زفاف «أثري» في قلعة صلاح الدين – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

زفاف «أثري» في قلعة صلاح الدين

زفاف «أثري» في قلعة صلاح الدين
داخل قلعة صلاح الدين في سوريا

الصدفة وحدها، قادت كلاً من محمد أبو دان ومنال النوري إلى لتعارف خلال رحلة استكشافيّة انتهت بزواج وصفه كثيرون بأنَّه «أسطوري»، برغم بساطته الشديدة. في قلعة صلاح الدين الأيوبي الأثريّة في محافظة اللاذقيّة الساحليّة، أقامت جمعية «أنا السوري» للاستكشاف والتوثيق، حفل زفاف لاثنين من أعضائها خلال أحد أنشطتها الاستكشافيّة.

لا تخفي منال غبطتها بعرسها، تروي قصة تعارفهما: «أنا من دمشق وزوجي من مدينة حلب، وقد بدأت قصّتنا في أحد أنشطة الجمعيّة في محافظة حمص، وكان حفل زفافنا أيضاً ضمن نشاط للجمعيّة إلى جانب أفرادها في محافظة اللاذقيّة». وتقول «سنقوم بجولة إلى باقي القلاع السوريّة».

خلال العرس البسيط، قام أفراد الجمعيّة بإعداد الحفل الذي شهد أيضاً عراضة شاميّة تراثيّة، كما ارتدت بعض النساء زيّاً تراثيّاً، لتظهر العروس بفستانها الأبيض، منتعلةً حذاءً رياضياً. مساءً، أنار المحتفلون أرجاء القلعة بالمشاعل والشموع وحلقات النار في مشهد يحاكي تاريخ القلعة المسجّلة على لائحة التراث العالمي، ويعود تاريخها إلى ما قبل القرن الرابع قبل الميلاد.

وعن تفاصيل الاستعداد للزفاف، يقول العريس: «فكرة إقامة العرس خلال أحد النشاطات كانت قائمة، لكنّنا لم نخطّط لإقامته في القلعة في البداية، إلَّا أنّنا، وخلال مشاركتنا في مسير للجمعيّة في قرية قريبة من القلعة، أخبرنا الأهالي أنَّ القلعة أعادت فتح أبوابها للزوّار من جديد بعد نحو خمس سنوات من إغلاقها بسبب الحرب، فقمنا بتنفيذ مشروع مبيت فيها لمصلحة الجمعيّة، تخلّله حفل الزفاف الذي شارك فيه نحو 130 شخصاً».

لم يمنع حفل الزفاف العروسين من تنفيذ المهام الموكلة إليهما خلال النشاط. يروي العريس أنَّه وفي اليوم الثاني «قمنا ككادر تنظيمي وليس كعروسين، بإتمام المهام الموكلة إلينا من نصب العلم السوري على جدار القلعة وتحضير وجبة الغداء للمشتركين والقيام بجولة تعريفيّة عن معالم القلعة».

يرى محمد أبو دان أنَّ هذا الزفاف ساهم بتشجيع المواطنين على زيارة القلعة من جديد بعد إغلاقها، مشدداً على أنَّ «إقامة عرس داخل قلعة من قلاع سوريا فخر كبير لنا وللجمعية، حيث استطعنا كسر حاجز الخوف لنعيد لهذه القلعة السورية حيويتها وأهميتها بعرس سوري استثنائي». ولتكتمل فرحة العروسين العاشقين للتراث والتاريخ، صادف يوم زفافهما تحرير مدينة تدمر الأثريّة.

وفي هذا السياق، تقول منال النوري: «سنزور تدمر وقلعتها وجميع القلاع السوريّة». وتضيف «أردنا، كسوريّين، أن نوجّه رسالة للجميع في ظلّ الظروف التي تعيشها سوريا، بأنَّ صناعة الفرح واجب علينا، وأن لا نستسلم لهذه الحرب، بل علينا أن نعكس حقيقة طبيعتنا كسوريين، لأنّه فعلاً على هذه الأرض تحديداً ما يستحق الحياة».

 

المصدر: جريدة السفير