في رحاب المفكرَين السيدين موسى الصدر ومحمد باقر الصدر.. – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

في رحاب المفكرَين السيدين موسى الصدر ومحمد باقر الصدر..

3345
 يعتبر الامام موسى الصدر وآية الله الشهيد الصدر الذي نعيش ذكراه هذه الايام من رواد الفكر الاقتصادي الى جانب ريادتهما الدينية. الامام الصدر درس شهادة الحقوق الاقتصادية ولديه كتب عن الاقتصاد في الاسلام وبحوث اقتصادية ومن الملاحظ ان كلمة المحرومين أخذت حيزا في كتاباته ، حيث كانت تتبلور عقليته الاقتصادية والحقوقية وبالتالي السياسية مع عمق التجربة والثقافة التي يتحدث عنها هو في احد مقابلاته .
التقى الامام الصدر بالشهيد السيد محمد باقر الصدر في النجف الاشرف بشكل اوسع واكثر قربا  وبدأ الحراك الفكري العميق يتفاعل ويتقدم فكانت الحوارات والمناقشات بين عمالقة الفكر الديني .
كتب الشهيد الصدر درة الاقتصاد الاسلامي “اقتصادنا” على منهج  محمد وال محمد بشكل يليق بهذا الفكر  مستخرجا اللالئ والجواهر كغطاس في بحر  لا  يأتي الا بالمرجان …  وكأنه كان يهيئ لاقامة دولة الامام المهدي عليه السلام التي تحتاج الى الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها من مقومات الدولة الحديثة المتطورة والمنتظمة وهو ما كانت ايضا رائدة متقدمة فيه الثورة الاسلامية الايرانية والامام الخميني رضوان الله عليه والامام الخامنئي دام ظله.

“اقتصادنا” تعني الكثير فالتطور والتقدم لا يمكن الا ان يقام بنحن وليس  بأنا الحزبية والفردية ..اقتصادنا كما تفهم النجف وقم والحوزات العلمية …ولكن “نحن” كيف يمكن ترجمتها على الارض في العراق ولبنان وايران  والعالم الاسلامي.. كان السيد موسى  الصدر يتحرك لبنانيا في واقع معقد بسبب  الطوائف والاحزاب . كما يشير الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره … فاذ بابداعات حركة المحرومين على يدي  الامام المغيب موسى الصدر  بحركة اقتصادنا ولكن بسواعد محرومة مسلمة ومسيحية في لبنان وغيرها من السواعد الحرة …

وللامام كلام عن اهمية تجربة حركة المحرومين على المستوى العالمي وخاصة الاسلامي إن النظرية التطبيقية لحركة المحرومين  التي اسسها الامام الصدر كانت هي المبدأ العملي والمدماك الاول لدمج النظرية الاقتصادية الاسلامية اقتصادنا  والسياسية الايمانية والمدرسة القرآنية في مجتمع متعدد المشارب لايجاد المشتركات العملانية .
فلقد أظهر الامام بأنه يملك قدرة التلاقي بين مختلف الطبقات والمطالبة بالحقوق العامة. وتعتبر من اهم التجارب التي تجمع الاسلام والمسيحية. فقد انطلق من مفهوم الامام المهدي عليه السلام عن العدالة ومن مفهوم المسيح عليه السلام عن الخلاص فاظهر مطالب المحرومين على مساحة الجغرافيا اللبنانية اولا وعلى مساحة العالم الاسلامي ثانيا وعلى المستوى العالمي ثانيا  …
 ولعل أهم ما  قام به الامام السيد موسى الصدر انه اخرج المفاهيم التي تتعلق بالمسلمين الى الواقع اللبناني بطريقة دمج بين  المشتركات الانسانية والمطالب الاجتماعية. فكان للشهيد العبقري محمد باقر  الصدر التأثير التغييري على المستوى الفكري والعملي وكذلك كان لتجربة المبدع السيد موسى الصدر التأثير التغييري الفعلي ….
 بقلم الدكتور حسان الزين

المصدر: بريد الموقع

البث المباشر