أصدر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تعليمات بإجراء تحقيق دقيق حول حادث الانفجار الهائل الذي وقع أمس السبت في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس (في محافظة هرمزكان، جنوبي البلاد)، وتتبع أسبابه.
وكتب رئيس الجمهورية عبر حسابه في الفضاء الافتراضي، قائلاً: “مع التعبير عن بالغ أسفنا وتعاطفنا مع المتضررين في محافظة هرمزكان، أصدرت تعليمات بالتحقيق في الوضع وأسباب الحادث”. وأضاف: “لقد توجه وزير الداخلية، كممثلي الخاص، إلى المنطقة لإجراء تحقيق دقيق في أبعاد الحادث، والقيام بالتنسيقات اللازمة، ومعالجة أوضاع مصابي هذا الحادث”.
وافاد التلفزيون الإيراني عن ارتفاع عدد القتلى الى 18 شخصا وجرح 800 شخص في حصيلة جديدة.
وأوضح مراسل التلفزيون الرسمي في المكان: “تمت السيطرة على الحريق لكن لم يخمد بعد” فيما يتصاعد دخان كثيف أسود من ورائه.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي تصاعد أعمدة ضخمة من الدخان الرمادي والأسود بعد الانفجار في الميناء القريب من مدينة بندر عباس، مركز محافظة هرمزكان المطلة على الخليج. كما أظهرت اللقطات تحليق المروحيات ومشاركتها في جهود الإطفاء ونقل الجرحى.
كما أظهرت لقطات من المكان أضرارًا كبيرة في الميناء والطرق المؤدية إليه، حيث تناثر الحطام في كل مكان، بينما كان المسعفون ينقلون مصابين على متن حمالات إلى سيارات الإسعاف. كما تسببت قوة الانفجار في تضرر عشرات الحاويات الحديدية والشاحنات التي تفحم بعضها بشكل شبه كامل، بينما كانت أخرى تلتهمها النيران بالكامل.
ودعا مركز نقل الدم في المحافظة الإيرانيين إلى التبرع بالدم. وأصيب ثلاثة مواطنين صينيين “بجروح طفيفة”، وفق ما نقلت قناة “سي سي تي في” الرسمية عن قنصلية بكين في بندر عباس.
يعد ميناء الشهيد رجائي، الواقع على مسافة نحو 23 كيلومترًا غرب مدينة بندر عباس، أكبر الموانئ التجارية في إيران، وتمر عبره أكثر من 70% من البضائع الإيرانية، وفق البيانات الرسمية.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن هذا الميناء هو “أكبر وأكثر موانئ الحاويات تطورًا في إيران، ويضم 12 رصيفًا للحاويات و30 رافعة، بالإضافة إلى أنواع من التجهيزات المتطورة، ويؤدي دورًا محوريًا في الاقتصاد البحري للبلاد”.
ويقع الميناء على مضيق هرمز الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي.
وأشارت وكالة فارس إلى أن دوي الانفجار سُمع على مسافة 50 كيلومترًا من موقع الميناء، ونقلت عن شهود قولهم إن الأرض اهتزت جراء شدته. وذكرت وكالة تسنيم أن “موجة الصدمة كانت قوية لدرجة أن معظم المباني في الميناء تعرضت لأضرار بالغة”.
ولم يُعرف على الفور عدد الموظفين الذين كانوا في الميناء لحظة وقوع الانفجار، وهو أول يوم عمل في الأسبوع في الجمهورية الإسلامية.
وأكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية أن الانفجار “ليس له علاقة بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط المرتبطة بالشركة في تلك المنطقة”. وأكدت أن “المرافق الواقعة في منطقة بندر عباس تعمل حاليًا دون انقطاع”.
المصدر: مواقع