.​

وتصاعدت اعتداءات المستوطنين، حيث هاجمت ميليشياتهم ممتلكات الفلسطينيين في بلدتي بيت ليد ودير شرف شرقي طولكرم مرات عديدة، وأضرموا النيران في منشآت وشاحنات تابعة لشركة “الجنيدي”، ما أدى إلى تدمير شاحنات ومركبات وأضرار في منشآت صناعية وتجارية.

وتم توثيق أكثر من 15 اعتداء للمستوطنين في المحافظة، تصدى المواطنون لأربعة منها، في وقت نفذت قوات الاحتلال 450 عملية دهم منازل ضمن 143 عملية اقتحام لمناطق متفرقة، و3 عمليات مصادرة ممتلكات، و26 حالة تدمير لممتلكات، إضافة إلى قمع عدة مظاهرات، وتنفيذ 94 عملية إطلاق نار، و88 حالة تضييق على المواطنين عبر الحواجز العسكرية، ما أسفر عن إصابة 26 مواطنا واعتقال 56 آخرين، بحسب متابعات ميدانية.​​

ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه طولكرم ومخيماتها حالة غضب شعبي متصاعد، على وقع استمرار الاقتحامات اليومية وفرض قيود مشددة على حركة المواطنين وإغلاق مداخل البلدات، في سياسة وصفتها جهات حقوقية بأنها عقاب جماعي يطال مجمل سكان المحافظة.

واندلعت مواجهات عديدة مع قوات الاحتلال والمستوطنين، ترافقها مسيرات رافضة للعدوان المستمر على المدينة ومخيماتها وبلداتها.​

وأدى التصعيد المتواصل إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، مع تدمير أكثر من 1440 منزلا تدميرا كليا، وتضرر 2573 منزلا جزئيا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.

وأسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 14 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما في الشهر الثامن من الحمل، إلى جانب عشرات الإصابات والاعتقالات، ودمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات.​

المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام