29-03-2024 01:31 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحف الإسرائيلية: إنها حرب أعصاب بين اسرائيل وايران

الصحف الإسرائيلية: إنها حرب أعصاب بين اسرائيل وايران

لم تهدأ حرب التصريحات والتحليلات الإسرائيلية الخاصة بالملف الإيراني. بدأت معالم صورة ما وراء "سجال الهجوم على ايران" تتضح مع نشر عدد من المعلقين قراءات أكثر تبلوراً للحدث

 

لم تهدأ حرب التصريحات والتحليلات الإسرائيلية الخاصة بالملف الإيراني. بدأت معالم صورة ما وراء "سجال الهجوم على ايران" تتضح مع نشر عدد من المعلقين قراءات أكثر تبلوراً للحدث رأوا فيها أن ما يحصل يندرج ضمن سياق "حرب أعصاب بين اسرائيل وايران" هدفها دفع الدول الغربية وكل من روسيا والصين إلى تشديد العقوبات على ايران على قاعدة أن "العقوبات أقلّ ضرراً للعالم من هجوم قد نقوم به".

في هذا السياق، رأت صحيفة هآرتس أن ما يحدث حالياً بين تل أبيب وطهران هو "حرب إشارات وتهديدات علنية ليست موجهة بالضرورة نحو المواطنين المستهدفين في الداخل، بل نحو كل من فيينا ونيويورك ولندن وواشنطن". وحذرت الصحيفة من الإستمرار في هذه اللعبة الخطيرة، قائلة" بعد بضعة أسابيع من بناء توترات متعمدة، سوف يؤدي ذلك إلى قيام أحد الطرفين بخطأ قاتل سيقود المنطقة إلى الحرب، حتى لو لم تكن تلك هي الخطة.

من جهته، نقل المعلق السياسي لصحيفة معاريف، بن كسبيت عن مسؤول سياسي رفيع المستوى جداً قوله إن "واقع خروج رؤساء المؤسسة الأمنية السابقين، وربما الحاليين أيضاً، إلى وسائل الإعلام في الشأن الإيراني يشهد على أنهم لا يثقون بالقيادة الأمنية لدولة اسرائيل". وأشار الكاتب إلى وجود "أزمة ثقة جديدة وقاسية للغاية بين قيادة الجيش بأسره، بمن فيها رئيس الأركان بني غينتس، وقيادة الموساد كلها، بمن فيها رئيس الموساد، وبين وزير الدفاع". ويضيف كسبيت أن الخلافات بين القيادة العسكرية وباراك بلغت حداً غير معقول،" فالخلاف انتقل حتى إلى القضايا الإستراتيجية الأهم، حيث بلا يثق الجيش والموساد بأي كلمة يقولها وزير الدفاع وهم واثقون بأنه يناور عليهم فيها".

 

بالنسبة لعبد الباري عطوان في صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن، فإن خوض حرب ضد ايران قد يكون آخر شيء يريده الرئيس الأميريكي باراك أوباما، في ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعيشها بلاده العالم الغربي بشكل عام، إضافة إلى اقتراب إدارته الديموقراطية من انتخابات الرئاسة الأميريكية بعد اثني عشر شهراً من الآن. لكن الكاتب أشار إلى أنه "عندما يكون بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل هو حاكم أميريكا الفعلي، وراسم سياستها الخارجية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، فإن كل التحفظات توضع جانباً". وأكد الكاتب أن هذه الحرب لو اشتعل فتيلها، فإنها الوحيدة التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها" ولكن ما يمكن التنبؤ به، وبكل تأكيد، أنها ستغير وجه منطقة الشرق الأوسط بل والعالم بأسره كلياً، وبصورة أكبر من متغيرات الحرب العالمية الثانية، فإما أن تنكمش اسرائيل مساحة وقوة ونفوذاً، بل ووجوداً، وإما أن يتحول العرب والمسلمون إلى سبايا تحت أقدامها".

ورأى محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رون بن يشاي، أن احتمال إصدار أمر بمهاجمة ايران لا يزال بعيداً في الوقت الراهن لأسباب عديدة " بينها أن ايران لن تستكمل برنامجها النووي بحسب التقديرات قبل عام 2015، وعقوبات دولية أشد قد تدفعها إلى الموافقة على صفقة مع الدول الغربية للتراجع عن هذا المشروع". كما أكد الكاتب أيضاً أن هذا الهجوم غير ممكن حالياً "بسبب معارضة الولايات المتحدة التي تخشى من تبعات الرد الإيراني على حلفائها في الخليج، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرارهم، إضافة إلى تعريض إنتاج النفط ونقله للخطر، واستهداف الجنود الأميركيين ومواطنيها في المنطقة". وبرأي بن يشاي فإن لاسرائيل مصلحة في إعادة الموضوع الإيراني على رأس جدول الأعمال الدولي، بعدما أزاحته أحداث الربيع العربي عن الواجهة.

اختارت صحيفة واشنطن بوست أن تطرح الأسئلة التالية: لما هذه البلبلة الإعلامية الآن؟ هل يمكن للضربة الإسرائيلية على ايران أن تكون وشيكة إلى هذا الحد؟ وأجابت الصحيفة الأميريكية عن هذه الأسئلة قائلة "ايران، بعد كل شيء، لم تظهر أنها تنتج قنبلة نووية، وحتى لو فعلت ذلك، فإن معظم الخبراء في اسرائيل وكذلك في الغرب يقولون إن الأمر سيستغرق النظام سنة أو أكثر لإكمال القنبلة". وأضافت واشنطن بوست" كل الدخان الإعلامي المتصاعد يساعد في التعتيم على نيات اسرائيل الحقيقية. فبعد صرخاتها الكثيرة، يمكن القول إنه عندما تحضّر اسرائيل فعلياً لهجوم من هذا النوع، لن يعرف أحد بذلك من خلال التسريبات الصحفية. كما أنها لن تذهب إلى خيار كهذا بدون دعم الولايات المتحدة، جلّ ما تفعله اسرائيل اليوم هو إبعاد الأضواء عن مساعي الإعتراف بالدولة الفلسطينية باستحضار التهديد الإيراني، فتضغط بذلك على حليفها الإستراتيجي من جهة، وتشدد العقوبات ضد طهران من جهة ثانية".