معدلات الأمطار .. سيّئة لكنها ليست الأسوأ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

معدلات الأمطار .. سيّئة لكنها ليست الأسوأ

1280x960_144846_large
حسين سمّور

 يتأثّر لبنان بالتغيّر المناخي العالمي، فظاهرة الاحتباس الحراري وتبدل المناخ، وارتفاع درجات حرارة الارض تبدو انعكاساتها واضحة في مختلف الدول ومنها لبنان، الذي شهد خلال السنوات العشر الاخيرة تبدلا كبيرا في مناخه، إذ ان سنواته تتأرجح بين شتاء ممطر وآخر أقل مطرا، عدا عن الارتفاع المستمر بدرجات الحرارة في كل عام.

 فصل شتاء قليل المطر يعيشه لبنان اليوم، فَنِسب الامطار في مطار بيروت الدولي لم تصل الى المعدلات العامة، وهي لا تزال تحت خط السنة الماضية، فوصل المعدل حتى هذه الفترة من السنة الى 206 ملم مقابل 374 ملم للسنة الماضية، فيما المعدل العام هو 382 ملم.

ثامن أسوأ شتاء

 تدني نسب المتساقطات هذا العام لا ينذر بأزمة كبيرة كما يشاع، فهذا ما اكد عليه رئيس مصلحة الارصاد الجوية في مطار بيروت مارك وهيبي. وفي اتصال مع موقع المنار الالكتروني قال وهيبي ان “هذه السنة تعتبر من السنوات السيئة في معدلات الامطار ولكنها ليست الاسوأ”، واضاف “ان هذا الشتاء هو ثامن اسوأ شتاء من حيث نسب المتساقطات يمر على لبنان، فالمعدل متأخر جدّا ولا زال دون المعدلات العامة لهذه الفترة من السنة”.

 وحول امكانية تحسّن المعدلات خلال الفترة المقبلة، قال وهيبة ان كل الاحتمالات تبقى موجودة، فهناك امكانية للتعويض اذا ما شهدت الاشهر المقبلة تساقط نسب عالية من الامطار، ولكن تبقى ضئيلة نسبيا على اعتبار ان المعدلات حتى الآن لا تزال بعيدة عن المعدلات العامة.

p10_20140121_pic1 وفي ظل هذه الأوضاع وتأخر الشتاء والثلوج في بعض المناطق اللبنانية، خاصة تلك الزراعية منها، يبدي المزارعون تخوّفا كبيرا، اذ ان مشاكل الري بدأت تظهر منذ الآن، وبالتالي فإن الخوف على المواسم الزراعية خاصة في فصلي الربيع والصيف يبدو كبيرا.  ويظهر تخوّف اضافي على الآبار الارتوازية التي بدأت تفقد كميات كبيرة من المياه، نتيجة عدم التخزين. ويعتبر وهيبي ان المشكلة ستكون أصعب خلال الصيف في التجمعات السكانية الكبيرة كالعاصمة بيروت، اذا ما استمرت النسب على هذه الحال في الفترة المقبلة. فهو يعتبر ان “المشكلة الاساسية ليست بتناقص الامطار بشكل خاص لان هذا الامر حصل خلال السنوات الماضية، بل بزيادة الطلب على المياه وزيادة الاستهلاك على مياه الشرب ومياه الاستخدام اليومي، خاصة في بيروت والمدن الكبرى”، وهذا الامر ازداد ايضا مع وصول اعداد كبيرة من النازحين واللاجئين الى لبنان.

 خطط مطلوبة

تفاقم أزمة المياه خلال السنوات الماضية، وانخفاض معدل المتساقطات هذا العام لا شك انه بحاجة الى خطط على مستوى الدولة، لحل الأزمة، والتخفيف من معاناة اللبناني الذي يعاني من انقطاع شبه دائم للمياه خاصة في فصل الصيف. ويؤكد متابعون لهذه القضية خاصة في المناطق الزراعية ان مشاريع السدود والبرك الاصطناعية باتت اليوم ضرورة ملحة لتجميع المياه، وحفظ كميات المياه الكبيرة التي تذهب كل عام الى البحر دون الاستفادة منها كما يلزم. كما ان مشروع تنظيم توزيع المياه، واعادة تأهيل الشبكات في المدن الكبرى وخاصة في العاصمة بيروت أمر ضروري من اجل الحد من الهدر، وتأمين التوازن في التوزيع على كافة المناطق.

 أزمة مستمرة منذ سنوات في لبنان الذي لم يصل الى حافة التصحر او الجفاف كما يروّج البعض، ولكن الامر بحاجة الى علاج سريع وعلى اعلى المستويات بحسب ما يؤكد المتابعون لهذا الموضوع، من اجل وضع حدّ للنزيف الحاصل في ملف المياه وتأمين مخزون مائي مهم يحمي لبنان في السنوات التي تشهد نسب متساقطات متدنية كما هو الحال هذا العام.

المصدر: موقع المنار